04-05-2014 –
د. إسماعيل الملا إسماعيل –
نظمت مؤسسة الحوار الإنساني بلندن ندوة علمية للدكتور إسماعيل الملا إسماعيل تحدث فيها عن موضوع “التغيرات المناخية. التساؤلات والتأثيرات على البيئة والطاقة” وقد ساهم في تقديمه وإدارة الندوة الناقد عدنان حسين أحمد. قسّم الدكتور إسماعيل محاضرته إلى عشرة محاور رئيسة وهي تاريخ الغلاف الجوي للأرض، ومكونات الغلاف الجوي، وتغيرات الضغط، وتغيرات الحرارة، وحركة الرياح، وأثر الانبعاثات الغازية، ومفهوم الغازات الدفيئة، وما هو عمل هذه الغازات؟ وارتباطها بالتغيرات المناخية. ثم عرّج بشكل سريع على قصة العراق وارتباطه مع الأمم المتحدة لأن العراق حديث العهد في هذا المجال ويعود تاريخ ارتباطه إلى عام 2009. ثم تحدث عن وزارة البيئة (واتفاقية الأمم المتحدة المبدئية بشأن التغير المناخي) ثم توقف عند آخر أخبار البيئة والتغيرات المناخية في العراق.
ذكرَ المحاضر بأن الانبعاثات الغازية المسجلة من قبل مجموعة من الباحثين الذين بدأوا أعمالهم وأبحاثهم تحت رعاية الملكة البريطانية سنة 1952، وقد رُصدت ميزانية خاصة للبعثات الاستكشافية للقطبين الشمالي والجنوبي وبدأت الدراسات وكانت النتائج مذهلة بحق.
قال المحاضر في حديثه عن “التاريخ العام” بأن الأجواء الحالية هي مختلفة تماماً عن جو الأرض القديم. ويعتقد أن كوكب الأرض قد تكوّن قبل خمسة مليارات سنة. ويحتمل أن الغلاف الجوي قبل ثلاثة مليارات ونصف المليار سنة كان يتكوّن من ديوكسيد الكاربون، ومونوكسيد الكاربون، والماء، والهيدروجين والنيتروجين. إن غياب جزئية الأوكسجين (O2) هي الميزة الأكثر أهمية للبيئة القديمة، وأن البيئة أو المحيط الحالي للأرض يُحتمل ألا يكون المحيط الأصلي.
الغلاف الجوي الحالي هو بيئة أو محيط مؤكسد بينما المحيط الأرضي كان محيطاً أصغر ويمكن أن يكون شبيهاً إلى تكوين الغيمة الشمسية وهو قريب من المكون الحالي للكواكب الغازية العملاقة. يبدو من الفضاء الخارجي أن محيط الأرض أشبه بغشاء أزرق شفاف أو غلاف هوائي قد يصل ارتفاعه إلى 560 كم من سطح الأرض.
إن مكونات الأجواء الحالية التي ترونها من نيتروجين وأوكسجين وآرغون وتريس غازز بضمنها الماء والأوزون ودايوكسيد الكاربون. أشار المحاضر إلى أن التقسيم الذي سوف نراه للأجواء وتوزيع الغازات ثم نحاول أن نتعرف على الكيفية التي تتحرك بها هذه الغازات؟ وما هو أثرها؟ وكيف تولدت التغيرات المناخية؟ وأين تحدث؟ وما هي؟ قسّم المحاضر الجو إلى أربع طبقات رئيسة وتلعب دوراً رئيساً فيها “الحراة والضغط وحركة الرياح) وتعتبر كل طبقة بمثابة مفاعل تجري فيه العديد من التفاعلات. وبين كل طبقة وأخرى هناك مصد أو فاصل غير مرئي، وعلى هذا الأساس تم تصنيف العلوم ودراستها. وأشار المحاضر إلى أن تخصصه العلمي يقتصر على دراسة الطبقتين الأولى والثانية. ذكر المحاضر بأن التروبوسفير هي أول طبقة تبدأ من سطح الأرض ويصل ارتفاعها إلى 14 كم وتصل درجات الحرارة فيها من 15 إلى -52 وقد تصل بعض الأماكن إلى – 60 والسبب هو التغير في درجات الحرارة والضغط وحركة الرياح.
وإذا صعدنا إلى 50 أو 52 كم ندخل بالطبقة الثانية وهي الستراتوسفير وهذا يسمى بالجو السفلي والتركيز عليه كثير لأن جميع الظروف الجوية تحدث فيه. تمتاز الطبقة الثانية بالجفاف والهواء يتحرك بشك أفقي، وفيه تصل الحرارة إلى -5 والملاحظ أنها ارتفعت من -50 إلى -5. أما الطبقتان الأخريتان فهما الميسوسفير والثيرموسفير.
الحقائق الواقعية للتغيرات المناخية والتساؤلات؟
* مثلما عرفنا وعلى مدى المئتي سنة الأخيرة أن حرارة الأرض قد ازدادت 3 – 5 درجة مئوية (البعض يقول أكثر) وعليه ولدت التساؤلات؟
* كيف ازدادت هذه الحرارة؟ ولماذا؟
* من هو المتأثر الفعلي بهذا الازدياد للحرارة؟
* هل هناك من سبيل للتخفيف أو التقليل من التسارع في ازديادها؟
هذه التساؤلات تعني الرجوع إلى الماضي للتعرف على بعض الحقائق التي وقعت وحدثت فعلاً، ومحاولة دراسة الحاضر وارتباطه بهذا الماضي لفهم الصلة والرابط إن كان هناك ارتباط، ومن ثم يمكن تنبؤ أو استقراء المستقبل بشكل جيد لمحاولة تدارك الأمر إن كان بالإمكان فعل ذلك!
* وعليه تم الرجوع إلى الماضي وتمت دراسته بشكل جيد وبمختلف الطرق والتقنيات المتاحة وتم التعرف على الحاضر وحصر الفعاليات والأنشطة المتواجدة على سطح الارض.
*أشار المحاضر بأنه تم إطلاق الصيحة الأولى (النداء الاول) عام 1992 لجميع البشر بأن ما حدث في الماضي ويحدث الآن هو عبارة عن إضافة كبيرة وإرباك كبير للدورة الطبيعية للمناخ الأرضي.
* هذا الارباك والاضافة يتلخص بالنشاطات البشرية الصناعية والنفطية بشكل رئيسي والاستخدامات البشرية لوسائل النقل الحديثة مثل السيارات والقطارات والطائرات والبواخر والسفن البحرية والفضائية، أي استخدامات الطاقة والوقود.
* بعد إطلاق هذا النداء انقسم العلماء والباحثون والمعنيون بهذا الشأن الى قسمين رئيسيين وهما:
1- الأول وهو الأكبر كماً وحجماً وتأثيراً وهو القائل بأن على البشرية جميعاً فعل الكثير وتوحيد الجهود من أجل إيقاف أو تقليل تنامي هذا الإرباك قبل الوصول إلى حالة الكوارث والمآسي الطبيعية التي لايمكن السيطرة عليها أو تلافيها.
2- الثاني وهو الأقل عدداً (نوعاً ما) القائل بأن مايحدث هو لا يتعدى كونه دورة طبيعية من دورات الطبيعة نفسها وهي تعيد نفسها بنفسها وأن ذلك قد حدث سابقاً وسيحدث مستقبلاً ربما بعد مئات آو الاف السنين من الآن.
* الحوادث المسجلة والمرصودة والكوارث التي وقعت خصوصاً بالعقدين المنصرمين رجحت كفة القسم الأول من العلماء القائل بضرورة اتخاذ الاحتياطات وتقليل الإضافات الحاصلة على النظام الطبيعي.
* وعليه تم تبني مشروع معاهدة دولية إلزامية من قبل الأمم المتحدة تلزم الدول الكبرى والصغرى (ليس على حد سواء) بالتقليل من هذه الاضافات والارباكات.
* تم تسجيل سنة 2005 على أنها الأعنف والأكثر أعاصير مدمرة وقد تم اعتبار هذه السنة على أنها صاحبة الرقم القياسي باحتوائها على هذه الأعاصير وبسبب هذه الأعاصير والهزات الأرضية يمكن أن يتأثر أكثر من 150 مليون نسمة ويهددون بالخطر على أرواحهم وممتلكاتهم مما دعا بعض المنظمات التابعة إلى الأمم المتحدة أن تتبنى مشروع إقرار قانون يضمن حق اللجوء البيئي للمتضرر من هكذا كوارث.
* تم تسجيل اختفاء بعض أنواع الحيوانات التي تعيش في الجبال وتنمو بأجواء باردة نسبياً مما أدى إلى الاعتقاد بأنها ما عادت قادرة على التكيف ومسايرة العيش مع الظروف المناخية الجديدة لأنه وجد بأن الفترة الزمنية التي يتطلبها الحيوان للتكيف مع البيئة الجديدة لا تكفي مع التصاعد والتزايد السريع الحاصل بدرجات الحرارة.
* ما نود الإشارة إليه على أنه ليس الأمر محصوراً بزيادة درجات الحرارة ولكن بالزيادة السريعة لهذه الحرارة، حيث تمت الإشارة إلى أنه النظم الطبيعية تستطيع التأقلم والتكيف مع معدلات زيادة بدرجات الحرارة بمقدار 0.05 درجة حرارة لكل عشر سنوات (أي نصف عُشر الدرجة الواحدة) بينما الذي وجد فعلياً أنه الزيادة الحاصلة بدرجات الحرارة بلغت 0.3 – 0.4 درجة حرارة لكل عشر سنوات وهذا مالاتستطيع بعض الأنواع من التكيف معه أو مجاراته فتنقرض.
* ملاحظة زيادة بدرجة حامضية المحيطات بمعدل 0.1 على مدى عدة ملايين من السنين الماضية وتم ملاحظة أن نفس القيمة بالزيادة حدثت لآخر مئتين سنة الماضية مما يدل على تنامي بمعدلات تؤثر على معدلات الزيادة وأن هناك تغيير بالمناخ أدى الى هذه الزيادة وبهذه السرعة.
* هذه الزيادة تعني الكثير: تؤثر وتحدد معدلات نمو وتطور الأحياء البحرية (من ناحية الهيكل العام لاجسامها والقشرة الصدفية أو الغطائية الواقية لها) وتغيير بنسب كاربونات الكالسيوم وهي مادة تعتبر واحدة من أهم العوامل والآليات الرئيسية التي تمسك الكربون وتقيده وتدفنه في قعر المحيطات.
* زيادة الحامضية هذه تؤثر على أحياء بحرية مهمة جداً تعمل على إطلاق مادة ثنائي مثيل الكبريت والتي هي مادة مهمة تدخل بعملية توليد وتنمية الغيوم والأمطار بأجواء المحيطات مما يشكل تبريداً للجو ومنظماً مساعد على الحفاظ على الحرارة.
* علينا الآن أن:
1- نفهم ما هو التغير المناخي؟
2- نقلل من الإضافات التي تزيد من هذه الظاهرة (Mitigation)
3- أن نخلق تناغماً وتكاملاً حقيقياً بين البشر والبيئة (Adaptation)
* التعريف العلمي للتغيرات المناخية
عالمياً يعرّف بأنه مجموعة التغيرات طويلة الأمد التي تصيب طقس منطقة ما وتشمل هذه التغيرات بشكل رئيسي درجات الحرارة، ذوبان الجليد، ارتفاع مستوى سطح البحر، الاعاصير وهبوب الرياح واختلال معدلات تساقط الأمطار الذي يكون مصحوباً بالجفاف والتصحر.
* تحدث (طبيعياً): بسبب تغيرات طبقات الأرض والعمليات الجيولوجية المصاحبة وما يمكن أن تخلفه كل هذه الفعاليات الطبيعية على البراكين و القشرة الأرضية سواء على مستوى سطح البحر أو تحته.
وبسبب التغير بشدة أشعة الشمس الساقطة وهذه تدخل بمحدداتها وتغيراتها عوامل كثيرة من ضمنها وأهمها الفعاليات الانسانية او البشرية.
وعند سقوط النيازك من الفضاء الخارجي كما حدث قبل ما يقرب من 250 مليون سنة والذي أحدث خللاً بالنظام الطبيعي أدى إلى تكيف الكائنات المتبقية على الأرض لأن تعيش بظروف صعبة وقاسية مما أدى بدوره الى تطور الحياة شيئاً فشيئاً.
* ما يهمنا أن نعرفه هنا هو كيف يمكن لهذه المنظومة والتغيرات الطبيعية أن تٌربك وتتأثر طبيعتها وتتغير إلى منظومة لايمكن التكهن بمجرياتها ولايمكن السيطرة على أحداثها لأنها يمكن أن تكون قاتلة ومدمرة وفتاكة وهذا بأجمعه ما عنينا به بتدخل الإنسان على البيئة وتأثيره السلبي على نظامها الطبيعي.
* الثورة الصناعية وتطور الصناعات خصوصاً خلال المئتي سنة الماضية أدى إلى تسارع وتنامي كميات الأبخرة والغازات والانبعاثات (الغازات الدفيئة) التي أربكت النظام الطبيعي والدورة الطبيعية، وهذا ما يمكننا أن نطلق عليه مصطلح المضافات أو الاضافات البشرية والتي تم الإشارة إليها سابقاً.
المكونات الرئيسية للغازات الدفيئة تتضمن غازات ثاني أوكسيد الكربون، الميثان، أكاسيد النتروجين، الأوزون، بخار الماء، سادس فلوريد الكبريت والهالوجينات الكربونية (أو الكربونات الهالوجينية). والتركيب الكيميائي لها CO2, CH4, NOx, O3, H2O, SF6, CX (X: Halogens
1- غاز ثاني اوكسيد الكربون CO2
هذا الغاز يتواجد طبيعياً وينتجه البشر والحيوانات أثناء التنفس ويستفاد منه النبات للتنفس والعمليات الأيضية ويطلق بالمقابل غاز الأوكسجين. يقاس مستوى الغاز بالجو إما بجزء من المليون أو بالكيلوغرام (الطن). مستوى الغاز في جو الأرض الطبيعي لفترة زمنية طويلة كان بحدود 270 – 280 جزء من المليون, غير أن القياسات المأخوذة سنة 2005 وجدته بمستوى 380 جزء من المليون وهذه الزيادة اعتبرت آتية من الإضافات البشرية وتعتبر هذه الزيادة علمياً مسؤولة عن قرابة 63% من التغير الحراري الحاصل (الدفء الكوني). يمكن لهذا الغاز أن يعيش إلى مدى 200 عام في الجو مما يعني أن ما نطلقه الآن يبقى تأثيره على مدى 200 عام من الآن!
2- غاز الميثان
غاز طبيعي تضاعف مستواه إلى الضعف مما كان عليه قبل 200 عام يتولد من المزارع بشكل كبير حيث ممكن لبقرة واحدة أن تنتج بحدود 500 لتر من الميثان يومياً (ويمكن ان نلاحظ زيادة أعداد الابقار حيث يوجد بحدود 10 مليون بقرة في بريطانيا)عمر هذا الغاز بالجو نسبياً قصير حيث يعيش 12 سنة فقط ومع هذا فهو غاز فعال جداً حيث يمكنه امتصاص الأشعة تحت الحمراء بحدود 20 – 25 مرة أقوى من امتصاصية ثاني أوكسيد الكربون لهذه الأشعة.هذا الغاز مسؤول عن 24% من الدفء الكوني.
3- N2O غاز اوكسيد النتروز
نسبة هذا الغاز ارتفعت كبقية الغازات كناتج من استخدام الأسمدة وحرق الخشب والوقود الأحفوري. يمكن لهذا الغاز أن يعمر بالأجواء إلى حدود 150 سنة وهو مسؤول عن تقريباً 10% من الدفء الكوني.
4- غاز الاوزون
* مهم جداً في طبقة الستراتوسفير (الطبقة الثانية في الغلاف الجوي) ويعمل كواقي من الأشعة فوق البنفسجية المسببة لأمراض كثيرة وأهمها سرطان الجلد.
* يشكل غازاً من الغازات الدفيئة في الطبقة السفلى أو الأولى من طبقات الجو (التروبوسفير)
* لهذا الغاز أثر في الدفء الكوني الحاصل لأن تواجده بنسب عالية تمنع النباتات من التمتع باستنشاق غاز ثاني أوكسيد الكربون لذلك فأن أثره غير مباشر بعملية ارتفاع الحرارة ولكنه يبقى مؤثراً
5- بخار الماء
علمياً يعتبر أثر بخار الماء بالدفء الكوني غير واضح تماماً إلا أنه يلعب دوراً أساسياً بعملية تشكيل الغيوم وأثرها بحبس الحرارة أو تبريد الأجواء ومع هذا فأن نسبة اشتراكه بالدفء الكوني تعتبر قليلة وأقل آثاراً من بقية الغازات.
6- CXغازات الهالوجينات الكربونية
يطلق عليها اسم كلوريدات وفلوريدات الكربون وهي ما تنتجه الصناعات الحديثة وقد وجد العلماء أن هذه الغازات هي المسؤولة المباشرة عن تشقق طبقة الأوزون وقد تم منع تداولها عالمياً وهي مسؤولة عن قرابة 3% من الدفء الكوني.
الآثار المسجلة والمرتقبة للتغيرات المناخية
* ارتفاع معدلات درجات الحرارة وارتفاع مستوى سطح البحر نتيجة ذوبان ثلوج القطبين المنجمدين هوالأقوى منذ مايقارب 1200 سنة الماضية.
* في شهر اب سنة 2006 سجلت وكالة الفضاء الأوروبية وجود فتحة كبيرة في البحر الجليدي الذي يجب أن يكون متجمداً على طول السنة، ولأن هذه الطبقات الجليدية تلعب دوراً أساسياً بتبريد كوكب الأرض حيث تعكس هذه الطبقات الضوء والحرارة بعيداً عن الأرض.
* بسبب ذوبان هذه الطبقات سوف تتنامى الفتحات وتكبر وهذا ما تمت ملاحظته من كثرة بالبحيرات الجديدة والتشققات الكثيرة بهذه الطبقات وهذا بدوره يؤدي إلى قلة بالسطح العاكس للحرارة والضوء أي أنه زيادة غير طبيعية بدرجات الحرارة.
* بزيادة معدلات الذوبان, يزداد معها مستوى المياه بالبحار والمحيطات مما يؤدي إلى كوارث الفيضانات المدمرة للمساكن والمحاصيل وتلف الأراضي الصالحة للزراعة.
* دراسة الأمم المتحدة: تأثر ما يقارب مليون نسمة خلال سنة 1990 سوف ترتفع هذه النسبة إلى 70 مليون نسمة سنة 2080.
* تأثير هذه التغيرات على صحة الإنسان حيث الأثر السلبي على معدلات نمو الأطفال، ارتفاع بمعدلات الوفيات عند كبار السن (خصوصاً في المدن ذات المباني الكبيرة لانها تحتفظ بالحرارة)، ازدياد أمراض مثل الإسهال والكوليرا والملاريا خصوصاً في قارة أفريقيا، والالتهابات الصدرية والربو (وهذين المرضين الأخيرين منسوبين إلى ارتفاع معدل الأوزون في الطبقات المحيطية من الجو)
* المتأثر الكبير بالتغيرات المناخية سيكون شعوب المناطق الفقيرة من العالم.
الوضع العالمي والعربي تجاه التغيرات المناخية
* عدد كبير من دول العالم استنفرت طاقاتها وخبراتها واتجهت بقوة نحو دراسة التغيرات المناخية وبدأت تضع بعض الاحتمالات والسيناريوهات لكي يمكنها دراسة التحديات لمجابهة هذه الأخطار وما يمكن أن يترتب عليها.
* وضع قوانين وسنن جديدة تعني بالحد والتقليل من الانبعاثات المسببة بتفاقم هذه الآثار على البشرية والكائنات الحية والنظم الطبيعية كذلك الاقتصاد العالمي.
* انبثاق علوم واختصاصات جديدة بهذا الشأن ومتعلقاته حتى وصل الأمر أن هناك اختصاصات بنيت بالأساس على وجود هذه المخاطر واعتبرت الأساسيات لهذه العلوم والاختصاصات.
* إنشاء مراكز ووحدات ووكالات تعني بالبيئة ومشاكلها وكيفية التعامل معها كذلك إنشاء الفرق الخاصة والخبراء المعنيين بهذه المراكز.
* الأمثلة كثيرة ولا مجال لحصرها في الدول المتقدمة وبعض الدول النامية.
* العالم العربي يعاني من تأخر حتى بفهم هذه الأفكار ومحاولة تقبلها على أنها حقيقة تعيش معنا ونتأثر بها وسوف ندفع أثماناً باهضة في المستقبل وربما تكون أثمان كارثية تدفعها الأجيال القادمة.
* عالمياً فقد كان هناك تحركاً دبلوماسياً واضحاً جداً أدى بنهاية المطاف إلى أن يتبنى مجلس الأمم المتحدة المعاهدات والاتفاقيات للمحاولة من الحد والسيطرة على هذه التغيرات وهذا بحد ذاته خير دليل على تفاقم المشكلة وكبرها الأممي والإقليمي والعالمي.
الواقع الفعلي للدول العربية وشعوبها
* قرابة ثلثي السكان من الشعوب العربية تعيش وتسكن بالقرب من السواحل وعلى امتداد ما يقارب 20.000 كم.
* لازال العرب يصرفون أموالاً طائلة ويبنون المنشآت والعمارات والأبنية الضخمة بالقرب من هذه السواحل متجاهلين احتمال ارتفاع مستوى سطح البحر والغرق المحتمل لهذه السواحل.
* لازال العرب يتجاهلون بل ويغضون النظر عن تطوير الزراعة والترشيد واتباع سبل الري الحديثة.
* عدم اتباع الطرق السليمة بترشيد استهلاك الطاقة والثروات الطبيعية.
* عدم اعتمادهم الآليات الحديثة لاستبدال الطاقة والبدء باستخدام الطاقات البديلة.
* عدم وجود خطط تنموية صلبة وراسخة لتوزيع الثروات والاستثمار الممنهج والمدروس مسبقاً والأخذ بنظر الاعتبار الأخطار المحتملة.
* عدم وجود مساحات خضراء غير تلك التي انعم الله تعالى بها على هذا البلد أو ذاك، والتي يجب أن تكون ضمن خطط الإعمار والبناء (التخطيط العمراني للمدن).
* عدم وجود تركيز تركيز علمي وإعلامي على هذا الموضوع وتداعياته في المنطقة العربية.
* عدم وجود مراكز عربية متخصصة بالتغيرات المناخية تعني بمهام عملها ودراساتها النظر وبتفحص علمي دقيق مبني على التجارب الواقعية للمؤثرات والتأثيرات المصاحبة.
العراق والتغيرات المناخية
* وقعت كثير من الدول على الاتفاقية الأولى في البرازيل سنة 1992 وبدأت مشوار التطبيق.
* تم إجراء بعض التعديلات على هذا وجعله بصيغة الاتفاقية سنة 1998 في كيوتو.
* بدأت كثير من الدول بالتوقيع على هذه الاتفاقية وتطبيقها.
* وقَع العراق على هذه الاتفاقية سنة 2009 على أن يبدأ تطبيقها 2011 وينتهي منها 2013.
* المسؤول الأول عن تطبيق هذه الاتفاقية هو وزارة البيئة العراقية.
* تنص بنود الاتفاقية على التعاون الكبير بين الجهة المنفذة (وزارة البيئة) والوزارات والأكاديمية المحلية والمنظمات الغير حكومية العاملة بهذا القطاع.
* تعاون وزارة البيئة مع جامعة بغداد ومنظمة طبيعة العراق (منظمة غير حكومية).
العراق وتطبيق بنود الاتفاقية
1- على البلد الموقع على الاتفاقية تقديم بلاغات وطنية كل 3-4 سنوات للإبلاغ عن الجرد الفعلي لكافة النشاطات الطبيعية والبشرية والتي تساهم بإطلاق كميات من المنبعثات (الغازات الدفيئة) والتي تسهم بظاهرة الاحتباس الحراري.
2- يتم دراسة هذه الجرودات وتفصيلها بشكل مناسب وحسب المصادر التي تتعلق بها لغرض إعداد الدراسات المستقبلية.
3- إجراء تنبؤات استباقية مستندة للمعطيات الواقعية الآنية لغرض تبني سيناريوهات متوقعة لمجابهة الأخطار أو الكوارث الطبيعية.
4- تبني البلد لتقنيات بيئية حديثة للصناعات الموجودة أو استبدال ما يمكن استبداله لغرض غرز التقنيات ونقلها إلى أرض الواقع.
5- تبني طرق حديثة للزراعة والارواء للمحافظة على الموارد المائية لغرض إدامة التنوع البيولوجي وكذلك التنوع الإحيائي.
6- تبني طرق حديثة لمعالجة التلوثات الحاصلة ومعالجة النفايات بشكل يتناسب مع الواقع الفعلي للبلد ويخدم بتطبيق الاتفاقية بالشكل الصحيح.
7- من كل ماتقدم يمكن للعراق تبني سياسة تنمية مستدامة لكل ما يمكنه أن يتحقق على أرض الواقع ومن أهم مستلزمات التنمية المستدامة هو التوعية ونشر المعلومات ورفع المستوى التعليمي للشعب والتثقيف لحياة متناغمة مع البيئة.
مركز التغير المناخي في وزارة البيئة العراقية
من أجل تحقيق كل ما تقدم لتطبيق بنود اتفاقية الحد من الغازات الدفيئة، ومحاولة تمكين العراق من الاستمرار برسم معالم حياته البيئية الصحيحة بنفسه تم تبني مشروع إقامة مركز متخصص لهذه الدراسات لتلبية المتطلبات الدولية للاتفاقية ومن أجل إدامة هذه المعلومات ودراستها من جميع النواحي وبأيدٍ عراقية.
* المركز بطور الإنشاء والتكوين
* تم تعيين وتدريب كادر متخصص للمرحلة الابتدائية الأولى من العمل.
* سيتم البدء بأجراء الجرد البيئي وتكوين قاعدة خاصة لبيانات المنبعثات (ولأول مرة) على أن تمتلك كل وزارة معلوماتها بينما تكون وزارة البيئة الحاضن الرئيسي لقاعدة كل البيانات وستكون المنطلق لجميع الدراسات البيئية مستقبلا.
* سيتم انشاء فريق متخصص ومدرب لغرض استكمال المراحل اللاحقة.
* المؤمل هو الوصول الى النتائج المطلوبة منتصف عام 2013 (إن شاء الله)
* سيتم نشر البلاغ الوطني العراقي الأول لانبعاثات الغازات الدفيئة على صفحات الشبكة الإعلامية للأمم المتحدة.
* سيتم اطلاع جميع الوزارات بالواقع الفعلي للبلد بالنتائج لغرض توحيد مسيرة التقدم بالعمل من أجل الوصول إلى طرق عملية وعلمية متقدمة صديقة للبيئة.
* سيتم نشر كافة المعلومات بصفحة إعلامية على الإنترنت خاصة بالمركز.
* ستكون هناك قاعدة غنية للبيانات من أجل الاشتقاق منها والرجوع إليها من اجل تطوير الدراسات للباحثين والخبراء والطلبة على حد سواء.
* ستكون هناك نشرات دورية لغرض تغطية المستجدات وتوثيقها بقاعدة البيانات.
ملاحظة: تم إشراك جميع الوزارات المعنية بالعمل وهناك ممثلين من كل الوزارات يتدربون جنباً إلى جنب مع كادر المركز.
المؤتمر السابع عشر للتغير المناخي
دربن – جنوب أفريقيا
28/11 – 9/12 – 2011
* شارك العراق وللمرة الثالثة على التوالي في المؤتمر الذي تقيمه الأمم المتحدة سنوياً والذي أقيم في جنوب أفريقيا.
* شارك قبل هذه المرة في مؤتمر كانكون – المكسيك وفي كوبنهاكن – الدنمارك.
* في كل مشاركة يعلن العراق عن موقفه الداعم لمواقف مجموعة الدول العربية المطالب بتمديد فترة العمل لاتفاقية كيوتو والتي سينتهي العمل بها 2012.
* العراق عضو في مجموعة ال 77 والصين والمطالب أيضاً بتمديد الفترة.
* شاركت شخصياً مع الوفد كنائب لرئيس الوفد وعضو وزارة للتصويت على بعض المقررات والتوصيات.
* صوت العراق هذه المرة وككل مرة مع الاخوة العرب والآخرين للتمديد وذلك لمنح فرصة للبلدان المنتمية للاتفاقية حديثاً وكذلك إعطائها الفرصة من أجل تبني تقنيات حديثة مدعومة من قبل الصندوق الأخضر الذي تنوي الأمم المتحدة وضعه للمساعدة بنقل التقنيات البيئية الحديثة للبلدان النامية.
* شارك مع الوفد موفدين من وزارات عديدة وتم حضور الجلسات الخاصة بكل قطاع يخص هذه الوزارات
* كانت فرصة طيبة أن يلتقي العراق بالمجموعة العربية وحضور جلساتها والتي كانت تدار برئاسة الجامعة العربية وممثلها الدكتورة فاطمة الملاح.
* طلب الأخوة من وفد دولة قطر دعم وفد العراق لمشروع إقامة المؤتمر الثامن عشر في قطر العام القادم وفعلاً دعمنا هذا المشروع ونجح الأخوة في قطر بقرار إقامته في بلدهم.
* تشاور الوفد مع خبراء الطاقة والنقل والأكاديمية في الوفد الاردني والمصري والبحريني لتبادل الخبرات والتعاون بإجراء دورات مستقبلية لخبراء العراق.
* كذلك تم الاجتماع والتشاور مع وزير البيئة الآيرلندي والوفد المرافق له من خبراء البيئة لنقل التقنيات الصديقة للبيئة والاستفادة من الخبرات الآيرلندية في مجال الطاقة البديلة وبناء علاقات بيئية وعلمية بين البلدين.