الجاليري صوت صغير يطلق وسط الضجيج، ولمحة جمالية وسط ما تشهده مدينة الناصرية من فوضى عارمة. –
ميدل ايست أونلاين
الناصرية (العراق) ـ من حيدر قاسم الحجامي
فرصة للفنانين الشباب افتتح التشكيليان اياد حياوي ولهيب كامل، جاليري “الآن” للفن التشكيلي وسط الناصرية، ليكون نافذة إبداعية تضيف لمسة من الجمال وسط فوضى الحياة العراقية المتناقضة، ولخلق وتنمية ذائقة فنية لدى المتلقي في المدنية.
وقال اياد حياوي، تشكيلي واكاديمي؛ واحد مؤسسي الجاليري؛ إن “الهدف الاساس وراء انشاء هذا الجاليري هو تحويلهُ الى ملتقى فني وابداعي، يجتمع فيه الفنانون وبالخصوص التشكيليون منهم، للنقاش وتبادل الافكار، وطرح مشاريع ابداعية مشتركة، بعد أن وجدنا المدينة تعاني من غياب المنتديات الثقافية الكافية”.
وأضاف “نحن نعلم جيداً ان اسباب نجاح الجاليري يعتمد على التسويق الجيد للأعمال الفنية، وهذا غير متوفر في المدينة؛ كونها مدينة غير سياحية، كما أن الحالة المادية لسكانها دون المتوسط في الغالب؛ كما تغيب عن الكثيرين الثقافة الفنية والجمالية”.
ولفت “مع ذلك اصررنا على افتتاح هذا الجاليري الصغير، كصوت صغير يطلق وسط الضجيج، وكلمحة جمالية وسط ما تشهده المدينة من فوضى عارمة”.
وعن أسعار الأعمال المعروضة في الجاليري قال حياوي “الاعمال المعروضة الان في معظمها مقتنيات فنية ليست للبيع، لكن توجد بعض الاعمال معروضة للبيع بأسعار تبدأ من 150 دولارا اميركيا الى 200 دولار، لأننا نراعي القدرة الشرائية للمواطن”.
وعن إمكانية تحويل الجاليري الى جماعة ضاغطة وهيئات استشارية للسلطات المحلية في المدينة، لترميم وتجميل وانقاذ الملامح الجمالية في المدينة قال: “إن هذه فكرة جديرة بالاهتمام، وهي مشروع نحملهُ على الصعيد الجماعي كتشكيليين، وعلى الصعيد الشخصي، خصوصاً بعد تجربة لي في اوكرانيا التي نلت ُمن جامعتها الدكتوراه في التصميم، وحاولت ولا زلتُ احاول ان اقنع الجهات الفنية بتبني بعض الأعمال الفنية والنحتية التي يقدمها فنانون اوكرانيون”.
من جانبه قال التشكيلي لهيب كامل إن “افتتاح جاليري (الآن) للفن التشكيلي يأتي كمشروع ثقافي في طريق اعادة الحياة الى المدينة، وتهذيب ذائقة المتلقي التي خربتها سنوات الحروب الطويلة والمرارات التي مرت على البلاد عامة، وذي قار خاصة”.
وأضاف “ما اطلقنا الفكرة حتى رحب بها الكثيرون كون المدينة تحتاج لمنافذ اخرى للتعبير عن روح الحياة المدنية فيها، ومنها المنتديات الثقافية، والابداعية”.
ولفت الى أن “هناك شبه قطيعة بين المواطن العراقي والفن التشكيلي، ربما يعود الى الوضع الاقتصادي المتردي في السابق؛ ولربما يعود السبب ايضا الى غياب النوادي والجاليرهات التشكيلية عن المدن العراقية، مما احدث هذه القطيعة”.
واشار الى أن من واجب الفنان أيا كان تخصصه الفني هو اشاعة اجواء الجمال والمحبة والتسامح، والعمل على خلق فضاءات سليمة وتنقية الاجواء من الشد والتشوه الحاصل.
مؤكداً انه لا يتطلع الى دعم حكومي في رفد مشروعه بقدر ما يتطلع الى ان ينجح مع زملائه في ترويج وغرس ثقافة حب الابداع والفن للمتلقي، من خلال جعله ُ يقتني اللوحة الفنية ويهديها الى من يشاء او يحتفظ بها، كما ان الجاليري يحاول ان يوفر فرصة للفنانين الشباب لعرض اعمالهم الفنية وعقد لقاءات وندوات فنية مصغرة.
يشار الى أن مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار تفتقر الى القاعات الفنية التي تعرض فيها الاعمال التشكيلية، كما تفتقر الى المراكز الثقافية سواء الحكومية منها او الأهلية