صحفي متخصص في الشؤون العراقية بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، صدرت له عدة كتب من أشهرها ” ظهيرة ساخنة جداً ” عن دار المدى بغداد.
يحاول الكاتب أن يعالج العديد من القضايا الحياتية لعدد من السياسيين العراقيين ويسلط الضوء على جوانب في حياتهم ربما تكون من غير المعتاد أن يعرفها الجمهور
قدم بيت السلام ضمن برنامجه الثقافي الأول الاستاذ معد فياض الصحفي المتخصص في الشؤون العراقية بصحيفة الشرق الأوسط اللندنية، يوم الاربعاء المصادف 10/ 11/2010 ليحاضر عن تجربته في كتابة فن السير والتراجم لبعض السياسيين العراقيين ، والمحاضرة أسماها :
بين الصورة والظل
فالحديث عن الشخصيات العامة بطبعة حساس جداً لما فيه من تداخل بين العام والخاص، وما سيترتب عليه عند إطلاع الجمهور على محتويات هذه السير التي تتناول بعض الملامح الخاصة والتي تؤثر على صياغة القرار وبالتالي النهج الذي تتخذه الشخصية العامة. هنا في الغرب تتناول وسائل الاعلام المتنوعةسيرة وتصرفات المسؤولين وتعكسها في برامج إعلامية، وغالباً ما تحمل بصمات نقدية للشخصية المتناولة في البرنامج، وعادة تحصل مثل هذه البرامج على شعبية عند المشاهدين ويتقبلها المسولين بروح متسامحة لما فيها من تعديل للمنهج أو تصحيح لخطأ القرار المتخذ.
تحدث الاستاذ معد فياض بجرأة عن المصاعب والمعوقات في الحصول على المعلومة الحقيقية من السياسيين العراقيين، وكيف يجب ان لا تتحول كتابة السيرة الذاتية الى دعاية عن هذا السياسي او ذاك، وانما مهمة كتابة هذه السير هي استعراض لما هو عام من خلال ما هو شخصي وخاص. وكم هي الصعوبات البالغة التي تحملها لأكتشاف الشخصية المبحث عنها، من هذه الصعوبات الحصول على وقت فراغ يستطيع التحادث معه، الأنشغالات الدائمة والزاور الكثر، إدارة العمل الذي يضطلع به، كل هذه وغيرها تضع الصحفي في موقف صعب.
لذلك يقول فياض لجئت الى استغلال اي لحظة أو مناسبة تحصل سواء في أوقات السفر أو الحض في التنقل داخل السيارة أو في الطائرة، إغتنام الوقت الفاصل بين زائرين، أو في آواخر الليل أو في الصباح المبكر، كل هذا من أجل تقريب الصورة الحقيقية من ظل الشخصية، فاظل يمثل شبه الحقيقة عندي، وأردف فياض يقول: قليل من السياسيين من يطابق صورته مع ظله، فهم دوماً يخفون الكثير من المعلومات والحقائق، خصوصاً عندما يطالبهم الباحث بالموقف الصحيح أو المعلومة الدقيقة بعد أن يقدم لهم تصريحاتهم أو أقوالهم التي مضى عليها وقت، فيتذرعون لعدم الأفصاح عنها لأسباب شتى منها سياسية أو تربوية يخجل أن يبوح بكل شيء، أو أغلبهم يقول ليس الآن وقتها.
غالبية مذكرات السياسيين العراقيين لم يكتبوها بأيديهم، مثل مذكرات مزاحم الباجه جي كتبها إبنه عدنان الباجه جي، مذكرات جعفر العسكري كتبها نجدت فتحي صفوت، مذكرات نوري السعيد كتبتها السيدة عصمت زوجة أبنه صباح، وأخرين يطلبون أن تنشر بعد وفاتهم مثل محمد حديد طلب نشرها بعد رحيل نظام صدام حسين لما فيها من معلومات سياسية. ومذكرات السياسيين تخلوا من الجوانب الحياتية لهم، مثل حبهم للحياة، ماذا يحبون أن يلبسوا، ماذا يأكلون، علاقاتهم مع الأخرين خصوصاً النساء، هل يذهبون الى السينما، المسرح، ماذا يحبون أن يسمعوا من أغاني وغير ذلك من الأمور الحياتية اليومية لكل فرد منا، لكنهم دائماً يركزون على نزاهتهم المالية والسياسية والأخلاقية ويظهر عندنا كانوا وما زالو شبه أنبياء وليسوا بشر عاديين.
وابرز من كتبت سيرتهم بعض السياسيين العراقيين، أمثال الدكتور اياد علاوي، الرئيس الاسبق للحكومة العراقية وأسميتها (في حقل الالغام)، والرئيس العراقي جلال طالباني إسمها (ذاكرة جبل)، والسياسي العراقي المخضرم الدكتورعدنان الباجه جي عنونتها بـ (ذاكرة العراق) ومن ثم الدكتور برهم صالح، رئيس حكومة اقليم كردستان تحت عنوان (في تقاطع الطرق).