ضيفت مؤسسة الحوار الانساني بلندن الاستاذ سلام ناجي يوم الاربعاء 14 نوفمبر 2018 في امسية ثقافية قدم فيها قراءته لكتاب (مفارقة الشمبانزي- ادارة الدماغ ..برنامج النجاح والسعادة) للبروفيسور ستيف بيترز. سلام ناجي، ماجستير هندسة المكائن التوربينية من جامعة هارتفوردشير، عضو جمعية مهندسي الميكانيك البريطانية، عضو جمعية مهندسي المباني البريطانية، عمل بعدة شركات هندسية في بريطانيا و دول الخليج العربي والعراق. يدير حاليا شركة لأنظمة التدفئة ومواد البناء في بريطانيا. مهتم بمواضيع التنمية البشرية وعلم النفس التطبيقي. البروفسور ستيف بيترز ستيف بيترز؛ إستشاري نفسي ومؤلف مبتكر، وقد عمل عن كثب مع العديد من أبرز الرياضيين في المملكة المتحدة، بما في ذلك السير كريس هوي وفكتوريا بندلتون. بالإضافة إلى نجاحه الاستثنائي مع ركوب الدراجات البريطانية، فقد عمل على اثني عشر مجالًا من الألعاب الأولمبية بالإضافة إلى فرق كرة القدم للرجبي وكرة القدم الإنجليزية. بدأ ستيف بيترز عمله مدرسًا للرياضيات، قبل أن ينتقل إلى الطب، وكان يعمل في الأصل على الصحة الجسدية للمرضى، ثم تخصص في اضطرابات الشخصية الشديدة والخطيرة. ينصب تركيزه الآن على كيفية تمكن العقل من الوصول إلى الأداء الأمثل في جميع مناحي الحياة. بالعمل مع الرياضيين في قمة لعبتهم، يمنحهم الثقة ليعودوا من الهزيمة ويتفوقوا على خصومهم بينما يتحكمون في الجوانب السلبية من نفسهم. وقد عزا كريس هوي وفكتوريا بندلتون وبرادلي ويجينز نجاحهم إلى ستيف بيترز. وقد وصف بأنه “عبقري” من قبل مدرب فريق تي بي جي للدراجات ديف برايلسفورد. وبعيداً عن المضمار والميدان ، فقد ساعد الشرطة ومجلس (NSPCC ) ، ويواصل دوره الأكاديمي كعميد جامعي في كلية شيفيلد الطبية، وعمل أيضاً مع مجموعات متنوعة مثل السجناء الأمنيين ورجال الإطفاء. في الخطابات كما في كتابه (مفارقة الشمبانزي)، يشرح ستيف بيترزمنهجيته لمساعدتنا على فهم وضبط “الشمبانزي الداخلي في عقولنا”،او الجزء غير العقلاني في سلوكنا اليومي، وهو السلوك المندفع في ذهننا والذي غالباً ما يعيقنا. بفحص الحافز والثقة والتواصل ، أظهر أن المنافسة في العقل بقدر ما هي في الميدان أو على المسار – أو في المكتب. وهو يعتقد أنه مهما كانت وظيفتك أو دورك ، فأنت بحاجة إلى التركيز على نفسك وفهم سلوكك قبل أي شيء آخر. كما يعد البروفيسور ستيف بيترز بمساعدة الآباء والأمهات ومقدمي الرعاية والمعلمين لتجهيز الأطفال بشكل أفضل ليصبحوا “أكثر مرونة ونجاحًا وسعادة بشكل عام في الحياة”ووفقًا لرواية (King’s Road )، فإن الكتاب سيقوم بذلك عن طريق دعم البالغين في مساعدة الأطفال على إنشاء 10 عادات بناءة، بينما يقدم علم أعصاب مبسط يمكن الوصول إليه لشرح كيفية تطور الأطفال وتعلمهم للمهارات العاطفية والشخصية. كتاب مفارقة الشمبانزي مفارقة الشمبانزي، هو نموذج إدارة عقلي قوي بشكل لا يصدق، يمكن أن يساعدنا على أن نصبح أشخاصًا سعداء وواثقين بأنفسنا وصحيين وأكثر نجاحًا. يشرح البروفيسور ستيف بيترز الصراع الذي يدور في الذهن، ثم يوضح كيفية تطبيق هذا الفهم على كل مجال من مجالات الحياة حتى نتمكن من: – التعرف على كيفية عمل عقلنا – فهم وإدارة العواطف والأفكار الخاصة بنا – إدارة أنفسنا لنصبح الاشخاص الذين نود أن نكون آلية عمل مفارقة الشمبانزي يعتمد نموذج Chimp Mind Management على حقائق ومبادئ علمية تم تبسيطها لتصبح نموذجًا عمليًا للاستخدام السهل. وسوف تساعدك على تطوير نفسك وتعطيك المهارات مثل، إزالة القلق، والثقة، واختيار العواطف. ويقوم الكتاب بذلك عن طريق إعطائك فهمًا للطريقة التي يعمل بها عقلك وكيف يمكنك إدارتها. كما سيساعدك أيضًا على تحديد ما يعيقك أو يمنعك من الحصول على حياة أكثر سعادة وأكثر نجاحًا. يشرح كل فصل جوانب مختلفة للطريقة التي تعمل بها، ويسلط الضوء على الحقائق الأساسية التي يجب عليك فهمها. هناك أيضا تمارين لك للعمل بها. من خلال إجراء هذه التمارين ، ستشهد تحسن فوري في حياتك اليومية ، وبمرور الوقت ، ستطور مهارات عاطفية وعادات عملية تساعدك على أن تصبح الشخص الذي تريده ، وتعيش الحياة التي تريد أن تعيشها. مفاهيم علمية وطرق عملية الفرضية الأساسية للكتاب هي أن العقل الانساني هو مزيج من أدمغتنا الأمامية والجوفية والحديثة ، ويدعو ستيف هذه الاجزاء من الدماغ الانساني بـ (الكومبيوتر والإنسان والشمبانزي). هذه الاجزاء او الأدمغة الثلاثة تحاول أن تعمل معاً ولكن حتماً هناك صراعات ونضالات على طول الطريق ضد بعضها البعض من أجل السيطرة ! الشمبانزي صعب نوعًا ما لأنه آلة عاطفية نمتلكها جميعًا ، وإذا كان يقدم أفكارًا ومشاعر عاطفية بطريقة بناءة جدًا أو مدمرة للغاية ، فيمكن أن يكون أفضل صديق لك كما يمكن ان يكون اسوء عدوًا أسوأ. ومن المثير للاهتمام ، انك لاتستطيع اختيار او رفض الشمبانزي لانه ولد عندما ولدت وتحتاج إلى تقبله وتعلم الطريقة المناسبة للتعامل مع هذا الجزء من دماغك ومع ما يمليه من سلوكيات. في هذه الأثناء، الإنسان هو تفكيرنا المنطقي، فهو يجمع الحقائق، ويؤسس الحقيقة، ثم يبني معتقداته على الحقيقة. في الوقت الذي يكون فيه سلوك الشمبانزي مع الآخرين قائم على ردود الافعال السريعة وبدون رحمة ، ولايمكن اقناع الشمبانزي الذي بداخل عقولنا باحتماية كونه مخطئا. يبقى الإنسان منفتح الذهن ولديه القدرة على تغيير رأيه ورؤيته للامور ووجهة نظره نحو الشخص الآخر. فهو لا يحدد وجهة نظره أو معتقده مسبقا بناء على الشكل او الانطباعات السريعة التي قد تكون خاطئة كما يفعل الشمبانزي، وبالتالي لا يصبح هنالك مجالا للتعنت بوجهة النظر كما هو الحال لدى الشمبانزي المضمر في عقولنا. اما بالمنسبة للجزء الاخر ،وهو الكومبيوتر فان دوره هو تخزين المعلومات التي وضعها الشمبانزي والإنسان فيه على مر تطور ونمو كل منهما على امتداد عمر الانسان، ليتم استخدام هذه المعلومات عند العمل للوصول لها بطريقة تلقائية،وهي ما يسعى له الدمغ البشري في اعلى حالته،اذ لا يحتاج ان يعاود التفكير كل مرة في التفاصيل ،انما تتحول الكثير من انواع السلوك الى عمليات روتينية ينفذها الدماغ دون الحاجة لبذل مزيد من الجهد. ويدرس الكتاب الجوانب المختلفة للأدمغة ويعطي الكثير من الأمثلة لكيفية تصرفها، بالإضافة إلى التوجيه، والأسئلة التي يجب أن تسأل نفسك والتدريبات التي يجب عليك القيام بها. كما يحتوي كل فصل على نقطة أساسية للتأكد من فهمك لها أيضًا. والهدف هو أن مساعدتك على أن تصبح شخصًا سعيدًا وواثقًا وصحيًا وأكثر نجاحًا ،وبالتأكيد أن معظم الناس يريدون ذلك؟ وصايا ستيف بيترز اشياء يوصينا ستيف بيترز بقراءتها وفهمها وحفظها في عقولنا إذا كنا مهتمين باستكشاف الطريقة التي نتفاعل بها مع المواقف والأشخاص الآخرين،وقد يكون الحكم على آلية التعاطي مع مفارقة الشمبانزي أفضل درس نتعلمه لتغيير حياتنا. في النهاية، يمكن تفسير “حجر الحياة” الذي يمثل نقاطنا المرجعية النهائية- تصريحات نعتقد أنها صحيحة بالنسبة للطريقة التي يعمل بها العالم – والمبادئ والمثل التي نؤمن بها ، وما نعتقده من أن الحياة فيها كل شيء وكيف يجب أن نعيشها . بحسب رأي ستيف بيترز يمكن أن يكون متمثل في مقولات يجب ان نضعها في بالنا دائما هي : أنا بالغ ويمكنني التعامل مع أي موقف الحياة ليست عادلة كل ما يحدث يأتي ويذهب خيبة الأمل صعبة ولكن يجب أن تبقى في المنظور الصحيح السعادة يمكن العثور عليها بطرق عديدة إنها الطريقة التي يجب ان نتعامل بها مع الأشياء ، وليس ما يحدث ، مما يمنحك راحة البال كل يوم ثمين في حياتنا.