جاسم الموسوي
لم يعترف كثير بل معظم فقهاء السياسة ان الديمقراطية مساحة حيوية لايمكن الاسلام ان يكون فيها . بل ان الفكر السياسي الاسلامي لا يتقبل او يتفق مع الديمقراطية الغربية بشكل خاص والديمقراطية بشكلها العام وباشكالها المختلفة.
بل ان معظم النظريات كانت تفكك الديمقراطية سلوكا ومنهجا من خلال تطابقها مع الفكر وسلوك الامهات الغربيات السابقات في تطبيق الديمقراطية ويعتبر العالم الاسلامي لديهم نموذج دكتاتوري متخلف ومتقاطع مع فلسفة الديمقراطية وانماطها التي من اشتراطاتها مشاركة الشعب والتداول السلمي للسلطة مشروطة بالنظام الليبرالي او المدنية في النظام وهنا القصد من ذلك ان اي ممارسة فيها لون معين خارج ذلك النمط المعرف والمتعارف عليه يعتبر نظام مشوه لايمكن تسميته او وصفه بالديمقراطي.
وجميع الفلاسفة من اليونان الى سبارطة كان لهم معيار معين لتعريف الممارسة الديموقراطية بل حتى حداثة العلماء كان ثابتهم في تعريف الممارسة الديمقراطية شكلا ومضمونا محدد ومشروط؟
واليوم اي بعد عام ١٩٧٩ خرج نظام سياسي اسلامي جديد في ايران كانت مقدماته متطرفه بالنسبة للعالم الغربي والشرقي و المقسم حين ذاك عندما رفع شعار لا شرقية ولاغربية ثورة ثورة اسلامية اي انه لايقلد او يقاد من هذين المعسكرين
ومن هنا تشكلت العقده الجديدة في منشار تقاسم النفوذ العالمي واصبح العالم كله يتفرج على هذا المولد كيف سينو ومن اين مصادر قوته وكيف سيعيش وهو شبه منعزل وانا لا اريد ان ادخل بالتفاصيل الدولية فيما يخص ولادة الجمهورية الاسلامية الايرانية ساترك لها الباب لموضوع اخر خاص .
والاهم لدي الان هو كيف ولدت ديمقراطية ايران ؟ في حديقة اسلامية وكيف نجحت التجارب في تلك الحديقة المحاصرة وماهي حقيقة الفعل والتطبيق فيها .
اولا تشكلت هناك احزاب وتنظيمات سياسية مختلفة من يمينها بيسارها ومن ثم كانت ممارسة وسلوك تطبيقي وصل في بعض الاحيان الى الصدام بين تلك الاحزاب ثم انتخابات برلمانية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ومن ثم انتخابات رئاسية وانتقال وتداول سلمي للسلطة كان في بعض مفاصلها انسحابات وتصريحات متضاربة وشبه متصادمة وهناك مؤسسات مختلفة مجلس قضاء وتشكيلات دستورية و قيود وشروط للترشيح كما لم نشهد و لايوجد استبداد للرئيس او مسك او جمع السلطات بيده بل هناك فصل بين تلك المؤسسات
والسلطات.
وكل هذا يجري في مرجل السياسة الداخلية بالطريقة الافضل والديمقراطية وفي اسوار حديقة اسلامية ظاهرها مقفل اذن كيف يحصل هذا ولماذا تسقط نظريات عالمية لفلاسفة معروفين اعتمدت طروحاتهم في كثير من المناهج الدراسية كثابت علمي في نظريات السياسة والتطبيق،
نعم كل ذلك فنده السلوك الديمقراطي في الحديقة الاسلامية ومن هنا لا اقول ان النموذج الايراني خالي من الاخطاء بقدر ما اقول ان الصورة الايرانية صورة احرجت الكثيرين الذين كانوا يعتقدون ان الاسلام والديمقراطية خطان لايلتقيان واليوم نشاهد كما شاهدنا سابقا لرؤساء ايرانيون مراسيم تنصيب واليوم رئيسي يتسلم مكتب ألرئيس من قبل الرئيس المنتهية ولايته السيد روحاني وربما بالانتخابات القادمة اذا لم ينجح رئيسي سيسلم المكتب للرئيس المنتخب الجديد نعم هو نموذج من رحم التجربة الايرانية ولكنه تطبيق ديمقراطي بامتياز وان انزعج البعض منه او اختلف معه