ضيفت مؤسسة الحوار الانساني بلندن يوم الاربعاء 5/10/2016 الشاعرة العراقية ريم قيس كبة في أمسية شعرية بعنوان “نخيل” قرأت فيها قصائد للحب والوطن. أدارت الامسية الكاتبة والروائية سلوى الجراح.
ريم قيس كبة شاعرة وكاتبة ومترجمة عراقية مقيمة في المملكة المتحدة. ولدَتْ في بغداد، وحصلت على بكالوريوس في الترجمة من كلية الآداب/ الجامعة المستنصرية. بدأتْ النشر في الصحف والمجلات العربية والعراقية منذ عام 1984. الكثير من اعمالها تـُرجِم الى اللغات: الانكليزية والفرنسية والاسبانية والفلندية والرومانية والبلغارية، بالاضافة الى اللغة الكردية. كما ساهمت هي بترجمة معظم شعرها الى اللغة الانكليزية. شاركت في كتابة أغاني للأطفال لبعض البرامج التلفزيونية العراقية والعربية من بينها برنامج افتح ياسمسم. كُتب عن شعرها الكثير من الدراسات النقدية، وتمت دراسته في عدد من بحوث الماجستير والدكتوراه في العراق، وتم تدريسه في عدد من الجامعات العراقية وبعض الجامعات في الولايات المتحدة والسويد. حصلت على عدة جوائز وتكريمات عراقية وعربية ودولية ، اصدرت سبع مجاميع شعرية ، في بغداد وعمان وبيروت وتونس والقاهرة ودمشق ولندن ، وفي الترجمة صدر لها ثلاثة كتب. تكتب عمودا اسبوعيا ادبيا في صحيفة العرب اللندنية منذ عام 2014.
ابتدأت الاستاذة سلوى الجراح الامسية بالقول ؛أجد نفسي وأنا اقدم ريم استذكر مايردده أصدقائي الشعراء من أنهم يقولون في سطور ما يستغرق صفحات من الروائيين من أمثالي. كلام يثير الكثير من الجدل الممتع، وحجة الشعراء دوما هي أن الشعر كان عبر تاريخ البشرية اول اشكال التعبير الادبي وان أبولو آله الشعر عند الاغريق كان آله الشمس والموسيقى ايضا. وان كلمة شعر تعني عند الاغريق “الصناعة”، وإن أرسطو عرّف الشعر على انه لغة منغـّمة تتتابع موسيقاها تكتب بها الاعمال المسرحية من التراجيديا والكوميديا. ولمس أيضا ان كل ملاحم البشرية من بحث كلكامش عن شجرة الحياة الى ملحمة هوميروس عن رحلة الالف سفينة لاسترجاع هيلينا الجميلة من طروادة وحصار طروادة الذي دام عشر سنين وعودة عوليس التي استغرقت عشر سنين اخرى، وكل حكايات ابطال الشعوب وملاحمهم قيلت شعرا. وعليه، وأنا ارى الآن وجوه الكثير من اصدقائي الشعراء والشاعرات، لابد من الاعتراف بفضل الشعر والشعراء على مدى العصور، ولابد أن نعطي الشعراء الحق في ترديد مقولتهم انهم يختصرون في سطور ما يقال في صفحات، وانهم اذا ارادوا الاسترسال كتبوا الملاحم.
شاعرتنا هذا المساء كتبت الشعر في سن مبكرة. ونُشرت قصائدها في الصحف والمجلات العراقية والعربية، وشاركت في العديد من المهرجانات الشعرية وحصلت على الجوائز والتكريم كواحدة من شعراء الجيل الثمانيني العراقي، الجيل الذي تأثر بالشعراء الروّاد وأضاف لمسته من مستجدات واقعه والمتغيرات المتسارعة في بلده.
وأضافت الاستاذة الجراح ؛أنا لست ناقدة للشعر، ولكنني كلما قرأت قصائد ريم يحضرني تعريف وليم ووردز وورث اول الشعراء الرومانسيين الانكليز للشعر( : Emotions recollected in tranquillity ) أي: مشاعر تستعادُ في سكينة. أي ان الشعر لا يُكتب عن لحظة عابرة، بل عن تجربة اختمرت وتعمقت في الروح ثم اطلقتها كوامن النفس كلمة او لحظة حزن او رعشة خوف. تجربة تواصلت عبر السنين لانها تكتب من عمق روحها ومن تراكم مشاعرها رغم ما عاشت من سنين الحرب والحصار في العراق.
وتستطرد الاستاذة سلوى الجراح في حديثها قائلة ؛ تقول ريم قيس كبة في مجموعتها الشعرية البحر يقرأ طالعي:
كيف تكتبين للحبّ في أزمنة الدمار؟ كنتُ ومازلتُ اُواجه هذا السؤال أينما ذهبت. وكنت ومازلتُ أردّ عليه بكل طاقة قلبي وقلمي على الدفاع، ربما بسبب إحساسٍ غامض بأن السؤال يُضمرُ بين طيّاته تهمةً يكون عليّ دائماً أن أدرأها عن نفسي. وغالباً ما أتساءلُ: هل جرّب من يطرح عليّ ذلك السؤال أن يعقد صفقةَ حياته مع الموت؟ وهل جرّب معنى أن يكون صديقاً حميماً له؟ وأن يقاسمه الفطور وقهوة الصباح وأرق الليالي مروراً بكل تفاصيل اليوم التي جرّدتها الحروبُ من إنسانيتها طوال عقود من العيش في العراق؟ هكذا كانت حالتي وأنا في بغداد ذات خريفٍ من عام 2003، أنا التي لم أكن قد تركتُ العراق الا لماماً منذ أن ولدتني امي حتى ما بعد ذلك التاريخ بما يزيد على العامين، وشاء قدري أن أكون، مثل ملايين غيري، شاهدة عيانٍ بإمتياز على كل ماحلّ ببلدي. وفي ذلك الخريف تحديداً، كان قد ملأني إحساس جازم بأن الشعر قد هجرَني وهجرته الى الأبد.
وتضيف سلوى الجراح ؛ ثم تروي ريم تفاصيل ماحدث بينها وبين شقيقتها بان حين جاءتها يوماً تحمل لوحة بألوان زرقاء وهي تقول فرحة بأنها عادت ترسم بعد أن صمتت ريشتها طويلا. احست ريم ان أملا جديدا يزحف على روحها فكتبت اربع قصائد وتتابعت لوحات بان وقصائد ريم. تقول ريم:
كنا نبيتُ الليل كلٌ على حدة، ونصحو صباحاً – إذا نمنا – لتأتي إحدانا الاخرى بلوحة أو بقصيدة. ولم يعد مهماً أن أنتظر ما ترسم ولا مهماً أن تنتظر هي تأثير لوحتها على قلمي، راحت الألوان تحاكي المفردات بشكلٍ بدا مذهلاً متطابقاً في كثير من المرات؛ كأنْ أكتب القصيدة وأذهب لأقرأها لها فأجد لوحة مُعلّقة في بيتها تحاكي تفاصيل قصيدتي!كل تلك القصائد واللوجات ضمتها مجموعة ريم الشعرية “البحر يقرأ طالعي” التي نشرت في القاهرة عام 2009.
واختتمت الاستاذة سلوى الجراح تقديمها بالقول ؛ سيداتي سادتي، أترككم مع ريم قيس كبة وما ستجود به من ظلال النخيل لتقول فيها ما تعجز عنه صفحات.
وأبتدأت الشاعرة ريم قيس كبة في قراءة قصائدها لتقرأ :
نَخــلة
حين ولدتُ
على الشطِّ هناكْ
كنتُ نخلة ْ
أدمنَتْ عشقاً وموتاً ورحيلْ
..
حينَ غادرتُ
ومن فرط الفراقْ
صرتُ دجلة ْ
وغدَتْ روحيَ
بستانَ نخيلْ
*
على جُرْفِ تلكَ البلادِ
نسيتُ خطايَ
ومن يومها
صرتُ أمشي
على حلمي مرةً
وعلى كَفَني مرةً
..
وفي غالبِ الصمتِ
أصبحتُ أمشي على ذكرياتي
*
كانَ لقلبي حينَ اُحبّ
سماءً تفوقُ القلوبْ
..
وها أنه اليومَ
إذ ملأتـْهُ الشظايا
غدا بعضُ قلبي
يفوقُ جميعَ الحروبْ
دعــاء
حبيبي هناك ْ
فيابـُعدُ رفقاً بهِ
يا البلادُ البعيدة ُ
ياذي البلادُ التي لن تكونَ
على بُعدِ عين ٍ
من الشوقِ مني
توسـَّلتُ
أن ترفقي
بحبيبـي
***
الى أين يمضي بنا الموتُ أكثرْ؟
أما كان يكفي بأن نستميتَ لنحيا؟
والا نعيشَ بلا بعضِ موتٍ ؟
وموتٍ كثير ْ؟
الى اين يمضي بنا العمرُ أكثر؟
أما آن أن…؟
بيدَ أن الأوانَ خؤون ٌ
وكلّ الحروبِ بغايا
*
غُـربَـة
تشظيتَ
مثلَ القنابل ِ
في كلِّ أرض ٍ جَسَـدْ
..
أدمنَتـْكَ الحروب ُ
ولم تـُدمن ِ الموتَ
لم تـُدمن ِ البـُعدَ
لمـّا تزلْ
تمسـحُ الدمَعاتِ
على خـدِّ صمتِـكَ
ما أن تَمُـرَّ
بطيـفٍ
لذاكَ البـلَد ْ !
***
*
لن تميدَ بنا الارضُ
من وقعِ حافرْ
فهذي البلاد ْ
أرض السواد التي
بنهرين من دم أبنائها
روتِ الأرضَ منذ دهورٍ
أبتْ أن تباد ْ
*
قُـــــوّة
قد تتراكمُ فيكَ الاحجارْ
قد تتشابكُ في الصدرِ شرانقُ
قد يتناسلُ في الاعضاءِ ترابٌ
قد تتقـمَّطُ بالظلمةِ
والموتُ يُـنادمُـكَ الافكـارْ
..
إخفضْ من صوتكَ
فالآخرُ اُذُنٌ صمّاءْ
وحدكَ تملكُ
أن تبحثَ في جوفكَ
عن سـكّينْ
لتقشَّـرَ صدركَ
قد تلقى في قلبكَ شمساً
لم يَمسَـسْها الطينْ
*
خَــيبــة
المعنى في قلبِ الفنجانْ
. .
حين سمعتُ بهذا
صـدَّقـتُ قليلاً
وجمعتُ الافكارَ
رشـفتُ
الذكرى
حتى آخرِ قطرةِ حربٍ
ووضعتُ الصحنَ
على قَدَحِ النزفِ
قلبـتُ
تواريخي
عن بكرةِ حرفي
كي افهـمَ
معنى خيبةِ انسانْ
. .
لكنّي
– يا لَلخيبـةِ –
لم أفهـمْ
حتى الآنْ !
شـفاء .. 1
أتَمدّدُ
فوق الغصنِ الوارفِ
من تلكَ الشجرة ْ
أفرشُ أعضائي
أتنفّسُ رائحةَ الخضرةِ
وعبيرَ ندايْ
..
اُغمضُ عينيّ
وأبدا ُ:
أنفضُ عني
كلَّ غبارٍ منكَ تراكمَ
اُلقي عني بِمحطاتكَ
وقطاراتكَ
وبأوّلِ لهفتنا
بالأشجارِ وبالأعشابِ
وبالبحرِ المهتاجِ أمام تجلّينا
بنوارسهِ
إذ حَملتْ جسدينا
بأماكننا
بالمطرِ المتساقطِ فوق القبلات ْ
..
اُلقي ببياض الثلج بعيداً
بالمعطفِ.. وسعيرِ النارْ
بأديمكَ.. برحيقكَ.. بالمارد.. بالعشب النابضِ
بنبيذكَ.. وبخمري فوقَ جبينكَ
وبذاكرتي.. وبنسيانك
توقظُ نسيانكَ)
..
أجمعُ كلّ التصديقِ
وكلّ الكذبِ المعسولْ
اُلملمُ أرقامكَ وتواريخكَ
أوراقك وتقاويمكَ
أشياءَكَ وحكاياكَ
وما لمستْ كفكَ من أشيائي
أنفضها عن شرياني
واُصلّي
اُمطرها من أعلى الأغصان ْ
..
والآن:
سأفتحُ أوردتي
أزفرُ عني كلّ الكلماتِ
وكل مشاهدنا
اُطلق أجنحتي لسمائي وأطير ْ
صافية ً رائقةَ القسماتِ
وأعلو
..
من يدري؟
قد اُدركُ في الشِعرِ القادمِ مني
نجماً
أتمدّدُ فوقَ الغصنِ الوارفِ فيه
وأنفضُ عني
كلّ غبار العالَم ْ!
**
شــفاء .. 2
جذعي يصبحُ شجرة ْ
يربطني الحبلُ السـريُّ
بآلهةِ الأرضِ الاُنثى
أخضرُّ
واُورقُ
أتورّدُ
تتراقصُ أغصاني جَذِلة ْ
..
تحييني الأرضُ
فأرمي بظلالكَ
في الثقبِ الأسودِ للكون ْ
تتقوّضُ
تتلاشى
..
ها أنكَ لا أحد ٌ
وأنا مُكـتَملة ْ
**
عبور
قارعةُ الصمتِ
ستغدو بستانَ فوانيسَ
وفي كلّ جدارٍ مرَّ بنا
سـتُلَوّحُ تغريدةُ طائر ْ
..
وأنا،
حينَ ساُتقِنُ هذي المعزوفةَ وحدي،
ساُعلّمُها لمجانين اُخبّـئهم في أرداني
اُطلقهم لشواطئَ تنتظرُ قدومي
منذُ حروب ْ
وسـأعتقُ أسرابَ غنائي معهم
لا كأسَ تضيعُ
إذا عشـنا
لا عمرَ يغيبُ
إذا غادرناهُ بعشقٍ
لا عشقَ يذوب ْ
إذ يتخطّى هذا الفرسخَ مبتسماً
صوبَ الضفةِ الاخرى
لا موتَ يحينُ
إذا لم نكملْ كل الأحلامِ
الى آخرِ قطرةِ تصديق ْ
*
ثم قرأت الشاعرة ريم قيس كبة مجموعة من المقاطع القصيرة ومنها :
*
لَملمْ بقاياكَ النقيةَ
وانصرف ْ
جَـدِب ٌ أوانكَ يانَـقاء ْ
*
أتماثلُ للصمتْ
ضوضاؤكَ تثقلُ أعضائي
وضجيجكَ مترامي الأضلاع ْ
صخبٌ يَمتدّ ُ بشرياني
لكنّي لن أنبسَ
بابنةِ صوت ْ
*
عبثاً تنتظرينْ
أغلقَ البابَ وأرسى
غربةً لن تستكين
*
هو العمرُ أقصرُ من حسرةٍ
وأطول من يأسنا بكثيرْ
*
وكنتَ
على عنقي
“تلضمُ” الطوقَ
من قُـبَل ٍ..
كيفَ
أصبحَ طوقكَ غِلاّ ً
يكبّلُ عمري
حينَ مضيت ْ؟
*
سأجمعُ
عن كل يوم يمرّ
حصاة ًمن الألمِ المرّ
..
حين يمر الزمان
سأبني بها هرماً
أتسلقه لأراني
*
سأمضي الى لا أمامْ
وأكسرُ عودي
فما عادَ لي من وتر ْ
ليس ذنبي
فما كانَ لا يتوانى بأن يستبيحَ خطايْ
يُلحّ بأن أستديرَ وأن أتقهقرَ
..
لا تنظري للوراء
ولتعزفي لحن هذا المكان ْ
فثمة أشياءُ لا تتوارى
إذا ما أطلنا اليها النظر ْ
*
أرق – مقاطع
اُطفئُ قلبي
في منفظتي لأنام ْ
لكنّي أصحو
تنفظني جمرة ُ كابوسٍ
أشعَلَها قلبكَ
*
وياصوتَ تموزَ في الأوردة
لماذا سمحتَ له أن يمرّ؟
أما كنتَ أولى؟
أفي كل يومٍ
حريق ٌ جديدٌ؟
رمادٌ جديدٌ؟
لينهضَ فينيقُ عشقي
ويعلو؟
دعوني أنام!
*
شـظّية ً شـظّية
أعـدّني قبيلَ أن أنام ْ
وحينَ أسـتتب ُّ للنعاس ْ
بكاملِ الخـراب ْ:
اُخـطئ ُ الحساب ْ
*
لكَ ماتريدُ
ولي شـبابيكُ التمنّـي
لي شـرفَة ٌ للحلمِ
اُخرى للبكاء ْ
..
لكَ ماتشـاء ُ
ولي فضـاء ٌ، دونَ قيدِك َ،
كـي اُغنّي.
*
ربــاه ْ!
متى يبردُ قلبي عليه ْ؟
ومتى تنضبُ لهفة عينيْ ؟
ومتى حينَ أراه ْ
لا أراه ْ؟
فإذا عيناهُ تَموتانِ حنيناً
وأنا.. أرجـو سـواه ْ!
*
إخـتلاف
الاُنثى
اكثرُ وجعاً
فنسـاؤكَ حشـدٌ
وسـباياكَ قبيلة ْ
الاُنثى أكثرُ صدقاً
فحكاياكَ سرابْ
..
جمرٌ أزليٌّ
هذي الاُنثى
وحريقكَ
لحظةُ حبٍ
يابسةُ الأعصابْ
..
من خشبٍ جذعكَ
جذعُ الاُنثى
نـــايْ
..
و أنا
واحدة ٌ اُخرى
مثلَ سـوايْ ..
*
مـــــــقاطع
تتلفّت ُ؟
ذي مهرتي أفلتتْ سَرجها
لا تحاول ْ
مضى زمنُ الخببِ المستحيل ْ
منذُ ترجّلْتَ
تبحثُ عن غيرِ هذا الصهيل ْ
*
كم كانَ ثوبُ الحبِّ
فضفاضاً عليك ْ!
وكم غدوتَ بلا ملامحَ
حينَ عنكَ خلعتَـهُ !
كم كانَ قلبي وارفاً
وكثيرةً نفسي عليكَ !
*
بكَ أو دونكَ
سأكون ْ
كيف َ لرجل ٍ
أن يغدو وطناً
ويخون ْ؟
*
وبعد ان انتهت الشاعرة ريم قيس كبة من قراءة قصائدها ومع تفاعل الجمهور معها ،فتح باب الاسئلة والمداخلات للجمهور حيث اجابت عنها الشاعرة تعليقا مرة وقراءة شعرية مرة اخرى ،وقد بقي الجمهور يطالبها بالمزيد لتغني بها امسية شعرية متميزة احتضنتها قاعة بيت السلام بلندن