يضم معرض المدى الدولي للكتاب الذي نظمته مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون في دورته هذا العام في اربيل اكثر من مليون عنوان لكتب باللغات المختلفة، وسط حرص المنظمين عليه ابعاده عنه كل ما يوجه القاريء نحو العنف والطائفية.
وتستضيف مدينة اربيل كبرى مدن اقليم كردستان العراق معرض اربيل الدولي للكتاب بدورته الثامنة والذي يأتي بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب في حكومة اقليم كردستان العراق. وفي تصريح للمونتير قالت غادة العاملي مديرة عام مؤسسة المدى للاعلام والثقافة والفنون : “كان هناك اتفاق مسبق بين وزارة الثقافة في الاقليم ومؤسسة المدى على ان نضع محدد لقضية دور النشر الاسلامية المتطرفة ووضعنا ضوابط صارمة ورقابة على الكتب التي تحرض على العنف والطائفية واستطعنا ان نجنب المشاركات ونعتذر منهم لهذه الاسباب”.
العاملي اضافت : “هذه السنة دخل الى ارض المعرض اكثر من مليون ونصف عنوان وهذه العناوين متنوعة من كتب علمية وفلسفية والتراجم والسيرة وكل ما يلبي حاجة المشتري للكتاب وحرضنا على تقديم تسهيلات كبيرة للمشتركين لتكون المشاركة ايضا للاعوام القادمة”.
وزادت “يشارك هذا العام في المعرض اكثر من 37 دور نشر من 33 دولة مشيرة الى مشاركة عدد من الدول العربية لاول مرة مثل تونس والجزائر والمغرب والجزائر على مساحة المعرض التي تصل 10 الاف متر مربع”.
واضافت “في السنوات السابقة كان هناك نوع من التخوف من المشاركة في معرض كتاب يقام في العراق بسبب الظرف الامني ولكن في السنوات الاخيرة لاحظنا تطور كبير في حجم الكمشاركة وايضا كان هناك تخوف اخر من عامل اللغة باعتبار ان المعرض يقام في اقليم كردستان يعني ان اللغة المطلوبة هي اللغة الكردية في الوقت لاحظنا ان كل مقتني الكتب والمشاركين والحاضرين كان طلبهم على مختلف اللغات العربية والكردية والانلكليزية وحتى الالمانية والفرنسية”.
ويبدو بحسب قول العاملي انهم كانوا بصدد اقامة هذا المعرض الدولي كل عام ايضا في بغداد لكن العراقيل كثيرة حسب قولها وتضيف: “ايصال الكتاب الى العراق وبغداد عبر دور النشر اصبح شبه مستحيل بسبب الاجراءات الروتينية التي تمارس ضد دور النشر من قضية ادخال الكتب واستحصال الموافقات ودور الرقيب الذي يمارس علينا مثل السابق تماما ودور النشر عندما تاتي في المشاركة بهذا المعرض هي بعيدة عن هذه الاجراءات”.
وتضيف “وزارة الثقافة في بغداد غير مستعدة لاحتضان مثل هذه الفعاليات الثقافية واشترطت علنيا اشترطات شبه مستحيلة ليس فقط على الجهة المنظمة وهي مؤسسة المدى وانما بالتالي على دور النشر من طلبات مالية”.
اما كاوه محمود وزير الثقافة والرياضة والشباب في حكومة اقليم كردستان العراق اعتبر اقامة المعرض دعما للمثقفين والفنانيين والمبدعين العرب في مقاومة الاستبداد الي سماه بالاسلامي وقال في كلمة له خلال مراسيم افتتاح المعرض: “يعتبر المعرض هذا العام دعما للفنانيين والمثقفين والمبدعين الديمقراطيين في العالم العربي الذين ينضالون في الخندق الاول في مقاومة الاستبداد المتأسلم الذي حل محل استبداد الانظمة الدكتاتورية التي سقطعت خلال الربيع العربي”.
وزاد “اننا في حكومة اقليم كردستان نعرب عن تضماننا مع المثقفين والفنانيين الديمقراطيين في العراق وفي العالم العربي الذين يناضلون من اجل التقدم والتحرر ومن اجل حماية حقوق الانسان”.
اما المفكر اللبناني الشيعي هاني فحص الذي حضر مراسيم افتتاح المعرض قال انه يتمنى ان يشاهد اقامة مثل هذه المعارض في كل المدن العراقية والعربية، مؤكدا حاجة المنطقة لثقافة وصفها بالاصيلة والحديثة.
واضاف بالقول للمونيتر: “النهوض المعرفي بحاجة الى انشطة كثيرة وبعض المعارض العربية اقفلت واصبحت فقيرة جدا في لحظة نحن بحاجة الى الثقافة والمعرفة الحقيقية امام هذا الجو السلفي الخانق، فنحن بحاجة الى ثقافة اصيلة حديثة”.
وفي جولة بين اروقة المعرض ستشاهد العديد من المثقفين العراقيين الذين قدموا للمشاركة في هذا المعرض الذي اصبح ملتقى المثقفين والفنانيين والكتاب العراقيين والعرب.
وتقول الروائية العراقية لطيفة الدليمي : المعرض ظاهرة تشير الى تقدم وعي الناس باهمية الكتاب وشاهدت دور نشر عربية كبيرة ودور نشر من كردستان وهذا دليل على ان الثقافة هي عنصر كبير للتعريف بين الشعوب وهذا المعرض اثبت هذا.
وتضيف: “التقيت بعرب من العراق ومن الدول العربية وفرصة للقاء المفكرين والكتاب للاطلاع على مستجدات النشر”.
اما الكاتب والصحفي العراقي سرمد الطائي اعتبر المعرض بمثابة تحول كبير في منطقة الشرق الاوسط وهو يتجول بين هذا الكم الكبير من الكتب الصادرة باللغة العربية، في بيئة كردية وكانت ومازالت على خلاف مع شقيقها العربي حول حقوقه.
ويضيف : “هي ظاهرة ثقافية اتحدث عن معنى ان ارى كتابا عربيا في كردستان بمعنى ان تكون في هذه اللحظة من التحولات العميقة في الشرق الاوسط ترى الكثير من المثقفين العرب وكبارهم قادمين من مختلف البلدان ويجلسون في كردستان ويطرحون اسئلة شرق اوسطية ويشترون كتب وتولد لديهم مشاريع جديدة للكتب ويقتربون من الصيغة العراقية التي قد تكون منعتهم الظروف من رؤيتها في بغداد.
ويشارك في المعرض العديد من دور النشر العربية التي تشارك لاكثر من سنة في هذا المعرض منشورات الجمل التي تصدر في المانيا وكل سنة تقوم بطرح كل ما هو جديد لها من ترجمات للروايات العالمية والادب والفكر والثقافة والفنون من اللغات الاجنبية الى اللغة العربية.
ويقول عبدالله جاسم محمد وكيل منشورات الجمل في بغداد ان مشاركتهم تأتي لكون المعرض نشاط ممتاز حسب قوله ويضيف: هذا نشاط جدا ممتاز وهذا العام قاموا بتطوير المعرض اكثر من السنوات الماضية. وكانت مبيعاتنا جيدة جدا خلال الاعوام الماضية ونتوقع مبيعات ان تكون جيدة ايضا لهذا العام ولهذا نشارك فيه كل سنة.
بقلم: عبدالحميد زيباري ، المونيتور ، نبض العراق نشر أبريل 4
Read more: http://www.al-monitor.com/pulse/ar/contents/articles/opinion/2013/04/book-fair-iraq-kurdistan.html#ixzz2TSffNiiC