حاوره بلندن :صادق الطائي-
سماحة آية الله الفقيه السيد حسين الصدر مرجع ديني عراقي يقيم في مدينة الكاظمية في بغداد. يمثل سماحته مشروع الإسلام العملي والوسطي البعيد عن المذهبية والطائفية والتشدد. يهتم سماحة السيد الصدر بالشؤون الإنسانية لكلّ العراقيين مسلمين وغير مسلمين ضمن مشاريع آكاديمية، ثقافية وإجتماعية تخدم الإنسان العراقي. تعرض للاعتقال والتعسف ابان حكم النظام السابق،و ذلك انه وبالرغم من عدم ارتباطه بحزب الدعوة، إلا أن السلطة كانت لا تقتنع أو لا تريد أن تقتنع بعدم وجود مثل هذه العلاقة. وكان لتبنيه عائلة عمه الشهيد محمد باقرالصدر ووجود السيد جعفر الصدر نجل السيد الشهيد في بيت السيد حسين الصدر بعد استشهاد والده سبب لتلك الاعتقالات والاستدعاءات.
تجاوزت مؤلفات السيد الصدر القيمة المائة وخمسين مؤلفا في مختلف المجالات الدينية والإجتماعية، منها تفسير القرآن الكريم في ثلاث مراحل: “تفسير المختصر” و”تفسير النافع” و”التفسير التعليمي للناشئة” في 30 جزءاً. وله مؤلفات في الأصول والفقه والمنطق وله مؤلفات عدة يخص بها شريحة الأطفال، منها التفسير المصور للأطفال، وعناوين كثر أخرى للشباب والمرأة المسلمة، ومجالات أخرى مما يخص احتياجات المسلم الفكرية.
سماحة السيد ،ان مسيرة آل الصدر مشتبكة مع السياسة بشكل لا فكاك منه في العراق والمنطقة بدءا من السيد محمد الصدر ودوره في مجلس الاعيان ثم رئاسة الوزراء في اربعينات القرن الماضي ،مرورا بالامام موسى الصدر ومشروعه في لبنان ثم مسيرة الشهيد الاول والشهيد الثاني ، لكننا نرى سماحتكم بعيدا عن السياسية قريب الى المجتمع … كيف توضح الامر؟
• انا اقول ان تاريخ الاسرة ،وانت تحدثت عن الاسرة ،تاريخ وطني ايماني ، وكل المشاركات والفعاليات والايجابيات التي قام بها رموز آل الصدر كانت فعاليات وطنية ،وهنالك فرق بين الوطنية والسياسة ،السياسة تعنى بالمصالح الفردية ،الخاصة ،الحزبية،الطائفية تلك هي السياسة الممارسة في مجتمعاتنا ، اما الوطنية فتعنى بالوطن ، ان الوطن بعد الله لابد ان يكون اولا،ولهذا تجد شعار مؤسساتنا يحوي على اسم الجلالة في الوسط وعلى يمينه الوطن وعلى يساره الانسان والكلمات الثلاثة تحتضن دائرة كتب فيها (العلم ،المحبة،السلام) .واعود للقول ان مواقف الاسرة كانت وطنية اكثر منها سياسية ،لكن هنالك خلط لدى المتلقي بين السياسي والوطني ،وانا دائما احاول ان ابين الفرق في كل احاديثي او محاضراتي ،فالوطنية تعني مصلحة الوطن قبل كل شيء،يعني مصلحة الشعب او الانسان في هذا الوطن لانه مقدم على كل شيء ،يعني نحن نقدم سيادة وطننا وسلامة شعبنا على كل ما عدا ذلك،وهكذا كان عمل الرموز الكبيرة في الاسرة.قلت انهم حملوا الوطنية والايمان ،بالتأكيد لكل حقبة زمنية اسلوبها في تجسيد المفهوم الوطني والمعنى الايماني ،لهذا عندما نعود الى رموز الاسرة ونقرأ سيرة كل فرد والحقبة التي عاش فيها ،نجد انه يحاول ان يترجم الوطنية وان يكون الوطن اولا بالنسبة له ،وكذلك ان يترجم الجانب الايماني ،وانا دائما اقول لايمكن ان ينفك الجانب الايماني عن الجانب الوطني ،فمن كان مؤمنا لابد وان يكون وطنيا ،قال رسول الله(ص) ” والله لايؤمن احدكم حتى يكون الله ورسوله احب اليه من نفسه واهله وماله”كذلك قال (ص) “حب الوطن من الايمان” ،اذا مسألة الوطنية لايمكن ان تنفك عن الايمان ،لذلك نرى رموز الاسرة واعلامها حاولوا ان يترجموا الوطنية والايمان في مواقفهم التي اشرت لها.
كيف ترى سماحتكم دور الفقيه في الحياة السياسية ،ماهو دوره وماهي آليات عمله؟كما ان سماحتكم تؤكدون على مفهوم (الوطن) كرمز جامع ،بينما نجد مفهوم الوطن لدى الفقهاء بشكل عام – ومن هؤلاء رموز من اسرتكم الكريمة – غائما او غير واضح المعالم ،لان الوطن في المفهوم الاسلامي غير محدد بحدود كما هو موجود في عالمنا المعاصر ،كيف ترون ذلك؟
• حدود اليوم يجب ان نعترف بها لانها حقيقة واقعة لايمكن ان نغفلها او ننكرها ، لكن ذلك لا يعني اني لا اهتم لابناء البلدان الاخرى ،او لا اعمل من اجلهم ، او اقدم لهم ما اتمكن من عطاء ، لكني اقول لابد ان تكون اولوية العطاء في كل وطن مقدما من ابناء شعبه ، فالعراقي لابد وان يكون انتمائه وولائه للعراق وكذلك الحال في البلدان الاخرى .ان الفقيه يحمل رسالة آلهية ،عندما نقول ان الفقيه لابد ان يكون وطنيا وليس سياسيا ،فلا حدود لدوره ،فهو يعمل من اجل وطنه بمقدار ما يتمكن ، ويقدم لوطنه كل ما يتمكن عليه، لان ذلك من صلب رسالته الايمانية ، ،اما ما هو تعريف الوطن؟ وما هو تعريف الوطني ؟ اقول الوطن هو ارض وانسان،ولابد من العمل من اجل صيانة كل شبر من ارض الوطن وسعادة وسلامة كل انسان يعيش على هذه الارض ،ونحن نؤكد دائما ان الدين هو ابوة ورحمة ومحبة للجميع ، يقول الله تعالى في محكم كتابه مخاطبا رسوله الكريم (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) كما ان الرسول (ص) يقول عن نفسه (انا الرحمة المهداة) ويفترض ان يكون العلماء والفقهاء ورثة الانبياء،اذا لابد ان يكونوا رحمة للعالمين ،لكل الناس، وان يكونوا حملة رسالة آلهية هدفها خدمة الانسان ،والرسالات السماوية كلها ومنها الاسلام مصدرها واحد هو الله سبحانه وتعالى ،وهدفها واحد هو الانسان وخدمته ،وقد انزلت هذه الرسالات من اجل الانسان ،لذلك من يحمل هذه الرسالة الآلهية لابد وان يعمل من اجل الوطن وانسان هذه الوطن ،اما السياسة بالمعنى المفهوم اليوم فأننا نراها تسعى لمصالح ضيقة يهدف السياسي من ورائها خدمة حزبه او طائفته او قوميته او ما شاكل ذلك ،لذلك يجب على حملة الدين ان لا تكون لهم مصالح خاصة ،انما مصلحة الوطن هي الاولى ،ولان السياسة فيها تغليب للجانب المصلحي او الذاتي او الجهوي ،نرى ان من سيس الدين فقد اهانه ،ومن سيس المذهب فقد اساء اليه،الدين فوق السياسة ،الدين ابوة للجميع الدين حب كل انسان ،لان الله يحب خلقه ،ولو لم يكن يحبهم لما خلقهم والاية الكريمة تنص على ذلك ( يحبهم ويحبونه) ، اما المؤمنون فالعلاقة ستكون اكبر ،هؤلاء يكونون اشد حبا لله ،اما كل الناس ،ففطرة الايمان موجودة في دواخلهم .اذن مهمة الفقيه ان يكون رحمة للعالمين وللناس جميعا ،الاسلام دوره ارشادي قائم على النصيحة وليس السيطرة ،والقرآن يؤكد ذلك بمخاطبته الرسول(ص) بالقول(لست عليهم بمسيطر) و كذلك (ثم الينا إيابهم وعلينا حسابهم) ،ونحن نقول ان الفقهاء ورثة الانبياء لذلك هم لا يسيطرون على الاخر انما يقتصر دورهم على النصح والارشاد وتبيان افضل السبل لخدمة الانسان.
من هذه النقطة التي وصلنا لها ، الا ترى سماحتكم ان من يمسك اليوم بالسلطة حكومة وبرلمنا يرتدون عباءة الفقيه عبر مسارات الاسلام السياسي ويتحدثون بأسم المرجعية او كأنهم مدعومين من المرجعية ،اذن كيف نفك هذا الارتباط ونفهم رجل الشارع ان هذا حزبا سياسيا يخطيء ويصيب ويفشل وينهب ولا علاقة له بقدسية ودور المرجعية؟
• المرجعية بنائها بناء خاص وليس لها علاقة بالاحزاب ،المرجعية ابوة للجميع وتحب الجميع وتعمل من اجل الجميع وتنصح الجميع ،ولكنها عندما لاتجد اذانا صاغية فانها تتوقف عن النصيحة ،هي تنصح الامة والشعب ،والشعب عليه ان يعرف صالحه ويعمل عليه ،بعض السياسين عندهم الغاية تبرر الوسيلة ، ومن اجل نجاحه يقول الكثير ولكني اعود واؤكد ؛ان من سيس الدين فقد اهانه لانه لم يضعه في موضعه وان من سيس المذهب فقد اساء اليه عبر استخدامه كوسيلة لمصالحه الخاصة،وهذا يعني ان الانسان لايعرف كيف يتصرف مع مدرسته الاسلامية (انا احبذ استخدام مصطلح المدارس الاسلامية لوصف المذاهب الاسلامية) ولهذا اقول ان هذا الشخص لم يحسن التصرف مع مدرسته الاسلامية.
عرفت سماحتكم بلقب اصبح ذا دلالة واضحة هو (مرجعية الاعتدال) .. من هذا المنطلق كيف ترون الاحتراب الطائفي والانقسام المجتمعي في العراق اليوم؟
• انا اقول ان ليس هنالك انقسام مجتمعي على اسس مذهبية او طائفية او دينية او قومية ،لان الانقسامات الحاصلة سياسية بشكل اساس ،الشعب العراقي بكل طوائفه يتعايشون وليس هنالك مشاكل مجتمعية بينهم ،دائما لقاءاتنا تؤكد ذلك ،وكان اخر مؤتمر نظمناه هو مؤتمر (الوسطية والاعتدال)حيث كنت اجلس على منصة احدى الندوات ويجلس على يميني الشيخ ستار جبار حلو رئيس الطائفة المندائية ،وعلى يساري الكاردينال الممثل لكنائس الشرق الاوسط،وبجانبه احد اكبرعلماء السنة في العراق، كما حضر المؤتمر شخصيات من مختلف الاديان والمدارس الاسلامية ،وشيوخ عشائر من عموم العراق واساتذة جامعة من مدن عراقية مختلفة ،كما اقمنا احتفالات تكريمية للعديد من الرموز المسيحية والصابئية المندائية ، وان موقفنا وتضامننا مع الايزديين في محنتهم الاخيرة خير دليل على التماسك الاجتماعي العراقي، اما علاقتنا مع بقية المدارس الاسلامية فلنا لقاءاتنا المستمرة مع رموز كريمة منهم ،فقبل مجيئي الى لندن كنت في استقبال خمسة من كبار علماء الفلوجة في بغداد ومعهم عدد من علماء الانبار العزيزة ،اذن ليس هنالك انقسام او مشكلة مجتمعية انما المشكلة والصراع بين الكيانات السياسية التي تحاول ان تسوق نفسها على انها ممثلة لمختلف شرائح المجتمع وتصور الامر على انه احتراب مجتمعي من اجل ان تتسع رقعة نفوذها.
المشروع الذي بدأنا الحديث عنه ،مشروعكم ربما مثل استمرارا لمشروع مبكر للوالد سماحة آية الله اسماعيل الصدر وكتابه المهم عن (عدم نجاسة اهل الكتاب) في وقت مبكر ، كذلك مشروع الامام موسى الصدر وما قدمه للمجتمع اللبناني ،وصولا لمشروع آية الله السيد حسين الصدر الذي تسعون من خلاله الى زرع التقارب والحوار الوطني في العراق ،هل اثمر ما زرعتم ،ام ان العوائق اكبر من ذلك؟
• اثمر ويثمر الكثير ، وانا دائما اؤكد على اننا يجب ان نعمل على ثلاث حلقات ،الحلقة الاولى ،هي ان نعمل من اجل امة (لااله الا الله ) ووحدتها مستلهمين قوله تعالى (ان هذه امتكم امة واحدة وانا ربكم فأعبدون ) ،واؤكد اننا كأمة لا نتأهل لعبادة الله الا اذا كنا امة واحدة ،ثم علينا ان نحمي هذه الامة ونخدمها ،ثم الحلقة الثانية الاكبر وهي الدائرة الايمانية ، وهي امة المؤمنين ،التي وصفها القرآن الكريم بالقول ( انما المؤمنون اخوة ) وهنا نطرح سؤالا من هم المؤمنون ؟ فيجيبنا النص القرآني ؛( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ)،هذه الامة الايمانية تجمع كل من آمن بالله ، اما الدائرة الاكبر وهي الدائرة الثالثة فهي الامة الانسانية ، ومصداقها في القرآن الكريم ،قوله (ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم) وهذا يعني ان مسألة الاختلاف مسألة تكوينية ،لكن المطلوب ان تتعارفوا لا ان تتحاربوا او تتضادوا،وليس المطلوب ان تكون البشرية كلها بفكر واحد وعقلية واحدة وعقيدة واحدة ،هذا غير ممكن تكوينيا، ولهذا يقول تعالى في محكم كتابه (لو شاء الله لجعلكم امة واحدة ) اذن الحكمة الالهية اقتضت ان تكون هنالك عقائد وامم واراء ،وان تتعارف فيما بينها ،وان يعرف اصحاب كل ثقافة ورأي الرأي الاخر ،لذلك عندما افتتحنا مؤسسة الحوار الانساني اخترنا لها شعارا (الحوار من اجل معرفة الاخر وليس من اجل تغييره) ،وهنالك ضبابية عند الكثيرين في مفهوم الحوار ،حيث يفهم الحوار على انه من اجل تغيير قناعات الاخر ،والنقاش معه من اجل تغييره ،والحق ان الحوار باعتقادنا من اجل معرفة الاخر.
طرحتم في اعمالكم ،وفي المؤسسات التي ترعونها نموذجا جديدا للفقيه ،الفقيه القريب من الناس وهمومهم ، كيف ترون العمل وفق هذه المنهجية بالمقارنة بصورة الفقيه التقليدية الذي لا يتواصل مع مقلديه ومريديه الا عبر معاونين ومكاتب ؟
• نحن نحترم ظروف الاخرين ،وضمن احترامنا نقول ان لكل فقيه ظروفه الخاصة ،وهو اعرف بها ،نحن طرحنا عدة امور وحاولنا كثيرا ان يكون الطرح ليس على مستوى الشعارات فقط ،بل على مستوى العمل والحياة ،لذلك طرحنا الاسلام العملي والوطنية العملية والانسانية العملية كثلاثة مناهج عمل لنا . قد يكون بعض السلف لم يتمكنوا من ترجمة النظرية الى عمل والشعارات الى حياة ،لذلك كانوا يكتفون بالجانب النظري ،لكن بعد 2003 وجدنا ان هنالك مجالا ان نطبق النظريات الى واقع،وبعض الشعارات الى برامج حياة ،لهذا اخذنا بترجمة الاسلام العملي ،والمفروض ان الاسلام دائما عملي لذلك نجد القرآن دائما يقرن (الذين أمنوا) بـ (وعملوا الصالحات) ،يعني العمل لصالح المجتمع والناس ،اذن الله يريد ان عن طريق الايمان ان يوصلنا الى العمل الصالح للمجتمع البشري ،لان الرسالة هي رحمة للعالمين ،اذن يجب ان نعمل لكل انسان ،لذلك سعينا لترجمة الاسلام العملي الى واقع حياتي عبر مشاريع نرعاها سواء كانت في المجال الصحي او التربوي او غيرها ،ولله الحمد تجد في هذه المشاريع كل الطيف العراقي وفيها كل مكونات المجتمع ،فالمؤسسة الصحية يدخلها المريض بدون النظر الى هويته ،يدخلها كل محتاج للعلاج ،كذلك مشاريعنا الانسانية مثل دور رعاية الايتام حيث وصل عدد الايتام فيها بين 600-700 يتيم يتم رعايتهم واعدادهم وتأهيلهم ،وفيهم من المدارس الاسلامية ومن كل الاديان ،كذلك دار المسنين فيها نزلاء من كل طوائف وقوميات العراق، اما في الجانب التربوي فقد عملنا على انشاء مركز للصم والبكم ،طلابه من الكاظمية والاعظمية والتاجي وكل المناطق القريبة وفيهم المسلم السني والشيعي والمسيحي والصابئي والكردي والعربي،والحقيقية كانت رحلتنا شاقة في انشاء وتطوير مركز رعاية الصم والبكم نتيجة الحاجة لكوادر متخصصة ،والحمد لله وفرنا هذه الكوادر وباشراف الخبير الدولي في هذا المجال الدكتور عبد الغني اليوزبكي ،وقد جنينا والحمد لله ثمرات تعبنا هذا العام عن طريق تقديم طلب لوزارة التربية لشمول طلبة مركزنا بالامتحان الوزراي وبعد المداولات تم دخول (26) طالبا ممن اهلهم المركز للامتحان الوزاري وكانت نسبة النجاح 100%، وقبيل مجيئي الى لندن مباشرة حضرت حفل تكريم الطلبة والعاملين ومديرة مركز الصم والبكم في بغداد ،هذا في نظري هو الاسلام العملي الذي يسعى لتكريم الانسان وخدمته ،كما ان العراق لم يكن فيه مدرسة ثانوية للمكفوفين ،وكانت هنالك مدرسة ابتدائية واحدة هي مدرسة النور لرعاية المكفوفين ،ومن يتخرج منها عليه اكمال دراسته في المدارس الاعتيادية ،فأرتأينا ان نفتتح مدرسة ثانوية للمكفوفين ،وقد اتبعت مناهج تدريسية متطورة في المدرسة منها ما يعتمد منهج السماع ومنها ما يعتمد توفير كل المناهج الدراسية المقررة من قبل وزارة التربية بطريقة (بريل) لتساعدهم في دراستهم وتهيئأتهم لدخول الامتحانات الوزارية الرسمية ،وفعلا استطاع طلبتنا هذا العام المشاركة في الامتحان وكانت نسبة نجاحهم 100 % ايضا ،هذه المشاريع هي ما اسميه الاسلام العملي ،عندما اتكلم عن كرامة الانسان لابد ان اترجم ذلك عمليا ،كذلك مؤسساتنا الثقافية وعلى رأسها مؤسسة الحوار الانساني هي مؤسسات وطنية عملية تعمل بجد على جمع ابناء العراق وحضهم على الحوار والنقاش لحل كل ما يواجهنا من تحديات ،لذلك نحن كمشاريع ومؤسسات ومرجعية فقهية نتمتع بعلاقات جيدة مع كل المكونات العراقية والمدارس الاسلامية والاديان والقوميات العراقية ،لاننا نؤثر فيهم ونتأثر بهم لخدمة هذا الوطن.