احتفلت مؤسسة الحوار الانساني بلندن يوم الاربعاء 21 تشرين الاول/اكتوبر 2020، بمرور عشر سنوات على إنطلاق اعمالها في العاصمة البريطانية لندن، وتم استذكار محطات من عمر المؤسسة في أمسية ثقافية عرضت فيها بعض نشاطات المؤسسة مما قدمته من أعمال ومعارض وفعاليات ثقافية، كما تم عرض فيلم قصير للتعريف بمسيرة المؤسسة في لندن، وقد حضر الاستاذ غانم جواد مستشار المؤسسة وقدم حوارا مفتوحا مع الضيوف وناقش ما تقدموا به من مقترحات لتطوير عمل المؤسسة خدمة للجالية.
لقد تم استذكار الحدث إذ شهدت العاصمة البريطانية لندن مساء الأربعاء المصادف 29 أيلول / سبتمبر 2010 حدثاً ثقافياً بارزاً، إذ جرى الإعلان عن بدء النشاط الثقافي في ” بيت السلام ” مقر مؤسسة الحوار الانساني بلندن، حضره جمهور من المثقفين والفنانين العراقيين والعرب، ونقلت وقائع الأمسية عدد من الفضائيات العراقية.
وقد عبر الاستاذ غانم جواد مستشار المؤسسة عن اهدافها، باعتبارها منبر حواري يهدف الى تعميق ممارسة الحوار وجعله وسيلة التفاهم الاساسية عند أطياف المجتمع، وركز على أولويات القضايا التي ستطرح للنقاش في مجالات تعميق الحوار بين مختلف الثقافات السائدة عند العراقيين والعرب، والاهتمام بتطوير التعليم ونشر الثقافة الصحية وشرح الافكار الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان والمجتمع المدني، الى جانب إيلاء الاهتمام بإشاعة قيم التسامح في المجتمع المتنوع دينياً وقومياً وعند أقلياتنا وأفكارنا واحترام الأخر والتعايش السلمي بين الجميع. وكذلك يولي الأعمال الفنية والتشكيلة للفنانين للتعريف بمنتجاتهم من خلال اقامة المعارض وحلقات النقاش الفني، كما تسعى المؤسسة لتبنبي الدراسات الاجتماعية والتاريخية. واختتم الاستاذ غانم جواد كلامه باهتمام راعي المؤسسة سماحة آية الله الفقيه السيد حسين اسماعيل الصدر بالجالية العراقية والعربية التي قدم لها هذا المبنى ليكون مركز اشعاع فكري وفني، يُعرف العالم بما تختزنه الحضارة العربية/الاسلامية من مخزون واسع من القيم والمفاهيم الانسانية المشتركة.
تعد مؤسسة الحوار الانساني اول مؤسسة عراقية تعنى بالحوار بين الانسان واخيه الانسان، الذي هو سمة العصر الحديث، وأن سماحة آية الله الفقيه السيد حسين السيد اسماعيل الصدر(دام ظله) ومن خلال مشروعه الفكري الكبير في مؤسسة الحوار الإنساني يعد الشخصية العراقية الاولى، في أيامنا، التي التفتت الى هذا الجانب المهم ليؤسس مرتكزات مصالحة وطنية خالصة لتعميق الحوار وترسيخ دعائم المحبة والسلام بين مكونات الشعب العراقي ايمانا منه بتنوع انتماءاته ومكوناته الدينية، إذ يقول: (يجب ان نتحاور على اساس الانتماء الى العراق، الأعداء يريدون إبعادنا عن هويتنا العراقية بزرع الفتنة تحت مسميات دينية ومذهبية وطائفية، وقد تكون بأسماء قومية وحزبية، فيا سادتي، أتمنى أن نكون جميعا مع العراق دائما ونجعله محور اهتماماتنا وفكرنا وقلوبنا ومشاعرنا وأقوالنا وأعمالنا حتى نبعد عنه دعاة الفتن ونحافظ على وحدته).
أصبحت مؤسسة الحوار الانساني بلندن بيتا للجالية العراقية والعربية في بريطانيا، واحتضنت أماسيها كل ألوان الطيف العراقي من القوميات والاديان والمذاهب دون تفريق، إذ يجمعنا حب الوطن، كما شهدت منصة مؤسسة الحوار الانساني أماسي للمثقفين العرب ولعض الباحثيين البريطانيين. كما تنوعت نشاطات مؤسسة الحوار الانساني فشملت؛ الندوات الثقافية، والعلمية، والاقتصادية، والفكرية، واحتفت المؤسسة بمختلف النتاجات الابداعية شعرا ورواية وعلوم اجتماعية وفلسفية، وأقامت آماسي مختلفة لتوقيع الاصدارات الجديدة للكتاب. كما تضمنت نشاطات المؤسسة الاحتفاء بالمعارض التشكيلية والفوتوغرافية للفنانيين العراقيين والعرب، أذ اقيمت معارض عديدة على قاعة مؤسسة الحوار الانساني، وقد دعمت المؤسسة نشاطات الجمعيات والمنتديات العراقية والعربية وذلك عبر استضافتها لنشاطات مختلف المنتديات والجمعيات العاملة في المملكة المتحدة.
وقد كتب أرسل عدد من الاصدقاء تهاني وتبركيات لمؤسسة الحوار الانساني بالمناسبة ، وبينها الاستاذة فوزية العلوجي التي ارسلت باسم الهيئة الادارية للمنتدى العراقي في بريطانيا قائلة؛ الزملاء الأعزاء في مؤسسة الحوار الإنساني في لندن المحترمين ..الأستاذ غانم جواد المحترم
تقبلوا تهاني الهيئة الادارية و العاملين في المنتدى العراقي في بريطانيا و أنتم تطفؤون شمعة عملكم الدؤوب للسنه العاشرة، العمل الاسبوعي الذي تطلب جهودا مضاعفة وكان هدفه تجميع كل اطياف الجالية العراقية المتواجدة في بريطانيا في ندوات، وأمسيات، ومحاضرات طالت كل ما تتطلع اليه الجالية من نشاطات، ولم تبخلوا بمساعدة المنتدى العراقي، وكذلك المنظمات الاخرى المتواجدة على الساحة البريطانية. نتمنى أن نتواصل معا في خدمة الجالية العراقية في بريطانيا، ونتمنى لكم النجاح في مهامكم القادمة.
كما كتب الاعلامي احمد الحلفي كلمة قال فيها: نبارك لكم ولأسرة مؤسسة الحوار الانساني بلندن وخاصة لمؤسسها العلامًة الكبير آية الله السيد حسين السيد اسماعيل الصدر دامت بركاته بمناسبة إطفاء الشمعة العاشرة لهذه المؤسسة المباركة والتي تمثل منارة في العاصمة البريطانية لندن لاقامة النشاطات الثقافية والأدبية والعلمية والمعارف الانسانية والفنية وتسليط الأضواء على هذه المجالات بأجواء موضوعية وأريحية فكرية الى جانب التعريف بالكفاءات والخبرات والشخصيات العراقية من مختلف شرائح الفسيفساء العراقي، تقبلوا فائق الاحترام ولكم جزيل الامتنان ونخص بشكرنا العًلامة المؤسس سماحة الفقيه السيد حسين الصدر دام محروسا ولجميع الاخوة العاملين بمؤسسة الحوار الانساني بلندن وجميع الداعمين لها والى مزيد من العطاء والتألق وكل عام وانتم بالف خير .
كما كتب الاستاذ علاء الخطيب كلمة بعنوان (عشر سنوات من الحوار الانساني) في المناسبة قال فيها؛ حينما تدخل لمؤسسة الحوار الانساني بلندن ستواجهك العبارة التي تلخص ثيمة هذا الصرح الراقي التي تقول: (الحوار من أجل معرفة الآخر وليس من أجل تغييره) كلمة تختزل كُنه الحوار الانساني بين المختلفين وأُس اساسات قبول الاخر، على قاعدة لكم دينكم ولي دين، فالافكار المختلفة لا تمنعنا من الحوار والتواصل، وما دمنا لآدم وآدم من تراب، أو كما يقول الشاعر أمية ابن ابي الصلت الاشبيلي:
إذا كان أصلي من تراب فكلها بلادي وكل العالمين أقاربي
وذلك يعني أن الحوار وسيلة المتحضرين، فحينما تهيأ مؤسسة الحوار الانساني المناخ الصحي للحوار وتحت مفهوم التعرف على الاخر ذلك يؤشر طريقة التفكير التي بنيت عليها هذه المؤسسة الكبيرة وفكر العاملين فيها .لذا لم تكن مؤسسة “بيت السلام” بلندن مجرد قاعة تستضيف الكتاب والمبدعين لاقامة الندوات والمعارض، بل كانت نافذة ينساب منها نموذج حضاري ناجح عَمَلَ بعيداً عن صخب السياسة والسياسيين، عمل للانسان دون غيره، الانسان بما هو انسان .
عشر سنوات من العطاء الزاخر، عشر سنوات من الحضن الدافئ، عشر سنوات من الانجاز المتراكم، عشر سنوات من المزيج المتجانس، استضافت فيه المسيحي واليهودي والمسلم والشيعي والسني، كما استضافت المتدين والعلماني والليبرالي واللاادري، كلٌ يقول كلمته بحرية. عشر سنوات من الالوان المختلفة والافكار المتلاحقة التي تقف على قاعدة الانسانية الواحدة .
مؤسسة الحوار الانساني (دار السلام ) بلندن التي اسسها الفقية المتنور السيد حسين السيد اسماعيل الصدر، فكانت باكورة العمل الثقافي خارج العراق، كما كانت علامة فارقة بعد شتات گاليري الكوفة. فقد وجد المثقفون والمبدعون ضالتهم في فضاء نقي وسط عالم ملوث بالسياسة والتطرف والتقاطعات، ولدت مؤسسة الحوار الانساني في الزمن الصعب، حينما كانت الطائفية تعصف بالعراق وتشتت جمعه، وارتفعت اصوات الكراهية لتحجب أنغام التعايش والسلام، وكاد المثقفون أن ينزلقوا وراء خطر الانجرار خلف الامواج العاتية التي اجتاحت الوطن. ولدت المؤسسة لتكون خيمة الرافضين للعنف والكراهية والطائفية، ولدت لتكون ملجأ الكلمة الحرة، كلمة الوطن الجامع، نعم الوطن الجامع كما قالها مؤسسها وراعيها، حينما كنا في ضيافته وبدعوة من مديرها الاستاذ غانم جواد .
قال لنا الدين مفرق، والوطن جامع، الدين حالة شخصية أو فئوية، والوطن حالة عامة. ويقصد أن لاخلاف على الوطن، فربما نختلف في الوطن ولكننا نتفق دائماً على الوطن، لذا أصبحت المؤسسة محجة حاملي الهم الانساني، فراحوا يحجون اليها كل اربعاء، يقفون في محراب الحب والجمال، محراب الكلمة التي كانت في البدء، رجالاً ونساءً أفرغوا عصارة تجاربهم الانسانية والابداعية تحت سقف الحوار وبلغةٍ عاشقةٍ للحياة .
وما يحسب لهذه المؤسسة وهي تحتفل بعامها العاشر وبتواصل مدهش هو وجود مديرها ومستشارها وعقلها المتوازن. الأستاذ غانم جواد ، الذي حافظ على استقلاليتها وخطها الانساني ، فكانت بحق نموذج لتسميتها .ولا ننسى بمعرض الحديث عن هذه الدار الكادر الذي عمل بجد للارتقاء بها لأن تكون مؤسسة محترمة ذات سمعة سامية بين المؤسسات العراقية والعربية في لندن. مبارك للعراق، ومبارك لنا ومبارك لرعاتها بهذه المناسبة.