ضيفت مؤسسة الحوار الانساني بلندن يوم الاربعاء 20 حزيران / يونيو 2018 في افتتاح الموسم الثقافي الجديد الدكتور تحسين الشيخلي في محاضرة ثقافية سلط فيها الضوء على التقدم اللافت الحاصل في مجال الذكاء الاصطناعي .. واجاب عن اسئلة مثل؛ كيف سيكون مستقبل الذكاء؟ وما مدى تأثير ذلك على مستقبل البشرية؟ د.تحسين الشيخلي من مواليد بغداد،اكمل دراسته في الجامعة التكنولوجية- بغداد،حصل على دكتوراه دولة في المعلوماتية من جامعة غرب بريتاني- فرنسا عام 1985،حصل على درجة الاستاذية عام 2001،متخصص في مجال هندسة البرامجيات،ومؤسس لأغلب اقسام هندسة البرامجيات في الجامعات العراقية. عمل باحثا في منظمة الطاقة الذرية العراقية واستاذا في الجامعة التكنولوجية وجامعة النهرين ومعهد الدراسات العليا للمعلوماتية، إنتقل للعمل الاداري كمدير عام ثم وكيل وزير في الامانة العامة لمجلس الوزراء،غادر العراق عام 2012 .. درس في الجامعات البريطانية ثم أسس مركز بحوث داراسات المستقبل في لندن،اشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة ،ألف مجموعة من الكتب باللغة العربية والأنكليزية التي يدرس بعضها في الجامعة،نشر(37) بحثا في مجالات علمية محكمة،وحاز على التقدير الاكاديمي لبعض بحوثه من مؤسسات علمية عالمية مثل IEEE وACM . المقدمة استطلعت دراسة حديثة آراء 352 من خبراء التعلُّم الآلي والذكاء الاصطناعي، وخلصت إلى أن الذكاء الاصطناعي يحسِّن قدراته بسرعة، ويثبت ذاته على نحو متزايد في مجالات عديدة شهدت سيطرة الإنسان عليها تاريخيًّا كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعتي أوكسفورد البريطانية وييل الأمريكية أن هناك احتمالًا بنسبة 50% بأن يتفوق الذكاء الاصطناعي على الذكاء البشري في جميع المجالات في غضون 45 عامًا، كما من المتوقع أن يكون قادرًا على تولي كافة الوظائف البشرية في غضون 120 عامًا. ولا تستبعد نتائج الدراسة أن يحدث ذلك قبل هذا التاريخ. ووفقًا للدراسة فإن “الآلات ستتفوق على البشر في ترجمة اللغات بحلول عام 2024، وكتابة المقالات المدرسية بحلول عام 2026، وقيادة الشاحنات بحلول عام 2027، والعمل بتجارة التجزئة في 2031، بل وفي كتابة واحد من أفضل الكتب مبيعًا بحلول عام 2049، وفي إجراء الجراحات بحلول عام 2053”. وشددت الدراسة على أن الذكاء الاصطناعي يحسِّن قدراته بسرعة، ويثبت ذاته على نحو متزايد في المجالات التي يسيطر عليها الإنسان تاريخيًّا، وعلى سبيل المثال، فإن برنامج “ألفا جو”، المملوك لشركة جوجل، هزم مؤخرًا أكبر لاعب في العالم في اللعبة الصينية القديمة المعروفة باسم “جو”. وفي الإطار ذاته، تتوقع الدراسة أيضًا أن تحل تكنولوجيا القيادة الذاتية محل الملايين من سائقي سيارات الأجرة. استطلعت الدراسة آراء 352 من خبراء التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي للتنبؤ بمدى التقدم الذي يمكن إنجازه في هذا المجال خلال العقود القليلة المقبلة، وكذلك معرفة التوقيت المحدد لنمو قدرات الذكاء الاصطناعي وتفوُّقه في مهن محددة، فضلًا عن رصد توقعاتهم بشأن متى يصبح متفوقًا على البشر في جميع المهام؟ وما الآثار الاجتماعية التي يمكن أن تترتب على ذلك التقدم؟ ووفق الدراسة، يتوقع كثير من الخبراء أنه في غضون قرن من الزمان سيكون الذكاء الاصطناعي قادرًا على فعل أي شيء يمكن للإنسان القيام به. تقول كاتيا جريس -الباحثة بمعهد مستقبل البشرية في جامعة أوكسفورد، ورئيسة فريق البحث- لـ”للعلم”: “نعمل حاليًّا على مقارنة قوة الدماغ بالنسبة لقوة الحواسيب الفائقة؛ للمساعدة في معرفة ما يكفي من الأجهزة لتشغيل شيء معقد مثل الدماغ”. وتضيف: لقد انتهى الملخص التقني الذي توصلنا إليه في دراستنا إلى أن الذكاء الاصطناعي على المستوى البشري سيكون له آثار بعيدة المدى على المجتمع، وتحديدًا خلال القرن المقبل”، موضحةً أن معظم فوائد الحضارة تنبع من الذكاء، ومن المهم جدًّا البحث عن وسائل تمكِّننا من تعزيز فوائد الذكاء الاصطناعي دون استبدالها في سوق العمل. وحول التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لذلك التقدم، كما هو الحال بالنسبة للتوقعات المحتملة لارتفاع معدلات البطالة وتنامي الفقر، تقول جريس: “الآثار الاجتماعية لتطور الذكاء الاصطناعي ستعتمد على كيفية رد فعل المجتمع تجاهه، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى وجود أعداد كثيرة من العاطلين عن العمل ونقص معدلات الدخل المادي لهم، أو يمكن أن يؤدي إلى دعم الجميع تقريبًا من قِبَل التكنولوجيا وتحريرهم من أعمال عديدة، بما يجعلهم قادرين على قضاء أوقاتهم في أداء أنشطة أخرى نافعة بالنسبة لهم”. الدماغ البشري أكثر قوة وفيما تعتقد جريس أن “الذكاء الاصطناعي ربما يحل محل العامل البشري في جميع المجالات على المدى البعيد”، يرى جيورجيس ياناكاكيس -الباحث في مجال الذكاء الاصطناعي بجامعة مالطا- أن “معظم جوانب الدراسة ركزت على النواحي الإدراكية من الذكاء، التي تتناسب مع أداء مهام محددة تحديدًا جيدًا، ولكن هناك جوانب أخرى من الذكاء، مثل الذكاء الانفعالي، تتجاوز عملية الإدراك”. ويضيف: “من المهم أن نتساءل: متى يتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في مجالات الفن أو النقد السينمائي؟ على سبيل المثال”، وفق موقع نيوساينتست. ويوضح ماجد المرعشي -أستاذ الذكاء الاصطناعي المساعد بجامعة جدة- لـ”للعلم” أن “الذكاء الاصطناعي يُعَدُّ من أقوى الأدوات التي ستزاحم البشر في أعمالهم، لكونها تشمل كل العمليات والإجراءات، وكذلك إمكانية دمجها بالقرارات الذكية وبسرعة”، مشددًا على أن هناك شركات كبرى تخلت عن معظم موظفيها بعد تفعيل هذه الأدوات. وضرب المرعشي مثلًا بالخطوط الجوية البريطانية التي تسعى للاستبدال بجميع موظفيها في خدمة العملاء بالهاتف من خلال نظام اتصال ذكي يعتمد على تقنية التعرُّف على الكلام”Speech recognition” . وتمكِّن هذه التقنية من فهم خطاب العميل أوتوماتيكيًّا. وأمثلة هذا الأمر كثيرة خاصة في الأعمال الإدارية الروتينية، ولاحقًا من المتوقع أن تسيطر على الأعمال التي تحتاج إلى قرار من خلال “أنظمة دعم اتخاذ القرار Decision-Support Systems”. البدائل المتاحة ومن المتوقع أن يُسهم التقدم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) في إحداث تحوُّل كبير في نمط الحياة الحديثة عن طريق إعادة تشكيل وسائل النقل، والصحة، والعلوم، وسوق المال، وأيضًا إعدادات الجيوش. ومن أجل التكيُّف والتوافق مع هذا التغيير، ستكون هناك حاجة ماسة إلى إحداث تغيير في السياسات العامة بما يتوافق مع هذه التطورات المنتظرة. ترى جريس أن “هناك العديد من البدائل المختلفة المتاحة للتعامل مع تداعيات الأزمات التي ستنجم عن تطور الذكاء الاصطناعي، مثل احتمال حدوث بطالة واسعة”. وتوضح: “على صعيد المجتمع، يجب وضع خطط متنوعة لإعادة توزيع العمالة، وبالنسبة للأفراد، يمكن أن يتجهوا إلى الاستثمار في مجالات أخرى، مثل الحوسبة على سبيل المثال”. في المقابل، يؤكد المرعشي أنه لا تظهر بدائل قوية متاحة للبشر للتعامل مع تلك التأثيرات، وتحديدًا فيما يتعلق بمواجهة تزايد معدلات البطالة، مضيفًا أن “القيمة التي تقدمها هذه الأدوات تسير في اتجاه معاكس لتوظيف البشر، والاستثناء سيكون لقليل من المختصين المؤهلين في التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولنا أن نتصور شركة تقدم خدماتها لملايين العملاء من خلال عدد لا يتجاوز العشرين من الكفاءات المختصة”. تداعيات خطيرة يقول المرعشي: “إن تقدُّم الذكاء الاصطناعي سيكون له تأثيرات اجتماعية واقتصادية، فمن المتوقع أن يكون هناك مزيد من الفروقات الهائلة في مستويات الدخل بين الأفراد وما قد يتبعها من اهتزازات أمنية وسياسية واقتصادية، وما نراه اليوم من احتجاجات عالمية من سائقي سيارات الأجرة على تطبيقات توجيه القيادة لسيارات الأجرة يعطي لمحة واضحة عن هذا الأثر. ويضيف: وإذا كان هذا التطور سيسهم في تخفيض تكاليف المنتجات بعد خفض تكاليف الموارد البشرية، فإنه في المقابل سيؤدي إلى انهيار قطاعات وشركات تأخرت في اعتماد هذا التوجه ولو كانت كبيرة، وذلك بسبب تغيُّر عوامل التكلفة المؤثرة إلى حد كبير. ويتوقع المرعشي أن تكون هناك احتمالات لظهور أشكال من الصدام وعدم التوافق في المستقبل بين هذه المنتجات الذكية والبشر، مشددًا على أن ميدان الصدام سيكون اقتصاديًّا بالدرجة الأولى، لكن ستتبعه آثار سياسية واجتماعية عنيفة، مضيفًا أنه ربما تلجأ بعض الدول مؤقتًا إلى محاربة وتأخير هذا التوجُّه، ولكنها سترضخ في النهاية؛ “فالسوق العالمية لا ترحم أحدًا”، على حد قوله. بدورها، انتهت جريس إلى أنه “إذا كانت القيم البشرية معقدة، فإن الذكاء الاصطناعي لن يكون بوسعه رعاية كل ما يهتم به البشر، وإذا كان له كثير من النفوذ، فإن هذا يمكن أن يؤدي على المدى الطويل إلى مستقبل لعالم مخالف لاختيار البشر، وهذا نوع من المشكلات التي تثير قلق الباحثين في هذا المجال، والذي بلغ حد القلق من احتمال انقراض البشر، قائلًا: “نأمل أن يتم حل هذا بالتزامن مع تطور الذكاء الاصطناعي”. وظائف مهددة بالاختفاء وكانت دراسة سابقة أجرتها أيمي ويب -الرئيس التنفيذي لوكالة ويبميديا جروب المتخصصة في دراسة الاستراتيجيات الرقمية- قد حذرت من أن “نحو 4 من بين كل 10 أمريكيين ستحل محلهم في العمل أجهزة ذكاء صناعي في ثلاثينيات القرن الحالي، وأن تلك الأجهزة ستقوم بدور أكبر في حياتنا على نحو بات يهدد وظائف العاملين في بعض المجالات والاستعاضة عنهم بآلات وتقنيات جديدة، ومنها خدمة العملاء”. تشير ويب في تصريح نُشر على شبكة موقع سي إن إن الأمريكية على الإنترنت إلى أن “كثيرًا من الشركات الكبرى نقلت خدماتها للزبائن إلى دول مثل الهند وغيرها من الدول ذات المستوى المنخفض للأجور، وكذلك قطاع السمسرة، إذ يتم الاعتماد على برنامج “بلوكشين”. وبلوكشين هو برنامج قادر على معالجة المعاملات تلقائيًّا بشكل دقيق وموثوق به، ما يؤهله لأخذ مكان الوسطاء في قطاعات البنوك والضمان والتأمين والرهن العقاري. وهو الأمر الذى دفع مؤشر ناسداك إلى الإعلان عن عزمه استخدامه، ما يمكن وصفه بأنه خطوة أولى على طريق تحجيم العمالة. والأمر نفسه بالنسبة لمهنة الصحافة، فبعد أن قضى الإنترنت على عدد كبير من الصحف، باتت وظائف العاملين في مهنة الصحافة مهددة هي الأخرى، وهناك خوارزميات تسمح لمنافذ الأنباء بإنشاء قصص إخبارية تلقائيًّا ووضعها على مواقع الويب دون تفاعل بشري، وجرت تجربة ذلك بالفعل بوكالة أسوشيتد برس الإخبارية الأمريكية. كما أنه من الممكن أن نشهد قريبًا الاستعاضة عن المحامين في بعض المجالات من خلال تطبيقات مستقبلية، فكتابة الوصية أو حتى الطلاق، ستكون من الأمور التي تتولاها هذه البرامج للأشخاص بشكل أسرع وأقل ثمنًا بالتأكيد. وخلصت إيمي إلى أنه “بالرغم من عدم وجود إجماع بشأن كيفية الاستعداد للذكاء الاصطناعي حول العالم، إلا أنه لا مجال للشك بأن الوقت حان للاستعداد له، ما يستوجب وضع خطط مستقبلية تقوم على الاستثمار في التدريب والتعليم وتأهيل العمالة لخوض مجالات عمل جديدة”. مخاطر الذكاء الاصطناعي قال إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة سبيس إكس لتكنولوجيا الفضاء إن مخاطر الذكاء الصناعي بدأت تهدد مستقبل الجنس البشري.وأضاف أنه يميل بشدة إلى الاعتقاد بضرورة وجود رقابة على مستويات دولية لتنظيم عمليات تطوير تقنيات الذكاء الصناعي وأضاف “إننا نستحضر الشيطان أثناء تعاملنا مع هذه التقنيات”. مخاوف وتفاؤل ويظهر العالم الفيزيائي البريطاني الشهير “ستيفن هوكنغ” مخاوف عبّر عنها في مقابلة أجرتها معه شبكة بي بي سي البريطانية مطلع ديسمبر 2014، حيث قال إن تطوير ذكاء صناعي كامل قد يمهد لنهاية الجنس البشري. وأوضح هوكنغ أن بمقدور تقنيات الذكاء الصناعي أن تعيد تصميم نفسها ذاتيا، وتتطور بشكل متسارع، وهو أمر لا يستطيعه الجنس البشري، مما قد يؤدي إلى استبدال الإنسان بالتقنيات الاصطناعية كونها أكثر تطوراً، على حد تعبيره. كما أعرب بيل غيتس في جلسة الأسئلة والأجوبة “إسألني أي شيء” الثالثة له على موقع “ريديت” Reddit عن رغبته في بقاء الروبوتات غبية إلى حد ما. وقال: “أنا في معسكر من يشعر بالقلق إزاء الذكاء الخارق”.وأضاف:“بعد بضعة عقود سيكون الذكاء الصناعي قويا بما يكفي ليكون مصدرا للقلق. وأنا أتفق مع إيلون ماسك وغيره آخرين حول هذا الموضوع ولا أفهم لماذا لا يبدي بعض الناس قلقهم حيال ذلك”. ويشعر أستاذ هندسة الميكانيك وعلوم الفضاء في جامعة كورنيل، وأحد مطوري الروبوتات الذكية، هود ليبسون، بالمخاوف ذاتها، حيث قال إن تقنيات الذكاء الصناعي أصبحت قوية للغاية، ومن المحتمل أن تتجاوز قدرات الإنسان. وتوقّع حدوث ذلك خلال القرن القادم. ويعتقد ليبسون أن دمج تقنيات الذكاء الصناعي مع الروبوتات قد يتسبب بظهور آليات خطيرة، لكنه رفض القول إنها قد تتسبب بدمار البشرية، وإنما على العكس تماما حيث يمكن تطويعها لصالح البشرية، على غرار الطاقة النووية التي يمكن استخدامها في الخير أو في الشر. ومن بين المتفائلين، مالك شركة Kensho، دانيال نادلر، التي حصلت، على تمويل بقيمة 15 مليون دولار في مسعى طموح لتدريب الحواسيب على أداء الوظائف المكتبية كمهام التحليل المالي. وقال: “من ناحية التكنولوجيا، يوجد حالياً تحول نوعي من كتابة الأوامر في مربع إلى مرحلة تتابعك فيها الحواسيب وتتعلم”. واعتبر مالك شركة “كونتكست ريلفانت” Context Relevant، ستيفان بوربورا، أن الذكاء الصناعي هو الموضوع المهم الرائج في الوقت الراهن. وجمعت شركته المتخصصة في الذكاء الصناعي ما يزيد على 44 مليون دولار منذ تأسيسها في عام 2012. وقدّر بوربورا وجود أكثر من 170 شركة ناشئة في هذا القطاع. عهد وميثاق وقع خبراء “الذكاء الصناعي” يوم 11 يناير 2015 في جميع أنحاء العالم خطابا مفتوحا، صاغه “معهد مستقبل الحياة” Future of Life Institue، وتعهدوا فيه بالتنسيق والتواصل بعناية وعلى نحو آمن حول التقدم المحرز في هذا المجال لضمان أنه لن يخرج عن طور سيطرة البشر. تضمنت قائمة الموقعين على الخطاب المؤسسين المشاركين لشركة Deep Mind وشملت العالمان الشهيران ستيفن هوكينغ وإيلون ماسك، فضلا عن أساتذة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وخبراء في بعض من أكبر الشركات التقنية، بما في ذلك الفريق المسؤول عن الحاسوب الخارق “واتسون” Watson الخاص بشركة “آي بي إم” IBM، وقسم البحوث التابع لشركة مايكروسوفت. وأرفق الخبراء مع الخطاب وثيقة بحثية تحدد أين تكمن المزالق وما هي الاحتياجات التي يجب ترسيخها لمواصلة السعي وراء علوم الذكاء الصناعي بأمان. مشروع الأفاتار Avatar : هو مشروع الصور المجسمة أو القرائن الموصولة بعقل الانسان باستخدام الهندسة العكسية وموجات الدماغ بهدف عسكري استكشافي وتحقيق الخلود الزائف بعد خديعة النظام العالمي الجديد وبحلول عام 2045؟ ان مشاريع التحول البشري بمفاهيمه وتقنياته تعمل على تقنيات العلم الحديث وكشف اسرار الجينوم البشري.. وتناولنا فكرة عامة عن مشروع افاتار القائم منذ سنوات والذي شملت تقنياته المتعددة مثيلاتها التي عرضت على العامة في الفيلم الشهير وحقيقة وجودها تحت رعاية وكالة داربا وعدد من المراكز العلمية. لكن الامر لا يشمل تلك الروبوتات والتقنيات الحديثة فقط.. بل يتعدى حقيقة ما جاء بالفيلم من استخدام العقل البشري للسيطرة والتحكم في صور رمزية او قرائن مجسمة عن بعد.. ويتعدى ذلك لتصور امكانية اكتشاف الانسان لعوالم فضائية او جوف ارضية مستخدما تلك الصور المجسمة… ليس هذا فقط… بل هو مشروع بحثي متعدد التخصصات “روسي امريكي” ذو اربع مراحل يهدف إلى تحقيق الخلود في البشر من خلال اوجه جديدة للذكاء الاصطناعي ونقل الوعي خلال العقود الثلاثة المقبلة.. وخاصة بعد مخطط اقامة النظام العالمي الجديد وفق ما تم وضعه من مراحل متعددة… انه يعتزم القيام بذلك عن طريق العقول لإسكان الإنسان في جسد المركبات التقنية تدريجيا أكثر فأكثر… ومن ثم في الروبوتات وغيرها من الصور المجسمة، بحلول عام 2045 … وذلك عن طريق الهندسة العكسية للدماغ البشري وامكانية “تحميل” الوعي البشري على شريحة كمبيوتر مضغوطة ضمن تجارب الذكاء الاصطناعي…. وأول من الخطوات التي يتم العمل عليها إلى أن تكتمل قبل نهاية هذا العقد هو إنشاء أندرويد “الصورة الرمزية المجسمة” والتي يتم السيطرة عليها بشكل كامل عن طريق واجهة الدماغ والحاسوب… وكان الهدف في البداية ان تكون تلك التجارب ذات فائدة للناس المعاقين جسديا… ثم تخطى ذلك التصور ان تلك التجارب قد تمكن الجنس البشري أيضا من العمل في البيئات الخطرة أو تنفيذ عمليات الإنقاذ الخطيرة والحروب المستعصية واكتشاف عوالم مجهولة…. وكان مما تم تنفيذه تخصيص تمويل اولي لوكالة داربا DARPA بمقدار 7 ملايين دولار أمريكي من الميزانية لتطوير واجهات ذكية تمكن الجندي في اثناء المعارك لتوجيه آلات حديثة وروبوتات تتمتع بسيطرة وبحكم شبه ذاتي ذو قدمين او اكثر ..كالنماذج التي عرضناها في الموضوع السابق… والسماح له ليكون بمثابة بديل عن الجندي وبالسيطرة من الجندي او قيادته… باستخدام الموجات الدماغية وحدها حيث عملت اكثر من جهة على صقل هذه التكنولوجيا… والخطوة الثانية هي إنشاء “نظام دعم الحياة المستقلة للدماغ البشري”… والتي يمكن بعد ذلك دمجها في “الصورة الرمزية المجسمة” التي يتم العمل عليها على قدم وساق لتطبق بحلول عام 2025!!!!!!… وبهذا.. إذا كانت النتائج ناجحة بما يكفي وقادرة على الحركة مع المرضى ذوي الدماغ السليمة فسيكونون قادرين على استعادة القدرة على التحرك عبر أجسادهم الاصطناعية الجديدة.. اضافة لمجموعة متنوعة من الأجهزة الإلكترونية الحيوية قد اوشكت ان تكون ممكنة.. وخلق ما يسمى اندماج تام التوافق superimpositions من الأنظمة الإلكترونية والبيولوجية والعاطفية الخاصة بالجسم البشري… وفي تجارب سابقة وخاصة لنتائج الدكتور J. White Robert والمقدمة لمنظمة الصحة العالمية عمل منذ السبعينيات على تجارب مشابهة… حيث تمكن من تنفيذ عمليات زرع ما يسمى ادمغة صناعية في عدة قرود…. وبناء بيئة اصطناعية في الدماغ والتي لا تمكن من البقاء على قيد الحياة فقط… ولكن أيضا الاستمرار في العمل إلى أقصى حد ممكن وبأقصى مجهود.. وعرض التليفزيون الروسي اعلاميا خطوات هامة في مشروع افاتار والذي كانت روسيا رائدة افكاره بالاساس عدة اهداف مستقبلية ليتم تطبيقها في جدول زمني وخاصة مرحلة هامة تم تحديدها بحلول عام 2035.. حيث طرح الاعلامي المتخصص Dmitry Itskov عدة تفاصيل لتلك المرحلة والتي تهدف للتطبيق التام للهندسة العكسية من الدماغ للنظائر المجسمة وإيجاد وسيلة ل”تحميل” وعي المخ لنسخة تركيبية في صور متعددة… إلى جانب التطورات السابقة.. وهذا من وجهة نظرهم يسمح للبشر لتحقيق الخلود المعرفي وامكانية استكشاف عوالم متعددة قد تكون في الفضاء او في اماكن خطرة بالارض لا يتحملها الجسد البشري المحدود الامكانيات… ويؤدي أيضا إلى إنشاء ما يسمى الذكاء البشري الاصطناعي… وتوفير فرص حتى للناس العاديين لاستعادة أو تعزيز أدمغتهم الخاصة وقدراتهم.. على سبيل المثال عن طريق التلاعب بالذكريات وامكانية نسخها او محوها واستعادتها وقت الطلب…. والبديل الحالي لعمليات نقل الوعي الدماغي الخاص هو شرائح السليكون.. ولكن يصاحبه ابحاث حديثة بين علماء الأعصاب في تطبيقات أفضل للأعمال الداخلية للدماغ والاسلاك العصبية المصنعة… ومن احد التطورات الأخيرة الذراع الروبوتية التي يمكنها تحليل أنماط الكهرباء من الخلايا العصبية واشاراتها الداخلية وهي خطوات “قد” تكون في الاتجاه الصحيح… الخطوة الرابعة والأخيرة والاهم والمزمع تطبيقها بحلول عام 2045 هو عمل “مادة مستقلة مدمجة للعقول” حيث يتم رفع الوعي الدماغي لا على شريحة الكمبيوتر..ولكن في هيئات مختلفة التراكيب وقرائن مجسمة… ويمكن لجسم ثلاثي الأبعاد من خلاله المشي أو الحركة حتى على الجدران او في سرعة الضوء!!!… في حين أن الجسم المصنوع من استخدام الروبوتات الدقيقة يكون وقتها قادرا على اتخاذ على عدد من الأشكال المختلفة للقرار والإرادة المماثلة للارادة الإنسانية للمرة الأولى في التاريخ مما سيجعل انتقال إدارتها بشكل كامل ومتطور لتخليق ما يسمى ب “نوع جديد من القرائن الانسانية”!!!! ومما تم التركيز عليه حاليا بداية هو استخدام الصور او القرائن الرمزية المجسمة في مشاريع الأبحاث العسكرية الامريكية للتطبيق على الجنود للسيطرة على الروبوتات البديلة فقط باستخدام عقولهم… للتحكم عن بعد androids في ساحة المعركة… ولذا تم تسمية المشروع باسمه افاتار الملقب بالصورة الرمزية…حيث ستكون قادرة على فعل كل ما يمكن الجندي من فعله واداء جميع واجباته بما في ذلك القتال وتطهير الغرف والحراسة التحكم واسترداد الخسائر في المعركة وكل ذلك عن طريق التحكم عن بعد… او بمعنى ابسط الحرب بالوكالة!!!!.. ومما تم النجاح بتطبيقه منذ سنوات قريبة ما يسمى الروبوتات النابضة بالحياة Petman وAlphaDog وهي آلة ذات 4 أرجل مصممة لحمل المعدات…والذي نجح في التفاعل مع الجنود بطريقة مشابهة للعلاقة بين حيوان المدربين ومدربه…. كما تم اجراء تجارب ناجحة حاليا لإصلاح البصر الروبوتي… حيث تركب عين الكاميرا مكان العين المعطوبة وبامكانها الملاحظة والتذكر عن طريق التفاعل مع انشطة الدماغ باستخدام اللاتكس ونظام معقد من المحركات والالكترونيات… ويقول العلماء ايضا أنه إذا لم يكن لبعض الأمراض والتدهور لنظام القلب والأوعية الدموية تأثير مميت يمكن جعل أدمغتنا أن تعيش لسنوات حتى 302 أو ربما اكثر!!! فالمشروع باختصار يتكون من أربع مراحل.. وهو مشروع مشترك بين روسيا وامريكا.. وغير داربا هناك فريق من الباحثين في ضاحية موسكو من زيلينوغراد تعمل حاليا على تطبيق أول مراحله ويشارك بالفعل حوالي 100 من العلماء المتخصصين في هذه الجزئية والعمل من أجل استكمال الصورة الرمزية-A.. وهو روبوت يشبه الإنسان يتم السيطرة عليه من خلال واجهة الدماغ والحاسوب وسميت النماذج الاولية لتلك الروبوتات ب “ديما” وهو شبيه بالانسان…. فالمرحلة 1 – تسمى “الصورة الرمزية المجسمة”… هذه المرحلة تكتمل بحلول عام 2020… المرحلة 2 – الجسم B – لإنشاء الصورة المجسمةالرمزية التي تم زرع الوعي الدماغي للانسان بها في نهاية حياة المرء… هذه المرحلة تكتمل بحلول عام 2025. المرحلة 3 – مرحلة إعادة الدماغ – لإنشاء الصورة الرمزية المجسمة مع الدماغ الاصطناعي المطور.. والتي يتم نقلها من الاساس بشخصية الإنسان أو الوعي والذكريات والعواطف في نهاية حياة المرء… هذه المرحلة مخطط أن تبدأ في عام 2030 وإلى أن تكتمل بحلول عام 2035… المرحلة 4 – صورة ثلاثية الأبعاد كاملة شبيهة بالجسم – A او الصورة الرمزية المجسمة للانسان ذاته تبدأ في عام 2040..وتكتمل بحلول عام 2045… نحو خلق الجيل القادم من الذكاء الاصطناعي المماثل للانسان والقادرين ان يفكروا بأنفسهم…وخاصة ان هذه “الصور الرمزية” سوف تعيش وفقا لمبادئ مختلفة تماما ..أنها لن تحتاج الطعام أو ربما حتى المنزل ولن تتأثر بتغير الاحداث الطبيعية…والهدف النهائي… الخلود.. فهل سنشهد ذلك قريبا؟ .