صادق الطائي –
استضافت مؤسسة الحوار الانساني بلندن يوم الاربعاء 16/12/2015 الدكتور صاحب الحكيم في امسية ثقافية يتحدث فيه عن اعلان (ق) وهي مجموعة ضغط (لوبي) ليس لها اهداف سياسية ولايسعى العاملون فيها لتأسيس حزب او المنافسة على السلطة ،ولكن مهمتها الرئيسة هي الوقوف بوجه الفساد المستشري في االمؤسسات العراقية.
الدكتور صاحب الحكيم مناضل وكاتب وناشط في مجال حقوق الانسان، ولد في العراق عام 1942 ، حصل على البكالوريوس من جامعة بغداد 1965 ، ودبلوم كلية الجراحين الملكية لند ن 1976 ،تعرض للتعذيب والسجن ابان عهد الدكتاتورية في العراق ،الف العديد من الكتب ونشر عشرات المقالات وشارك في العديد من المؤتمرات الدولية ، قلده البابا يوحنا بولس الثاني وسام السلام عام 1994 كما منحه الاتحاد الدولي للجمعيات الدينية و السلام العالمي شهادة ( سفير السلام العالمي) عام 2003 .
وقد ابتدأ الدكتور الحكيم الامسية بالتوجه بالشكر امؤسسة الحوار الانساني لايصال الاصوات المطالبة بالوقوف بوجه الفساد وقد بين ان (ق) هي مجموعة ضغط من مختلف شرائح الشعب العراقي ،شعارها الوقوف بوجه الفساد وفضح الفاسدين والسعي لتقديمهم للعدالة عبر جمع الادلة القانونية والسير بالطرق القانونية امام القضاء سواء داخل العراق او خارجه ،ثم قرأ مختصر الاعلان الذي جاء فيه ؛لا يجادل أحد في أن الفساد استشرى في العراق حتى وصل به إلى أعالي قائمة الدول في درجة الفساد.ولا يجادل أحد في أن الفساد أفقر الشعب العراقي وأفسد عليه حاضره ومستقبله ، ورهن العراق للإرهاب ، وقضى على إستقلاله وسيادته وأمنه وإقتصاده.
وأن الشعب العراقي الذي تحرر من عبودية الدكتاتور الأوحد وقع في شراك طبقة سياسية فاسدة ، متسلطة على مقدرات هذا البلد الثري يمدون أذرع نفوذهم في البرلمان والحكومة والقضاء والإعلام والقوات المسلحة، مما جعلهم قادرين على كمّ الأفواه وشراء الضمائر.
كما لا يخفى أن المواطن يعاني من إهدار كرامته يومياً في الدوائر الحكومية لتعرضه للإذلال على أيدي الموظفين الفاسدين وهم الأغلبية من موظفي حكومة ينخر الفساد كل دوائرها.
ولا يخفى على أحد أن السياسيين العراقيين يعرفون الفاسدين ويعرفون الكثير من فسادهم، لكن – وعلى الرغم من ذلك – لم يقم أحد من السياسيين الكبار بكشف ملفات الفساد الكبيرة، ولم يضع أي سياسي مشروعاً لمكافحة الفساد.
وبالرغم من أن كبار السياسيين يملكون وثائقَ عن فساد بعضهم البعض، فإنهم جميعاً متفقون على عدم كشف أيٍّ منهم ملفات باقي الأطراف، لأنهم يعرفون أن فتح ملفات الفساد يعني سقوطهم جميعاً. ولذلك فهم مختلفون في كل شيء إلا في التستر على ملفات فسادهم.
إعلان قف أمام الفساد (قاف) يعمل على:
• توثيق وكشف ملفات الفساد للرأي العام.
• تنمية أصوات الرافضين لكي تصبح رأيا ً عاماً مؤثراً.
• فضح الفاسدين للحيلولة دون إعادة إنتخابهم أو إسناد مناصبَ لهم.
• الكشف عن الأموال المنقولة وغير المنقولة للصوص في العراق و العواصم العالمية.
• العمل على الملاحقة القضائية للفاسدين في العراق.
• العمل على إسترداد الأموال المسروقة من خلال المنظمات الدولية كالإنتربول.
آليات العمل ونشاطات الإعلان هي مقترحات قابلة للنقاش والتطوير من قبل جميع المساهمين فيه والمؤيدين له.
إعلان قف أمام الفساد ليس حزباً ولن يتحول إلى حزب، ولا يتبع أية جهة أو دولة ، أو منظمة ، أو كتلة سياسية في العراق أو خارجه، بل هو نشاط مدني علني يقتصر فقط على مكافحة الفساد. أصحاب الإعلان هم الموقعون عليه والمعلنة أسماؤهم.
التوقيع على هذا الإعلان يعبر عن شعورك بالمسؤولية الشرعية والوطنية، ويساهم في تشكيل تيار قوي لمكافحة الفساد، فالسيل الجارف ياتي من قطرات المطر.
كما اشار الدكتور صاحب الحكيم الى إن التوقيع على هذا الإعلان لا يعني تزكية من وقّع عليه، فقد يوقّع عليه فاسد غير مكشوف، لذا نعلن هنا ، أن التوقيع عليه لا يزكّي من وقّع، فكل من تثبت عليه تهمة الفساد فهو مشمول بإجراءات التوثيق والكشف الواردة في هذا البيان ، حتى لو كان إسمه ضمن الموقعين عليه.
ثم قرأ قائمة باسماء الموقعين على الاعلان والتي ضمت حتى تاريخ 16/12/2015 من العراقيين 175 اسما من النخب العراقية المختلفة التي ستعمل مع بعض وتنسق جهودها للكشف عن ملفات الفساد في مختلف دوائر ومؤسسات الدولة العراقية.
ثم فتح باب النقاش للحضور وطرح البعض اسئلة دارت حول فهم الية عمل (ق) التي ستكون منظمة غير حكومية مهمتها كشف الفساد ،وماهي الادوار التي ستناط بمن يشارك في العمل؟ واجاب الدكتور الحكيم موضحا الية العمل عبر جمع الوثائق وتبويبها وفرزها وقيامعدد من الحقوقين برفع ومتابعة القضايا امام القضاء ،كما طرح بعض الحضور اقتراحات حول اليات عمل بمتابعة ومطاردة سراق المال العام المتواجدون في دول اوربا وعبر اليات القضاء الاوربي وقد رحب الدكتور صاحب الحكيم بهذه الفكرة ،كما دار الكثير من النقاش حول امكانية كشف الفساد والفاسدين وقد تغولوا واصبحوا ذوو امكانيات يصعب المساس بها ،لكن الدكتور صاحب بدأبه المعروف عنه طمأن الحضور وحثهم للسعي للعمل بالقدر الذي يستطيعه كل شخص للوصول الى نتائج ايجابية تخدم العراق وشعبه ،مذكرا بجهودهم بالوقوف امام النظام الديكتاتوري الصدامي وفضحه في المحافل الدولية رغم سطوته وامكانيات بطشه ،مشيرا الى ان من ييأس لن يستطيع ان يعمل شيئا ،ثم قدم ورقة للحضور للراغبين بالتوقيع والانضمام الى اعلان (ق)للوقوف بوجه الفساد ،وفعلا تم توقيع الاعلان من نسبة كبيرة من الحضور.