شهد بيت السلام مساء الاربعاء المصادف 12/10/2011 حشد غفير من اصدقائه ورواده من مثقفين وأدباء وفنانين نساءً ورجالاً للمشاركة في وقائع الحوار المفتوح مع سماحة آية الله الفقيه السيد حسين اسماعيل الصدر. افتتح لقاء بمقدمة من غانم جواد جاء فيها ” هل نحن امام مهمة جديدة نضطلع بها في العراق، اعتقد أنكم تشاركوني في تحريرها من توصيفاتها ومهماتها القديمة ودورها التابعي للقائد وتمجيده في كل مناسبة، وهي أول الخطوات الجريئة التي يمكن أن تؤسس لخط الشروع لفاعلية صناعة
ثقافة المستقبل، الثقافة التي تستند لوقائع جرت وللأفكار البناءة وليس التخيلات. هل هناك علاقة ما بين الثقافة والدين؟ نحن امام نموذج فريد من فقهاء الدين، يدعو الى التسامح والحوار والوطنية والسلام وكل المفاهيم التي جاء بها الدين الحنيف، لا يحمل رشاش ولا يدعو للعنف ولا يخوض في غمار الألاعيب السياسية الفاسدة ودهاليزها السوداء….”.
بعدها ارتقى سماحته منصة القاعة وتحدث الى الجمهور الكبير الذي غصت بهم القاعة وممراتها حتى اضطر بعضهم الوقوف خارجها وهم يستمتعون لحديثه الممتع عن الحوار البناء الذي يقصد معرفة الآخر وليس تغيير قناعته وانما للتعايش معه، ولى نظرته للمرأة التي وصفها ” المرأة عددياً هي نصف المجتمع ولكنها هي المجتمع كله” فضجت القاعة بالتصفيق، وشرح مفهوم الدين للسلام والوئام الاجتماعي بين جميع اطياف المجتمع العراقي مستنداً الى القران الكريم، وأسهب في ربط الحوار والسلام مع الوطنية العملية، وبين اهمية ودور المفكرين والمثقفين والادباء في ترسيخ المبادئ الوطنية التي يحتاجها الى العراق في الوقت الحاضر والأخذ بأدي المجتمع الى مراقي التطور والتقدم بعيداً عن العقلية الضيقة والنفيعة البغيضة التي اضاقت الشعب العراقي الويلات والآلام، وأوضح في حواره احقية الشخص في الاعتزاز بانتمائه سواء كان قومياً أو مذهبياً أو عرقياً ضمن الولاء الوطني ومن خلاله.
وأكمل سماحته حديثه عند الاجابة عن تساؤلات الحاضرين ومن خلال محاورته لهم، ثم قام بتوزيع هدايا ” الوصل الثقافي” تذكارية للمشاركين في فعاليات وانشطة بيت السلام خلال العام المنصرم كرمز الى التفاعل ما بينهم وبين الثقافة التي ينتمون إليها.
وفي الختام خرج الجميع بانطباع ونظرة جديدة لدور علماء الدين في المجتمع ترتكز على تصحيح المورث الديني وتنقيته من الخرافات والأساطير والعقائد غير الصحيحة.