احتفت مؤسسة الحوار الانساني بلندن يوم الاربعاء 21 شباط/ فبراير 2018 ، في امسية ثقافية بالكاتب حسان الحديثي وكتابه “حديث الخميس” الصادر مؤخرا في بيروت ،وأعقب الامسية حفل توقيع الكتاب. الكتاب والكاتب عن دار المؤلف للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت صدر كتاب “حديث الخميس” للناقد العراقي حسان الحديثي, قدم له الشاعر وليد الصراف، وجاء في 300 صفحة من القطع الكبير. ويقع الكتاب في ثمانية أبواب .والكتاب هو تقديم للأدب العربي شعرا ونثرا بطريقة جديدة تتلاءم وعصر السرعة والانترنت ، فهو يقدم الشعر والشعراء قديمهم وحديثهم بأسلوب يسهل على قارئ هذا العصر التعرف على تراثه الأدبي دون إسهاب وتعقيد، ويربط الحاضر بالماضي بطريقة عاطفية قريبة للنفس و يشرح الفكر بالفكر والشعر بالشعر بطريقة جديدة. وقد جاء في مقدمة الكتاب التي كتبها د. وليد الصراف: حسان الحديثي ، هو جملة في كتاب اسمه حديثة،وحديثة ليست كأي أرض، وحسان الحديثي جملة ليست كأي جملة ، أصغى الى الخرير فتعلّم أوزان الشعر واكتشف أن أنين الناعور يمت بالقربى إلى تفعيلات الخليل فقصد البيت الخليلي فاكتشف انه يشبه بيت أبيه وتلصص من كواه فرأى مايجري بالضبط في مضارب العرب وسوحهم بل رأى خلوات عشاقهم وعفة عذرييهم وموائد كرمائهم وجوع غطاريفهم ليشبعوا ضيوفهم ، رأى ماسيعصمه عن فتات التراجم الشعرية فأصبح يتتبع ناقة الفرزدق ولاينظر الى مركب رامبو السكران ويماشي عمر بن ابي ربيعة الى خباء نعم ولايعنيه مايدور في غرفة نوم بودلير. أدرك حسان الحديثي ان الشعر المترجَم وهمٌ وان الشعر ليس قميصا تشحنه بالطائرة في حقيبة من فرنسا فيصل العراق دون ان يتجعد، بل هو نار تنطفىء في الطريق بين لغتين ، ومقصلة يدخل منها النص حيّا فيخرج جثة هامدة ، وسلك قد يكون الأتم صنعاً ولكن لاتسري فيه الكهرباء، لذا كتب في “حديث الخميس” عن قصائد الجواهري ولم يكتب عن سان جون بيرس وريلكة وبول ايلوار، رغم انه يدرك ان الادب كوني أكثر ممن يهرفون بهذه العبارة وهم لايعرفون ان المحلية وان زقاق بيتك القديم تحديدا هو المنفذ السرّي الوحيد الذي يفضي الى الكون. ليختم الصراف بقوله: لقد انطلق “حديثُ الخميس” جواداً في أرض الأدب وفضاءِ الثقافة ، والزمن جوادٌ هو الآخر فلندعهما يتسابقان ونتيجة السباق في ذمة المجهول…. ما قاله الحديثي عن “حديث الخميس” تناول الاستاذ حسان الحديثي في بداية الامسية كتابه بالتعريف بعد ان تم عرض فيلم قصيرطوله اربع دقائق عرف بالشاعر بعجالة ، فذكر : ساحاول في هذه الامسية الطيبة التي اشكركم على تجشم عناء حضورها الاجابة عن الاسئلة التالية ؛ ما هــو “حـديث الـخـمـيس”؟وما هي الغاية من حديث الخميس؟ وماذا بعد حـديث الخميس؟ وللاجابة عن السؤال الاول ،ذكر الحديثي ؛انه كتاب في الأدب جمعت فيه قطوفاً أدبية على مر تأريخ الأدب العربي و بمختلف فنونه و إتجاهاته ،وقد إِشتمل على: النثر كالخطابة و الرسائل و الحوارات و التحليلات الأدبية. الشعر وتأريخه إبتداءً بالشعر الجاهلي وإنتهاءً بقصيدة النثر، مروراً بعصر صدر الإسلام، العصر الأُموي، العصر العباسي، العصر المتأخر ثم شعر التفعيلة. افراز باب منفصل لدراسة بعض نصوص بدر شاكر السياب كظاهرة عراقية و عربية في التجديد و التحديث في الشعر. واخيرا القصة القصيرة من خلال إدراج اربعة قصص قصيرة لها علاقة بالواقع العام. اما الغاية التي توخيتها من اصدار هذا الكتاب فهي ؛ لإننا في عصر السرعة ،عصر الانترنت الذي اختصر كل شيء وأولها الزمن ،ولأن القاريء عموما والعربي خصوصاً اصبح ملولاً قليل الصبر، ولأن تأريخ الأدب العربي تأريخ طويل حافل بالمتغيرات والتحديث،حاولت الاختصار عبرتقديم نماذج من الادب العربي بطريقة تعرفه باسهل طريقة وايسر اسلوب للمتلقي غير المختص الذي يحب ان يطلع على تراثه من الادب العربي. اما ماذا بعد “حديث الخميس”؟ فقد اجاب الاستاذ حسان الحديثي بقوله؛ بعد ان إكتمل الجزء الأول لـ “حديث الخميس” ستكون الخطوة الثانية اتمام الجزء الثاني منه و الذي سيحتوي على ابواب جديدة، منها دراسة نصوص لشعراء معاصرين و نصوص لشعراء شباب اصحاب تجارب جديدة في الأدب العربي. أبواب الكتاب ثم بين الاستاذ حسان الحديثي بمرور سريع على الابولاب التي تكون منها الكتاب، فذكر ان كتابه مكون من ثمان ابوب دون ان يبين المنهجية التي حدت به لهذا التقسيم ،وقال ان الكتاب احتوى على : الباب الأول: المناسبات الباب الثاني: البلاغة الباب الثالث: الشعر الباب الرابع: الشعراء الباب الخامس: بدر شاكر السياب الباب السادس: التحليلات الأدبية الباب السابع: المدن و البلدان الباب الثامن: قصص قصيرة وقد اعطى نماذج على كل باب من ابواب الكتاب ،وبعد ذلك تم فتح باب المداخلات والاسئلة للجمهور ،وقد اشار بعض الحضور الى ان كتاب “حديث الخميس” هو كتاب من نمط كان معروفا قديما ويعرف بالـ “الكشكول” وهو نوع من الكتب التي تحوي شذرات وقطوف من مختلف الفنون الادبية غايتها تطوير ذائقة المتلقي،بينما هاجم بعض الضيوف اطروحات واراء الكاتب واعتبروها تسطيحا لتاريخ الادب ،وبينوا ان عملية احياء الادب العربي يجب ان لاتتم بهذه الطريقة التبسيطية والتسطيحية وانما بالعمل عبر التقنيات الحديثة التي شاعت في العصر الرقمي على توفير فرصة الوصول الى الجيل الجديد بطريقة محببة ،من طرفه دافع الحديثي عن منهجيته بتوفير مادة ممتعة ومفيدة وسهلة دون المساس بغنى ومحتوى الادب العربي،وتقديم كل ذلك من خلال مقالات قصيرة يسهل قرائتها في زمن السرعة الذي نعيشه ،وقد قرأ نموذجا من مادة الكتاب. وتبع النقاش حفل توقيع للكتاب بين مدى احتفاء الجمهور بكتاب حديث الخميس ومؤلفه حسان الحديثي. .