ضمن خطة مؤسسة الحوار الانساني وبتوجيه من راعي المؤسسة المرجع الفقيه اية الله السيد اسماعيل حسين الصدر،الذي وجه بان يتم الاحتفاء برموزنا العراقية من علماء وادباء ومفكرين ومبدعين وهم بيننا ،قبل ان نخسرهم برحيلهم الى دار البقاء،وان نتجاوز ما تقوم به مؤسساتنا الثقافية الاخرى التي تحتفي بمنجز الراحلين من المبدعين،ومنذ ثمان سنوات والمؤسسة تحتفي بعدد من قامات العراق المميزة في اماسي يتحدث فيها عادة زملاء وطلبة ومحبي المحتفى به ،وجرى الامر بهذا السياق في امسية الاحتفاء بالدكتور فاضل الجلبي الخبير الاقتصادي والخبير النفطي العراقي وبما قدمه وما انجزه في رحلته الطويلة. وضمن هذا السياق أقامت مؤسسة الحوار الأنساني بلندن يوم الاربعاء المصادف 14 شباط 2018 أمسية ثقافية للاحتفاء بالمنجز العلمي والفكري للدكتور فاضل الجلبي.حضرها وتحدث فيها عدد من المثقفين العراقيين متناولين السيرة العلمية والفكرية للدكتور الجلبي، أدار الامسية وكان اول المتحدثين فيها أحد تلاميذ الدكتور الجلبي وهو الدكتور فلاح العامري المدير العام السابق لشركة تسويق النفط العراقية (سومو) . لقاء تلفزيوني يسرد سيرة الدكتور فضل الجلبي في بداية الامسية تم عرض لقاء تلفزيوني مع الدكتور الجلبي أجرته قناة الشرقية مع عام 2012 تحدث فيه عن سيرته وذكر بعض المعلومات مثل؛ ،انه من مواليد عام 1929 في مدينة الكاظمية ونشأ في احضان عائلة شيعية من الطبقة الوسطى المتعلمة تنحدر من قبيلة طي العربية في شمال الجزيرة قرب الموصل وقد هاجرت عائلته لتستقر في الكاظمية وتتحول الى المذهب الشيعي، وقد مثلت الطبقة الوسطى الحامل الاجتماعي لمشروع الحداثة في العراق. اكمل دراسته الثانوية في االاعدادية المركزية، الفرع العلمي. وفي عام 1947 انتسب الى كلية الحقوق في بغداد لدراسة القانون في القسم المسائي، حيث كان في النهار يعمل كموظف صغير في وزارة الاقتصاد لضمان لقمة العيش. وخلال هذة الفترة كان مثابراً على تعلم اللغتين الفرنسية والانكليزية بجانب اهتماماته الثقافية بالشعر والموسيقى وتعلم العزف على آلة الجلو في معهد الفنون الجميلة. وبعد تخرجه من كلية الحقوق في عام 1951 ترفع في وظيفته في وزارة الاقتصاد ثم سافر في عام 1956 للدراسة الى فرنسا، حيث حصل على التأهيل لدراسة الدكتوراه في الاقتصاد في عام 1958 ، لكنه قرر التوقف عن اكمال الدراسة والعودة الى العراق للمساهمة في بناء الجمهورية الفتية التي انبثقت عن ثورة 14 تموز 1958. كان مندفعاً لبناء العراق وعمل مجدداً في وزارة الاقتصاد وساهم في ابرام اتفاقيات دولية عديدة للتعاون الاقتصادي. و في عام 1960 عاد مجدداً الى باريس لاكمال دراسته، وحصل على شهادة الدكتوراه في عام 1962متخصصاً في اقتصاديات النفط العراقي. ثم عاد في2 شباط 1963 مجددا الى العراق لمواصلة عطائه للوطن. وبعد ايام قليلة من وصوله الى بغداد, حدث انقلاب شباط 1963 واعتقل في الامن العامة ثم في سجن بغداد رقم واحد، لكونه كان محسوباً على التقدميين اليسارين. وبالرغم من اطلاق سراحه بعد توسط شخصيات مؤئرة بقى مجمداً في وظيفته انذاك في وزارة الاقتصاد، مما حدا به للبحث عن فرصة عمل. اتصل بمنظمة الامم المتحدة للتجارة والتنمية التي عينته، ومن دون تأخير أوتردد ، وبعد الاطلاع على تحصيله العلمي كخبير اقتصادي في مقرها في جنيف. ويذكر د. فاضل الجلبي انه استلم في عام 1968 رسالة من عبد اللطيف الشواف يعرض عليه العودة الى بغداد لاشغال منصب المدير العام لشؤون النفط في وزارة النفط. وبعد بعض التردد ، اتخذ القرار لصالح الوطن والقبول بالعرض بالرغم من كون الراتب الجديد لم يزد عن ربع راتبه القديم. كلمة د. فاضل الجلبي تحدث الدكتور فاضل الجلبي وذكر انه يحب ان يسلط الضوء على موضوع مهم لم يتم بحثه بشكل علمي وموضوعي، وهو قانون رقم (80) وما اتخذته حكومة العراق ابان حكم الزعيم عبد الكريم قاسم من اجراءات بحق تقليص نفوذ الشركات الاحتكارية في العراق ،وتحدث عن الهفوات او الاخطاء التي نتجت عن التسرع باتخاذ الاجراءات غير المدروسة جيدا، وكما نعلم فان الدكتور الجلبي وكما تقدم قد سافر بعد ذلك واكمل دراسة الدكتوراة في السوربون بتخصص دقيق هو اقتصاديات النفط في العراق ،وبعد عدة كبوات واشكالات بدأ عمله في وزارة النفط كمدير عام قبيل انقلاب 17 تموز 1968 وكان مسؤولاً عن العلاقات مع الشركات النفطية وعن ملف منظمة الاوبك. كلمة الاستاذ عدنان الجنابي وقد تكلم بعد الدكتور الجلبي احد تلاميذه الذي تجشم عناء السفر من بغداد الى لندن ليحضر امسية الاحتفاء بأستاذه ،وهو الاستاذ عدنان الجنابي الذي عمل في قطاع البترول ومنظمة اوابك ،وحاليا هو نائب في البرلمان العراقي ، وقد تحدث عن الادوار التي لعبها الجلبي بوصفه وكيلا لوزير النفط ،وبين كيف كان هو العقل الاقتصادي الفني الذي يدير الوزارة في اكثر من مفصل حرج مثل الاعداد لتأميم شركات النفط والاعداد الفني للتفاوض مع الشركات الاحتكارية الكبرى. فقد لعب الدكتور فاضل الجلبي دوراً مهماً في التحضير لقرار تأميم شركات النفط الاجنبية العاملة في العراق وابرام اتفاق التعاون الإستراتيجي مع الاتحاد السوفيتي. وبشهادة الكثيرين ممن عملوا معه في وزارة النفط لعب الدكتور فاضل الجلبي دوراً اساسياً في تطوير وزارة النفط وفي عملية بناء الكوادر العلمية والادارية التي عملت بنجاح في صناعة النفط العراقية، حيث كان يشرف على العلاقات مع شركات النفط من جهة وعلى ابتعاث الطلبة المؤهليين للدراسة في بريطانيا وفق ضوابط الكفاءة العلمية ، وبعيداً عن المحسوبية ونظام الواسطات. وقد كان من اول من اهتموا بتعزيز الكفاءات الاقتصادية العراقية ضمن وزارة النفط من خلال تخصيص عدد من المقاعد في بعثاتها لهذا الصنف من المعارف العلمية. وقد ارسل عددا غير قليل من الاقتصاديين الذين صاروا من كفاءات العراق المعروفة في الاقتصاد بعد حصولهم على الدكتوراه من الجامعات البريطانية الرصينة وعادوا للعمل في وزارة النفط الا ان اغلبهم اضطر فيما بعد لمغادرة العراق في اواخر السبعينيات واوائل الثمانينيات بعد تنامي العوامل الطاردة للعقول العراقية. ترك الجلبي وزارة النفط بسبب تنسيبه الى منظمة الاقطار العربية لتصدير النفط (اوابك) في الكويت في عام 1976 ثم انظم في عام 1978 الى منظمة الاقطار المصدرة للنفط (اوبك) في فينا بمنصب الامين العام بالوكالة والذي شغله لفترة 9 اعوام، عمق خلالها خبراته الفنية والادارية وحاز على اعتراف وتقدير عربي ودولي واسع النطاق تمثل بتكليفه من قبل وزير النفط السعودي السابق أحمد زكي يماني بمنصب المدير التنفيذي لمركز دراسات الطاقة الدولي في لندن بعد مغادرته منظمة الاوبك. تقديم درع مؤسسة الحوار الانساني بلندن قام الاستاذ غانم جواد مدير مؤسسة الحوار الانساني بلندن بتقديم درع مؤسسة الحوار الانساني كهدية رمزية من المؤسسة تعبيرا عن الشكر والعرفان وتأكيدا لفضل علم من اعلام العراق، درع المؤسسة الذي يحمل صورة مسلة حمورابي الملك البابلي وهو يتسلم لفائف القانون الاول من اله الشمس دلالة على اهمية المعرفة في بناء وتقدم الامم،كما تم تقديم باقة ورود من المؤسسة للدكتور الجلبي في جو من الاحتفال بهذه القامة العراقية. كلمة د.فلاح العمري ومداخلات الضيوف اكمل الدكتور العامري ادارة الامسية متناولا جوانب اخرى من سيرة الدكتور الجلبي ،فذكر ان للدكتور فاضل الجلبي العديد من الكتابات العلمية باللغة الانكليزية نذكر اهمها ؛ أوبك وصناعة النفط الدولية .. هيكلية متغيرة 1980. انهيار أسعار النفط العالمية لعام 1986: أسبابها وآثارها على مستقبل أوبك، 1986. ‘أوبك والقيود الهيكلية الحالية على مراقبة أسعار النفط، (باريس )، 1988. أوبك على مفترق الطرق، 1989. حرب الخليج والوضع النفطي الناشئ في العالم، 1991. سياسات النفط، الخرافات النفطية: تحليل و مذكرات من داخل أوبك، 2010. واضاف ان التاريخ يشهد للدكتور الجلبي بحسه الوطني الصادق وبعطائه الغير مشروط لبناء المؤسسة النفطية للدولة العراقية .ومن دون اي شك سوف يبقى رمزاً وطنياً فذاً للعقول العراقية بجانب العديدين ممن سجنوا وابعدوا من وظائفهم وهجروا بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال التصعيد المتعمد للعوامل المنَفٍرة والطاردة للعقول وللكفاءآت العراقية ودفعها الى الهجرة بحثاً عن الامان وعن الكرامة والحرية والاحترام الذي يستحقونه كعلماء اختصاصين فالبحث عن لقمة العيش ليست هي وحدها ما يحفز العلماء والاختصاصيين في عطائهم . وقد طرح الحضور العديد من الاسئلة متناولين فيها تفاصيل الموضوع النفطي في العراق ومعرجين على سيرة الدكتور الجلبي مما اضفى على الامسية جوا مفعما بالحب والاعتراف بالجميل لهذا الرمز العراقي