استضافت مؤسسة الحوار الإنساني الشاعرة والقاصة ورود الموسوي بأمسيةٍ خاصة وذلك يوم الاثنين التاسع من شهر يوليو الجاري قدمها الناقد السينمائي والقاص عدنان حسين أحمد محتفيين بمجموعتها القصصية الأولى ( ما قالتْه الرصاصةُ للرأس) الصادرة مؤخراً عن دار فضاءات / عمّان بعد أن سبقتها بديوانين من الشعر.
تناول الناقد عدنان حسين أحمد مفهوم القصة القصيرة في الاداب العالمية موضحاً الأشتراطات التي يجب أن تتحصل عليها القصة القصيرة في الشكل والبناء والمضمون ومفرّقاً بين القصة القصيرة التي تكون كلماتها من ألف كلمة وحتى تسعة آالاف كلمة .. وبين القصة القصيرة جداً .. أو ما تعرف بقصة الومضة .. كما وأضاف أنّ من اشتراطات القصة القصيرة أن تُقرأ في جلسةٍ واحدة .. عائداً الى المجموعة القصصية ليصنّفها على أنها تندرج تحت القصص القصيرة جداً .. حيث أن أطول قصة لدى ورود الموسوي لا تتجاوز الألف كلمة .
ثم انتقل ليوضح بعض الجوانب الفنية التي تعاملت بها الكاتبة مع شخوصها وكيفية بناء الحدث مبيناً ان المجموعة القصصية بكاملها بُنيت على موضوعة الذاكرة .. وأنها فنياً لعبت على الثنائية تارة كما في قصة ليلى ..وعلى النهاية التنويرية تارة اخرى كما في قصة حدود ..
وقرأت ورود الموسوي ثلاثة قصص من مجموعتها (ليلى , حدود , موتى )
أثارت هذه القصص الثلاث مداخلات وتعليقات كثيرة من قبل الحاضرين وبخاصة حول قصة ليلى التي تعتمد على موضوعة اليتم والظلم الذي يجيء من المقربين حيث يُشيع العم عن ليلى الجنون فيتسارع الاطفال وبنات عمها برميها بالحجارة .. لا تبالي كثيراً بالاصابات بادئ الأمر حتى تسمع صوت ابن جارهم (مسلم) فتحاول أن تقنعه انها مازالت ليلى التي يعرف لكن حجراً منه يأتيها يصيب رأسها فتبكي ..! حول هذه النقطة تشعّبت النقاشات حول التعاطي مع فكرة الجنون والمجنون وهل لدينا في العراق من يعامل المجنون بقساوة ..؟ أثار البعض نظرية أن اهل القرى أكثر تعاطفاً مع المجنون ..من المدينة التي قد تجنن العقلاء .. وتداخل البعض حول الاسم (مسلم) وأجابت ورود الموسوي انها تعتني بأسماء أبطالها كي يحملوا دلالة الأسم بكل تشعباته .. فمسلم له عدة احالات اولها (من الأسلام) وهناك حديث صحيح مروي عن النبي (ص) بأن المسلم من سلم الناس من يده ولسانه .. وهنا الحبيب (مسلم) خالف المعنى المراد لاسمه .. حيث لم تسلم البطلة لا من يده ولا من لسانه … وايضاً كلمة مسلم بايحالتها الى المسلم الذي عليخ توخي الحذر وعدم الانقياد للعقل الجمعي لكنه انقاد تماماً للعقل الجمعي وراح يرميها هو الاخر بالحجارة .. كما ان (مسلم) اشارة اخرى للسلام والأمان فلم يكن أمانها وسلامها ..الخ
وفي ختام الأمسية بارك الناقد والقاص عدنان حسين أحمد باسمه وباسم الحاضرين للشاعرة ورود على خوضها مجال السرد والقصة القصيرة آملاً أن تكتب حول حياة العراقيين في بريطانيا أكثر وتبيّن مشكلاتهم .
ثم وزعت نسخ المجموعة للتوقيع.
ورود الموسوي: شاعرة وقاصة حاصلة على الماجستير في الأدب العربي والنقد من جامعة لندن للدراسات الشرقية والإفريقية , متخصصة في النقد ولها دراسات نقدية في الادب المقارن والأدب العربي. عملت في الاعلام والحقل الثقافي منذ سنٍّ مبكّر.
الناقد عدنان حسين أحمد : قاص وناقد , نشط في مجال الصحافة والكتابة النقدية السينمائية .. خريج القسم الانكليزي من كلية الاداب جامعة بغداد. صدرت له مجموعتان قصصيتان وله كتابان في الترجمة عن الانكليزية . ويعد أحد الفاعلين في المشهد الثقافي والادبي اليوم.