أحيت الباحثة النفسية والاخصائية في السلوك التأملي للبالغين نازنين الأسود كوامن النقاش والاسئلة المثيرة التي طرحها ذوي العوائل المهاجرة حول المشاكل التي يوجهونها في علاقاتهم مع افراد اسرهم خصوصاً الشباب منهم من الجيل الثاني.
فقد نقلت خبرتها وتجاربها مع العوائل العراقية التي جاءت الى بريطانيا وهي محملة بثقافة بلدها وحلت في وطن ثاني حيث نشأ الأطفال وتربوا في محيط يختلف تماماً عن البيئة التي عاشها الآباء والامهات واكتسبوا عادة وتقاليد جديدة هي متناقضة على ما تربوا عليه، فالأهل يجهدون في المحافظة على ثقافتهم ويلحون على أبنائهم التحلي بها في حين يكتسب الأولاد ثقافة جديدة وغريبة ومخالفه لما نشئ عليه الجيل الأول المهاجرة، فتحدث الفجوة وتبع المشاكل في صراع القيم والعادات مما تولد عقد وصدمات نفسية و حالات التوتر والكآبة والقلق واحتمالات الانتحار والاضطرابات النفسية ونوازع الكراهية المفرطة وغيرها من المصاعب النفسية.
تفاعل الجمهور مع ما قدمته الباحثة واثارة اسئلة ومداخلات صاحبها جدال في بعض الاحيان حول طبيعة المشكلات التي يعانونها من أولادهم وتتخلص في انعدام الحوار بين الاباء والامهات مع ابنائهم، واستعمال العنف المنزلي وسيلة لفرض إرادة الاباء (باعتباره صاحب السلط في البيت) واتساع الفجوة بينهم، كما ولدة الهجرة خلل في علاقات الزوجية بين الزوج والزوجة انتهت الى الطلاق في كثير من الاحيان، وتطرقت الى معالجة ازدواجية الشخصية عند الشباب فسلوكهم في البيت يختلف تماماً عن سلوكهم في الشارع او المدرسة او في العمل، وطرحت دور اصدقاء السوء وتأثيرهم الكبير علة نشأة الجيل الثاني، كما تطرقت الى نفسية الفرد العراقي الذي يعيش الخوف دائماً ويتسم بالسلبية اتجاه تعامله مع الأخرين، وختمت حديثها وحوارها بضرورة الاهتمام بترسيخ العلاقة بين رب الاسرة وافرادها لأنه السبيل الوحيد لتفادي وتفاقم الأزمات.