استضافت مؤسسة الحوار الانساني بلندن البروفيسور الدكتور قيس كبة في امسية ثقافية يوم الاربعاء 25/5/2016 تحدث فيها عن طب النسائية والتوليد والقبالة في عبر التاريخ .
البروفيسور الاستاذ قيس كبة ولد في بغداد 1933،حصل عام1955على بكالوريوس في الطب والجراحة- كلية الطب العراقية ، كما حصل عام 1961على درجةFRCOG واصبح زميلا للكلية الملكية للجراحين- ادنبرة و زميلا للكلية الملكية للأطباء والجراحين- كلاسكو ، عمل اخصائيا في طب النسائية والتوليد في العديد من مستشفيات بغداد بعد عودته من الدراسة في بريطانيا ،كما عين مدرسا في كلية
الطب- جامعة بغداد ، في عام 1977 أسس قسم النسائيات والولادة في الجامعة المستنصرية وترأس القسم ،ثم اصبح عميدا لكلية الطب الجامعة المستنصرية عام 1978،كما عمل رئيسا لقسم النسائيات والولادة- جامعة النهرين (جامعة صدام سابقا) من 1994-2001 ،ساهم بتأسيس المجلس العربي للاختصاصات الطبية عام 1978 وكان له دور فعال في وضع أسسه وصياغة قوانينه، وكان عضوا في أول هيئة عليا وانتخب عضوا في أول مكتب تنفيذي فيه، كما ساهم بتأسيس المجلس العلمي للنسائية والتوليد في العراق واصبح أول مقرر له، ثم انتخب نائبا للرئيس ثم رئيسا للمجلس ، وبقي رئيسا لهيئة الممتحنين ومقررا للجنة الامتحانية في المجلس العلمي للنسائيات والولادة من1984-1998، وحصل على اعتراف متبادل بالشهادة من الكلية الملكية للمولدين واطباء النساء في لندن(1990)، أشرف على العديد من طلبة الماجستير والدكتوراه في تخصص امراض النساء والتوليد ،وشارك في انشاء العديد من الجمعيات الطبية في العرق ، 2013 في سابقة أولى لطبيب عراقي، تم نقش اسم البروفسور العراقي الدكتور قيس كبة على جدار الشرف في الجمعية الطبية البريطانية، ليبقى الاسم شاهدا للأجيال القادمة اعترافا بتفوق طبيب عالم من بلاد الرافدين. وبهذه المناسبة، أقيم احتفال في مقر الجمعية في لندن، حضره لفيف من الأطباء والعلماء من أنحاء العالم، بينهم من تم تكريمه مع البروفسور كبة ، ومنذ تأسيس الجمعية قبل أكثر من قرنين من الزمان، لم ينقش على هذا الجدار سوى 700 اسم لعالم أو طبيب، حتى اليوم.أما البروفسور قيس كبة العراقي الجنسية، فهو أول من يحصل على هذا التكريم دون أن يكون بريطانيا من أصول أخرى. وقد رشحته الجمعية الطبية الملكية لغزارة علمه وخدماته الجليلة لبلده وليس لخدماته لبريطانيا.
مدخل
وقد ابتدأ البروفيسور كبة محاضرته بالتعريف قائلا ؛القبالة مهنة قديمة قدم الدهر، وفي معظم المجتمعات البدائية كانت تقوم بها النساء الكبيرات اللواتى اكتسبن الخبرة من تجربتهن الشخصية اثناء الحمل ، ففي مصر القديمة اكتسبت القابلة مركزا اجتماعيا مرموقا عندما طلب منها ان تخبر عن المواليد الذكور من بني اسرائيل فاستغلت ذلك للحصول على نفوذ اعلى في المجتمع ،ولا تزال الغالبية العظمى من النساء في العالم يلدن بمساعدة القابلات المحترفات لا بمساعدة الاطباء.
الطب في وادي الرافدين
ثم اشار الدكتور قيس كبة الى ان الرحلة التاريخية عادة ما تبدأ من ارض الرافدين ، حيث بدء الحضارة الانسانية ، فقد اكتشف الاثاراي البريطاني ليارد في مكتبة اشور بانيبال في نينوى ثلاثون الف رقيم طيني مكتوبة بالخط المسماري منها نحو الف رقيم في مواضيع طبية. وقد أخترع السومريون الخط المسماري قبل 5000 سنة، في العصر الحجري ،ثم حول سرجون الاكدي الكتابة الى الصيغة المقطعية، مما زاد في نسبة المتعلمين،كما تمكن البابليون من التنبؤ بالكسوف بنظامهم الستيني للرياضيات حيث كتب اديب سومري ملحمة كلكامش، وبقيت متداولة حتى ترجمها البابليون الى البابلية بعد 1200 سنة.وقد قدمت حضارة العراق مشاركة مهمة للعلوم الطبية حيث ابتدأت في بلاد النهرين عبر ارساء فكرة فصل التشخيص عن العلاج مما ادى الى تقسيم المهن الطبية الى ثلاثة انواع من العاملين في الحقل الطبي وكما يلي :
• بصّار : للتنبؤ بسير المرض
• رجل دين : لتشخيص المرض
• قس/طبيب: يستعمل الادوية ويجري الجراحات
كما كان كل طبيب يساعده حلاق (Gallabu) يقوم بالفصد والعمليات البسيطة ، وقد ارسسيت قواعد وقوانين تنظم مهنة الطب في العراق القديم ،ففي شريعة حمورابي 1792-1750 قبل الميلاد
يمكن ان نقرأ بعض القوانين التي تخص ممارسة مهنة الطب مثل :
• اذا اجرى جراح عملية كبيرة لنبيل وأنقذ حياته فيأخذ عشرة شيقلات من الفضة، اما اذا تسبب في موت النبيل فتقطع يده.
• اذا أجرى جراح بيطري عملية على ثور أو حمار وأنقذ حياته يدفع له سدس شيقل من الفضة، وإذا تسبب بموت الحيوان فانه يعوض مالكه بمقدار ربع ثمنه.
الطب فى مصر القديمة
اما الحضارة التوام للحضارة الرافدينية فكانت الحضارة المصرية ،وقد تطورت فيها العلوم الطبية بكل ملحوظ ، فقد كانت هنالك الهة متخصصة في الشؤون الطبية ، وقد كانت القابلة واحدة من العاملات في منزل الام الغنية او واحدة من اقارب الام الفقيرة، وكانت القابلة عادة ما تستعين اثناء الولادة يالالهة المعروفين بمساعدتهم للام الحامل، ومن هذه الالهة :
• هاثور: وهي الالهة الحارسة للنساء والراعية للسعادة البيتية، وهي تتخذ شكل بقرة وترعى المرأة عن بعد.
• بس : وهي الهة قزمة. تطرد الآرواح الشريرة التى تحوم حول الام والطفل.
• تاوريت : وهي تتخذ شكل انثى فرس النهر وهي حامل. وهي كبيرة آلهة النساء اثناء الحمل والولادة والرضاعة وتحمل دائما سكينة سحرية مع عقدة ايزيس.
• مشكنت : وهي الهة كانت تمثل بشكل طابوقة لها رأس انسان وتعطي الراحة للحامل
• خنوم : وهو الاله الخالق الذي يعطي الصحة للطفل
• ثوث : وهو الاله الذي يسهل ويسرع الولادة
• أمون : وهو كبير الالهة كما انه اله الحياة والتكاثر. يساعد الولادة بارسال نسمات شمالية باردة.
الحضارة اليونانية :
وقد كانت القفزة الكبيرة والتقدم الملحوظ في الحضارة الاغريقية التي استلهمت الكثير من علومها وفلسفتها من حضارتي وادي النيل ووادي الرافدين وطورتها كثيرا ، ويمكن ان نؤشر محطات مهمة في تطور الطب في الحضارة الاغريقية وكما يلي :
• اسقليبيوس: عصر الآلهة- وهو ابن ابولو وكورونيس
• ابقراط : علم ويعتبر مؤسس الطب ،ولد في قوص القرن السادس قبل الميلاد. أول من عزى الامراض الى اسباب طبيعية لا كهنوتية. بقي من كتبه نحو ستين كتابا اعتمدها جالينوس ثم ابن سينا.
• افلاطون : 427ق.م وتلميذه ارسطو 384 ق.م: فيلسوفان ساهما في بلورة التفكير الطبي على الطريقة الاستقرائية. وكما نعلم فقد اصبح ارسطو معلما للاسكندر ،وهذا ما انعكس بشكل واضح مع حروب الاسكندر ( 340 ق.م – 323ق.م) التي نشر عبرها الثقافة الاغريقية فيما عرف بالعصر الهليني.
الحضارة الرومانية:
اما الخطوة التالية على سلم الحضارة الانسانية فكانت مع الحضارة الرومانية وهي وريثة الحضارة الاغريقية كما نعلم ، وقد كانت للقوابل اهمية كبيرة على عهد الامبراطورية الرومانية إذ كانت شهادة القابلة مهمة في تثبيت قضايا النسب والإرث والمواطنة. وأفردت القوانين المدنية للإمبراطور جستنيان (533 م) فصلا كاملا لمسؤوليات القابلة، بينما لم يــحض الاطباء الا بسطر واحد، ومن المحطات المهمة في الطب الروماني التي يمكن ان نوجز بما يلي :
• سورانس الافسيسي (Soranus ):ولد في افسوس، درس في الإسكندرية وعمل في روما، وهو اول من كتب بالتفصيل في الامراض النسائية والتوليد، وكان اول من استعمل الة ثقب جمجمة الطفل ومسبار الرحم والمنظار المهبلي، ولكن لم تترجم مؤلفاته الى العربية.
• روفس الافسيسي( Rufus ) : وهو عالم موسوعي درس في الإسكندرية وعمل في روما. اول من وصف النقرس وعالجه بالسورنجان( كولجكم)، وكتب اكثر من ستين كتابا منها كتاب تدبير النساء عن احتباس الطمث.وقد نقلت اكثر كتبه الى العربية من قبل مترجمي بيت الحكمة، ايام الخليفة المأمون وازدهار عصرالترجمة.
• جالينوس ( Galen): ولد عام 129م في برجامون، درس في ازميروالإسكندرية، ثم عاد الى بركامون ليصبح طبيبا لحلبة مصارعة ثم اصبح طبيبا للامبراطور في روما. وقد ذكر حنين ابن اسحق عناوين 135 كتابا من تأليف جالينوس، الذي اتبع نظريات ابقراط وزاد عليها بدراسته للتشريح على القرود ودراسة الفسلجة.
• ديوسقريدس( Dioscorides ) :وهو يوناني المولد عمل في روما، يعتبره العرب اشهر طبيب في علم الحشائش والمفردات الطبية، وضع كتابه( Materia Medica ) عام 60 م بعد دراسة اربعين سنة، ووصف فيه خصائص 950 عقارا. اصبح الطبيب الخاص للامبراطور نيرون. قال عنه يحيى النحوي: “هو صاحب النفس الزكية، النافع للناس المنفـــعة الجليـــة ، المتعوب،المنصوب،السائح في البلاد، المقتبس لعلوم الادويـــة مـن البـراري والجزائر والبحار ” وقد ترجم اسطيفان بن باسيل الكتا ب الى العربيــة أ يام المتوكـل عام 847م ثم عرضت الترجمة على حنيــن بن اسحق فأصلحها وأجازها. وقد ظهرت طبعة انكليزية عام 1665 م لا زالت قيــد الاستعمال حتى الان.
وقد عملت بعض الاحداث التاريخية على انتشار العلوم الطبية في العالم ابان العصر الذهبي للامبراطورية الرومانية ،ففي سنة 431 للميلاد قرر المحفل الكنسي في أفسوس ان النساطرة كفرة. مما ادى الى فرار النساطرة من الاضطهاد الديني حيث استقروا فى الصين والهند ومصر والحبشة واستقر عدد منهم في جنديســابور شمال الخليج العربي ،وقد نقلوا معهم العديد من العلوم ومنها العلوم الطبية في الاراضي التي استقروا فيها ،حيث نشأت في جنديسابور على سبيل المثال ثقافة متعددة اللغات شارك فبها النساطرة والهنود والصينيون والفرس.
ثلاث مدن هي مراكز الطب في التاريخ القديم
ومن تتبعنا لتاريخ الطب والعلوم في التاريخ القديم يمكن ان نميز ان هنالك ثلاث مدن تحولت الى مراكز اشعاع حضاري مهم وهي :
• الاسكندرية: التي أسسها الاسكندر عام 320 ق.م وأصبحت مركزا لحركة نشطة للتفكير الطبي المبني على الفكر اليوناني.
• روما: في القرن الاول قبل الميلاد احتل الرومان اثينا وانتقلت عاصمة الامبراطورية الى روما ولكن اليونانية بقيت لغة العلوم وبقي اليونانيون هم المسيطرون على الطب .
• بغداد: بناها المنصور في القرن الثاني الهجري واصبحت مركز الحركة العلمية في العالم، بضمن ذلك الطب.
الحضارة العربية الاسلامية :
لقد مثلت مدينة بغداد العباسية مركزا الاشعاع الفكري في العالم ، من القرن الثامن الى الثاني عشر للميلاد ، حيث تم فيها نقل ارث الحضارة اليونانية والرومانية الى العربية ، فقد ترجم الارث العلمي من اليونانية الى السريانية، ثم الى العربية، مثال ذلك ما قام به يوحنا بن ماسويه من دمشق وحنين ابن اسحق من الحيرة- حوالي 820م،وبرغم المحطات الكثيرة في الطب العربي وما قدمه للعالم الا اننا يمكن ان نؤشر محطات مهمة في الحضارة العربية والاسلامية :
• علي بن ربن الطبري : وهو من طبرستان دخل في خدمة المتوكل عام 850م.اشهر مؤلفاته كتاب فردوس الحكمة، وهو كتاب موسوعي يعتبر اقدم ما كتب في الطب العربي ،وقد تتلمذ عليه يده الطبيب العربي الشهير الرازي.
• ابوبكر محمد ابن زكريا الرازي توفي عام 930م: ولد في الري، وهو اعظم واشهر واكثر اصالة من أي طبيب آخر في الاسلام، كما انه اكثرهم انتاجا وتاليفا. تعتبر رسالتاه في الجدري والحصبة اول وأدق وصف علمي لهذين المرضين، نشرت الترجمة اللاتينية في البندقية عام 1565 و الانكليزية عام 1748. يتميز اضخم كتبه“الحاوي“بأصالة الملاحظات السريرية بدلا من المعلومات التشريحية المقتبسة عن الغير.
• ابو علي حسين بن عبد الله ابن سينا الشيخ الرئيس : ولد قرب بخارى عام 980م، استقر رئيسا لوزراء شمس الدولة الهمداني. ضمن مؤلفاته العربية 68 كتابا في علوم الدين، 11 كتابا في الفلك والفلسفة، 4 كتب في الشعر و16 كتابا في الطب، أشهرها كتاب القانون في الطب الذي ترجم الى اللاتينية ونشر في البندقية عام 1544 وبقي اهم كتاب لتدريس الطب في اوربا لعدة قرون.
• ابن الهيثم : ولد وعاش بالبصرة كتب الكتب الكثيرة في تشريح العين ووضع قوانين
انكسارالضوء.
• ابو القاسم الزهراوي : وهو من اطباء الاندلس عاش في القرن الحادي عشر الميلادي ،ويعد الزهراوي أشهر جراحي العرب، هو طبيب بارع، ولكنه يماثل بعض اساتذة الطب الباطني عندنا الذين لا يرضون عن الجراحة الا باعتبارها شرا لا بد منه ، كان من الزهاد يمارس صناعته بالمجان ولم يعرف له نسل ولامال.ولد في الزهراء وقضى كل حياته في قرطبة- ترجم كتابه “التصريف“ الى اللاتينية وظل يدرس في جامعات اوروبا لستة قرون. اول من وصف الحمل خارج الرحم والمشيمة المتقدمة في الحمل استعمل الملقط قبل جامبرلين بخمسة قرون.
• إبن النفيس : هوابوالحسن علي بن ابي حزم الدمشقي، عاش في القرن الثالث عشر للميلاد
ولد بدمشق عام 1213 وعمل بالبيمارستان النوري ثم رحل الى القاهرة حيث اصبح رئيسا لاطباء المستشفى المنصوري والطبيب الخاص للسلطان. يعد كتابه “الشامل في الطب“ موسوعة طبية ضخمة من ثلاثمائة جزء، ولكنه مات قبل ان يكمله. أهم انجازاته هو وصفه للدورة الدموية الصغرى أربعة قرون قبل وليم هارفي. وبالاضافة الى انجازاته الطبية فانه كان من المتضلعين في فقه المذهب الشافعي وله مؤلفات كثيرة فيه.
• ابن رشد : هو ابو الوليد محمد بن احمد بن رشد عرف في الغرب بأسم (Averroes ) كان في المغرب بمنزلة ابن سينا في المشرق ولكنه ادنى منه منزلة في الطب وارفع منزلة في الفلسفة والفقه. ترجم كتابه ” الكليات ” الى اللاتينية في بادوا سنة 1255. ودعا تحمسه لبعض أراء ارسطو الى ان يلقب في الغرب بلقب المعلم الثاني .
• موسى ابن ميمون : الذي عرف في اوربا بأسم (Moshe Maimonides ) ، ولد في قرطبة ثم نزح الى المرية فتتلمذ على يد ابن باجه وابن رشد ثم سافر الى فلسطين التي كانت بيد الصليبيين، ثم هجرها الى الفسطاط. ولما دخل صلاح الدين مصر دهش ابن ميمون لعدله وانظم الى حاشيته وصار طبيبه الخاص وجليسه، ثم اشهر يهوديته بعد ان كان يخفيها قبل ذلك. كتبه الطبية كثيرة ولكن ليس فيها اصالة.
الحضارة الغربية الحديثة:
لقد تطورت العلوم الطبية في ظل تطور الحضارة الغربية التي ورثت الحضارة الاغريقية – الرومانية ومازجتها بعلو الحضارة الاسلامية عبر حركة الترجمة التي نشطت في عصر النهضة ، ومنجزات طب النسائية والولادة في هذه الحضارة كثيرة ويمكن ان نشير الى بعض محطاتها عبر استعراض بعض رموز هذا الحقل من حقول الطب كما يلي :
• وليم جامبرلين : عاش في القرن السادس عشر في فرنسا ثم انتقل منها الى لندن نهاية القرن السادس عشر وبدأ باستعمال ملقط من تصميمه للولادات العسرة وبقي السر محفوظا لدى اولاده وأحفاده نحو مائة سنه حيث باعه احد احفاده الى موريسو.
• وليم هارفي 1651م : عاش في القرن السابع عشر ، نشر فصلا يعتبر أول دراسة اصيلة عن الولادة تصدر عن كاتب انكليزى في الامراض النسائية والتوليد.
• هندريك فان درفنتر :الذي عاش في لاهاي في القرن الثامن عشر والذي يعد الاب الروحي لعلم التوليد الحديث.
• فرانسوا موريسو : عاش في باريس في القرن الثامن عشر ويعد واضع الأساليب الحديثة في علاج الولادات العسرة.
• وليم سميلي : عاش في لندن في القرن الثامن عشر ، درب مئات الاطباء على الولادة الآمنة واستعمال الملقط في الولادات المتعسرة.
• جارلس وايت : عاش في مانشستر في القرن الثامن عشر ، اثبت ان النظافة أحسن وسيلة لتفادي حمى النفاس التي كانت تفتك بمئات النساء بعد الولادة نتيجة التلوث.
تنظيم ممارسة مهنة الطب عبر التاريخ :
تجدر الاشارة الى امر مهم في حقبة الحضارة العربية الاسلامية حيث يمكن ان نلاحظ انه بالرغم من الكتابات الكثيرة لـ ابن سينا والزهراوي وغيرهما ،لكن بقي الكثير من اراء بقية الاطباء نظريا بسبب صعوبة فحص النساء من قبل الرجل اثناء الولادة، ولم يكن التقدم في موضوع طب النسائية والتوليد موازيا للتقدم الكبير الذي حققه العرب في بقية فروع الطب .
وفيما خص تنظيم مهنة الطب يمكن ان نلاحظ ان ممارسة الطب بقيت مفتوحة ودون ضوابط محددة او صارمة لمن يجد في نفسه القدرة على ممارستها حتى القرن العاشر الميلادى ،ويمكن تتبع خطوات مهمة في هذا المضمار وكما يلي :
• بغداد عام 920م : بأمر من الخليفة المقتدر بات يطلب شهادة كفاءة من الطبيب قبل السماح له بممارسة مهنة الطب، حيث يمتحنه رئيس الاطباء سنان بن ثابت بن قرة ومن ثم يجاز بالعمل.
• ساليرنو 1140م : الملك روجر ملك صقلية يقرر أن كل من يرغب بممارسة الطب عليه الحصول على موافقة الاساتذة في ساليرنو “لكي لا نعرض رعايانا للخطر بسبب عدم كفاءة الاطباء”.
• بروسيا 1240م: الامبراطور فريدريك الثاني يقرر ان كل من يدرس الطب عليه دراسة المنطق والعلوم الاساسية ثلاث سنوات ثم دراسة الطب خمس سنوات تليها سنة في الممارسة العملية، ثم يمتحن من قبل الأساتذة ويعطى شهادة بتوقيع الامبراطور.
• أدنبرة 1505م: تأسيس الكلية الملكية للجراحين في ادنبرة.
• لندن 1617م: تأسيس جمعية العقاقيريين وقيامها بمنح شهادة الاجازة (الليسانس) بالطب والجراحة .
• الولايات المتحدة الامريكية 1850م: يمكن ان نلاحظ العاملين ان عدد الاطباء العاملون في الولاية هم 201 ، كان منهم 35 فقط هم خريجون كلية الطب ،و43 اخذوا بعض المحاضرات ولم يتخرجوا من كلية الطب ،كما كان بينهم 24 شخصا قد تخرجوا من مدارس مختلفة غير كلية الطب ، بينما كان بينهم 97 شخصا كانوا بدون اي دراسة.
طب النسائية في العراق في العصر الحديث:
مع نهاية الدولة العثمانية وتفتت ولاياتها التي تحولت الى دول حديثة تحت ظل انتداب الدول الاوربية المنتصرة في الحرب العالمية الاولى التي تقاسمت اراضي الدولة العثمانية ،وكان العراق من ضمن هذه الاراضي التي تحولت الى دولة حديثة عام 1921 باسم المملكة العراقية ، وكانت الخدمات الطبية بشكل عام وطب النسئية بضمنها تعاني من التخلف ومحدودية الخدمات ، فكانت القابلات هن من يقمن بعمليات التوليد بشكل رئيس ،وقد اشتهرت من بينهن في بغداد طزهرة الحكيمة”،كما كان للارساليات الاوربية دور في هذا الامر ،فلعبت الراهبات الفرنسيات دورا مهما ،كما شهد العراق في هذه الفترة عودة الوجبات الاولى من الاطباء الذين درسوا الطب في جامعات اسطنبول واوربا ليؤسسوا بذرة الطب في العراق الحديث.
ومن اهم الاسمء من الاطباء العراقيين الرواد كان د. صائب شوكت ،د. جورج حيقاري ، د. فؤاد مرد الشيخ، د. انا ستيان ، وفي عام 1927 تم تأسيس كلية الطب العراقية التي اصبح عميدها الدكتور البريطاني سندرسن باشا ،طبيب العائلة المالكة في العراق ، ومن اساتذتها د.صائب شوكت ،د. كمال السامرائي، د.كندي، وتم استقدام عدد من الاساتذة الاجانب للتدريس في الكلية ، وممن تخرج من الكلية الطبية العراقية في اربعينات وخمسينات القرن العشرين تشكل رعيل الجيل الثاني من اطباء النسائية في العراق التي يمكن ان نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر ؛ لميعة البدري ،قيس كبة ، فؤاد حسن غالي ، خالدة ملحم ، خالدة القيسي ،سميرة حلبيةٍ … وغيرهم .
الدراسات العليا في الامراض النسائية والتوليد :
في عام 1975 كان في البلاد العربية 168 جامعة تضم 67 كلية طبية، وبعضها، مثل جامعات القاهرة ودمشق وبغـداد، تعطي شهادات عليا في بعض الاختصاصات. لكن أعداد المتخرجين كانت اقل من ان تفي بالحاجة ،مع تفاوت كبير في مستوى الخريجين ، وكانت هناك حاجة ماسة لبرامج محلية بمستوى عال من الكفاءة، خاصة بعد ان زادت صعوبة الحصول على أمكنة جيدة للتدريب في بريطانيا والولايات المتحدة، وفرنسا بالنسبة لخريجي شمال افريقيا ولبنان، بسبب الحروب والاضطرابات السياسية ، مما دفعنا كمشتغلين في التعليم العالي في الحقل الطبي الى العمل على انشاء ما عرف بـ (المجلس العربي للاختصاصات الطبية) الذي اشتركت فيه العديد من الدول العربية ،وكانت مراحل التأسيس كما يلي :
• 1978 الكويت- جلسة التأسيس واقرار المشروع
• 1979 دمشق- حافظ الأسد يفتتح اول اجتماع للهيئة العليا
• 1980 دمشق- تأسيس المجلس العلمي للولادة وأمراض النساء
• 1984 بغداد- أول الخريجين في النسائيات والولادة:العراقيتان سابات عبدالكريم وانعام مجيد حسون.
• 1986دمشق-اول الخريجين في الطب الباطني والجراحة وطب الاطفال.
• مايزال (المجلس العربي للاختصاصات الطبية) يرفد مختلف حقول الطب في العالم العربي بالكفاءات ،كما تشكلت عدد من الهيئات الرديفة له في مختلف الدول العربية مثل (المجلس العراقي للاختصاصات الطبية) الذي عرف بالبورد العراقي .
وانهى البروفيسور الدكتور قيس كبة محاضرته الشيقة بعد هذه السياحة التاريخية في الحضارات الانسانية بالاجابة على اسئلة الحضور حول بعض التفاصيل في تاريخ الطب بشكل عام وتاريخ طب النسائية والاولادة بشكل خاص مما اضفى على الامسية جوا مفعما بالحيوية والمتعة المعرفية.