تاريخ النشر 15/10/2010
لندن (بابنيوز) : أكد سماحة آية الله الفقيه السيد حسين اسماعيل الصدر ان مؤسسة الحوار الانساني التي افتتح مقرها في لندن تعمل من اجل نشر ثقافة الحوار بين مختلف المكونات الاجتماعية والثقافية والسياسية والدينية والمذهبية .
واضاف السيد الصدر خلال لقاء مع نخبة من الرموز الثقافية والدينية والفكرية العراقية والبريطانية يتقدمها البارونة ايما نيكلسون والبارون هيلتون في مقر مؤسسة الحوار الانساني بلندن ان هذه المؤسسة واحدة من اهم المؤسسات التي يتم افتتاحها خارج العراق مشيرا الى انها ستعمل بجد واخلاص وبكل ماتملك من امكانات من اجل اشاعة ثقافة الحوار البناء بين مختلف الثقافات .
واشار الى ان مؤسسة الحوار غير منحازة لاي جهة عدا انحيازها للحوار فهي ليست للدعاية او الربح المادي موضحا ان ربحها الوحيد هو ضمير الانسان وثقافته . وقال ان المؤسسة تؤمن بالحوار الذي يؤدي الى تقريب الاراء واحترامها فهي ليست مؤسسة مبنية على اساس ديني او مذهبي او فكر معين سوى فكر الحوار الذي يحترم الانسان ويطوره وينمي قابلياته وقدراته في مختلف المجالات الانسانية
.
واضاف الفقيه الصدر ان المؤسسة مع اي حوار ينمي الفكر الانساني بالشكل الذي يخدم الانسان وحريته الفكرية اعتبارا وانطلاقا من الايمان بأن احترام الرأي الاخر هو الاساس . واوضح انه من المهم تواصل وتوسيع الحوارات بين الاديان والمذاهب من اجل معرفتها وليس تغييرها انطلاقا من الايمان بأن الله هو مصدر جميع الاديان وهدفها واحد هو الانسان وخدمته والحفاظ على كرامته ليس على اساس تنافسي وانما على اساس تضامني ولذلك لابد من الحوار بين الناس .
وشدد \ىية الله السيد الصدر على ضرورة الانفتاح على الاخر والاستماع لرأيه المخالف واحترامه .. كل في مجتمعه او في بلده .. من اجل الانسانية ولصالحها .
ثم جرت مداخلات من قبل بعض الشخصيات العراقية والبريطانية حول ثقافة الحوار ودور الفقيه السيد حسين اسماعيل الصدر في اشاعة هذه الثقافة في بلده وتوسيعها الى خارجه .
والفقيه الصدررجل دين يحظى بأحترام السنة والشيعة فهو يشدد دائما على ان وطنيته اكبر من مذهبيته وإنتمائه للعراق أقوى من إنتمائه لطائفته . وهو يعتبر من قلائل علماء الدين ممن يصلي خلفه سنة وشيعة لانفتاحه على الاخر من دون تعصب او تحزب . ويقول العارفون به ان لونه عراقي ومذهبه إسلامي فلم يقتصر دوره على الجانب الوعظي والافتائي بل تعداه الى الاجتماعي والثقافي أيضا اضافة الى الدور الاسلامي.
وقد انبرى الصدر لمهمة تثقيف شرائح المجتمع وتعويضها عما فقدته من ثقافة وفكر منفتح خلال الحقب الماضية فدأب على تأسيس شبكة من المراكز الثقافية التوعوية في معظم محافظات العراق متيحاً الفرص أمام الشباب والشابات لسدّ عوزهم الثقافي والفكري عن طريق هذه المؤسسات .
وللمرجع الصدر قناة فضائية تحمل اسم “السلام” ومراكز تنتشر حول العالم باسم الحوار إضافة إلى دوريات ومطبوعات منتظمة كما تشرف مؤسساته على عشرات المراكز والمعاهد التعليمية للبنات خاصة ومن ثم الأولاد يتعلمون فيها استخدام الكومبيوتر والرسم وفن الإلقاء والعلوم والخط واللغة الانكليزية والنجارة والخياطة والأداء الصوتي والحدادة والميكانيك .. بالإضافة إلى المراكز الصحية وملاجئ الأيتام والكليات ومراكز رعاية النساء والمعاقين انطلاقا من نظرته الى العراقيين التي يقول دائما انهم “متساون في كل الحقوق لا فرق بين مسلم وغير مسلم أو بين سني وشيعي أو بين عربي وغير عربي.
وتتميز مرجعية آية الله الصدر تتميز بانفتاحها الفكري والاعلامي حيث كان للحرب الاخيرة التي شهدها العراق في نيسان (ابريل) عام 2003 وما تلاها من متاعب فترة عصيبة على الشعب دافعا له للمبادرة بجمع وجهاء وأعيان مدينة الكاظمية “في بغداد” بالاضافة الى جمع كبير من الشباب الواعي حيث تمت حماية مدينة الكاظمية من أية وغير مسؤولة. كما اصدر الصدر العديد من الفتاوى بتحريم ممارسة القتل أو إيذاء أي شخص كان يعمل مع النظام السابق .. وقد تم جمع الكثير من أنواع الأسلحة والأعتدة والاحتفاظ بها لحين استقرار الوضع وتسليمها لأجهزة الدّولة المختصّة .. كما تم وضع الحراسات على مرقدي الإمامين موسى بن جعفر ومحمد الجواد في الكاظمية كأجراء احتياطي .
ثم تواصل أية الله الصدر مع شيوخ العشائر ومختلف أطياف الشعب العراقي .. ولغرض تنسيق وتنظيم هذا التواصل قام بتأسيس مؤسسة الحوار الإنساني في محافظة بغداد وفتح لها فروع في جميع محافظات العراق حيث تمّ عقد الكثير من المؤتمرات التي ساهمت بشكل فاعل ومؤثر في تقريب وجهات النظر وتقديم رؤية جديدة لمعالجة الواقع العراقي خلال فترة العنف الطائفي التي تفجرت عام 2006 حيث لا يزال هذا النشاط مستمراً في هذا الاتجاه