وقفة على المشهد الثقافي
المسرحي العراقي وإمكانية الرقي به عالميا
استضافت مؤسسة مسرحيون في بريطانيا الفنانة فوزية الشندي وعدد كبير من المسرحيين والمعنيين بالشأن الثقافي مساء السبت الموافق 13- 11 -2010 في بيت السلام، لمشاركتها ضمن طاولة مستديرة للتداول حول امكانية الرقي بالمسرح العراقي عالمياً خلال أمسية ” وقفة على المشهد الثقافي “.
وما أن رحب الناقد والكاتب المسرحي قاسم مطرود بالحاضرين باعتباره مديرا للجلسة ورئيس مؤسسة مسرحيون، ومن ثم بالضيفة الشندي منحها فرصة السياحة في السبل والإمكانيات التي تؤهلنا للوقوف على أقدامنا والنهوض بالثقافة، وقد توقفت الشندي طويلا عند الدراما التلفزيونية والإنتاج والحريات.
ومن ثم فتح النقاش،الذي أثرى الموضوع وركز بشكل اساس على الأمية الثقافية التي تجتاح المجتمع والتي ساهمت الى حد كبير في العزلة الثقافية، وموقف السلطة السياسية الحاضنة الى زمراً من أشباه المثقفين للتنظير لها والتطبيل، وهم الذين يدبلجون الشعارات الرنانة لتصبح تتردد على لسان جمع غفير من الناس لاهثين خلف القائد السياسي المتحكم في كل الشؤون الحياتية الثقافية والاجتماعية…. ومن يخالف يقبع في السجن. رغم كل الظروف القامعة برز مبدعين ومثقفين حافظوا على التراث والتنوع الثقافي في العراق، ساعين من اجل إثبات أحقية الوجود الثقافي في زمن تضافرت به كل الفؤوس من اجل تهشيم الإرادة والإبداع والعزيمة ونشر حالات اليأس والإحساس بالضعف.
وكان اللافت في الموضوع سؤال الطاولة، عن صعود المسرح العراقي عالميا، وسرعان ما جاء الجواب، عبر مشاركة الفنان العراقي وليس العمل الفني فقط، فالفنانون العراقيون منشرون في العالم. حصل توقف عند هذه الفكرة، فلم يُعرف أن انتشر برنامج عراقي عربياً؟ فكيف عالمياً ؟ اللهم إلا برنامج تلفزيوني واحد فقط اخذ شهر يعتد بها خلال آواخر السبعينيات، وهو سلسلة تلفزيونية بأسم ” مكاني من الأعراب ” ، برنامج يتحدث عن تأصيل وتبسيط قواعد اللغة العربية (كما قالت الضيفه الشندي باعتبارها مشاركة رئيسية فيه)، وما عدا ذلك لم ينتشر اي برنامج بمستوى انتشار وصعود البرامج والمسرحيات السورية والكويتية حالياً والمصرية سابقاً.
استمر النقاش ليأخذ فترة أطول من محاضرة السيدة فوزية، وهذا دليل تفاعل الحاضرين ورغبة منهم بالاستمرار بالحوار لان مثل هكذا موضوع لم يعد هم مؤسسة الحوار الإنساني ولا مؤسسة مسرحيون انه مطلب كل أحفاد الحضارة الرافدينية.