تاريخ النشر: الإثنين
إبراهيم الملا (الشارقة)
احتضنت قاعة ملتقى الأدب بمركز إكسبو الشارقة مساء أمس الأول وفي اليوم الأخير من معرض الشارقة الدولي للكتاب ندوة بعنوان: «إيقاعات الروح بين الشعر والخيال» شارك فيها كل من الدكتور علي جعفر العلاق، والشاعر والباحث علي العبدان، وقدمهما بالندوة الشاعرة الهنوف محمد. واستشهد العلاق بمجموعة قصائد لشعراء معروفين مثل أبي تمام ومحمود درويش وأدونيس وبدر شاكر السياب وسركون بولص، ولشعراء آخرين أقل مستوى من أجل تدعيم الفكرة المتعلقة بـ(تحسيس المفهوم) التي تحدد مسافة التعاطف والتجاوب والتفاعل بين النص والمتلقي، بمعنى أن الشاعر لو كتب قصيدته في فضاء لا نهاية له، فلن يلحق به أحد، ولذلك ـ وكما أشار العلاق ـ فإن توافر القصيدة على واقعية الخيال هو بمثابة ضمان للنص كي يبقى قريباً من الأرض ومن الناس، حتى لو اشتمل هذا النص على إيقاعه المشتبك، وزخمه المتفرد، وطاقة التخيلية الخاصة به.
وطرح العلاق عدة أسئلة، مفادها: هل يحتاج الشعر إلى فهم، أم يحتاج إلى إحساس، وهل نحس بالقصيدة أولاً ثم نفهمها، أم نفهمها ثم نحسّ بها؟ وقال إن الإجابة البديهية على هذا الأسئلة هو أن الشعر يحتاج إلى الإحساس أولًا، لأننا إذا تحدثنا عن الفهم فإننا نتحدث عن العلوم التطبيقية الجامدة.
من جهته تطرّق الفنان والشاعر والباحث علي العبدان إلى رؤية جديدة قدمها حسب تحليله الشخصي ـ
كما أشار ـ للعلاقة بين الوزن والخيال، وقال: «أزعم أن للوزن علاقة بالخيال في الشعر العربي، وذلك لأن الأصل في الشعر عند العرب إنشاء، فإنشاد، فاستماع، ولا يستمع لشيء لا يطرب، خاصة الشعر عند العرب».
وأوضح العبدان أن القصائد كانت قديماً أشبه بمعارض فنية سماعية، وهي أقرب إلى التشكيل السمعي لا البصري، لوحاتها تلك الصور الفنية والتراكيب البديعة المؤلفة بين الألفاظ والمعاني، وكل هذا ـ كما أضاف ـ مؤطر بوزن وقافية، وهذا الإطار أو البرواز يكوّن وحدة جمالية خاصة به. ونوه العبدان إلى أن الوحدة الجمالية في أصلها العميق والغامض هي جمع نقيضين أو ضدين، أو تكرار هذا الجمع، وكل ذلك بقصد التأثير الفني، سواء أكان هذا التأثير بصرياً أم سمعياً أم لمسيّاً.
جريدة الاتحاد 17 نوفمبر 2014