مازن لطيف –
يكتب في مواضيع تراثية ويربطها بالمعاصرة، بمعنى كتاباته تركز بين التراث والمعاصرة. مقالاته ومؤلفاته لها رصيد وشعبية داخل العراق وخارجه بشكل كبير ومميز،
وينتظرها القراء والباحثون والمثقفون بمتابعة وشغف وحرص شديد كونها تمتلك دقة في الطرح والجرأة والتحليل. يبحث عن المعلومة وعن الكتاب والمصدر الذي يحتاجه في اقصى مكان في العالم
ويتابع ما يدور ويحدث في العراق ساعة بساعة لا يفوته شيء. انه الباحث الكبير رشيد الخيون الذي صدرت له مع بداية العام الحالي كتب جديدة منها كتاب (ضد الطائفية – العراق. جدل ما بعد نيسان 2003) عن دار “مدارك”.. مواضيع الكتاب، حسب قول الخيون، كتبت ما بين 2003- 2008 ونشرت في صحيفتي الشرق الأوسط، والاتحاد الاماراتية، لكنها تأتي في هذا الكتاب بعد مراجعتها وتوسيعها. حملت فصول الكتاب، القلق من هذا الداء الخطير، والمتوج من خلال هذه السنوات بالمحاصصة الطائفية التي قدمت على رأس إدارة العراق موظفين غير أكفاء، مختارين بسبب انتمائهم الطائفي أولاً ثم الحزبي، وهكذا تضيع الحلقة إلى ما سميّناه بعصبة الحزب المدمرة، والحالة وإن تمظهرت، فالتخندق الشيعي على أساس الطائفية لم يحمِ الطائفة من التشرذم الى احزاب وكيانات متناحرة، وصل الأمر إلى حد المواجهات المسلحة، وكذلك لم تتمكن جبهة التوافق السنية توحيد أهل السنة، إنما ظهرت كيانات واحزاب متصادمة المصالح، وان التحالف الكردي لم يمنع الاختلاف الى حد كسر العظم بين القوى الكردية.
ويذكر الخيون أن الحل الأمثل يكمن في التركيز على الهوية الوطنية العراقية، والتنافس على اساس البرامج الانتخابية إلى الحزب العراقي، الذي يضمن اتاحة الفرصة للأكفاء من ابناء العراق لإدارة البلاد، فالوطن للجميع ولايجب ان يبرز طغيان الكثيرة على أقلية او العكس.
كتب الخيون في كتابه الجديد مدخلا إلى الطائفية خلاصته حسب قول المؤلف ان: الطائفية ظهر سهل الركوب، إذا لم يتصد لإزالتها رجال مخلصون “جريئون في ما يدعون كفاة” وهل يكفي الشيعة ان يكون وجهاؤهم في أعلى منافذ السلطة، بينما جلهم يعيش الكفاف، ملايين منهم تحت خط الفقر! وهل ستنتهي مظلومية الشيعة والكدر بتقاسم السلطة، وهل كان سواد أهل السنة في العصور السابقة يعيشون في الجنة! ام انها نزهة الوجهاء من أحزاب وشخصياتّ لا حامي لكل ابناء العراق، وعلى تعدد انواعهم واختلاف مشاربهم، سوى هويتهم الوطنية، وهي الواحدة المتعددة. احتوى الكتاب فضلاً عن المقدمة والمدخل 63 موضوعاً منها: بغداد بين غزوتين، تغييب الهوية العراقية، توحيد الأذانين بعد الوقفين، يا أئمة المذاهب الفتنة يقظة!، هل حان ظهور المهدي، ما هكذا تكلم ابو حنيفة، لا تحصروا شيعة العراق بإيران، الفلوجة.. الفلوجة، الأحزاب الدينية طائفية… وغيرها.