شكل مفهوم الحوار بين الأديان اهتماماً واسعاً بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط جدار برلين. فقد أنتج انتهاء الصراع السياسي بين المعسكرين الغربي والشرقي، اشارات منذرة بالخطر في تحول نوعية الصراع من سياسي الى ديني. وتنامت حالات عدم التسامح، وتفاقم التمييز، وبث الكراهية، واضطهاد مجتمعات الأقليات الدينية لأي دين او مذهب. لذا بدأت دعوات الحوارات بين الاديان بالتشديد على أهمية تشجيع الحوار والتفاهم والتسامح بين الناس واحترام أديانهم وثقافاتهم ومعتقداتهم المتنوعة. سيستضيف بيت السلام سلسلة من حلقات وحوار الاديان للتعرف على القيم الانسانية والمشتركة مثل السلام والتسامح والتفاهم المتبادل وتعزيزها
ندوة عن حوار الأديان
انعقد في بيت السلام مساء الاربعاء المصادف 13/4/2011 لقاء ضم الأب حبيب النوفلي الموصلي وفضيلة السيد وسام ترحيني ليطرحى للجمهور الحاضر معاً الوجود المسيحي في العالم العربي، فقد تطرق راعي الكنيسة الكلدانية الأب حبيب الى الحضور المسيحي في وادي الرافدين من خلال معرفته العلمية والتاريخية إضافة الى زياراته الميدانية للمواقع الأثرية، وشاهد الحاضرون فلم وثائقي يعرض للمرة الأولى عن التواجد المسيحي التاريخي في أرض الرافدين منذ قديم الزمن، وتضمن الفلم مشاهد عن الأديرة والكنائس ودور العبادة التي كانت قائمة في العراق.
وتكلم السيد ترحيني ممثل المجلس الشيعي الأعلى في لبنان(مكتب بريطانيا) عن الحضور المسيحي في الثقافة العربية انطلاقا من لبنان نموذجاً. عارضاً في بحثه الحضور المسيحي في الثقافة العربية، وداعياً إلى جعل هذه الثقافة مَعينًا فكريًّا للتأمُّل والنظَر حيث أن جغرافيتها الحالية أنزلت به أديان الله المختلفة وأرسل بها الأنبياء على تعدد رسالاتهم. ولتنشئة جيل جديد تنشئة متكاملة بعيدة عن (ثقافة الإلغاء – والشمولية – وتطهير الأرض وما شابه من أطروحات راديكالية خطيرة على المجتمع البشري).
وكان الهدف من إقامة هذه الجلسة الحوارية الدعوة الى تبني ثقافة التسامح والمجتمع المدني المترقي في الآداب والمترفع بأخلاقه الدينية التي غايتها الترقّي الإنساني المتكامِل المنفتح على القِيَم الروحيّة، والقائم على مبادئ الحريّة، وحُسن النَّظر، والحِسّ النقدي، والمُبادرة السليمة، والتعاضد الاجتماعي، كما تؤكد الندوة على أن الثقافة الدينية المتسامحة تُشدّد في الميادين كلّها على احترام الإنسان، والمحافظة على حريّته الدينيّة وعلى معتقداته، كما تَسعى بنَوعٍ خاصّ إلى تَعزيز اللقاء الإسلامي والمسيحي.