تحدث الاستاذ نوري عبد الرزاق السكرتير العام للجنة التضامن الأسيوي الافريقي (والتي مقرها في القاهرة)،عن خلفية ثورة الشباب في مصر المعروفة بـ 25 ثورة يناير (كانون الثاني)، حيث لخص اسبابها في هيمنة الفساد المالي والإداري في أجهزة الدولة وعلى كل مرافق الحياة، يرافق ذلك تزوير الانتخابات بشكل مفضوح وكيف بيعة مؤسسات القطاع العام بأسعار بخسة للمحسوبين على النظام اضافة الى تفاقم القمع الوحشي من قبل السلطات الأمنية لأي مظهر من مظاهر الاحتجاج من قبل الشعب المصري.
وشكل مقتل خالد سعيد بعد تعذيبه من قبل الأجهزة الأمنية في الإسكندرية مفصل هام في عجلة الثورة ليفجر المظاهرات التي كسرت حاجز الخوف عند المصرين. لقد وقفت القوات المسلحة المصرية مع الشعب في ثورته وحمت مظاهراته من بطش الأجهزة الأمنية و يطرح اليوم المجلس العسكري الحاكم مواعيد للانتخابات من أجل الانتقال الى الحكم المدني.
لقد استطاعت ثورة الشباب اخراج الشعب من حالة الخوف والجمود السياسي الى الفعل السياسي لتطرح قضية أعادة بناء الدولة المصرية على أسس حضارية، وتشكيل الدولة المدنية الديمقراطية. وتجري الآن حوارات بين القوى السياسية في مصر والتي تمثل حالة من الصراع بين القديم من جهة و بين المنتصرين في الوجهة التي سيتخذها بناء النظام الجديد في مصر الدولة. ومن التطورات المهمة هو موقف ألأزهر الذي قدم وثيقة لتصورات سياسية منها قضية الديمقراطية والدولة المدنية كما يعتقد بها
والاستاذ نوري عبد الرزاق سجل سياي حافل في الحياة السياسية العراقية، حيث ساهم في الحركة الوطنية وعمره 14 عام، شارك في وثبة كانون عام 1948 ومظاهرة ضد الأحكام العرفية في عام 1949 ومظاهرة عام 1951 وأعتقل وحكم عليه بالسجن مع أيقاف التنفيذ. سافر الى بريطانيا للدراسة ونتيجة لنشاطه السياسي ضد حكومة نوري السعيد طرد من بريطانيا مع زملاء لأخرين عام 1956 ولجأ الى مصر .
بعد انتصار ثورة تموز 1958 عاد الى العراق لينتخب سكرتير عام أتحاد الشبيبة الديمقراطية العراقية عام 1961 وفي المؤتمر السادس لأتحاد الطلاب العالمي أنتخب سكرتير عام للاتحاد وبقي في هذا المنصب الى عام 1969 ومن خلال منصبه استطاع وبالتنسيق مع منظمات الطلابية أخرى طرد أتحاد طلبة إسرائيل وانتخاب اتحاد طلبة فلسطين في اللجنة التنفيذية لأتحاد الطلاب العالمي. في عام 1973 عمل في السكرتارية الدولية لمنظمة تضامن الشعوب الأسيوية -الأفريقية وانتخب بعدها سكرتير عام لها والى يومنا هذا.
ان الصراع السياسي م زال جايا وأن كانت الأنتخابات سوف تحسم قضية أتخاذ القرار ولكن أن هذا لا يعني نهاية الخلاف في وجهات النظر ، لقد أنكسر الجمود و زال حاجز الخوف وسوف يكشف المستقبل الى أين سوف تتجه ألأحداث.
كتبت الاعلامية جينا العمو
الديمقراطية في يومها الدولي بعد تسونامي اليقظة الشبابية العربية تعترف وتنعي زمناً ولى ولن يعود. فالمنطقة التي تشبعت بأفكار وطروحات تجار الكراسي، التي تركت الشعوب في سبات وضغطت في انفسهم التوق للحرية والتعبير بطلاقة العصر التكنولوجي، برهنت انها قدر الضغط الذي ما أن تفتحه حتى يتناثر ما فيه ليعبر عن ما فيه وهذا حال انساننا العربي الذي خاض مخاض الحرية العسير ليمارس حقه المقدس في الديمقراطية بلذتها ومشاق حصادها.
اعترف العالم في ذكرى الديمقراطية الاول بعد عام استثنائي للمنطقة باسرها بأن الديمقراطية لا تصدر ولا تفرض من الخارج بل يجب ان تنشأ من رحم الشعب وارادة البقاء وان تغذيها قوة المجتمع المدني. وباعتراف الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون بحقيقة تاريخية غفل عنها الكثيرون عندما صدروا الديمقراطية عبر دبابات وطائرات الأباجي، ليعترف بان كي مون ان البلدان لا تصبح مؤهلة للديمقراطية بالأسلوب العسكري وانما تصبح مؤهلة بالديمقراطية إذا طالب بها ونضال لها الشعب، رافضاً سعي الامم المتحدة الى تصدير اي نموذج وطني او اقليمي للديمقراطية او الترويج له. ووقف بان كي مون وبين سطور كلماته تبجيل وعجز عن البديل لطاقات الشباب التي فعلت ما عجزت عن فعله طائرات الاباجي والدبابات في العراق .
وبمناسبة هذا اليوم الذي يستحق ان يحتفى به بعد ربيع التعبير والتغير العربي وجدت لجنة دعم الديمقراطية العراقية ان ربيعاً عراقياً تأخر فاستضافت في بيت السلام للحوار الانساني في عاصمة الديمقراطية لندن السكرتير العام لمنظمة التضامن الاسيوي – الافريقي الاستاذ نوري عبد الرزاق حسين لينقل لربيع بغداد المتأخر الانعكاسات الثقافية والاجتماعية للربيع العربي الذي انتقل في اماكن ليصبح خريفاً فيما نحن ننتظر ربيعنا الجاثم في مقبرة الصمت.
وفي نظرة تحليلية رسم نوري عبد الرزاق خريطة ولادة عسيرة لربيع التعبير العربي الذي قلب موازين القوى وصنع واقع جديد كان نتاج ازمات وممارسات لجنون العظمة الذي اصاب القادة العرب المتساقطين….
المحاضرة التي تناولت الوضع المصري كنموذج وفصلت خفايا هذه الثورة، اكدت ان التغير كان حتمي والحاجة إليه ماسه وغير متوقع ما أحدثته من تأثيرات، مؤكداً ان الحكام صنعوا انسان يأس غير قادر على صنع اي شيء وتحت اي ظرف، وأضاف أن ولادة الامل في التغيير مكلفة وثمنها الدم الا أن الشباب مضوا في طريقهم التحقيق أمانيهم وترحيل الحكام، فكانت رؤيتهم صادقة وانجبت الديمقراطية المحلية التي صنعتها الة التكنولوجيا الحديثة وغذائها الشباب بأرواحهم وحُمل الوليد على اكتاف من بقوا لمخاض البقاء الاصعب.
سالت الاستاذ نوري عبد الرزاق وقلت بصوت غاضب محتقن متى سياتي ربيعنا وكل ما تحدثت عنه من اسباب الثورة العربية نعاني اعظمه واذا كانت مصر التي تشبعت بالاستثمار وبنشاط القطاع الخاص يأس اهلها فاين انتم يا أهل العراق مما يحدث ام اننا اعتدنا السكوت والا النطق بالكفر ولا خط وسط يحرك فينا الرغبة في حياة كريمة اين انت يا ربيعنا العراقي…. فلا حياة لمن انادي.