الوقت : 6.30 -8.30
الدكتور محمد مكية ومجموعة من رواد الوسط الثقافي العراقي والعربي
حفل افتتاح مبنى مؤسسة الحوار الانساني في لندن وبدأ البرنامج الثقافي لعام 2010 في بيت السلام، سيشارك فيه عدد من المثقفين يمثلون تخصصات متعددة ومتنوعة من الثقافة العربية والعراقية، كالقصة والشعر والنثر والنصوص الأدبية والبحث التراثي والبحث العلمي وفن الرسم والتصوير وبقية الفنون التشكيلية والدراسات الاجتماعية والحوارات في الثقافات الانسانية.
افتتاح مبنى مؤسسة الحوار الانساني في لندن
شهدت العاصمة البريطانية لندن مساء يوم الأربعاء المصادف 29/9/2010 حدثاً ثقافياً عراقياً بارزاً، فقد جرى الإعلان عن بدء النشاط الثقافي في ” بيت السلام ” مقر مؤسسة الحوار الانساني، حضره جمع من جمهور المثقفين والفنانين العراقيين والعرب، ونقلت وقائع الأمسية عبر عدد من الفضائيات العراقية.
في بدء الامسية الثقافية تحدث السيد غانم جواد مستشار المؤسسة عن اهدافها، باعتبارها منبر حواري يهدف الى تعميق ممارسة الحوار وجعله وسيلة التفاهم الاساسية عند أطياف المجتمع، وركز على أولويات القضايا التي ستطرح للنقاش في مجالات تعميق الحوار بين مختلف الثقافات السائدة عند العراقيين والعرب، والاهتمام بتطوير التعليم ونشر الثقافة الصحية وشرح الافكار الديمقراطية ومبادئ حقوق الانسان والمجتمع المدني، الى جانب إيلاء الاهتمام بإشاعة قيم التسامح في المجتمع المتنوع دينياً وقومياً وعند أقلياتنا وأفكارنا واحترام الأخر والتعايش السلمي بين الجميع. وكذلك يولي الأعمال الفنية والتشكيلة للفنانين للتعريف بمنتجاتهم من خلال اقامة المعارض وحلقات النقاش الفني، كما تسعى المؤسسة لتبنبي الدراسات الاجتماعية والتاريخية.
واختتم كلامه باهتمام المؤسس سماحة آية الله الفقيه السيد حسين اسماعيل الصدر بالجالية العراقية و العربية التي قدم لها هذا المبنى ليكون مركز اشعاع فكري وفني، يُعرف العالم بما تختزنه الحضارة العربية/الاسلامية من مخزون واسع من القيم والمفاهيم الانسانية المشتركة.
ثم اعتلى منصة الحفل البرفسور محمد مكية مؤسس جامعة الكوفة في العراق التي منع تشيدها النظام السابق، ونقل نشاطه المعماري والفني والثقافي الى لندن عبر كاليري(ديوان) الكوفة منذ عشرات السنين كواحد من أبرز المنابر الثقافية. وأكد على أهمية دور الجالية عراقية في لندن حيث ذكر : ما هي الهوية المعنوية التي يتميز بها هذا الكيان، من نحن هنا في العاصمة لندن العالمية والكبيرة جداً وكمبرج وأكسفور ودبلن فيها أكبر مؤسسة للفن الاسلامي هي جتسفيلد التي تحتوي على قرائين (مجموعة متنوعة من القران الكريم) لا نعرفها فهل من الممكن أن نستفيد من وجودنا في هذا البلد الذي يحتوي على كنوز من معرفة انفسنا، واردف في حديثه قائلاً : كفى لماذا وماهو دعنا نقول لمشيئة الله ، كيف يعني ماهي النتائج وما هي الرسائل.
بعدها تحدثت الروائية العراقية السيدة سميرة المانع حيث جاء في كلامها ” يميل البعض للاعتقاد أن الشعب ، قبل كل شيء، في حاجة للحمة الوطنية وهي ليست الشراكة السياسية في الحكم أو الوحدة التي يميل إلى استخدامها السياسيون الحكام في المنطقة. الواقع يثبت أن هاتين الوصفتين ليستا سوى شعارات غير دائمة الخضرة، كثيرا ما انهارت بين عشية وضحاها. إنها مختلفة عن اللحمة الوطنية والوشائج المتوفرة بشكل عفوي وطبيعي عادة بين ابناء الشعب الواحد، مصدرها الذاكرة الجمعية والتاريخ المشترك والمصير الواحد. كل هذه المشتركات موجودة فيما بينهم تحميهم من التفكك والانحلال، تقربهم من بعضهم بعضاً بصورة دائمة.
وجاء دور الشاعر عواد ناصر حيث ذكر : إن الحوار مفردةً وإصطلاحاً ومفهوماً هو من أكثر المصطلحات التي تدور في ساحة الفكر والثقافة والسياسة والأعلام لكنه بالمقابل ممارسةً ومفهوماً وخاطرةً في أسوء حالاته للاسف، هل يمكن أن ننجح في إنشاء مجموعة أو مؤسسة أو دار تصبح وطناً عراقياً صغيراً حتى لو تكون من بعض عشرات بديلاً من وطننا المنهوب والمهدم والمحتدم، أنا رجل صانع احلام هذا واحد من احلامي.
اعتلى منصة الحديث الباحث محمد عبد الحكم ذياب أمين سر الملتقى الثقافي العربي في لندن ليتحث الى الجمهور، فقد نوه الى دور الثقافة كواحدة من اليات التجميع بين المجتمعات: هناك شيئان لابد من التعرف إليهما لهما علاقة بهذا المكان، الشيء الأول الثقافة والثاني الحوار، الثقافة كلنا نعلم كلها اجتهادات ولكنها سعياً للمثل الأعلى على هذا الاساس نعي ونعرف تماماً قيمة الثقافة من هذه الزاوية نختلف كثيراً ونتعارك احياناً كثيراً، ولكن في النهاية تجمعنا الثقافة، هذا ما طرأ في ذهني عندما دخلت هذا المكان. الجانب الأخر هو الحوار، والحوار أيضاً ثقافة ولكن للاسف الشديد هذه الثقافة مازال بيننا وبينها اشواط طويلة.
ليتحدث بعد ذلك القاص عبد الصخي ويقدم قراءة في روايته الجديدة التي لم يكتمل الجزء الثاني بعد من روايته المسمى “خلف السدة ” بعدما صدر الجزء الأول قبل فترة من الزمن، حيث يصف القاص مشهداً دقيقاً في تفاصيله وبقلمه المبدع طريقة اعدام احد ابطال روايته من قبل سلطات النظام السابق، كجزء من سياسة القهر التي كان يتميز بها النظام.
وتحدث احد رواد الثقافة العراقية الدكتور صلاح نيازي عن أهمية العمل الثقافي معبراً عن دعوة الحاضرين للمساهمة في التعاون البناء مع المؤسسة في عملها، واردف في حديثه: ما حدث ان الثقافة لم تهمل في العهد الماضي ولم تهمل في القوت الحاضر ولكنهم اختلفوا على تعريف الثقافة، وما نزال وأنا اختلف الآن مع المؤسسة في تعريفها للثقافة، الثقافة مفتوحة، ولو رجعنا الى المنهاج التعليمية بالعراق لرأينا 90% من البرامج هي برامج صحراوية هي أدب صحراوي، يريدون أن يخلقوا من الأطفال مجنزرات عسكرية، وحتى حينما نكتب النثر جملنا يقينية ليس فيها اخذ ورد وعطاء، اما بالنسبة الى أهمية الثقافة فذكر أمثلة سريعة أن كتاب الأم لمكسيم غوركي سبب ثورة بلشفية كبيرة جداً او ساعد فيها، والمثل الأخر ساهمت مع عدد من أصدقاء في إنشاء ” مكتبة الخلاني ” وهي الآن واحدة من أكبر مكتبات بغداد الاهلية.
اعقبه دور التراثي رشيد الخيون ليقدم واحدة من احاديثه المبدعة في موضوع الحوار بين افراد المجتمع بمختلف عقائدهم الدينية وتوجهاتم السياسية فذكر قصصاً وحكايا وأشعار في كلمته القصيرة نورد مقطعاً منها: هناك نوعان من الحوار، حوار العقول وحوار العجول، حوار العجول منتهين منه كل الحروب كل الصدامات كل الاعدمات كل الضيق كل التشنج هو عبارة عن حوار العجول، اما حوار العقول فأنشأ وأسس لمفاهيم مازلنا نحن لانريد لا نستطيع أن نصل إليها في الحقيقة، هناك ثلاث فترات مرت على بغداد، وبغداد غنية بتراثها.
السيد جبار حسن مدير المنتدى العراقي قدم بحثاً موجزاً عن اللاجئين العراقيين في بريطانيا مرفقاً بالاحصائيات الدقيقة واهم المشاكل التي تعترض اقامتهم الشرعية هنا، والمنتدى يعد واحد ومن أهم المنظمات غير الحكومية العراقية قدم خدماته لمئات العراقيين الذين قدموا الى بريطانيا متبنياً قضاياهم عند الدوائر الرسمية. فقد قال: موضوع اللاجئين سوف اتناوله من خلال العناوين فقط، النزوح الذي حدث في العراق ابتدء به من سنة التغيير ولا اتطرق السنوات او العقود السابقة التي حدث فيها فعلى مر التاريخ العراق فيه نزوح لللاجئين منذ قرون مضت، الاستاذ التراثي رشيد الخيون له باع في هذه المسألة، بدخولنا العام السابع من سقوط النظام يكون العراق أنتج واحد من أكبر عمليات النزوح البشري في العصر الحديث.
ليأتي نموذج جديد من الجيل الثاني من المهاجرين العراقيين الذين تربوا هنا في بلاد المهجر بعيدين عن وطنهم الأصلي هو الفنان خيام اللامي تحدث الى الحاضرين عن بدايات تنمية مواهبه الفنية وتكلم بصورة عفوية رائعة لاقت استحصان الجميع : وجود هيج (هكذا) نوع من المكان شيء مهم فعلاً هنا بره (في الخارج) حتى نقدم شغلنا لكن حتى نكدر(نقدر) نحن نطور افكار وعلاقة بين نفسنا، الحوار جداً مهم لأن أكو(يوجد) اكثر من حوار واحد بين الجالية وبين المجتمع البريطاني لأني اكتشفت خاصة عبر الموسيقى العربية لا يفهمون أي شيء عنها ما عنده أي فكرة ولا كتب ولا مصادر ولا اسطوانات ولا أشياء تخليهم(تجعلهم) يتقربون عليها(إليها).
واختتم الحفل بالنموذج الأخر من الجيل العراقي الثاني في لندن حيث تحدث طبيب الاسنان احمد ناجي آل سعيد عن طموحات ومشاريع بيت السلام في أحتضان المواهب الفنية والتشكيلة للفنانين وتقديسم قاعة البيت لعرض منتجاتهم والمساهمة في تقديمهم للرأي العام هنا في المجتمع البريطاني قائلاً: نتمنى أن يكون بيت السلام هو كوفة كاليري الثاني ونحن نوجه دعوة الى جميع الفنانيين التشكيلين العراقيين بالدرجة الأولى والعرب بالدرجة الثانية والبريطانيين بالدرجة الثالثة أن يكون هذا المكان مكانهم حيث يلتقي العراقي بهويته بمعدنه الأصلي وهو الفنون التشكيلية وما تركته لنا الحضارات السابقة.
والجدير بالذكر ان بيت السلام يعقد جلساته الثقافية مساء كل يوم اربعاء بعد الساعة الـ 6:30 مساءاً مقدما العديد من الفعاليات تجدونها في برامج الموسم الثقافي لسنة 2010 المنشور بالموقع.