استضافت مؤسسة الحوار الانساني بلندن الطبيب الاستشاري د. رافد اسماعيل عزيز في أمسية علمية يوم الخميس 16 تموز/يوليو 2020 الساعة السابعة مساء بتوقيت لندن عبر منصة زوم، قدم فيها رؤيته لآلية تنفيذ الاستراتيجية العلمية لمواجهة جائحة كوفيد 19 في العراق.
د. رافد اسماعيل عزيز، تخرج في كلية الطب جامعة بغداد 1984، حصل دبلوم في الطب المهني جامعة بغداد، (1992-1993)، حصل على درجة الماجستير في التخدير وطب العناية المركزة في جامعة كارديف ، ويلز ، المملكة المتحدة (1997-2002) . حصل على عضوية الكلية الملكية لأطباء التخدير MRCoA في الكلية الملكية للتخدير، لندن، المملكة المتحدة 2003، وعضوية الكلية الملكية للممارسين العامين MRCGP. يعمل حاليا مديرا لـ HUC المتكاملة لخدمات الرعاية العاجلة ، التي تغطي هيرتفوردشاير، بيدفوردشير، كامبريدج، بيتربورو وويست إسيكس. وهو رئيس الجمعية الطبية العراقية المتحدة المملكة المتحدة وايرلندا UIMA. حاصل على جائزة Barnet VTS لأفضل تدقيق لعام 2006، و جائزة “تحسين الجودة” الوطنية منCare UK 2011، كما تم ترشيحه لجائزة Care UK National Award عن “Unsung Hero” 2014.
الفرق بين الاستراتيجية الصحية والنظام الصحي
النظام الصحي هو تعبير يطلق على مجموعة المؤسسات التي تقدم الخدمة الصحية في البلد وترتبط مع بعضها بنظام معيّن يضمن التناغم والتفاعل بما يخدم صحة المواطن، ولهذا النظام سعة وطاقة استيعابية معينة، ويُطلق مصطلح “انهيار النظام الصحي” عندما يتجاوز الطلب على هذا النظام طاقته الاستيعابية. وتأتي كلمة “استراتيجية” من الكلمة اليونانية التي تعني “البراعة العسكرية”، وهي فن التخطيط والادارة لمجمل العمليات والحركات العسكرية، والاستراتيجية الصحية الوطنية هي خطة عمل تحدد رؤية الدولة وأولوياتها وقرارات الميزانية ومسار العمل لتحسين صحة شعبها والحفاظ عليها.
مقومات وأسس التخطيط الاستراتيجي الصحي
- الهدف : يجب ان يكون واضحا من خلال متابعتنا ودراستنا لتعامل الدول المختلفة مع الجائحة، وقد كان واضحا بأن أهداف الدول كانت مختلفة، وهذا الاختلاف هو نتيجة اختلاف النظم الصحية والرؤيا والمنهج للمسؤولين عن التخطيط. لكن الدول التي غيرت من هدفها كانت عرضة لصعوبات وتحديات اكبر، مثال ذلك أن حكومة المملكة المتحدة كانت قد اعتمدت هدفها الاول وهو “مناعة القطيع”، وأنا لا أحب هذه التسمية، وأفضل تسميتها “المناعة الجمعية” أو المجتمعية، ولكن هذا الهدف تغير الى هدف السيطرة على المنحنى أو تسطيح المنحنى (Flattening the curve )، ولذلك لم تطبق الحظر إلا متاخرا، وهذا كلّف الكثير.
- الموارد البشرية : إن استغلال الموارد البشرية يشمل:
- الذكاء في استخدام الموارد وتقنينها
- الخريجون الجدد و المتقاعدون
- المتطوعون
- اعادة الانتشار
- المؤسسات الصحية وكيفية استخدامها: المركزية في اصدار اللوائح الواجب اتباعها مع الفرصة بتطبيق تلك اللوائح حسب احتياجات وظروف المؤسسة الصحية. ووضع بروتوكولات وتعليمات مركزية واضحة لاتباعها لتحديد من يدخل المستشفى. بروتوكول علاج واضح ومتفق عليه مركزياً; ما نشاهده حالياً هو عدم الوضوح وإرتباك الكوادر في طريقة عملها، وفي اختيار البوتوكول العلاجي للحالات المرضية. يجب تحديد من يمكن أن يعالج في المنزل، ومن يحتاج للعلاج في المستشفى، ومن يدخل ردهات العناية العليا والعناية المركزة. وتحوير الردهات الى ردهات عناية مركزة، وانشاء مستشفيات ميدانية.
- القوى والموارد المساعدة : خلايا الأزمة يجب أن تكون مركزية، ويجب أن يعطى دور واضح للجيش والشرطة، كما يجب العمل على بناء وتجهيز المستشفيات الميدانية، والاعتماد على من لديهم القابلية، والقدرات التنظيميمة. ويجب التأكيد على العمل، وعلى ضبط النظام والالتزام بالتعليمات مثل حظر التجوال أو الحجر المنزلي، والاعتماد على توفير المساعدة اللوجستية.
- التواصل ونقل المعلومة: وتشمل ما يأتي
- التوجيهات المركزية
- الاعلام
- التثقيف والارشاد الصحي
- صفحات التواصل الاجتماعي
- دعم وإسناد الكوادر الصحية
ما يجري في العراق
- ماهي الاستراتيجية المعمول بها؟
- هل الهدف واضح؟
- المركزية في مقومات النظام الصحي وكيفية استغلاله.
- تطبيق القانون وتطبيق الحظر.
- دور الجيش والشرطة.
تجربتنا في المملكة المتحدة … ماذا تعلمنا لحد الآن؟
- تقديم أفضل خدمة ممكنة في حدود الموارد المتاحة.
- يجب أن نضع في اعتبارنا إن هذا الوضع غير مسبوق، ويجب أن نتعلم من تجارب الآخرين.
- لا بأس إن كانت النتائج ليست فى مستوى الطموح، لكن يجب عدم التنازل عن الهدف الرئيسي في تقديم الافضل.
- احترام الكوادر و تفعيل طاقاتهم الكامنة.
- تطوير طرق التخاطب وذلك عبر تطوير وتقنين طرق التواصل المتاحة، والاعلام لرفع مستوى وعي الجهات الحكومية وغير الحكومية، المرضى وأقاربهم بخطورة المرحلة وأهمية عمل الكوادر الصحية.
تقديم أفضل خدمة ممكنة في حدود الموارد المتاحة
يجب أتباع المركزية في اصدار اللوائح الواجب اتباعها مع الفرصة بتطبيق تلك اللوائح حسب احتياجات و ظروف المؤسسة الصحية. ويجب التأكيد على المركزية في التنسيق بين خلايا الازمة في المحافظات لاتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة بالتنقل بين المدن، وكذلك تناقل المواد الطبية بينها، وحسب حاجة المحافظات. أما ما يخص اعادة الانتشار، فيمكننا القول أن إعادة انتشارفرق العمل، افراد فريق العمل، الموارد البشرية الاخرى كالمتطوعين، الموارد غير البشرية، كلها محاور جوهرية في انجاح العمل، كما يجب التأكيد على تغيير طرق العمل وأوليات العمل في المستشفيات، ومراكز الرعاية الاولية، والعيادات الطبية والمؤسسات الصحية الاخرى.
كما تجدر الاشارة الى إن القطاع الصحي الخاص يمكن أن يلعب دورا رئيسا في توفير العناية الطبية في الأيام العادية، وفي هذه الظروف الصعبة لجأت العديد من الدول – انكلترا، والإمارات كمثال- على استغلال الإمكانيات الطبية في هذه المؤسسات للتخفيف من الضغط على القطاع العام ضمن تشخيص وعلاج الكوفيد 19، أو عن طريق استقبال المرضى الذين يعانون من أمراض صحية من غير الكوفيد بأسعار مخفضة، كما يمكن استغلال المستشفيات العسكرية واستخدام مواردهم في دعم حملة مكافحة جائحة الكوفيد 19.
معرفة أفراد فريق العمل الذين هم يحملون نسبة عالية من الخطورة، تقييم مخاطر تعرض الموظفين في مكان العمل، وهذا يعتمد على العمر والأمراض و الحالة الصحية للفرد، إسناد أفراد فريق العمل، حماية ورعاية كافة اعضاء فرق الكوادر الصحية، توفير وسائل الحماية الشخصية المناسبة لكافة الكوادر الصحية، و تدريبهم على معرفة القدرات ومتى يتم استخدامها، وكيفية استخدامها بصورة صحيحة، التحدث مع كافة أفراد فريق العمل لاعلامهم بالمستجدات وأخذ رأيهم في ما يرونه مناسبا، تحديد من يذهب للعمل، ومكان العمل، وتسهيل التنقل من والى مكان العمل، أما فيما يخص تقنين الموارد البشرية، فمن المهم جدا أن يجري العمل بأقل ما يمكن من الموارد البشرية لتقليل احتمالية الإصابة بين العاملين.
إسناد أفراد فريق العمل .. ماذا تعلمنا لحد الآن وماذا نعمل الان؟
- ردهات خاصة بافراد الكادر الصحي المصابين
- الحالة النفسية
- الارهاق والتعب من العمل
- المرضى من الكوادر الصحية
- الإسناد المعنوي والنفسي
- الاستراحة من العمل
- والاجازة الطوعية والاجبارية
اعادة الانتشار
- الإشراف
- الكفاءة
- قيادة الفريق
- التدريب على العمل الجديد
- جداول العمل و الخفارات و الاستراحات و الاجازات
- سلامة أفراد الفريق
- تحديد الأولويات
- التخاطب
المستشفيات .. ماذا تعلمنا لحد الآن؟
- وضع بروتوكولات وتعليمات مركزية واضحة لاتباعها لتحديد من يدخل المستشفى
- بروتوكول علاج واضح و متفق عليه مركزياً
- من يمكن ان يعالج في المنزل
- من يدخل ردهات العناية العليا و العناية المركزة
- منع السفر بين المناطق والمحافظات للحيلولة دون انتشار المرض في المناطق ذات الاصابات الواطئة
المراكز الصحية و العيادات و مراكز الرعاية الأولية ..ماذا تعلمنا لحد الآن؟
هذا سباق ماراثون وليس سباق مسافات قصيرة، لنعمل على جعل العمل الطاريء الذي نقوم به اليوم هو العمل الاعتيادي، الذي سنقوم به كل يوم، لنأخذ كل الدروس التي تعلمناها من هذه الجائحة لتغيير استراتيجيات وطرق عملنا، احترام الكوادر الصحية و تمكينهم من اظهار طاقاتهم الكامنة.
ويجب أن نعمل على:
- ارشاد المرضى بعدم زيارة المركز الصحي أو المستشفى إلا في الحالات القصوى
- الاستشارة الطبية عن بعد؛ الهاتف والفديو والرسائل الإلكترونية
- ابقاء المرضى المصابين إصابات بسيطة، ومتوسطة في البيت، مع ارشادات واضحة حول العناية بأنفسهم، ومتى يحتاجون الاتصال بالطبيب هنا يكون دور الجهات الأمنية مهم جداً .
الجمعية الطبية العراقية الموحدة في بريطانيا و ايرلندا (UIMA)
كانت لنا مبادرات و مشاريع سابقة كثيرة، وسنستمر في دعم واسناد القطاع الطبي والصحي في العراق، وقد قامت الجمعية الطبية العراقية الموحدة بالاتصال برئاسة الاتحاد الاوربي لغرض الاستفادة من المساعدات التي يقدمها الاتحاد للدول لمكافحة الجائحة، وقد تمت الموافقة المبدئية، وسنعمل إن شاء الله في الايام القليلة القادمة بالتنسيق مع السيد وزير الصحة والسيد نقيب الاطباء في العراق للاستفادة من هذه المساعدات، وهناك حاجة ماسة لزيادة عدد اجهزة التنفس الـ CPAP وعدد الاسرة لهذه الاجهزة وستسعى الجمعية بتوفير جزء منها عبر حملات التبرع.