جوانب من الفكر الإقتصادي للشهيد السيد محمد باقر الصدر
ضيفت مؤسسة الحوار الإنساني بلندن ، يوم الأربعاء 7 نيسان/أبريل 2021، على منصة زووم الدكتور كاظم شبر في أمسية ثقافية تحدث فيها عن جوانب من الفكرالاقتصادي للشهيد آية الله محمد باقر الصدر.
كاظم شبر متخصص في التمويل والاستثمار والأعمال الدولية والخدمات المصرفية والمالية الإسلامية والإدارة العامة، مع خبرة غنية ومتنوعة تمتد على مدى خمسة عقود في كل من المملكة المتحدة والعراق، تشمل الأوساط الأكاديمية والنشر والقطاع التطوعي وهو حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة لوبورو للتكنولوجيا. على مدار الأربعين عامًا الماضية، كان الدكتور شبر يحاضر في العديد من الجامعات البريطانية، وكان آخر منصب له استاذا في كلية وستمنستر للأعمال. قام بتأليف خمسة كتب أكاديمية باللغة العربية، وترجم وحرر عمل كلاسيكيا رئيسيا في الاقتصاد الإسلامي هو كتاب آية الله محمد باقر الصدر(اقتصادنا) من العربية إلى الإنجليزية. أشرف على عدد كبير من أطروحات الدراسات العليا، وأجرى العديد من مهام الاستشارات التجارية. الدكتور شبر زميل أكاديمية التعليم العالي، بالإضافة إلى جمعية المحاسبين الدوليين ومقرها المملكة المتحدة. بالإضافة إلى ذلك ، فهو عضو قديم في معهد تشارترد للإدارة في بريطانيا. كما عمل رئيسا لتحرير المجلة الدولية للتمويل والإدارة الإسلامية والشرق الأوسط من عام 2008 حتى عام 2012.
ثلاثة جوانب:
- الخلفية العامة لكتابات الشهيد
- الفكر الإقتصادي للشهيد
- التأثيرات و النتائج
الخلفية العامة
الشهيد باشر الكتابة في الخمسينات من القرن الفائت( لم يَكن قد أكمل العقد الثالث من عمره الشريف) الفكر الإقتصادي كان مضموراً، و لم يكن هناك جهد حقيقي لإبراز الفكر الإقتصادي للإسلام تياران رئيسيان على الساحة السياسية في العراق آنذاك: الماركسي اليساري، و القومي العروبي تأججت حدة الخلاف بين الفريقين بعد حركة 1958 في العراق فتاوى ضد الشيوعية صدرت من قبل المراجع الكبار، بإعتبار أن الشيوعية “كفر و إلحاد” اللقاء مع الأساتذة و المختصين كان عند الشهيد أمراً مُهماً التيار الماركسي كان قوياً ( برز دور الإتحاد السوفياتي بعد الحرب العالية الثانية، ظهرت كتلة أوروبا الشرقية، ضُعف المكانة السياسية و الإعلامية للنظام الحاكم في العراق آنذاك). إحتدام الصراع في العراق بين التيارين الماركسي و القومي العروبي بعد حركة 58 التيار العروبي أراد وحدة إندماجية مع مصر وسوريا التيار اليساري أراد إتحاداً فيدرالي الرأي الشائع في الشارع: الإسلام ليس له فكر أو مذهب إقتصادي واضح ولكن كتابات مفكرين إسلاميين عرب وغير عرب كانت تخالف ذلك : أبو الأعلى المودوي، سيد قطب وغيرهم لم يدرس الشهيد الإقتصاد على نحو أكاديمي، إنما عمد الى دراسة الإقتصاد على نحو شخصي و بشكل مستقل.
الفكر الإقتصادي للشهيد
لم يأت الشهيد بشئ جديد! العلم والإفكار التي طرحها كانت موجودة في الأدبيات، إلا أنه عرضها بشكل جديد و مؤطر احترام وجهة نظر الجماهير من قبل الشهيد، و لم يعمد لإصدار فتوى ضد الشيوعية، إنما أراد عرض المذاهب المتصارعة امام الجماهير، كي يحكموا بأنفسهم.
إعادة ترتيب الأفكار الإقتصادية الإسلامية بطريقة جديدة من قبل الشهيد أسلوب واضح للشهيد في الكتابة، وبذلك فهو يختلف عن كثير من الفقهاء اللذين يكتبون بأسلوب علمي لايفهمه عموم الناس.
جمع الشهيد آراء الفقهاء وأستخلص المذهب الإقتصادي الإسلامي، و أستفاد من آراء الفقهاء و الأءمة الشيعة و غير الشيعة أول كتاب للشهيد كان “فلسفتنا” (في خمسينات القرن الماضي) الذي أحدث ضجة في المجتمع النجفي “إقتصادنا” كان أكبر كتاب صدر للشهيد و صدر بعد فلسفتنا نظر الشهيد الى عدة قضايا إقتصادية رئيسية في كتاب “إقتصادنا”:
تحديد الأجور، الربا، دور الدولة في الإقتصاد الوطني ، الضمان الإجتماعي، ملكية الأرض، التكافل الإجتماعي، التنمية الإقتصادية. اقتبس من كتابات المفكرين: شيعة وغير شيعة، مثلاً الأمام محمد بن إدريس الشافعي (كتاب الأم)، الأمام أحمد بن حنبل. هذا بالإضافة الى العديد من الآيات القرآنية، و الأحاديث النبوية، و أحاديث الأئمة ربط الإقتصاد مع الجوانب الأخرى للدين، مثلاً العقاب والثواب في الآخرة، التعبد، عمل الخير والإحسان بدائل عن الربا وإمكان العمل المصرفي بدون ممارسة الربا الفرق بين الضمان الإجتماعي والتكافل الإجتماعي أصناف الملكية
بعض النتائج والتطورات
إنتشار الصحوة الإسلامية في العالم إقامة مؤسسات مالية إسلامية تروم العمل دون ممارسة الحرام
القناعة توسعت و تركزت بأن هناك مذهب إٌقتصادي إسلامي تراجع التيارين الماركسي والقومي والعروبي على صعيد العالم العربي خصوصاً. تطبيق النظام الإقتصادي الإسلامي، ليس فقط في إيران، بل في أقطار أخرى مثل باكستان، السودان، موريتانيا كثرة الكتب والأبحاث التي صدرت في مجال الإقتصاد الإسلامي ظهرت كورسات جامعية في الإقتصاد الإسلامي أبحاث عديدة في الإقتصاد الإسلامي وفروعه، مثلاً الإستثمار الإسلامي، الإدارة الإسلامية، التأمين الإسلامي نمو واضح في الصيرفة الإسلامية والإستثمارات الإسلامية رسائل ماجستير و دكتوراة عديدة كتبت حول الإقتصاد الإسلامي العديد من مؤسسات الأعمال صارت تريد العمل بموجب الشريعة الإسلامية.
برزت أفكار حول الإدارة “الملتزمة أخلاقياً” و الإستثمارات المقبولة أخلاقياً، منها تلك الناهية عن توظيف الأموال في إنتاج السلاح أو تصنيع التبغ أو المتاجرة في أنشطة القمار.