صادق الطائي / لندن
استضافت مؤسسة الحوار الانساني في لندن الباحث العراقي الدكتور خزعل الماجدي يوم الاربعاء 26/11/2014 في امسية ثقافية تحت عنوان ( تراجيديا سقوط الحضارات الشرقية ، لماذا انتصر الغرب اخير ؟) ، وقد ابتدأ الدكتور الماجدي المحاضرة بنبذة تعريفية بمنجزه الابداعي المتعدد الاتجاهات شعرا ومسرحا وايحاثا تاريخية وفكرية تتناول تاريخ الاديان والحضارات عبر اكثر من 100 مؤلف ، ثم قسم المحاضرة الى عدة اقسام وكما يلي:
1 مقدمة في (الثقافة ، الحضارة ،علم الحضارة ، مظاهر الحضارة ،تصنيف الحضارات)
2 تاريخ الحضارات (ماقبل التاريخ ، القديمة، الوسيطة، الحديثة ، المعاصرة)
3 تراجيديا سقوط الحضارات الشرقية
4 لماذا انتصر الغرب أخيرا؟
الثقافة والحضارة
وقد ابتدأ الضيف محاضرته بمقدمات تعريفية تناول فيها الثقافة وعلم الثقافة وفرقها عن التاريخ وعلم الزمن و الحضارة ، فقد قدم عدة تعريفات للثقافة بحسب جدول زمني يبين فيه تغيرات التعريف اذ انها بحسب المعنى اللغوي العربي (تعني صقل النفس والمنطق والفطانة، وفي القاموس: ثقف نفسه، اي صار حاذقا خفيفا فطنا، وثقفه تثقيفا اي سواه، وثقف الرمح، تعني سواه وقومه. ولطالما استعملت الثقافة في عصرنا الحديث هذا للدلالة على الرقي الفكري والأدبي والاجتماعي للأفراد والجماعات) اما في الحقبة ما بين القرن الخامس عشر والقرن السابع عشر فقد كانت (المثقف هو المقابل الدنيوي المدني لرجل الدين في الحقل الديني) وفي القرن الثامن عشر ظهر هذا المفهوم لأول مرة في أوروبا و كان يشير فيما يشير إليه إلى عملية الاستصلاح أو تحسين المستوى، كما هو الحال في عملية الزراعة أوالبستنة ، وفي القرن التاسع عشر أصبح يشير بصورة واضحة إلى تحسين أو تعديل المهارات الفردية للإنسان، لا سيما من خلال التعليم والتربية . وفي القرن العشرين اصبح مصطلح الثقافة مفهوما أساسيا في علم الانثروبولوجيا، ليشمل بذلك كل الظواهر البشرية التي لا تعد كنتائج لعلم الوراثة البشرية بصفة أساسية. وقد ولد علم الثقافة واصبح مجالا من مجالات الدراسة العلمية يختص بوصف الظاهرة الثقافية و تحليلها و دراسة أنماطها و وظائفها و عملياتها و كذلك نموها و تدهورها , و هذا العلم يشكل أصلا هاما من أصول التربية ومما تقدم يتوصل الدكتور خزعل الماجدي الى ان الثقافة ؛ هي عناصر وبنى ونظام ووظيفة لمجموعة بشرية محدودة تمتاز بالتجانس وتشمل المكونات المادية والروحية لها ، والحضارة هي مجموعة ثقافات تعمل بطريقة وظيفية متجانسة ، فالثقافة جزء من الحضارة وليس موازياً لها .وان من المتفق عليه في تعريف الثقافة Culture التي هي اليوم فرعا من فروع العلوم الاجتماعية تتناول الوصف، والتحليل، والتنبؤ من الأنشطة والنظم الثقافية. ولذلك يمكن اعتبار الدراسات الثقافية بشأن الممارسات الاجتماعية المختلفة بوصفها جانبا من جوانب علم الاجتماع، وعلم الأعراق البشرية، والأنثروبولوجيا، ورائد علم الثقافة Culturology هو الاميركي لسلي وايت. وللتفريق بين القافة والحضارة اشار الباحث الى ان الحضارة Civilization ومعناها اللغوي ؛ هي كلمة مشتقة من الفعل حضر، ويقال الحضارة هي تشيد القرى والأرياف والمنازل المسكونة، فهي خلاف البدو والبداوة والبادية، وتستخدم اللفظة في الدلالة على المجتمع المعقد الذي يعيش أكثر أفراده في المدن ويمارسون الزراعة على خلاف المجتمعات البدوية ذات البنية القبلية التي تتنقل بطبيعتها وتعتاش بأساليب لا تربطها ببقعة جغرافية محددة، كالصيد مثلاً. كما انها تشير فيما تشير اليه ؛ عناصر وبنى و نظام وظيفي متجانس لمجتمع كبير عاش زمناً تاريخاً لقرون وأقر في حركة التاريخ , وتشمل الفنون والتقاليد والميراث الثقافي والتاريخي ومقدار التقدم العلمي والتقني الذي تمتع به شعب معين في حقبة من التاريخ. إن الحضارة بمفهوم شامل تعني كل ما يميز أمة عن أمة من حيث العادات والتقاليد وأسلوب المعيشة والملابس والتمسك بالقيم الدينية والأخلاقية ومقدرة الإنسان في كل حضارة على الإبداع في الفنون والآداب والعلوم والتحول الشامل نحو أخلاق وأعراف المدينة في كل مظاهر الحضارة ، وقد تعني المدنية الحضارة المدنية الشاملة كما هو الحال في الحضارة الغربية الحالية . وان علم الحضارة : هو العلم الذي يدرس الحضارات التي انتجتها المجمعات البشرية على مدى التاريخ دراسة علمية. فقد أبدى الفلاسفة والمؤرخون وعلماء الآثار القديمة أسبابًا كثيرة لقيام الحضارات وانهيارها. وقد شبَّه هيجل الفيلسوف الألماني في أوائل القرن التاسع عشر المجتمعات بالأفراد الذين ينقلون شعلة الحضارة من واحد إلى الآخر، وفي رأي هيجل، أنه خلال هذه العملية تنمو الحضارات في ثلاث مراحل:
1- حُكْم الفرد. 2- حُكْم طبقة من المجتمع. 3- حُكْم كل الناس.
وكان هيجل يعتقد أن هذا النسق تسفر عنه الحرية في آخر الأمر لجميع الناس. ويذهب معظم علماء الآثار القديمة إلى أن بزوغ الحضارات يرجع إلى مجموعة من أهم الأسباب تشمل البناء السياسي والاجتماعي للحياة والطريقة التي يكيف بها الناس البيئة المحيطة بهم والتغيرات التي تطرأ على السكان. وفي كثير من الحالات، يمكن أن تظهر الحضارات لأن رؤساء القبائل المحليين اتخذوا خطوات متعمدة لتقوية نفوذهم السياسي. ويعتقد كثير من العلماء أن سوء استخدام الأرض والمصادر الطبيعية الأخرى أسفرت عن الانهيار الاقتصادي والسياسي للحضارات الأولى.
تصنيف الحضارات
ثم اشار الدكتور الماجدي الى عدد من تصنيفات العلماء للحضارات يمكن ايجازها في :
1. تصنيف توينبي : عرض المؤرخ البريطاني أرنولد توينبي نظريته عن التحدي والاستجابة في كتابه دراسة التاريخ (1934ـ 1961م). وقد كان توينبي يعتقد أن الحضارات تقوم فقط حيث تتحدى البيئة الناس، وحينما يكون الناس على استعداد للاستجابة للتحدي. على سبيل المثال، فإن الجو الحار الجاف يجعل الأرض غير مناسبة للزراعة ويمثل تحديًا للناس الذين يعيشون هناك. ويمكن أن يستجيب الناس لهذا التحدي ببناء أنظمة ري لتحسين الأرض. ورأى توينبي أن الحضارات تنهار حينما يفقد الناس قدرتهم على الابتكار. وقد صنف الحضارت الى خمسين حضارة انقرض اغلبها ولم يبقي منها سوى خمس حضارات ، وقد قسم توينبي الحضارات الى :
v الحضارات المستقلة وعددها سبع وهي (المصرية ،السومرية الأكدية ، الإندية ،الإيجية، الإنديزية، الصينية، الميزوأمريكية).
v الحضارات المتفرعة وعددها ثمان وهي (السورية ، الهندية ،الهيلينية.. الخ ).
v الحضارات التابعة وعددها سبع عشرة وهي (الحيثية، الأوروراتية… الخ ).
v الحضارات المجهضة اوالمكسوفة وعددها ست ويسميها ماقبل الحضارات (الحورية ، النسطورية ، المونوفيزية…الخ).
v الحضارات الموقوفة (الناكصة) وعددها خمس حضارات (إسبارطة ، البدو ، العثمانية…الخ).
v الحضارات المتحجرة وعددها سبع حضارات (اليهودية ، المجوسية، اليعقوبية .. الخ).
2. تصنيف شبنجلر : كان الفيلسوف الألماني أوزوالد شبنجلر يعتقد أن الحضارات مثلها مثل الكائنات الحية تولد وتنضج وتزدهر ثم تموت. وفي كتابه تدهورالحضارة الغربية ذكر أن الحضارة الغربية ستموت، وسوف تحل محلها حضارة آسيوية جديدة ، فلسفته الحضارية التي تُدعى بالدوائر المُقفلة للحضارات Closed cycles of civilizations والتي صنف على اساسها الحضارات إلى ثمانية وهي :
v الحضارة المصرية
v حضارة بابل
v الحضارة الهندية
v الحضارة الصينية
v الحضارة الغربية القديمة ( الرومانية واليونانية )
v الحضارة العربية
v الحضارة المكسيكية
v الحضارة الغربية الحديثة ( الأوروبية والأمريكية )
والقاسم المشترك بين هذه الحضارات كلها هو أنها لا تنهض مرة ثانية ضمن الحلقات المُقفلة . بل تحتاج هذه الحضارات إلى حلقات جديدة يتم فتحها واستحداثها وبروح مختلفة كلياً عن تلك الأرواح الميتة . فالحضارة الغربية المُعاصرة ليست هي نفسها حضارة اليونان ولا الرومان بل اضطر الغربيون أن يخلقوا لهم روحاً جديدة وحديثة ذات تركيب ” حلَقي ” آخر . وهذه الحضارة الغربية , كما يرى اشبنجلر في زمانه , هي حضارة انحلّت بفعل قانون العود الأبدي الذي سيلفظ هذه الحضارة لصالح حضارة ثانية أكثر حيوية منها , وأكثر استحقاقاً لمقعد الريادة
3. تصنيف هنتنجتون : طرح هنتجتون نظريته المعروفة حول صراع الحضارات في تسعينيات القرن العشرين واصبحت دليل عمل يفسر العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وولادة العالم الجديد احادي القطبية ، كما ان هنتنجتون نبه الى الصراع القادم مع الشرق الاسلامي والذي لابد ان تخوضه الحضارة الغربية للدفاع عن منجزها الانساني . وقد صنف الحضارات الى :
v الحضارة الغربية ذات خلفية كاثوليكية – بروتستانتية
v الحضارة الأمريكية اللاتينية
v الحضارة اليابانية
v الحضارة الصينية
v الحضارة الهندية
v الحضارة الإسلامية
v الحضارة الأرثوذكسية
v الحضارة الأفريقية
v الحضارة البوذية
4.تصنيف الباحث : براديغيما الحضارات : وقد قسم الدكتور خزعل الماجدي الحضارات الانسانية تقسيما متداخلا زمنيا ومكانيا الى :
v حضارات ماقبل التاريخ وتضم ست مجموعات حضارية
v الحضارات القديمة وتضم عشرين حضارة قومية دينية .
v الحضارات الوسيطة وتضم ثلاث حضارات دينية .
v الحضارة الحديثة وهي (الحضارة الغربية) التي تتصف بالعلمية والمدنية والشمولية .
v الحضارة المعاصرة وهي (الحضارة العالمية ) وتتصف بكونها علمية مدنية قومية.
ثم انتقل الدكتور خزعل الماجدي الى تفسير نموذجه في تصنيف الحضارات حيث ذكر حضارات ماقبل التاريخ وقد امتدت لحقبة زمنية من بداية النشوء الحضاري للانسان الى 3200 ق.م وهي تضم الأركيوليت ،الباليوليت ،الميزوليت ، النيوليت ، الكالكوليت، البروتولتريت ، وبعدها حقبة الحضارات القديمة التي امتدت من 3200 ق.م الى 476 م وفيها من حضارات الشرق (الأدنى ، الأقصى) ومن حضارات الغرب (أوربا ، أميركا) لتليها حقبة الحضارات الوسيطة الممتدة من 476 م – 1453م ، ثم الحضارة الحديثة التي امتدت من 1453 م الى 1945 م وقد كانت حضارة علمية دنيوية (أوربا ، أميركا) لتعقبها بعد 1945 م ولحد الان الحضارة المعاصرة في الغرب والعالم وسماتها المدنية الغربية (العولمة) وكذلك في الشرق حيث نستوعب ثقافات الشعوب المعاصرة (نشاط الأنثروبولوجيا وعلم الثقافة).
تراجيديا سقوط الحضارات الشرقية
ثم انتقل الدكتور الماجدي الى شرح تراجيدبا سقوط الحضارات الشرقية قائلا لقد ظهرت الامبراطوريات الشرقية بدءاً من الأكدية وانتهاءً بالفارسية الساسانية، وقد شهدت المنطقة صراعا عنيفا بين الحضارات الشرقية مع بعضها أولاً ثم ابتدأ الاصطدام بين الحضارات الشرقية والغربية مثل الصراع الفارسي(الإ‘خميني) الإغريقي وظهور الامبراطورية المقدونية العالمية ، ثم الصراع الروماني القرطاجي ، والروماني الهلنستي وظهورالإمبراطورية الرومانية العالمية ثم بعد ذلك الصراع الروماني الفارسي(الفرثي- الساساني).وقد كانت النتيجة هزيمة الحضارات الشرقية وعدم قدرتها على انتاج حضارات شرقية جديدة نشطة فأنتجت أديانا شمولية (المسيحية، الإسلام )قامت بانتاج حضارات دينية غير قومية بل عالمية او شمولية كرد على هزيمة الغرب لها ، وغزت بهذه الأديان الغرب ونجحت لكن هذه الحضارات الدينية جعلت العقل يتراجع .
ثم انتقل الى شرح الاسباب التي ادت الى انهيار الحضارات الشرقية مبينا ان هناك :
v الاسباب الداخلية وهي :
- الإستبداد الشرقي .
- الحكم المطلق وانعدام حكم الشعب.
- تأليه الملوك .
- المواطن تابع للدين او الطائفة أو الحاكم وليس حراً.
- غياب مؤسسات الحكم والتعليم والقضاء.
v اما الاسباب الخارجية فهي :
- التصادم العنيف فيما بين الحضارات الشرقية.
- التصادم بين الحضارات الغربية والحضارات الشرقية.
- حاجة الإنسان للتقدم التقني والمادي والحياة السياسية الحرة الذي لاتوفره حضارات الشرق ولكنه كان ينمو بطيئا في الغرب القديم.
ومن ذلك يتضح ان قول بعض المؤرخين أنه إذا كان الإغريق قد إنهزموا في معركة سلاميس، فإن الغزو الفارسي لليونان الذي كان سيعقب ذلك كان سيؤثر بشكل فعال على نمو الحضارة الغربية كما نعرفها. ويستند هذا الرأي على أساس أن الكثير من قيم المجتمع الغربي الحديث، مثل العلم والفلسفة والحرية الشخصية والديمقراطية متجذرة في إرث اليونان القديمة. وهكذا، هذه المدرسة الفكرية تقول أنه نظراً لهيمنة الحضارة الغربية في الكثير من معطيات التاريخ الحديث، لذا فلو إن الفرس كانوا قد سيطروا على اليونان آنذاك لتغير بالكامل مسار التاريخ البشري. وهنا يجدر الذكر أن ازدهار الثقافة الأثينيية ذات التأثير الواسع والكبير في الحضارة الأنسانية حدث فقط بعد إنتصار الأغريق في الحروب الفارسية.
حقبة الحضارات الوسيطة (467-1453)م :
وقد بين الدكتور خزعل الماجدي كيفية الانتقال من الحضارة القديمة الى الحضارات الوسيطة بعدة نقاط هي :
1.ظهور الإمبراطوريات العالمية التي جمعت الشرق والغرب مثل الإمبراطورية المقدونية ثم الإمبراطورية الرومانية .
2. سقوط الحضارات الشرقية على يد الحضارات الغربية عسكريا وثقافياً والحاجة لديانة عالمية يصنعها المضطهدين .
3. العصر الهيلنستي الذي جمع حضارات الشرق والغرب
4. الغنوصية والديانات الغنوصية : التوحيد الباطني
5.التوحيد الظاهري من الديانات القومية الى الديانات العالمية
الحضارات الوسيطة هي حضارات دينية شمولية هضمت في داخلها الحضارات القومية القديمة
ثم يتحول العالم الى فترة الحضارات الوسيطة القائمة على اديان شمولية وقد اوجزها الكتور الماجدي هذه الحقية وكما يلي :
1.النشوء(476-1096)
*بدء الديانة المسيحية في 27 م وظهور التيارات المسيحية الأولى ثم الإمبراطورية البيزنطية ثم الرومانية المقدسة ، وظهور الكاثولوكية.
*ظهور الإسلام في 611م ثم الإمبراطورية الإسلامية .
*تحولت البوذية من ديانة هندية محلية الى ديانة شمولية من القرن الأول حتى القرن الخامس الميلادي وانتشرت نحو الشرق إلى البنغال ونحو الجنوب الشرقي إلى كمبوديا وفيتنام ونحو الشمال الغربي إلى كشمير وفي القرن الثالث اتخذت طريقها إلى الصين وأواسط آسيا ومن الصين إلى كوريا.من القرن السادس حتى القرن العاشر الميلادي وفيه انتشرت في اليابان ونيبال والتبت وتعد من أزهى مراحل انتشار البوذية.
2.الصراع (1096- 1258)
الحروب الصليبة والصراع بين المسيحية والإسلام ، وسقوط بغداد عاصمة الخلافة الاسلامية بيد المغول ،ودخول البوذية حلبة الصراع مع غزوات المغول للبلاد الإسلامية ولشرق أوربا.
3.الثمار (1258- 1350)
انتقال علوم المسلمين والإغريق الى أوربا عن طريق الحروب الصليبية والأندلس وصقلية ، والنهضة الفكرية في أوربا ، حيث كان عدد العلماء واحدا في كل من اوربا وبلاد الاسلام والصين .
4.النهاية ( 1350- 1453و1492)
انحسار نفوذ المغول كما ان الحضارة الإسلامية تصاب بالجمود والأصولية ويظهر العثمانيون دون إضافة حتى سقوط الخلافة في 1923 ، والحضارة المسيحية تتوقف عن النمو وتسقط القسطنطينية في 1453 والأندلس في 1492وتتخلص أوربا من هيمنة الدينين الإسلامي والمسيحي الأرثودوكسي، والبوذية تجمد من القرن الحادي عشر إلى القرن الخامس عشر وفيها تضعف البوذية وتختفى الكثير من آثارها لعودة النشاط الهندوسي وظهور الإسلام في الهند حيث اتجهت البوذية إلى لاوس ومنغوليا وبورما وسيام
كيفية الإنتقال من الحضارات ا لوسيطة إلى الحضارة الحديثة:
وقد بين المحاضر كيفية الانتقال من حقبة الحضارات الوسيطة الى حقبة الحضارة الحديثة قائلا ؛ 1.تخلصت أوربا من نفوذ ديانتين شموليتين هما : البيزنطية (أسقطها محمد الفاتح العثماني 1453 ، والإسلامية الأندلسية (سقطت في 1492).
2. انحطاط العصور الوسطى الأوربية وهيمنة الكنيسة والرؤيا المدرسية الإسكولائية .العودة الى التراث الكلاسيكي الاغريقي والروماني ،وظهور الاورغانون الجديد والمنهج الاستقرائي.
3. ظهور اللغات والقوميات اللاتينية في أوربا والحاجة لدول قومية فيها.
4. اكتشاف أميركا وظهور عالم جديد .
حقبة الحضارة الحديثة (1453-1945) :
وقد اوجزها الدكتور خزعل الماجدي كما يلي:
1.النشوء(1453- 1730) عصر النهضة ، الإصلاح الديني،.
أهمية دور العقل والتركيز على أنه الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة. وقد قاد اعتقاد المفكرين الأوروبيين في قدرة العقل إلى نشأة منهج البحث العلمي الحديث. وقد قام العلماء بتطبيق عملية التفكير والاستنتاج في دراستهم للعامل المادي،
2.الصراع (1730- 1800) عصر الأنوار(1730-1770)حيث أهمية دور العقل على أنه الوسيلة الوحيدة للوصول إلى الحقيقة. قاد اعتقاد المفكرين الأوروبيين في قدرة العقل إلى نشأة منهج البحث العلمي الحديث. وقد قام العلماء بتطبيق عملية التفكير والاستنتاج في دراستهم للعامل المادي،حتى ظهرت الثورة الفرنسية وانتصرت(1789-1799).
3.الاسترخاء والثمار(1800-1850) الثورة الصناعية ،عصر الأديولوجيا، ظهور الكلاسيكية والرومانسية .
4.النهاية (1850-1945) ظهور الحداثة ، وحركات الإستعمار والحربين العالميتين الأولى والثانية ،وهي حروب القوميات الاوربية .
كيفية الإنتقال من الحضارة الحديثة الى الحضارة المعاصرة :
1.نهاية الحرب العالمية الثانية وبداية الحرب الباردة
2.البيروستروكيا لغورباشوف وتفكك الإتحاد السوفيتي والبلدان الإشتراكية ونهية الحرب الباردة
3.نهاية الحداثة وظهور مابعد الحداثة المضاد للمركزية الغربية
4.تداعي الأنظمة الدكتاتورية في العالم الثالث
5.ظهور الإرهاب والحرب على الإرهاب
الحضارة المعاصرة (1945-مستمرة) :
بعد منتصف القرن العشرين بدأت الحضارة الغربية تتحول من حضارة غربية (أوربية- أميركية) الى حضارة عالمية ، انتهت الحداثة وجاءت بعدها مابعد الحداثة (عصر المابعديات) ، وانهار العالم الإشتراكي وبدأت العولمة والإقتصاد عابر القارات ، وبدأت البشرية كلها تكمل صناعة الحضارة العالمية الجديدة . ومن مظاهر هذه الحقبة او اتاجاتها مذاهب فكرية وفلسفية مثل البنيوية ومابعد البنيوية وابز رموزها كلود ليفي شتراوس ، ميشيل فوكو ، جاك لاكان وكذلك التفكيكية وابرز رمزها جاك دريدا ، كما ان عراب هذه الحقبة كان صموئيل هنتنجتون عبر طروحاته هو و مشيما فوكوياما .
وقد اوجز الدكتور خزعل هذه الحقبة كما يلي :
1.النشوء (1945-1991) الحرب الباردة ، مابعد الحداثة
2.الصراع(1991- ؟ ) العولمة ، الحرب على الإرهاب وصراع الحضارة مع التخلف والإرهاب في العالم ،ونشوء حروب كثيرة داخل العالم الإسلامي وضده ، وظهورالعديد من الأزمات اقتصادية في العالم
3.الثمار :عالم حر جديد ، مع تفوق غربي وصعود شعوب جديدة ، الشرق يتقدم قليلا في الحضارة المادية وخصوصا شعوب الشرق الأقصى (اليابان ، الصين ، الهند) وشعوب أوربا الشرقية وشعوب اميركا اللاتينية .
4.النهاية : ربما ستكون نهاية هذه الحقبة نتيجة لحروب جديدة ، وهذا ما سيؤدي الى نهاية الحضارة العالمية الواحدة باتجاه حضارات قومية مادية وعلمية .وبهذا يكون الشرق قد تعلم درس التاريخ الحديث والمعاصر الذي يقضي ببناء حضارات علمية مادية مرتبطة باقتصاد عالمي مرن وبنسق حضاري عالمي واحد .
لماذا انتصر الغرب أخيرا؟
وهنا وصل الدكتور خزعل الماجدي الى الاجابة على سؤال المحاضرة ؛ ملخصا الاجابة في عدد من النقاط هي :
1.لقد تخلص الغرب من التوجهات الدينية بعد الحروب الدينية الكاثوليكية البروتستانتية التي حدثت في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلادي بعد ظهور حركة الإصلاح البروتستانتي التي استمرت بصورة متعاقبة لمدة مئة وواحد وثلاثين سنة بين عامي (1517 – 1648 م)، وجرت في سويسرا، فرنسا، ألمانيا، النمسا، بوهيميا، هولندا، إنكلترا، سكوتلندا، إيرلندا، والدنمارك.
2.تخلص من التوجهات القومية بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية (1914-1945) .
3.حققت انتصارات الاستعمار الغربي شعورا بالتفوق لدى الحكومات والشركات الغربية من جهة ،وجعلتهم ينشطون على المستوى العلمي الشعبي بنقد عقدة التفوق والمطالبة بأخلاق حضارية.
4. بناء الحضارة العلمية التي تؤكد على العلم والعمل والتعليم والديمقراطية الليبرالية واحترام القانون وحقوق الانسان.
5.بناء أنظمة متكاملة وواضحة في كل مظاهر الحضارة الثمانية.
6.الغربيون يعدلون اخطاء حضارتهم بالنقد المتواصل .
7.العلم يستجيب لسد الحاجات في كل مجال.
وعند نهاية المحاضرة التي استغرقت وقتا اطول من معدل المحاضرات العادية تلقى المحاضر سيلا من الاسئلة حول كل تفصيلة من تفاصيل المحاضرة مما حدى به للاجابة واغناء العديد من النقاط التي تم شرحها في متن المحاضرة .