ضيفت مؤسسة الحوار الانساني بلندن الاب اندراوس كوركيس توما يوم الاربعاء 22 كانون الاول/ديسمبر 2021 على منصة زووم في امسية ثقافية تحدث فيها عن الاقتراحات الروحيّة التي تساعدنا على عيش روحانية شهر الميلاد المجيد.
الاب اندراوس كوركيس توما من مواليد بغداد 1970، درس الفلسفة في كلية بابل الحبرية في الدورة – بغداد من عام 1993 – 1996، وبعدها انهى دراسة علم اللاهوت في جامعة الروح القدس – بيروت/ لبنان من عام 1996 – 1999، عين معاونا لرئيس دير السيدة في القوش في الموصل بعد عودته من لبنان، تم ترسيمه كاهنا في كنيسة مار يوسف البتول في الكرادة – بغداد حزيران عام 2000. رشح للخدمة في الولايات المتحدة الامريكية في كاليفورنيا حيث خدم في كنيسة مار كوركيس ما بين عام 2001 – 2008، وبعدها انتقل لخدمة الجالية الكلدانية المتواجدة في لاس فيغاس نيفادا 2008 – 2010، وبعدها عمل في كنيسة مريم العذراء شمال كاليفورنيا 2010 – 2013. انتقل للخدمة في ولاية مشيغان حتى منتصف 2015، وعاد بعدها الى ارض الوطن للخدمة في دير السيدة حيث عين رئيسا لدير الربان هرمزد عام 2018 وعمل مستشار ثالثا في الرئاسة العامة للرهبانية وكذلك امين السرّ العام. في عام 2019 عين للخدمة في كنيسة مار بولس الرسول في منطة جراند بلانك في ولاية مشيغان، ثم تمّ تعينه في ارسالية مار يوسف البتول في المملكة المتحدة منذ اكتوبر 2019 .
1 – ما معنى عيد الميلاد ؟
الله رحيم و يهتم بالإنسان، الله محبة وعطاء جاء لهذه الدنيا بهذا الأسلوب من أجلنا، إن غنى الله يظهر بفقر المسيح ونحصل نحن أيضا على غنى الله وغنى الحياة كلها. المشكلة أننا سطحيين نهتم بأشياء مادية ولا نرى بعضنا بعمق، لقد جاء المسيح ليؤسس ملكوت الله على الأرض .
الإنجيل (كلمة الله المكتوبة): يشبه ملكوت الله بالفلاح الذي يفلح الأرض ويأخذ أجرا يكاد أن يكفيه إذا كان يعمل عند مالك الأرض. أو إذا كان هو نفسه صاحب الأرض فيربح ما يكفيه لحياة بسيطة ولكن ملكوت الله هو هذا الفلاح ولكن عندما يكتشف فجأة كنز بهذه الأرض كأنه فجأة صار غني، عمل لسنوات وفي لحظة واحدة وجد الكنز واكتشف حياته، نحن لا نعرف متى نحصل على النعمة الإلهية. تماما كذلك الشخص الذي يمتلك كتاب رائع يحتوي على حكمة إلهية روحية تعلم الإنسان كيف يمشي في هذه الحياة، إنه كتاب متميز إذا كنت تعرف القراءة، ولكن إذا لم تكن تعرف القراءة لن تستطيع معرفة الحكمة .
التحضير لعيد الميلاد هو طلب حتى نقرأ هذا الكتاب ونفهم روح هذا الكتاب، وحتى نستقبل نعمة الله. إذا كان الإنسان أعمى عندما تفتح عينيه كيف ستتغير حياته؟ كأنه فعلا قد ولد من جديد. عندما يكون الإنسان لوحده في هذه الدنيا وفجأة يجد شخصا يحبه ويدعمه كم ستتغير حياته؟ نحن نعيش ايام التهيئة لعيد الميلاد، وعلينا أن نفتح قلوبنا .
2– ماذا تنتظر أنت من عيد الميلاد ؟
مار بولس الرسول يقول: الإنسان جسد ونفس وروح، إنسان كامل متكامل، يعيش حياته على مستوى الجسد والنفس والروح، لكننا نرى في هذه الأيام أن الحياة الروحية مشغولة، لأن الإنسان مشغول بالحياة المادية ومغرياتها، فلا يوجد عنده وقت فراغ. بعض الطيبين يحبون الله، ولكن انشغالات الحياة مثل العمل وتدريس الأولاد وشغل البيت يليههم عن حياتهم الروحية، لذلك نسمع من الفرد: أريد أن أصلي ولكن لا أستطيع لأنني تعبت كثيرا.
نفس الأمر يحصل بالنسبة لعيد الميلاد، نحن نعمل على تهيئة كل الامور بشكل جيد لعيد الميلاد، نحضر الزينة ونقوم بطبخ الاطعمة ونهيء كل المستلزمات المادية، لكن يبدو اننا نركز على الجانب المادي من عيد الميلاد المجيد فقط، وإذا ركزنا هنا وكل الطاقات ذهبت بهذا الاتجاه فلن نستطيع أن نلمس الولادة الجديدة هناك نعمة الميلاد نريد الحصول عليها أن نلمس فرح عيد الميلاد وهو أمر غير منظور.
إذا نظرنا إلى القديسة مريم نظرة مادية نجد أنها صبية صغيرة عادية مخطوبة لنجار تعيش في قرية صغيرة تدعى الناصرة، ماديا هذا أمر صغير جدا بالنسبة للإمبراطورية الرومانية العظيمة في ذلك الوقت. لكن لماذا نحن نحبها ونقدسها ونحتفل بها ؟ لأنها هي كبيرة فعلا ليس من الناحية المادية الخارجية بل بإيماننا بالجانب الروحي لهذه السيرة العطرة .
الخلاص .. انجيل متى 2: 13-23 “قمْ فخذْ الصبي وأمه…“
في هذا النصّ حيث يظهر أنّ حضورَ المسيح صار مهدداً. فمن اللحظات الأولى للميلاد يلاقي مجيء السيد المسيح مقاومة. منذ ميلاد يسوع وبدء تحقيق المخطط الإلهيّ المحب للبشر تظهر محاولاتٌ بشريّة لإبطاله. أعلم اﻟﻤﺠوس العائلة المقدسة بما قاله الله لهم فىالحلم، ففهموا أن هيرودس يبحث عن يسوع ليؤذيه، ولكنهم لم يضطربوا، وانتظروا إرشاد الله. ثم تظهر عناية الله ﺑﻬم واستهزائهﺑﻬيرودس الشرير،حيث ظهر ملاك الله فى حلم ليوسف للمرة الثانية، وطلب منه أن يأخذ الطفل يسوع وأمه مريم ويهرب ﺑﻬما إلىمصر، ليبقوا هناك حتى يرشده الرب بالعودة، ومصر هى أقرب مكان لفلسطين وليست تحت سلطان هيرودس. ﺑﻬذا، يعلن لنا الله أموراأساسية فى سلوكنا الروحى، وهى:
أ – ضرورة احتمال الآلام ليتزكى الإنسان، فكم كان صعبا على العجوز يوسف والشابة الصغيرة مريم والطفل يسوع أن يتحملوا مشاقالسفر والإقامة فى بلد غريب.
ب – تأكيد تجسد المسيح، واحتماله كل معاناة البشر منذ طفولته، غير مستخدم لقوة لاهوته ليريح نفسه.
ح – عدم مقاومة الشر، بل الهروب منه.
د – مباركة مصر لتكون مركزا للعمل الروحى على مدى الأجيال بعلمائها ورهباﻧﻬا وقديسيها، وقد أطاع يوسف النجار كلام الملاك،غير معتذر بسبب شيخوخته، أو صغر الطفل، أوعدم معرفته بمصر، وقام ليلا للسفر إليها. “ليلا”: غالبا فى نفس الليلة التى رأى فيهاالحلم، ليسرع فى الهرب قبل إتمام خطة هيرودس، ولأنه كان غريبا لم يكن معه حاجيات كثيرة تحتاج لإعدادها عند السفر، كذلك لميلتفت إليه أحد فهو ليس من أهل المكان. فتحركت العائلة المقدسة إلى مصر، ومرت بأماكن كثيرة وباركتها، ومكثت هناك حوالىسنتين حتى مات هيرودس، وبذلك تمت نبوة هوشع النبى فى عودة المسيا إلى أرض إسرائيل: وكانت هذه النبوة عن خروج بنىإسرائيل من مصر، وكذا: “من مصر دعوت ابنى1/11. عن رجوع المسيح من مصر إلى بلاد اليهود.
صلب يسوع
انتهى يسوع على الصليب لكنّه بدأ من الميلاد. حُكم عليه من مهده أن يهرب مع أمه ويوسف إلى مصر. لا تسلك الحقيقة في عالمنا طرقها بسهولة. سيغلب النورُ الظلمةَ لكن الثمن ليس مجانياً، فعالمنا المليء بالشرور البشريّة ليس العالمَ الموافق للحقائق، وهذا ما يدفعنا إلى الإيمان أنّ الحقّ يتحقق بالتضحيات.
من يهدّد ميلاد المسيح؟ من يستقبله؟ من لعب دوراً في حضوره؟ ألم تكن المحبة الإلهية واحدة تجاه جميع هؤلاء؟ لماذا اختلفت أدوارهم؟. ما موقفنا نحن دوماً من حضور الله؟ وهل لنا دورٌ بذلك؟
تظهر هنا ثلاثة مواقف مختلفة من البشر تجاه ميلاد يسوع، فهناك العذراء، وهناك يوسف الخطيب، وأيضاً هيرودس. وهم يمثّلون كلّ الاحتمالات البشريّة تجاه المخطّط الإلهيّ.
يوسف الخطيب، إنسان بارّ متقدّم بالسن، ظهر له الملاك وأخبره عن مريم قائلاً له، لا تخف أن تأخذها فالمولود منها هو من الروح القدس. ثم يعود ويظهر له قائلاً: “قمْ خذْ الصبي واهربْ به مع أمه إلى مصر”. يلاحظ القديس يوحنا الذهبي الفم أن الملاك لم يقل عن القدّيسة مريم “امرأتك”، بل قال “أمه”، فإنه إذ تحقّق الميلاد وزال كل مجال للشك صارت القدّيسة منسوبة للسيّد المسيح لا ليوسف. لقد أراد الملاك تأكيد أن السيّد المسيح هو المركز الذي نُنسب إليه. كما يرى القديس أغسطينوس أن النفس التي ترتبط بالسيّد المسيح خلال الإيمان الحيّ العامل بالمحبّة تحمله فينا روحيًا، وكأنها قد صارت له كالقدّيسة مريم التي حملته روحيًا كما حملته بالجسد!
تمثّل هذه الشخصيّةُ الصامتة لنا نموذجَ الطاعة للكلمة الإلهيّة. إنّها المجموعة من الناس التي تكون دائماً في خدمة الإرادة الإلهيّة عندما يُطلب منها. هؤلاء الناس الذين يصغون إلى الكلمة ويعملونها بمحبّة وطاعة، الذين يعرِّفون البرَّ بالطاعة. وهم مستعدون أن يضعوا حياتهم كلّها حين تُطلب منهم. والكلمة الإلهيّة والحقيقة تجدان دائماً في هؤلاء الحماية والأرض الصالحة.
هناك مجموعة أخرى من الناس، يعرِّفون البرَّ ليس في تقبّله وحمايته وطاعته فقط، وإنّما في خلقه والبشارة به، كالعذراء مريم التي أعطت كلّ الحياة من أجل الكلمة. هناك درجة من الإيمان لا تكتفي بالطاعة وإنّما تطلب قبل أن يُطلب منها وتسعى قبل أن يُسعى إليها. هذه النوعية من الإيمان لا تحافظ على الحقّ وإنّما تلدُه. يطيب لكثيرين أن يبشروا وليس فقط أن يَقْبلوا. لا يدافعون عن الحقّ حين يُضطهد وإنّما يتكرسون للحق حتّى يوجد. ليسوا إناءً يحفظ ولكنّهم إناء مصطفى يحملون طيب المسيح إلى جميع الأمم. هؤلاء يساهمون أكثر في نشر الكلمة.
يمثّل هيرودس التياراتِ العدائيةَ التي لا تتقبل مصالحها النورَ وتحبّ الظلمة، ولا يوافقها الحقّ لأنّ أعمالها توبَّخ منه. هؤلاء يسعون كلّ بطريقته إلى قتل صورة الحبّ والتضحية فيهم وفي العالم لتتبرر أعمال الظلمة. أشكال هيرودس عديدة ولا يخلو زمن منها. يوحنا الحبيب يقول “إن سرّ الضلال حاضر”.
ما مصير المخطط الإلهيّ أمام كلّ هذه المواقف الحرّة والمتنوعة من البشر؟ إن أنقذ يوسف إرادة الله في زمن هيرودس فهل غيابه في زمنٍ آخر يعني ضياع الحقّ؟
تخبرنا الرؤيا عن امرأةٍ ما أنْ ولدت ابنَها البكر حتّى جاء التنين ليقتله، لكن الأرض ساعدتها وهربت المرأة إلى البرية وأعالت ابنها. كما يخبرنا السفر أن هذا الابن هو الخروف الذبيح والمنتصر. يفسّر كتاب الرؤيا لنا أمرَين. الأوّل هو نهاية التاريخ، كما عبّر عنه يسوع “ثقوا إني غلبت العالم”. والثاني أن الموقف الحرّ لكلّ إنسان تجاه حضرة الربّ يسوع الحقّ في العالم يفصل الجداءَ عن الخراف. إنَّ مسيرةَ الحضرة الإلهيّة في التاريخ صارت خطاً فاصلاً بين حزب اليمين وحزب اليسار.
في الزمن الذي وُجدت فيه العذراء كان هيرودس. يتدخل الله دون أن يقسر حريّة أي إنسان، لا بالضغط على عذراء ولا بقهر أي هيرودس، بحيث يجعل تحقيق المخطط الإلهيّ يستمر. لكن تحقيق هذا المخطط وحضور الله صارا دينونة لذاك وتبريراً وقداسة ليوسف والعذراء. يسير التاريخ دون إلغاء حريّة أي إنسان، إلى نصر الحمل والطفل المولود اليوم، لكن هذا لا يتحقّق بقسر البشر بل يصير سبباً لفرزهم.
إن حكمةَ الله وحبَّه للإنسان لا تُقهران من الخيارات البشريّة الخاطئة، ولكنّه بالوقت ذاته هما حكمة وحبّ لا يَقهران أيّة رغبة إنسانيّة. الله كلي القدرة، ومخططه المحب للبشر يسير إلى نهايته الصالحة، لكن بشكل إسختولوجي وليس بالقسر.
نتأرجح كلّنا بين هذه الدرجات الثلاث من الإيمان. فإما أن نكون من خدام الكلمة بالبشارة، أو من قابليها وحافظيها بالطاعة أو أحياناً من رافضيها. تسلك الحكمة الإلهيّة بالحب بين كلّ هذه الخيارات إلى تحقيق ما في الحبّ الإلهيّ من مخطط. لقد وُلد يسوع ولكن مات هيرودس. لقد بدأ صليب يسوع من ولادته ولكن القيامة حاصلة.
هذه الحقيقة اليوم تدفعنا برجاء قويّ ألاّ نكون في الحياد أمام دخول السيّد إلى العالم. الميلاد حدث يستحق جواباً ويلغي كلّ برودة أو فتور. فالآتي مُضطهَدٌ ولكلّ منا دور في حمايته أو البشارة به وإلا صار سبباً لقوة قاتليه. ” قمْ خذْ الصبيّ…”، هذه العبارة تخرجنا من الكسل إلى العمل، لنختار الدور الذي نحبّه لأنفسنا مقابل حضور الله في حياة الناس.
اقتراحات روحيّة، تساعدنا على عيش روحانية شهر الميلاد المجيد
- تجديد العبادة والحرية
كانون الأول، شهر مميز، نحبث فيه، عن معنى عيشنا للحريّة الحقيقيّة، التي لا تتحقق إلا بحسب إرادة الله، لا بحسب مقايس بشرية واهية. حرية نسعى من خلالها في إعتاق نفوسنا من القيود التي تستعبدنا، إنها أصنامنا الخاصة، ربما نعبدها دون علم منّا، فعلينا إذا أن نطرحها خارجاً، لأنها وهم وضلال (مثل التكنلوجيا اليوم)، الله وحده يبقى ويُعبد.
- التزيين والقلب
إن تزيين الأبواب ومداخل البيوت والمؤسسات والرعايا، يحمل إلينا علامة روحيّة بامتياز…. يسائلنا كانون الأول: “هل نعمل جادين على تزيين نفوسنا بالفضائل الإلهية، كفضيلة الطهارة القلبية والعقلية والجسدية.
- تجديد الأخوة والبنوّة
شهر كانون الأول، هو شهر ربيع الطبيعة البشرية، فالله الذي طعّم (التطعيم) ثمرته في إنسانيتنا، جدّد فينا طبعنا العتيق، فصرنا إخوة وأبناء للآب (عب2: 17). لذا يضعنا شهر الميلاد، في تجديد فهمنا للبنوّة الحقيقيّة (يو 1: 12)، بالتحرر من آفة التمييز العنصري والجغرافي والعرقي، لأن القضية الأساسية لأبناء الآب الواحد- إخوة للمسيح – أعضاء الجسد الواحد، هوإستبدال ثقافة الإحتقار والإبعاد (كو3: 11) بثقافة الشركة في المحبة.
- إقتناء قمط الميلاد
إن المسيح الذي لفّ بالأقمطة ووضع في مذود حقير، هو لنا المثال والقدوة في عيش التواضع والقناعة، لهذا يحثنا شهر الأفراح، بأن نعرّي عقولنا من الكبرياء، ونلفّ منطقنا بقماط المحبة والوداعة والبساطة والزهد واللقاء والإستسلام، واضعين قلوبنا- كياننا، في مذود المشاركة والتضامن والتعاطف مع الآخرين ولاسيّما مع الفقراء والمهمشين، لذا فلنقم باعمل تعبّر عن هذه الفضائل.
- عيش الإنتظار
يدخلنا فرح شهر كانون الأول، الى معنى الإنتظارالمبدع، ولكي يتحقق فينا، فلنطرد منّا: روح الملل والكسل والخمول، متحلين، بروح الصبر وطول الأناة والإنضباط والحضور، لملك الملوك وسيّد الأسياد، لأن الفرح الحقيقي لا يتآلف مع القلب الفاتر والعقل الحائر.
6- كنوز الميلاد
إذا كانت الأسواق التجارية، تفتح أبوابها أمام المستهلكين لشراء حاجيات العيد، فالله في شهر كانون الأول، يفتح لنا كنوزه الميلادية لنشتري منها لا بالمال أو الفضة، بل بمجانية لاحدود لها ” لكي يحث العيد الكسلان على أن يقوم ويغتني” (القديس افرام السرياني). فالمجتهد هو من يستحق نيل تلك الكنوز، إنها هدايا السماء إلينا. فــ ”عار عظيم إذ يرى إنسان رفيقه يخرج كنوزا ويحملها، وهو بين الكنوز يجلس نائماً، ثم يخرج فارغاً” (القديس أفرام السرياني).
7- شهر الجهوزية والحضور
فلنتجتهد في إقتناء الحضور النوعي للسيد المسيح، إن في حياتنا الروحية أو العائلية والكنسيّة أو حتى الإجتماعية، فعلينا أن نذكّر بعضنا البعض، بأن الله حاضر بقوة محبته، في الكنيسة والأسرار، وفي العائلة التي تحيا ثقافة المغفرة والمحبة والمسامحة.
8- شهر السكنى
فكما كانت عائلة الناصرة تبحث عن بيت لتلد يسوع، هكذا شهر كانون، الروح القدس يجول “ على كل باب ليرى أين يحلّ” (القديس أفرام السرياني)، وهل بإمكانه، أن يحل في بيت تنخره الإنقسامات؟ الروح يبحث عن قلوب كريمة سخية، تحب الله وتعبده وبالتالي تحب الآخر، فلنكن نحن، تلك القلوب.