استضافت مؤسسة الحوار الانساني بلندن يوم الاربعاء 14/10/2015 الاستاذة جينا العمو والاستاذ محمد السركال ،في امسية ثقافية تحدثا فيها عن دور ونشاطات مؤسسة (منظمة نشطاء متحدون من أجل السلام والإنسانية ) وهي منظمة غير حكومية تقدم خدمات في مجال مساعدة اللاجئين ،مع عرض عدد من الشهادات للاجئين فروا الى اوروبا تحكي معاناتهم وهمومهم. والاستاذة جينا العمو اعلامية وناشطة في مجال حقوق الانسان وحقوق الاقليات ومن مؤسسي منظمة نشطاء متحدون من اجل السلام ،والاستاذ محمد سركال منسق المنظمات الإنسانية العراقية لدى مجلس حقوق الإنسان.
وقد تحدثت الاستاذة جينا العمو اولا قائلة ان موجة الهجرة التي تدفقت مؤخرا الى اوربا وهي رسالة صريحة للقادة الاوربيين وللمجتمع الدولي وللولايات المتحدة بانهم فشلوا في تحقيق الاستقرار في المنطقة على الرغم من قيام حلف الناتو بالقتال في هذه المنطقة وعلى مدى عقد من الزمن من اجل تحقيق الاستقرار لكن فشل هذه الدول في معرفة المشاكل الجذرية التي يعانيها سكان هذه البلدان ادى الى تفاقم الصراعات كما ادى الى اضعاف دور الدولة في هذه البلدان الى تنامي سيطرة التجمعات الدينية والعرقية والاثنية ما ادى الى تسليم الامور الى مجموعات متقاتلة فيما بينها ما ادى الى تفاقم اكبر للازمة والى هجرة الملايين متجهين الى اوربا بحثا عن الامن والاستقرار .
واضافت الاستاذة العمو موضحة ماهية منظمة نشطاء متحدون من اجل السلام والانسانية ،وللاجابة على سؤال من نحن؟ولماذا نهتم بمسألة الهجرة الى اوربا ؟ ذكرت ؛نحن مجموعة من الشباب العربي الذي لا يرتبط بأجندة ولا بحزب او طائفة او حتى بسياسة بلد بعينه نحن مستقلون عن كل المسميات التي تخطر في بالكم ولا يدفعنا الا شعورنا الانساني تجاه الناس وحاجتهم للمساعدة والعون.
وللاجابة على سؤال لماذا بادرنا بمساعدة اللاجئين في اوربا ؟فقد تحدث الاستاذ محمد سركال مجيبا ؛بادرنا لمساعدتهم بعد ان وجدنا ان هناك فجوة كبيرة بين ما يقدمه الاوربيون لمساعدة اللاجئين وبين ما تقدمه المنظمات العربية التي قد تساهم في هذه الحملة .
واشار الاستاذ السركال الى مجموعة من اسباب عدم فاعلية تقديم المساعدة للاجئين قائلا:
ان هنالك مجموعة نقاط يمكن ايجازها فيما يلي :
* • ضعف التنسيق بين المنظمات العربية العاملة.
* • هذه المنظمات وغيرها يعتبرون ان المساعدات الانسانية فقط تنحصر في اللاجئين والنازحين من منطقة الشرق الاوسط.
* • لم تدرك المنظمات ان هذه الازمة لا ترتبط بامكانات الدول الاوربية فقط وانما بحاجة هؤلاء المهاجرين للدعم الانساني والمعنوي للوصول الى بر الامان.
* • الاعداد الهائلة لهؤلاء المهاجرين دفع الى تفاقم ازمتهم وخاصة مع اقتراب فصل الشتاء ونقص المساكن التي توفرها الحكومات الاوربية لهؤلاء المهاجرين وانشائها مخيمات مؤقتة تفتقد لمتطلبات الحياة الادمية خصوصا مع انخفاض درجات الحرارة يوميا.
ثم عرض الضيفان فيلما وثائقيا قاما بالعمل عليه وتصويره وهو مجموعة لقاءات مع عدد من المهاجرين في مخيم (كاليه ) الرهيب على الحدود الفرنسية ،وهو يضم الاف الهاربين من جحيم الحروب والازمات التي تعصف بدول الجنوب ،عربية وافريقية واسيوية ،وروى المهاجرون في الفيلم قصص معاناتهم الرهيبة مع المهربين ومع الحكومات التي مروا بدولها وانتظارهم لفرصة الدخول الى بريطانيا ليجتمعوا بعوائلهم التي سبقتهم ،وبين الفيلم الحالة المزرية للسكن والحمامات والاكل وفقدان النظافة ومخاطر انتشار الجريمة والاغتصاب وخطرها على النساء والاطفال بشكل خاص .
ثم اشارت الاستاذة جينا العمو الى بعض الاحصاءات ذاكرة ؛وصل عدد اللاجئين فقط الى المانيا ما يقارب 577 الف لاجيء في اقل من ثلاثة اشهر ما ادى الى صعوبة البت بطلباتهم وتأخر البعض منها .
كما اشارت الى ان استطلاع حديث للرأي اظهر ان التدفق المستمر للاجئين الى المانيا اثبط استعداد استقبالهم لدى الالمان بشكل ملحوظ ،كما تبين من خلال الاستطلاع الذي اجراه معهد (يوجوف) لقياس مؤشرات الرأي ان 56% من الالمان يرون ان اعداد طالبي اللجوء مرتفعة للغاية،وكان يتبنى هذه الرؤية 46% من الالمان في استطلاع مماثل اجري منتصف سبتمبر 2015،في المقابل تراجعت نسبة الالمان الذين يرون ان المانيا قادرة على استقبال المزيد من طالبي اللجوء من 28% الى 19%.
كما اظهر الاستطلاع تراجعا في نسبة الالمان الذين يتبنون وجهة نظر المستشارة الالمانية ميركل التي صرحت عدة مرات من قبل على خلفية الاعداد الكبيرة للاجئين وتكاليف استقبالهم في المانيا حيث قالت (يمكننا فعل ذلك) من 43% الى 32%. وفي المقابل ارتفعت نسبة المعارضين لهذه الرؤية بمقدار الضعف من 15% الى 30%.
كما اشارت الاستاذة جينا العمو الى ان رئيس المجلس الاوربي دونالد تاسك قد حذر تركيا واشار الى انها لن تحصل على تنازلات من الاتحاد الاوربي مثل التسهيلات في تأشيرات السفر لمواطنيها الى دول الاتحاد الاوربي الا اذا نجحت في تقليل تدفق اللاجئين الذين يعبرون حدودها باتجاه دول اوربا ،وقال تاسك ؛يجب ان نكون مستعدين للربيع ولخطر موجات اكبر تتدفق الى اوربا في اشارة الى تحذيرات من زعماء اقليميين بان الملايين من المهاجرين قد يبدأون بالتوجه الى اوربا .
كما اشار الاستاذ محمد السركال الى ان اثينا رفضت تسيير دوريات مشتركة في بحر ايجة مع تركيا المجاورة لها والتي لديها خلافات تاريخية معها على خلفية نزاعات معلقة كالنزاع القبرصي ،وكان هذا الاجراء المقترح من الاتحاد الاوربي بغرض مكافحة تهريب المهاجرين ،وجاء في بيان لوزارة الخارجية اليونانية (ان اليونان التي تحمي الحدود الاوربية في ايجة والمتوسط لم تفكر مطلقا بان تطلب من بحريتها الحربية او عموما من قواتها المسلحة مواجهة لاجئي الحرب).
واضاف السركال ان هذا البيان يرد على تصريحات المتحدث باسم المستشارية الالمانية (ستيفن سايبرت حول ضرورة تنسيق التصدي لمسألة الهجرة والوضع في بحر ايجة.وكان سايبرت قد صرح سابقا قائلا ؛لدينا في هذا الوقت بخاصة في بحر ايجة بين اليونان وتركيا وضع منفلت حيث بأمكان المهربين التصرف على هواهم ،مؤكدا ،ان هذا الوضع يعرض الكثير من الناس لخطر الموت بزوارق غير مؤهلة لمثل هذه الرحلات الخطرة.
وتشير الاحصاءات الى انه قد وصل الى اليونان اكثر من 400 الف لاجئ خاصة من السوريين والافغان منذ بداية يناير 2015 فيما تعرض للموت غرقا المئات وربما الالاف حيث لم تتوفر احصاءات دقيقة حتى الان عن هذه الكارثة الانسانية.كما وصل حوالي 710 الاف مهاجر في الاجمال الى دول الاتحاد الاوربي عبر اليونان وايطاليا خلال الفترة نفسها بحسب الوكالة الاوربية لمراقبة الحدود (فرونتكس).
وقد اثارت مسألة المهاجرين انقسامات داخل الاتحاد الاوربي الذي يسعى الى تسوية مسألة توزيعهم بين دوله الاعضاء او الحد من تدفقهم ،وفي هذا الخصوص اشارت المستشارة الالمانية ميركل انها ستسافر الى بروكسل لحضور قمة الاتحاد الاوربي وستبلغ زعماء القارة باهمية العمل المشترك في التعامل مع ازمة المهاجرين،كما بين الاستاذ محمد السركال انه وفي مناسبة لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي ،حزب المستشارة ميركل ، في مدينة شتاد بشمال المانيا حضرته المستشارة وصرحت ان بلادها لايمكنها التعامل مع المشكلة بمفردها ،واضافت ،عندما اسافر الاسبوع القادم الى بروكسل لحضور قمة الاتحاد الاوربي سابلغ زملائي اننا نواجه مشكلة اوربية واننا دائما نحاول حل مشكلاتنا الاوربية بالتوافق والحلول المشتركة فيما بيننا وتابعت قائلة ؛نحتاج لتضامن اوربي لاننا نملك قواعد عمل اوربية مشددة على ضرورة التعامل مع اصل المشكلة وليس مع تداعياتها الجانبية.
ثم اشارت الاستاذة جينا العمو الى ان الباب مفتوح للتبرع بالجهود او المواد العينية او النشر او الاعلان او اي صيغة يمكن ان يجدها الحاضرون فعالة لدعم منظمتهم التي تحتاج تكاتف جهود الكل لتقديم المساعدة الى مجموعات بشرية تتعرض لاخطر واقسى الظروف يوميا ،وفتحت باب التسجيل لمن يرغب في ذلك ،وكان رد فعل الحاضرين التعاطف الواضح عبر الاستفسار عما يمكن ان يقدموه او تنسيق الجهود التي تولتها الاستاذة جينا العمو في نهاية المحاضرة.