-1-
الاغراق في التشاؤم وابراز الصور القاتمة التي تُثير الشجون ، وتَغْتَال براعم الأمل ، وتسدُ أبواب الرجاء، وتزرعُ اليأس والاحباط ، نزعةٌ رهيبةُ الآثارِ والنتائج على كُلِّ الصُعُد والمستويات سياسيا واقتصاديا واجتماعيا واخلاقيا وحضاريا …
-2-
لا ينبغي أنْ نُصغي الى تلك الاصوات المبحوحة مِنْ فَرْطِ الحشرجات القاسية ، بعيداً عن كل ما يُنعش الآمال بغدٍ واعدٍ ومستقبلٍ كريم
فلولا الأمل لما أرضعتْ أمٌّ وليدها ،
ولولا الأمل لما زرع الزارِعُون ما تحتاج اليه الناس من ثمار …،
ولغدا الأفق مُظْلِمَاً للغاية، وكئيبا شديدَ الكآبة تكاد تختنق فيه النفوس …
-3 –
اسمع ما قاله الداودي – عبد الرحمن بن محمد – (ت 467هـ ) :
كان في الاجتماع للناس نُورٌ
فَمَضَى النورُ وادلهَم الظَلاَمُ
فَسَدَ الناسُ والزمانُ جميعاً
فعلى الناسِ والزمانِ السلامُ
واذا كان هذا الحال في القرن الخامس الهجري فكيف يكون اليوم مع ما أفرزته حضارة التجريب المعاصرة من مباءات للفجور والمروق والتمرد على القيم الأصيلة ؟
-4-
انّ هذه الروح التي حَمَلها (الداودي) يحملها الكثيرون اليوم في (العراق الجديد ) فهم حين يرون انتشار الفساد ، وعمليات التكفيريين الارهابيين…
يعتبرون أنّ البلاد أصبحت في حافة الهاوية ، وانّ النهاية المأساوية قريبة جدا ..!!
في حين أنَّ هناك مَقُولةً عظيمة تقول ( لا ينتشرُ الهدى الاّ مِنْ حيثُ ينتشر الضلال )
انّ هذا الفساد الكبير هو الذي يوقظ العزائم ويدفع بالعناصر المخلصة الطيّبة للنهوض بمهمات العمل الدؤوب لتغيير الواقع الفاسد .
ثم أنّ الارهاب أصبح العدو الأول للشعوب والحكومات في العالم وهذا ما دفع الجميع للتعاون والتنسيق لدحر أوكاره ، ولن يتغلب المفسدون الاوغاد يقينا على طالبي الامن والنزاهة والاستقرار .
-5-
وقديما قال الشاعر :
رب يوم بكيتُ منه فلما
صرتُ في غيرهِ بكيت عليه
انّ ورثة هذا الشاعر موجودون اليوم
انهم يحنون الى الأيام السوداء للدكتاتورية البائدة وينسون انهم لم يكونوا يملكون الحرية وليس لهم الاّ السمع والطاعة (للقائد الضرورة) صاحب المغامرات الطائشة والحروب العبثية والذي ملأ العراق بالمقابر الجماعية …
-6-
انّ حسن الظن بالله والايمان بعظيم رحمته لا يتركان لمؤمن مجالاً يسمح بتسرب القنوط الى نفسه .
والله المستعان على ما يصفون .
السيد حسين عبد الهادي الصدر
Husseinalsadr2011@yahoo.com