استضافت مؤسسة الحوار الانساني بلندن يوم الاربعاء 19/5/2021 الدكتور حسين احمد الجلبي في أمسية ثقافية على منصة زووم قدم فيها رؤيته حول دور الديمقراطية والمواطنة في ترسيخ العقد الاجتماعي ، وحاول الاجابة على السؤال: هل نحن بحاجة الى عقد اجتماعي جديد نتيجة الظروف التي يمر بها العراق ؟
الدكتور حسين أحمد الجلبي ولد في العراق. اتم دراسته الثانوية في بغداد، ليحصل على منحة دراسية من وزارة النفط عام 1962 لدراسة الهندسة الكيمياوية في المملكة المتحدة،تخرج من كلية امبريال – عام 1967 ،أكمل دراسته بنفس الجامعة وحصل على درجة الدكتوراه عام 1970.هاجر إلى كندا عام 1970 للعمل في شركة شل في صناعة تكرير النفط، حيث اكتسب خبرته العملية في مجال التخطيط والاستراتيجيات والمشاريع والإدارة. غادر شركة شل في عام 1976 للعمل في الكويت مستشارا لوزارة النفط كأحد كبار الباحثين في معهد الكويت للأبحاث العلمية. عمل من عام 1978 حتى 1990 في شركة ( UOP ) الامريكية وهي شركة عرفت على مستوى العالم بتقنياتها وتصميماتها لمرافق معالجة النفط والغاز والبتروكيماويات. أثناء خدمته مع (UOP) حصل الدكتور حسين الجلبي على زمالة معهد الطاقة في المملكة المتحدة في عام 1987 لخدمات صناعة الطاقة. عمل في المملكة المتحدة منذ عام 1990 كاستشاري في صناعات الطاقة والبترول والبتروكيمياويات .
المقدمة
لقد ورد في ديباجة الدستور العراقي المستفتى عليه عام 2005 ما يلي:
نَحْنُ أبناء وادِي الرافدينِ، مَوْطِن الرُسُلِ وَالأنبياءِ، وَمَثْوىَ الأئِمَةِ الأطْهَارِ، وَمَهد الحضارةِ، وَصُنَّاع الكتابةِ، وَرواد الزراعة، وَوُضَّاع التَرقيمِ. عَلَى أرْضِنَا سُنَّ أولُ قانُونٍ وَضَعَهُ الإنْسَان، وفي وَطَنِنا خُطَّ أعْرَقُ عَهْدٍ عَادِلٍ لِسياسةِ الأوْطان، وَفَوقَ تُرابنا صَلَّى الصَحَابةُ والأولياء، ونَظَّرَ الفَلاسِفَةُ وَالعُلَمَاءُ، وَأبدَعَ الأُدَباءُ والشُعراءُ.
لمْ يُثْنِنِا التكفيرُ والإرهابُ من أن نَمْضِيَ قُدُماً لبناءِ دَوْلةِ القانونِ، وَلَم تُوقِفْنَا الطَائِفِيَةُ وَالعُنْصُريةُ منْ أَنْ نَسيرَ مَعَاً لِتَعْزِيزِ الوحْدَةِ الوَطَنيةِ، وَانْتِهَاجِ سُبُلِ التَداولِ السِلْمي لِلسُلْطَةِ، وَتَبْني أسْلُوب التَوزيعِ العَادِلِ لِلِثَروْةِ، ومَنْحِ تَكَافُؤ الفُرَصِ للجَمْيع.
نَحنُ شَعْب العراقِ الناهضِ تَوَّاً من كبْوَتهِ، والمتَطلعِّ بثقةٍ إلى مستقبلهِ من خِلالِ نِظاَمٍ جُمهورِيٍ إتحاديٍ ديمقْراطيٍ تَعْددُّيٍ، عَقَدَنا العزمَ برجالنا ونِسائنا، وشُيوخنا وشبابنا، على احْتِرامِ قَوَاعدِ القَانُون، وَتحقيقِ العَدْلِ وَالمساواة، وَنبْذِ سِياسَةِ العُدوان، والاهْتِمَام بِالمَرْأةِ وحُقُوقِهَا، والشَيْخِ وهُمُومهِ، والطِفْلِ وشُؤُونه، وإشَاعَةِ ثَقَافةِ التَنَوعِ، ونَزْعِ فَتِيلِ الإرهاب.
نحنُ شَعْب العراقِ الذي آلى على نَفْسهِ بكلِ مُكَونِاتهِ وأطْياَفهِ أنْ يُقَررَ بحريتهِ واختيارهِ الاتحادَ بنفسهِ، وأن يَتَّعِظَ لِغَدِهِ بأمسهِ، وأن يَسُنَّ من مِنْظُومَةِ القيمِ والمُثُلِ العليا لِرسَالاتِ السَماءِ ومِنْ مسْتَجداتِ عِلْمِ وحَضَارةِ الإنْسَانِ هذا الدُسْتورَ الدائمَ. إنَّ الالتزامَ بهذا الدُسْتورِ يَحفَظُ للعراقِ اتحادَهُ الحُرَ شَعْبَاً وأرْضَاً وسَيادةً.
كما جاء في البـاب الأول من الدستور فيما يخص المبادئ الأساسية
المادة (1):
جمهورية العراق دولةٌ اتحاديةٌ واحدةٌ مستقلةٌ ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوريٌ نيابيٌ (برلماني) ديمقراطيٌ، وهذا الدستور ضامنٌ لوحدة العراق.
المادة (2):
أولاً:- الإسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدرٌ أساس للتشريع:
أ- لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت أحكام الإسلام.
ب- لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية.
ج- لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الأساسية الواردة في هذا الدستور.
ثانياً:- يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الإسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الأفراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية، كالمسيحيين، والإيزديين، والصابئة المندائيين.
المادة (3):
العراق بلدٌ متعدد القوميات والأديان والمذاهب، وهو عضوٌ مؤسسٌ وفعال في جامعة الدول العربية وملتزمٌ بميثاقها، وجزءٌ من العالم الإسلامي.
كما ورد في الدستور العراقي :
المادة (22):
أولاً:- العمل حقٌ لكل العراقيين بما يضمن لهم حياةً كريمةً.
ثانياً:- ينظم القانون، العلاقة بين العمال وأصحاب العمل على أسسٍ اقتصادية، مع مراعاة قواعد العدالة الاجتماعية.
ثالثاً:- تكفل الدولة حق تأسيس النقابات والاتحادات المهنية، أو الانضمام إليها، وينظم ذلك بقانون.
المادة ( 23):
أولاً:- الملكية الخاصة مصونةٌ، ويحق للمالك الانتفاع بها واستغلالها والتصرف بها، في حدود القانون.
ثانياً:- لا يجوز نزع الملكية إلا لأغراض المنفعة العامة مقابل تعويضٍ عادل، وينظم ذلك بقانون.
ثالثاً:-
أ- للعراقي الحق في التملك في أي مكانٍ في العراق، ولا يجوز لغيره تملك غير المنقول، إلا ما استثني بقانون.
ب- يحظر التملك لأغراض التغيير السكاني.
المادة (24):
تكفل الدولة حرية الانتقال للأيدي العاملة والبضائع ورؤوس الأموال العراقية بين الأقاليم والمحافظات، وينظم ذلك بقانون.
المادة (25):
تكفل الدولة إصلاح الاقتصاد العراقي وفق أسس اقتصاديةٍ حديثة وبما يضمن استثمار كامل موارده، وتنويع مصادره، وتشجيع القطاع الخاص وتنميته.
المادة (26):
تكفل الدولة تشجيع الاستثمارات في القطاعات المختلفة، وينظم ذلك بقانون.
المادة (27):
أولاً:- للأموال العامة حُرمة، وحمايتها واجِب على كل مواطن.
ثانياً:- تنظم بقانونٍ، الأحكام الخاصة بحفظ أملاك الدولة وإدارتها وشروط التصرف فيها، والحدود التي لا يجوز فيها النـزول عن شيءٍ من هذه الأموال.
الديمقراطية بين التعريف والعمل
الديمقراطية (باليونانية: حرفياً “حكم الشعب”) هي شكل من أشكال الحكم يشارك فيها جميع المواطنين المؤهلين على قدم المساواة – إما مباشرة أو من خلال ممثلين عنهم منتخبين – في اقتراح، وتطوير، واستحداث القوانين. وهي تشمل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تمكن المواطنين من الممارسة الحرة والمتساوية لتقرير المصير السياسي. و من أهم أسس الديمقراطية الالتزام بالمسؤولية واحترام النظام وترجيح كفة المعرفة على القوة والعنف. ويطلق مصطلح الديمقراطية أحيانا على المعنى الضيق لوصف نظام الحكم في دولة ديمقراطيةٍ، أو بمعنى أوسع لوصف ثقافة مجتمع. والديمقراطيّة بهذا المعنَى الأوسع هي نظام اجتماعي مميز يؤمن به ويسير عليه المجتمع ويشير إلى ثقافةٍ سياسيّة وأخلاقية معيّنة تتجلى فيها مفاهيم تتعلق بضرورة تداول السلطة سلمياً وبصورة دورية. يعود منشأ ومهد الديمقراطية إلى اليونان.
اما الدستور العراقي فشير في مواده الى:
المادة (30)
أولاً:- تكفل الدولة للفرد وللأسرة ـ وبخاصة الطفل والمرأة ـ الضمان الاجتماعي والصحي، والمقومات الأساسية للعيش في حياةٍ حرةٍ كريمة، تؤمن لهم الدخل المناسب، والسكن الملائم.
ثانياً:- تكفل الدولة الضمان الاجتماعي والصحي للعراقيين في حال الشيخوخة أو المرض أو العجز عن العمل أو التشرد أو اليتم أو البطالة، وتعمل على وقايتهم من الجهل والخوف والفاقة، وتوفر لهم السكن والمناهج الخاصة لتأهيلهم والعناية بهم، وينظم ذلك بقانون.
المادة (31):
أولاً:- لكل عراقي الحق في الرعاية الصحية، وتعنى الدولة بالصحة العامة، وتكفل وسائل الوقاية والعلاج بإنشاء مختلف أنواع المستشفيات والمؤسسات الصحية.
ثانياً:- للأفراد والهيئات إنشاء مستشفياتٍ أو مستوصفاتٍ أو دور علاجٍ خاصة، وبإشرافٍ من الدولة، وينظم ذلك بقانون.
المادة (32):
ترعى الدولة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، وتكفل تأهيلهم بغية دمجهم في المجتمع، وينظم ذلك بقانون.
المادة (33):
أولاً:- لكل فرد حق العيش في ظروفٍ بيئيةٍ سليمة.
ثانياً:- تكفل الدولة حماية البيئة والتنوع الأحيائي والحفاظ عليهما.
المادة (34):
أولاً:- التعليم عاملٌ أساس لتقدم المجتمع وحقٌ تكفله الدولة، وهو إلزاميٌ في المرحلة الابتدائية، وتكفل الدولة مكافحة الأمية.
ثانياً:- التعليم المجاني حقٌ لكل العراقيين في مختلف مراحله.
ثالثاً:- تشجع الدولة البحث العلمي للأغراض السلمية بما يخدم الإنسانية، وترعى التفوق والإبداع والابتكار ومختلف مظاهر النبوغ.
رابعاً:- التعليم الخاص والأهلي مكفولٌ، وينظم بقانون.
المادة (35):
ترعى الدولة النشاطات والمؤسسات الثقافية بما يتناسب مع تاريخ العراق الحضاري والثقافي، وتحرص على اعتماد توجهاتٍ ثقافيةٍ عراقيةٍ أصيلة.
مؤشر الازدهار

يقيس مؤشر ليجاتوم للازدهار المعطيات على أساس الدخل والرفاهية. وتعد العلاقة بين التعليم وبين التنمية امرا لامفر منه ، بل ان وجود كل منهما مرتبط بالاخر. فلا تنمية بدون تعليم،ولايمكن للتعليم ان يستمر بدون تنمية تمده بما يحتاج اليه من امكانات مادية وبشرية، ولذا اخذت كثير من الدول تقيم برامجها التعليمية بما يتلائم مع خططها التنموية، من خلال التعرف على اية عوائق قد تواجههم، والتي منها مشكلة الاهدار التربوي وما يترتب عليها من تأثيرات سلبية كبيرة على التعليم، وبالتالي على التنمية وخططها.
هرم ماسلو والتخطيط للاحتياجات
بالاعتماد على هرم عالم الادارة الامريكي ماسلو، يمكننا القول في الحالة العراقية ؛ أهمية عمل جدوى اقتصادية دقيقة لكل مشروع لتسهيل عملية الحصول للدعم المالي. لعدم اتاحة الوقت لتقديم الشرح الوافي، يمكن الاستماع لفيديو نشر سنة ٢٠١٧ للاستاذ محمد توفيق علاوي ( كتلة المنقذون ).
هديتي هي ثلاث دقائق ونصف ستقلب الموازين في العراق لا يحتاج العامل بعدها الى التقاعد، جون لويس -John Lewis مثال حي على ما اقول، يمكن الاستماع الى هذه الدقائق من الدقيقة (00.00) الى الدقيقة (03.40)، ما الفائدة من الاكتفاء بتهنئة العمال بعيدهم وهم يعانون شظف العيش ؟.
أذا المطلوب تحقيق الرفاهية والإزدهار والسعادة والغنى لهم ولعوائلهم، ويمكن تحقيق ذلك بايجاد سياسة اقتصادية جديدة وبتوفير آليات حديثة يمكن التعرف عليها من خلال الاستماع لثلاث دقائق ونصف من الفيديو ادناه من الدقيقة (0.00) الى الدقيقة (3.40) كما يمكن الاستماع الى كامل المحاضرة لمن يحب الاستزادة:(https://mohammedallawi.com/2017/12/20/%d9%87%d9%84-%d9%8a%d9%85%d9%83%d9%86-%d8%ae%d9%84%d8%a7%d9%84-%d8%a8%d8%b6%d8%b9-%d8%b3%d9%86%d9%88%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%86%d9%87%d8%a7%d8%a1-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%b9%d8%aa%d9%85%d8%a7%d8%af-%d8%b9/).
وفي الختام احب ان اذكر ما قالته المستشارة الالمانية ميركل في الاحتفال السنوي لخريجي جامعة هارفارد في الولايات المتحدة ، إذ تحدثت عن دروس استخلصتها، سواء من حياتها الخاصة أو الظرف السياسي الذي عاشته ألمانيا وأوروبا، أو مما يشهده عالمنا اليوم فقالت في نقاط :
- التغيير قادم ولا شيء مستحيل: قالت لهم إنني سأحدثكم اليوم ببعض ما استخلصته من تجارب حياتي كطفلة وكعالمة فيزياء وكسياسية، وراحت ميركل (65 عاما) تتحدث عن بلدها حينما كان يُحكم بالديكتاتورية والحزب الواحد والرأي الواحد، وعن العالم آنذاك الذي كان يعيش انقساما بين الشرق والغرب، والحروب التي اندلعت وكان من نصيب أوروبا منها الكثير من القتل والخراب والدمار، وعن سور برلين الذين قسَّم بلدها وفرَّق بين أبناء العائلة الواحدة، وعن كل من كان يحاول عبوره أو تسلقه وكيف كان مصيره القتل رميا بالرصاص حتى ظن جيلها أن من المستحيل لهذا العالم البشع ولا لهذا النظام الديكتاتوري أن ينتهي، لكن حدثت المعجزة وانتفض الشعب، وهدم السور، وتوحدت ألمانيا، لهذا فإن أول درس أشاركه معكم اليوم – والكلام لميركل – هو ألَّا شيء مستحيل، وأنه سيأتي يوم يتغير ما كنتم تظنون أنه حائط صد لا ينفذ منه الضوء، فتسمكوا بالأمل.
- 2- بالديمقراطية والسلام تتحقق الحرية ويعم الرخاء: وأضافت ميركل أن أوروبا التي ترونها اليوم في رفاهية وتقدم كانت قد شهدت قرونا طويلة من التخلف والحروب والصراعات السياسية والدينية والحكم المطلق والاستبداد الديني والسياسي، وإنني – والحديث لميركل- قد عشت زمانا كانت بلادي ألمانيا إبان الحكم الديكتاتوري تنخرط في حروب تترك وراءها مئات الآلاف من القتلى في الشوارع وملايين المشردين والجوعى، ولكن كل هذا انتهى بفضل قيمتين أود أن أتشاركهما معكم اليوم، إنهما: “الديمقراطية والسلام”، فبهما استطعنا أن نبني أوروبا، ونحقق لشعوبنا التقدم والرخاء والحرية والكرامة.
- الاتحاد يحول دون العودة لأزمنة الصراعات والحروب: أما الدرس الثالث فهو درس الوحدة؛ انظروا لأوروبا – تقول ميركل – كيف كان حالها حينما كانت كل دولة تعمل بمفردها؛ كيف كان يسود فيها الصراع وتندلع الحروب ثم كيف أصبحت حينما اتحدت وأصبحنا نعمل معنا، فالدرس هو أن الاتحاد – رغم كل ما يقال حاليا عن مشاكله – أفضل من عدم الاتحاد؛ أفضل من العمل المنفرد وانعزال كل دولة وانكفائها على نفسها فنعود نعاني ما تجرعنا مرارته حتى عهد قريب.
- قيم إنسانية لابد أن تسود وخصوصيات يجب أن تُحترم: والدرس الرابع هو أن علينا أن نفكر في هذا العالم الذي نعيشه بعقلية تعددية ونترك التفكير الأحادي الضيق الأناني، وأن نتعاون فنحافظ على موارده خاصة وأن مشاكله باتت عابرة للحدود مثل التغير المناخي واللجوء والنزوح. علينا أن يحترم كل منا الآخر؛ يحترم دينه وتاريخه وهويته وثقافته، فلو نظر – والكلام لميركل – كلٌ منا للآخر بعين الآخر نفسه لا بعينه فسيزداد فهمنا لبعضنا وسنعيش في عالم أكثر احتراما. نود أن نعيش بعقلية تعددية تحترم في نفس الوقت الخصوصية كي يصبح عالمنا أفضل.
- مَن يُسِّير مَن نحن أم التكنولوجيا: إننا في أيام تسودها التكنولوجيا حتى أصبحت الروبوتات والهواتف الذكية والذكاء الصناعي عنوانا لهذا القرن، لكن علينا أن نتوقف قليلا لنسأل أنفسنا: هل التكنلوجيا هي التي ترسم لنا نمط عيشنا وتسيرنا وفق دينامياتها أم أننا نحن الذين نسيرها ونطوعها وفق ما نحب للحياة أن تُعاش وأن تكون؟ علينا – والحديث لميركل- ألا ندع التكنولوجيا تتحكم فينا؛ في أنماط تفكيرنا وعلاقاتنا مع أنفسنا والمجتمع المحيط بنا، وإنما علينا أن نتحكم نحن فيها حتى لا نكون أسرى لها، وهذا هو الدرس الخامس الذي أود مشاركته معكم.
- الحياة مسافات بين البديات والنهايات: أخيراً، إنني في هذا العمر وقد أصبحت عالمة فيزياء وسياسية تتولى المستشارية كأول سيدة في تاريخ ألمانيا، أصارحكم أنني دوما أتساءل: هل ما فعلته فعلته لأنه الصواب أم لأنه المتاح؟ إن من المهم أن نكون أمناء وصادقين مع أنفسنا وذواتنا. غدا تتخرجون وتقودون دولكم وشعوبكم وترسمون للعالم ملامح مستقبله فكونوا منحازين للعلم والحقيقة التي جئتم إلى هنا للحصول عليهما، فلا تصفوا الكذب بأنه حقيقة ولا الحقيقة بأنها كذب. أيها الطلاب، دعوني أقول لكم – والكلام لميركل- بعد ثلاثين عاما من العمل، إنني تعلمت أنَّ كل ليل يعقبه نهار، وكل بداية لها نهاية، وكل نهاية لها بداية جديدة، وأن الحياة هي هذه المسافة الفاصلة دوما بين البدايات والنهايات، فلا شيء يمنع الأمل في غد أفضل.