د. قحطان الفرج الله
تعد فلسفة الدين مبحثًا يليق به أن يوصف بالقديم الجديد دومًا، قديم بعمق الجذور التي تشكلت منذ هبط الإنسان على سطح الأرض، وهو الجديد الذي يُورق ويثمر كلما مر الزمن، ما يتصف به الدكتور عبد الجبار الرفاعي ذلك الجد والاجتهاد المتواصل في محاولة خلق حراك من داخل المنظومة الدينية التي عكف على دراستها وتدريسها طوال عقود من الزمن، عملية خلق واثارة الأسئلة في رأيي أصعب بكثير من الأجوبة، السؤال ينطلق من منطقة رؤية قد تكون معتمة وقليلة الإضاءة، وهذا يتطلب مهارة فكرية عالية وجهد تنقيبي دقيق، بينما تكون الاجابة -أحيانًا- من منطقة غير محايدة مؤدلجة ملؤها التأويل والتعنصر للمعتقد والنص، إن ثنائية الغياب والعودة للظهور لمفاهيم تتأثر كثيرًا بمنطق الزمن تُشكل مساحة بحثية متجددة، ويصعب الإمساك بها وتحديدها دون تلمس روح فكرة الدين الذي يهدف إلى الرقي الروحي والسلوكي للبشر، مشروع الرفاعي مشروع تأسيسي يلاقي الكثير من الترحيب في الاوساط الفكرية والمعرفية المشتغلة في هذا المجال، كمشروع الازهر التقريبي في القاهرة وحوار الاديان والمشروعات الكثيرة لدراسة الدين وفلسفته في المغرب العربي وايران.
النهايات دومًا تجر في ذيلها بدايات جديدة … مبارك للدكتور الرفاعي وأتمنى أن اطلع على الكتاب قريبًا.