لندن-ابتسام يوسف الطاهر
شغل موضوع الهوية معظم الاقليات ..بين متمسك بهوية الوطن او هوية الدين، وآخر يفضل الانسجام في المجتمع الذي منحه الحرية والامان..لاسيما بعد استفحال الهجرة لبلدان الغرب. ويظهر التعصب للهوية بين الاقليات الصغيرة للشعور ان كيانها مهدد، أو الخوف من اضمحلال الهوية.
هذا موضوع محاضرة استاذ علم الاجتماع د.حميد الهاشمي في مؤسسة الحوار الانساني في لندن. قدمه الكاتب المغربي ابراهيم القادري الذي له دراسات في الهوية. القادري في مقدمته قال ” مصطلح الهوية مأخوذ من الضمير هو. ومعناه الإتحاد بالذات، ويشير مفهوم الهوية إلى الشيء من حيث تحققه في ذاته وتميزه عن غيره، فهو وعاء الضمير الجمعي، بما يشمله من قيم وعادات تشكل وعي الجماعة وإرادتها.
الهوية الثقافية لأي شعب هي القدر الثابت والجوهري من السمات العامة التي تميز حضارته عن غيرها من الحضارات. ومن العسير أن نتصور شعبا بدون هوية، أو نقتنع بما يزعمه (داريوس شايغان) أن الهوية “صورة مغلوطة للذات”. فالدراسات السوسيولوجية تؤكد أن لكل جماعة خصائص ومميزات اجتماعية ونفسية والمعيشية وتاريخية متماثلة، تعبّر عن كيان ينصهر فيه قوم منسجمون بتأثير هذه الخصائص التي تجمعهم. والعولمة اليوم تكاد تلغي الهويات كما في الثورة المعلوماتية التي جعلت من العالم قرية، مثل مجتمع الفيسبوك الذي يجمع بين مختلف الافراد على اختلاف هوياتهم!.
وحسب الدكتور الهاشمي ان الهوية تقوم على التصنيف والتفريق والمقارنة. وهناك انواع عديدة للهوية: فردية وجماعية مثل الهوية الوطنية او انتماء لمجتمع او طائفة، وهذه لا يمكن تغييرها.. وهناك هويات يسعى لها الفرد مثل الهوية المهنية والهوية الفكرية، مثل الماركسية او القومية وهذه الهوية بالإمكان التخلي عنها..
شكلت الهوية العمالية طبقة ساهمت بالتاثير على مجتمعات عديدة. اتسمت في بعض الدول بتضامن منتسبيها. وهناك هوية عمرية اي كبار السن والشباب. وهويات جنسية مثل الرجال والنساء..بل جعل الاستاذ حميد الهاشمي مشجعي كرة القدم مجموعة ينطبق عليها شروط الهوية. ولم يتفق معه الكثير باعتبار ان التصنيفات تلك فئوية ولا علاقة لها بالهوية.
وعزا المحاضر ثورات الربيع العربي الى الصراع على الهوية وتشظييها، والتضييق على الاقليات!
عقب الدكتور فاروق رضاعة “ان الصراع الان صراع عصبيات ولاعلاقة له بالهوية. وصراع العصبيات يتسبب بتدهور المجتمع وتخلفه. كما حصل في رواندا بين التوتسي والهوتي. والصراع الحالي في العراق بين الطوائف والقوميات”.
بينما نرى العامل الاقتصادي السبب الاهم للثورات والصراعات. والتمسك بالهوية او التخلي عنها. فيهود العالم تخلى معظمهم عن الهوية الوطنية لصالح الهوية الدينية لمطامع اقتصادية. وهذا مايدفع بعض اكراد العراق للتخلي عن هوية الوطن بحجة الهوية القومية، لدرجة المضرة بمصلحة الوطن!.