
الخوف من الموت هو حالة شعور إنسانية طبيعية، لكن خطورة مشاعر الخوف هذه ان تتبدل من مُحفِز لسلوك انساني راقي الى حالة خوف مرضية تجعلنا ننظر اليه أما:
١- مصير مجهول لا نعرف ابعاده وما يتضمنه، والإنسان عدو لما جهل، فما يجهله سوف يخاف منه وما يخاف منه سوف يتجنبه ويرفضه، وإذا رفضنا الموت فلم يبقَ لنا سوى الحياة وسوف ندافع عنها بشكل يُفقدنا الشعور بالسعادة فيها وسيُحدد اهدافها بالماديات
٢- او انك تعلقت بما في الدنيا الى درجة التملك، وهذا يعني انك لا ترغب في الابتعاد عما تملك فهو جزء منك، وتذكر انت وما تملك جزء من ملكية لقوة أعظم، وما تملك هنا كله قابل للخراب والتلف
٣- او ربما تخشى ان يبقى من تحبهم فرادى وحزينون من بعدك، او تتصور انهم يصيبهم الأذى من دونك، واطمئن لذلك، فالكل عاش من بعد احبابهم الميتيين فكم يتيم عاش افضل بكثير ممن لديهم ام واب
٤- او ان ما يمنعك التفكير بالموت او تجنبه ، تصورك ان هذه الحياة التي تعيشها الان هي الأجمل ، وهي فعلا ستكون جميلة فقط عندما تكون معبراً لعالم أجمل، ستكون جميلة فقط عندما تملؤها بحب الخير والعمل الصالح، جميلة عندما ستكون بالنسبة لك (مصرف توفير للحسنات ) عدا ذلك فهي يومان، يومٌ لك وآخر عليك، فإنك لا تجد فرصة للاستمتاع بها كاملا فدائما عسر بعد يسر والعكس صحيح. فهي دار تعب ونصب إن لم تعشها كما ينبغي
بعد كل ذلك، هل ستغير برنامج حياتك بشكل مختلف، وهل ستترقب الموت كلقاء بين مُحِبْ بمَحْبوبِه
ارجو لكم البهاء والسعادة في كل لحظة وفي هذه الحياة وما بعدها
سلامات يوسف
الجمعة 5/3/2021