استضافت مؤسسة الحوار الانساني بلندن الاربعاء 2/08/2017 الاستاذ الدكتور باسل الساعاتي في محاضرة علمية قدم فيها عرضا لأسباب وقوع بعض الكوارث الصناعية والهندسية ،وبين الاسباب والمعالجات الهندسية لهذه الكوارث مثل غرق الباخرة (Titanic)، تحطم مركبتي الفضاء (Challenger) (Colombia)،كارثتي (Chernobyl) و (Fukushima) الإشعاعيتين وتسرب النفط من منصة (BP) في خليج المكسيك وإحتراقها.
ولد الدكتور باسل الساعاتي في بغداد 1946 ،حصل على بكالوريوس الهندسة الكيمياوية في جامعة بغداد 1967 ،ودكتوراة الهندسة الكيمياوية في جامعة ويلز – سوانزي عام 1971، عمل حتى عام 1979 استاذا في كلية الهندسة – جامعة بغداد ،كما عمل من عام 1980 -1991باحثا علميا أقدما ثم رئيس مهندسين تصاميم في منظمة الطاقة الذرية العراقية ،وترأس قسم التصاميم الهندسية للعمليات الكيمياوية ،عمل بعدها 1992-1997 مديرا عاما للمنشأة العامة للتصاميم والإستشارات الهندسية في هيئة التصنيع العسكري ،غادر العراق عام 1999 وعمل في دولة الإمارات وسلطنة عُـمان كمهندس دراسات ومشاريع ثم مديرا لعدد من المشاريع التي تخص حقول النفط والغاز والبيئة.يعمل حاليا كمهندس تصاميم العمليات الكيمياوية مع عدد من الشركات في المملكة المتحدة مثل Shell, ILF Engineering, AMEC & Petrofac. نشر عددا من الكتب والبحوث والدراسات في مجلات ومؤتمرات عالمية ومحلية ،وحصل على وسام جابر بن حيان لمرتين ،ووسام يوم العلم،و شهادة قانون رعاية العلماء
الـمـقـدمـة:
تطور الحس الهندسي لدى الإنسان منذ ظهور الأخير على سطح الأرض.فإنسان ماقبل التأريخ نحت الحجر وإستعمله كسلاح أو إناء وفكر ببناء جدار ليقيه السيول وسطّح الطريق المؤدية إلى كهفه وحفر السواقي ومد عليها جسوراً من جذوع الأشجار وغير ذلك. وبحكم طبيعة الإنسان في حب البقاء والسيطرة ولكون الحاجة أم الإختراع فقد جعلته يطور نفسه محاولاً السيطرة على الطبيعة وإستغلالها ليضمن بقاءه وإستمراره فإستغل طاقاتها. إستمر على هذا المنوال حتى توج جهوده بالثورة الصناعيىة في منتصف القرن الثامن عشر وما تلاها ليومنا هذا.أي منجهز أونتاج تكنولوجي ظهر منذ ذلك الوقت كان نتاج للفعل الهندسي الذي إرتبط تقدمه بتقدم العلوم الأساسية والفهم العميق لها. وقبل أن يظهر نتاج العمل الهندسي لا بد أن يسبقه الفعل التصميمي ليعرّف ويصوّر ويفصّل هذا النتاج.
إعداد التصميم هو عملية توليف وجمع وتركيب وتوحيد الأفكار والمعرفة العلمية والهندسية ووضعها بصيغة تؤدي إلى الوصول إلى جديد لنيل مقصد أو غاية مرغوبة.
من مدخلات وضوابط إعداد التصاميم هو الإلتزام بالمعايير (standards) و مدونات الممارسة (codes of practice) وأداب المهنة (engineering ethics) والتي يجب التقيد بها عند تنفيذ العمل والإنشاء. هذه الضوابط تولدت نتيجة لتراكم الخبرة والممارسة الفعلية لتنفيذ العمل الهندسي.
الـمـدخـل:
المنشأ الهندسي قد يكون بناية أوسدأ مائيا أو مصنعا أو منتوجا ميكانيكيا أو كهربائيا أو تكنلوجيا أوطريقة معالجة صناعية. منذ بدء ظهور المنشاء الهندسي رافقت بعضه ظاهرة الفشل الهندسي والذ ي هو خروج عن المنهجية التي يفترض أن يعمل بموجبها. هذا الفشل قد يحدث ضررا بليغا مما ينجم عنه خسارة بشرية و/أوخسارة مادية كبيرة، لدرجة تتداولها وسائل الاعلام فتشتهر عالميا.
أهم أسباب الفشل واحد أو أكثر من:
1.جهل بقاعدة علمية أو بطبيعة فنية تخص أحد مكونات المنشأ.
2.خطأ أو قصور في إختيار المواد المستخدمة أو في طريقة التصنيع.
3.خطأ أو تقصير في عملية التشغيل أو الصيانة.
4.خطأ تصميميأ وعدم أخذ بعض خواص مفردات المنشأ بنظر الاعتبار.
صاحبت الثورة الصناعية حوداث مأساوية كسقوط العمال المتعبين بين عجلات الماكنة التي يشتغلون عليها أو إنحصار بعض أطرافهم بين الأجزاء المتحركة من الماكنة أو انفجار المراجل والآلات البخارية أو تعرض العاملين لمواد كيمياوية سامة أو خانقة أو حارقة أو مشعة.
حوادث الفشل الهندسي والإصابات البشرية أدت إلى قيام المؤسسات الرسمية والمهنية والشركات إلى وضع قوانين ونصوص وقواعد ومواصفات وضوابط عمل يجب إتباعها في مراحل تنفيذ وتشغيل المنشاء الهندسي. كما تم تأسيس مؤسسات ومنظمات جديدة، من واجباتها تنظيم هذه المهام. أمثلة على هذا:
1.شرع مجلس العموم البريطاني عام 1833 أول قانون للمصانع إثر تكرر حالات إنفجار المراجل البخارية.
2.تأسيس الجمعيات والمعاهد الهندسية للإرتقاء بالأداء الهندسي، منها ؛معهد المهندسين المدنيين البريطاني عام 1818 ومعهد المهندسين الميكانيك عام 1847 وجمعية المهندسين الألمان عام 1856 والجمعيىة الأمريكية للمهندسين الميكانيك عام 1880، وهكذا.
قامت هذه المعاهد منذ تأسيسها في وضع أسس علمية تضمن سلامة التصميم والتنفيذ كما ساهمت في ضمان كفاءة اداء المهندسين إذ لا يقبل انتسابهم إلى هذه الجمعيات مالم يبرهنوا على أهليتهم المهنية والعلمية.
3.منذ عام 1859 إمتنعت شركات التأمين من تأمين سلامة المنشآت الصناعية ومنتجاتها مالم تكن مصممة ومشيدة وفق المعايير وبإتباع الأساليب الهندسية السليمة في تشغيلها وإدامتها حسب أفضل الضوابط الهندسية المعتمدة في حينه. شمل هذا البواخر و المركبات.
4. تأسيس دوائر المواصفات والمقايس الوطنية والعالمية والتي قامت ولا تزال تصدر ضوابط المواصفات والمقاييس في كل الحقول ولكل المنتجات، كما تقوم بتحديث الصادر عندما تستجد المعلومات. منها BSS و ISO و EU Directives و DIN و Euronorms و HSE. (Health & Safety Executive)
5.قيام المؤسسات المهنية بإصدار المواصفات الهندسية (Engineering Standards) ومدونات الممارسة(Codes of Practice) ، مثل: ASTM و ASME و API و DEP of Shell و GEK of GE.
بالرغم من كل هذه الضوابط والمعايير وسياقات العمل حصلت ولا تزال تحصل العديد من الحوادث التي يمكن تصنيفها ككوارث بسبب الأضرار البشرية والمادية التي أحدتثتها. في هذه الورقة تم إختيار بعضا من تلك التي نشرها الإعلام أكثر من غيرها والتي كان لها وقع مؤثر على عامة الناس.
نـماذج من الكـوارث
غرق الباخرة العملاقة Titanic في نيسان 1912
بسبب إختيار غيرمناسب لبعض المواد التصنيعية وإهمال بعض معايير السلامة ، في رحلتها الأولى وأثناء مسيرتها في شمال المحيط الأطلسي إرتطمت بجبل جليدي أدى إلى تشقق في بدنها مما سمح بدخول الماء إلى حوضها والذي أدى لغرقها خلال ثلاث ساعات وغرق ما يزيد عن 1500 من ركابها.
معدن جسم الباخرة وكذلك معدن مسامير الربط (Rivets) كان من سبيكة الحديد الصلب (الفولاذ) وهذا النوع من الحديد لا يصمد في درجات حرارة واطئة، إذ يتحول من سبيكة مرنة إلى سبيكة هشة عرضة للتحطم والتهشم عند إنخفاض درجة الحرارة، ويكفي في هذه الحالة تعرضها لضربة مركزة واحدة لتتهشم وهذا ما سبب في تكسر بدنها عند الإرتطام بالجبل الجليدي وعلى طول هيكلها.
عرف هذا السبب أثناء الحرب العالمية الثانية بعد تكرر حالات غرق بعض السفن الحربية الأمريكية التي كانت تبحر إلى المحيط المتجمد الشمالي.
عند إعداد تصميم وتصنيع الباخرة Titanic تم الإهتمام بالناحية الجمالية، أما معايير السلامة فقد كانت ثانـوية:
1. عدم توفر العدد الكاف من قوارب النجاة، إذ تم وضع صف واحد منها بدل صفين كما مقرر أساسا، لتوفير فضاء أكثر ومنظر أفضل لركاب الدرجة الأولى.
2. ولنفس السبب تم إستخدام حواجز عرضية واطئة (transvers bulkheads) لم يكن لها دور في حجب الماء.
تحطم طائرات الـ Comet البريطانية
قبل إدخال طائرة الكوميت كأول طائرة مدنية نفاثة بسنة واحدة وأثناء إجراء تجارب إستخدامها فشل إقلاع أول طائرتين إذ تحطمتا عل أرض المطار، وتحطمت الثالثة بعد إقلاعها بدقائق في عاصفة رعدية.أجرت الشركة تحويرات على الأجنحة ومداخل الهواء في التوربينات وأعتبر الأمر منتهيا إذ أدخلت الخدمة عام 1952.
في العام 1954 إنفجرت طائرتين في الجو أثناء رحلات تجارية إعتيادية. الأولى في كانون الثاني وأسفر الحادث عن مقتل جميع من كان على متنها وعددهم 35 وكذلك الثانية في نيسان وعددهم 21.
بعد أكثر من ثلاث سنوات من دراسة الحالتين تبين أن السبب هو حدوث (Metal Fatigue) إعياء في معدن هيكل الطائرة. فالجهد المسلط على هيكل الطائرة يخضع لضغط داخلي أعلى من الخارجي عند تحليقها على إرتفاع 30,000 قدم، ثم ينخفض فرق الضغط هذا عند هبوطها أرضا مما سبب في تشقق جدار هيكل الطائرة، والذي كان يبداء من زاوية النافذة المربعة الشكل.لذا تم تحوير شكل النافذة لتكون بيضوية الشكل وأخذ ظاهرة الإعياء في إختيار نوع وسمك جدار الهيكل. كما أصبح من أولويات صيانة الطائرة تصوير المناطق الحرجة شعاعيا وإحتساب عمر خدمة لها يعتمد على عدد مرات الإقلاع والهبوط، بعدها تصبح غير صالحة للعمل.
انفجار مصنع الكيمياويات نيبرو في المملكة المتحدة – فليكسبوروعام 1974
الخطوة الأولى لإنتاج مادة الـ Caprolactam، إحد المواد الأولية لصناعة الـ Nylon-6، تبدأ بإنتاج مادة الـ Cyclohexanone من أكسدة الـ Cyclohexane بإمراره في ستة مفاعلات متسلسلة.
عند بدء تشغيل المفاعلات، حدث تصدع في جدار المفاعل الخامس. التصدع إدى إلى نضوح مادة الـ Cyclohexane من هذا المفاعل. لإجراء الصيانة تم عزل المفاعل الخامس وتجاوزه بإستخدام إنبوب مؤقت (By Pass) بقطر 20 إنج لربط المفاعل الرابع بالسادس مباشرة. هذا الإنبوب كان يحوي على إلتوائين في مساره. لم يتم تصنيع هذا الإنبوب في ورشة متخصصة بتصنيع الأنابيب، بل في ورشة المصنع. لم يكن التصنيع نظاميا بل كان تصنيع كل إلتواء يتم بقطع ولحام الأجزاء. بعد التشغيل بفترة وبسبب الجهد المسلط على الإنبوب عند إرتفاع درجة الحرارة حدث تصدع في موضع اللحام أدى إلى إنطلاق 50 طن من مادة الهكسان الحلقي (Cyclohexane) إلى الجو مولدا سحابة غطت المصنع وعلى إرتفاع 25 متر.عند الطرف الأخر من المصنع إلتقت السحابة، المختلطة بأوكسجين الهواء، بمشعل مما أدى إلى إنفجار سحابة الغاز ومقتل 28 من العاملين وإصابة 36 أخرين منهم إضافة إلى 53 شخص خارج المصنع وتدمير معظم المصنع والعديد من المنازل المجاورة
تسرب غاز سام في مصنع شركة بوبال لصناعة المبيدات في مدينة بوبال ( Bhopal) في الهند عام 1984
بسبب سوء أداء كادرالصيانة، وعطل الكثير من منظومات السلامة ومنظومات حماية البيئة.تنظيف بعض المعدات كان جزء من عملية الصيانة التي كانت تتم في المصنع. كادر الصيانة لم يعزل الأنابيب المحيطة بخزان مادة (Methyl isocyanate -MIC) السامة، مما أدى إلى تدفق الماء إلى الخزان وحصول تفاعل باعث للحرارة أدى إلى إرتفاع درجة الحرارة في الخزان لأكثر من 200 درجة مؤية مسببا إرتفاع في الضغط داخل الخزان. إرتفاع الضغط أدى إلى إنفتاح غطاء إحد صمامات تخفيض الضغط (relief valve) وإنطلاق 30 طن من غاز (MIC) السام خلال 45 إلى 60 دقيقة. حملت الرياح الغاز السام بإتجاه مدينة Bhopal والمناطق المجاورة مما أدى إلى إستنشاق السكان للغاز السام.أدى هذا الحادث إلى وفاة 3,787 شخص .وإصابة 558,125 شخص بالتسمم منها 3,900 نتج عنها الإعاقة الدائمية.
تحطم مركبة الفضاء Challenger عام 1986
بعد إنطلاق المركبة حصل تصدع في الحلقات المطاطية (O-Rings) العازلة بين قسمي الجزء السفلي الأيمن من معزز الصاروخ (Solid Rocket Booster – SRB)مما أدى إلى تسرب الغاز الساخن والوقود وإشتعاله ثم إنفجار الصاروخ بعد 73 ثانية من الإنطلاق.
برنامج التصنيع كان محدود جدا زمنيا مما أجبر مصنع الـ SRBعدم إجراء الفحوصات اللازمةعليه قبل تسليمه وعدم الإهتمام بنوعية الحلقات المطاطية، بالرغم من معرفة عدم ملائمتها. الحلقة المطاطية (O-Ring) التي تم إستخدامها لا تصلح للإستخدام في درجة حرارة أقل من 12 درجة مؤية (53oF) ، حيث درجة الحرارة في الطبقات العليا فوق الأرض. أدى التحطم إلى مقتل طاقم المركبة المكون من سبعة رواد فضاء.
تسرب المواد المشعة من مفاعل Chernobyl بعد إنفجاره عام 1986
بسبب عدم إلتزام المشغلين بضوابط العمل وتعليمات السلامة
المفاعل من نوع (Boiling Water Reactor – BWR) .أثناء إجراء فحوصات للمفاعل الرابع إنخفضت طاقة المفاعل إلى مادون المسموح به، لسبب لم يتم إستقصائه.حسب تعليمات العمل كان يجب على المشغل إيقاف الفحص، ولكنه إستمر بالعمل وقام بتعطيل عمل منظومة السلامة . تلاها حصول تفاعل جامح (runaway reaction)، يعتقد أن سببه كان قيام المشغل بترتيب وصف قلب المفاعل بإسلوب يغاير متطلبات الفحص.بسبب هبوط طاقة المفاعل، تحول تشغيل بعض مضخات تدوير الماء ليكون بإستخدام المولد الإحتياط (diesel generator)، إلا إن هذا لم يكن كافيا.
هذه العوامل مجتمعة أدت إلى إرتفاع درجة حرارة قلب المفاعل مسببتا إنصهار وقود اليورانيوم وتحول الماء إلى بخار. تفاعل البخار مع غلاف الوقود من سبيكة الزركونيوم والكرافيت مما نتج عن ذلك غاز الهيدروجين الحر.تفاعل الهيدروجين مع الأوكسجين مسببا إنفجار أدى إلى تهشم سقف البناية وإشتعال الكرافيت.إنتشرت بسبب هذا، سحابة من المواد المشعة الناتجة أساسا من الإنشطار النووي للوقود.توفي 30 شخص في الحال وتلوثت مساحة 400 ميل مربع بالمواد المشعة.
أجلي أكثر من 350,000 شخص من سكان المناطق المجاورة لتلافي التعرض لسحابة المواد المشعة التي حملتها الريح.عدد الضحايا بسبب التعرض للمواد المشعة قارب الـ 4000.تصنف الوكالة الدولية للطاقة الذرية حوادث المفاعلات إلى سبعة درجات، حادث تشرنوبل كان من الدرجة السابعة، اي القصوى.
غرق العبارة The Herald of Free Enterprise عام 1987
بسبب مخالفة تصميمها لقواعد السلامة و السماح لها بالمغادرة خلاف التعليمات .
سمح للعبارة بمغادرة ميناء Zeebrugge في بلجيكا دون التأكد من إنغلاق بوابتيها الأمامية والخلفية، إذ لم تكونا مغلقتين بالكامل مما أدي إلى دخول الماء إلى ظهر العبارة بالرغم من هدوء حالة البحر.تصميم العبارة لم يوفر ما يكفي لتسريب الماء من سطحها ولم يوفر ما يحجزه،وبالتالي تسرب الماء إلى الأجزاء السفلى منها محدثا خللا في توازنها ثم إنقلابها.أدى الحادث إلى مقتل 193 من ركاب و طاقم العبارة.
إنفجار منصة Piper Alpha Platform – North Sea عام 1988
بسبب سوء التوثيق وعدم تداول المعلوات بين فريق العمل
أثناء وجبة العمل النهارية تمت إزالة صمام أمان من على خط الضخ لإحدى المضخات وإغلاق الفتحة. لم يكن الإغلاق محكما.وجبة العمل الليلية لم تكن على علم بهذه التغيرات، بسبب فقدان أوراق رخصة العمل وعدم توثيق العمل في السجل (log book).عندما أعاد المشغل تشغيل المضخة تسرب بعض الزيت الخفيف (Condensate) الذي إلتهب لاحقا مؤديا الى الإنفجار مســببا مقتل 167 من العاملين في المنصة.
إنفجار مصنع الأسمدة الكيمياوية في تولوس / فرنسا عام 2001
بسبب ظروف خزن غير ملائمة وخطاء في تعليم العبوات.
تجمعت في المصنع 300 طن من مادة نترات الأمونيوم (ammonium nitrate) غير مطابقة للمواصفات. خزنت هذه المادة في العنبر 221. بسبب خطاء في التصنيف وضع ملصق خاطئ على عبوة تحوي 500 كيلوغرام من مادة ثنائي الكلور سايانيوريت الصوديوم (sodium di-chloro-cyanurate) ألقيت العبوة في العنبر 221، أيضا. هواء العنبر كان عال الرطوبة ودرجة الحرارة. أدى هذا إلى تفاعل مركبي الأمونيوم والصوديوم.نتج عن التفاعل مادة ثلاثي كلوريد النتروجين (nitrogen trichloride) والذي يتصف بكونه مادة غير مستقرة للغاية. وبالتالي حدوث إنفجار أدى إلى وفاة 29 شخص و إصابة 10,500 أخرين، 2,500 منهم كانت إصاباتهم بليغة.
تحطم مركبة الفضاء Columbia عام 2003
بسبب فشل منظومة العزل الحراري
بعد الإطلاق إنفصل مقطع من الرغوة العازلة (insulating foam) لخزان الوقود الأيسر والتي كانت جزء من غلاف الخزان وتعمل كمصد (ramp).إنفصال وسقوط الرغوة سبب فجوة في منظومة العزل الحراري (Thermal Protection System – TPS)، كما تسببت في حدوث خرق في الجناح الأيسر للمركبة.تمكن الهواء الساخن جدا من إختراق العازل وملامسة هيكل الألمنيوم مسببا في ضعف مقاومته الميكانيكية وإنصهار البعض منه وبالتالي تحطم المركبة. بالرغم من أن هذا الخلل مشخص سابقا إلا أنه لم تتم دراسة ومعالجة أسبابه بسبب حصول قناعة بأنها لم يكن لها تأثير سابقا، لذا لن يكون لها مستقبلا.كذلك البرنامج الزمني لم يكن واقعيا مما سبب تناسي هذا الخلل.أدى الحادث إلى وفاة طاقم المركبة روواد الفضاء السبعة.
إنفجار في مصفى شركة BP في تكـســاس عام 2005
بسبب عطل وتعطيل بعض أجهزةالسيطرة والقياس وغياب التنسيق
عند المباشرة بتشغيل وحدة الأزمرة (isomerization unit) في المصفى يملاء برج الفصل بالسائل النقي (raffinate) إلى حد الثلث.بسبب عطل منظومة قياس مستوى السائل في البرج وتعطيل عمل جهاز السيطرة المثبت على إنبوب التغذية وعدم تداول المعلومات بين وجبات العمل أدى إلى إمتلاء البرج بالسائل الهيدروكربوني.عندما رن جرص الإنذار في غرفة السيطرة مؤشرا إرتفاع الضغط داخل البرج قام أحد العاملين بفتح صمام تخفيض الضغط مما أدى إلى خروج بخار السائل (الكازولين) إلى الجو، وقام أخر بفتح صمام أخر للسماح للسائل الساخن بالإنتقال إلى خزان غير مؤهل لإستلام سائل ساخن، مما ساهم في زيادة كمية البخار في الجو.سحابة بخار السائل الهيدروكربوني إلتهبت بسبب وجود عجلة قريبة كانت ماكنتها تشتغل، مؤديتا إلى حريق وإنفجار أدى لمقتل 15 شخص وإصابة 180 أخرين.
إنفجار منصة Deep Water Horizon في خليج المكسيك عام 2010
بسبب إدارة غير منظبطة لعمل المنصة
هذه منصة عائمة مصممة لحفر الأبار البحرية لعمق يصل إلى 9100 متر في مياه يصل عمقها إلى 2400 متر.شركة Hyundai صنعت هذه المنصة والتي عملت لتسعة سنوات دون حوادث تذكر وعند الحادث كانت مستأجرة من قبل شركة BP.Owner: Transocean Ltd. Cementing Contractor Halliburtonأثناء عملها حدث تدفق للنفط الخام، والذي كان تحت ضغط عال، ومن خلال أنابيب الحفر.تسرب النفط إلى سطح المنصة مسببا سلسلة من الإنفجارات وإندلاع الحرائق.يعزي السبب إلى بطء معالجة العاملين لحالة إرتفاع الضغط وسوء تقديرهم لحراجة الحالة وتأخر إتخاذ القرار لمعالجة المشكلة.وهذا كان نتيجة لضعف في دراسة المخاطر التي تسبق تنفيذ هكذا أعمال وعدم كفأة برمجة العمل.أدى الحادث إلى مقتل 11 من العاملين في المنصة وإصابة 16 أخرين.وتسرب 4.9 مليون برميل من النفط الخام إلى مياه الخليج خلال الأشهر الثلاثة التي إستغرقتها عمليات السيطرة على تدفق النفط من البئر.
إنفجار بعض مفاعلات Fukushima Dai-ichi وتسرب المواد المشعة منها عام 2011
بسبب إنقطاع التبريد عنها نتيجة تعرضها لموجات من التسونامي
يقع مجمع مفاعلات Dai-ichi لتوليد الطاقة على ساحل المحيط الهادئ في مدينة Okuma في محافظة Fukushima اليابانية.يضم المجمع ستة مفاعلات من نوع Boiling Water Reactor (BWR) بطاقة كلية قدرها 4800 MW. ثلاثة منها كانت تعمل عندما ضربت الموقع أمواج عالية من الماء (Tsunami) إثر حصول زلزال توهوكو (Tohoku) في المحيط الهادئ.المفاعلات مشيدة على إرتفاع 10 أمتار فوق مستوى سطح البحر أما التوربينات فتقع على عمق 5 أمتار تحت مستوى سطح البحر.أمواج التسونامي كانت بإرتفاع 15 متر مما تسببت بغرق الموقع.
عند حصول الهزة الأرضية توقفت المفاعلات، التي كانت تعمل، عن العمل وكذلك مجهزات القدرة. مولدات الطاقة الإحتياط والعاملة بالديزل لم تستمر بالعمل بل توقفت وكذلك مضخات التبريد، والمفاتيح الكهربائية وبطاريات الإسناد بسبب موجات التسونامي المتلاحقة والتي غمرت الموقع بالماء.نتيجتا لهذه السلسلة من الأحداث إنقطعت وسائل التبريد عن المفاعلات، مما تسبب في حصول إرتفاع في درجة الحرارة إلى 2800 درجة مؤية وإنصهار الجزء المركزي من المفاعل.الماء الملامس لغلاف الوقود (من سبائك الزركزنيوم Zirconium) الساخن جدا أنتج غاز الهيدروجين مسببا في إنفجار غلاف المفاعل. إنصهار قلب المفاعل أدى إلى إنتشار المواد المشعة في الجو والتي حملتها رياح الإعصار.أخلت السلطات المدن والبلدات المجاورة والتي تبعد عن الموقع بمسافة 10 كيلومتر أوأقل. الإحصائيات الرسمية تشير إلى أكثر من 1000 حالة وفاة بسبب أحداث هذه المفاعلات.