ضيفت مؤسسة الحوار الانساني بلندن الأستاذ علاء الخطيب يوم الاربعاء 4 آذار/مارس 2020 في أمسية ثقافية تحدث فيها عن ثنائية عراقيو الخارج وعراقيو الداخل وتأثير ذلك في المشهد السياسي العراقي.
علاء الخطيب كاتب وإعلامي، حاصل على البكالوريوس والماجستير من جامعة روتردام في هولندا في(التاريخ والاقتصاد الاسلامي)،عمل في جامعة روتردام وفي الجامعة الحرة هولندا / قسم التاريخ، كتب في صحف المعارضة العراقية منذ العام 1988،عمل مديراً لتحرير مجلة ألوان كونية – لندن، وهي مجلة تختص بالفن التشكيلي، كما عمل في الكثير من القنوات الفضائية العراقية والعربية، أصدر أربعة كتب والعديد من المقالات والبحوث في الصحافة العراقية والعربية.
المقدمة
سأحدثكم اصدقائي الاحبة عن عراقيي الخارج ، هؤلاء الذين هاجروا من وطنهم عنوةً ، لم يكن لهم مساحة للتظاهر او فرصة لمعارضة النظام جهاراً كما انتم الان ، لم تكن لديهم فرصة نصب الخيام في التحرير او في المحافظات ،كما لم تكن لديهم حرية تشييع ضحاياهم فتركوهم بلا قبور، كانت مخابرات الدكتاتور تحصي عليهم انفاسهم ، كانوا بين خيارين اما الموت او الخروج من الوطن ، وكلاهما موت ولكن بعض الشر أهون . عاشوا ولا زالوا على هامش الحياة في كل البلدان التي سكنوا فيها، ربما جمع بعضهم بعض المال او حصل على رفاهية بسيطة في الحياة لكنهم خسروا وطناً وخسروا تاريخهم ، اقتلعوا من جذورهم وذبلت ارواحهم وهم في حنين دائم للحبيب الأولي ، ماتوا فدفنوا في مقابر الغرباء، لكن لوحات قبورهم بقيت تحمل اسم العراق.
يحنون للعراق حنين الثكلى ، كانوا خير معين لأهلهم واخوانهم أيام الحصار ، كان بعضهم يعمل في المزارع كفلاحيين وهم كفاءات علمية وفنية يجنون محاصيل البساتين الغريبة ليوفروا قليلاً من المال من اجل ان يخففوا عن أهلهم واخوانهم بعض المعاناة. خرجوا بمظاهرات واعتصامات وأوصلوا صوت اهلهم المظلومين في المحافل الدولية.
عراقيو الخارج
عراقيو الخارج كما يحلو للبعض ان يطلق عليهم هم عراقيون ليس من حق احد ان ينتزع منهم وطنيتهم وولائهم للوطن وليس من حق احد ان يوزع الوطنية كيفما يشاء وينتزعها ممن يشاء. كما لا يمكن أن يُأخذ خمسة ملايين عراقي في الخارج بجريرة حفنة أساؤوا التصرف ، فليس من العدل ان يجردوا من وطنيتهم ، ويتم الهجوم عليهم وكأنهم خونة أو متآمرين.
ان دق اسفين الفرقة بين العراقيين و تقسيمهم الى داخل وخارج وزجهم في معركة خاسرة خطيئة بحق الوطن ، فالعراق عراق الجميع ، وما تحدث به رئيس مجلس النواب بأن العراق للعراقيين هي كلمة حق يراد بها باطل. ان في عراقيي الخارج كفاءات كبيرة وطاقات مهمة ، يقومون بدور فاعل في بناء البلدان التي يعيشون فيها ولهم سمعة طيبة، فاقصائهم هو مؤامرة مقصودة ، وانا هنا لا اعني السياسيين بل ، الكفاءات العلمية والاكاديمية والطبية والهندسية وفِي بقية المجالات ، ان دول العالم تدفع الأموال الضخمة وتقدم الإغراءات الكبيرة من اجل استقدام العقول والطاقات ونحن في العراق وللاسف نمارس وبجهل طرد العقول البناءة من ابناء الوطن
الوضع السياسي.
ان اغلب الذين عادوا للعراق من السياسيين بعد 2003 كانوا عاطلين عن الحياة و العمل ، فاشلون، وجدوا فرصة للتسلق والفساد والسرقة فانقضوا عليها ، وهذا لا ينطبق على الجميع. ان اعلان الحرب على المغتربين العراقيين ( عراقيو الخارج) ، والتشكيك بولائهم لوطنهم بل، و ربط كل مشاكل العراق من فساد وسرقات وسوء بهم. هي عملية مقصودة قادها فلول الدكتاتورية الذين قاموا بجريمة سبايكر والصقلاوية وهم ابطال السيارات المفخخة والعبوات الناسفة ابناء القرى النائية ، كانت بداياتها في الايام الاولى لسقوط الدكتاتورية ، ولكن للأسف حتى بعض ضحايا الدكتاتورية أصيبوا بعدوى فايروسات هذا الوباء الوبيل.
ان المغتربين العراقيين لم يتركوا العراق للسياحة او للبحث عن فرصة عمل بل خرجوا مكرهين ومجبرين، كانوا مضطهدين مارس النظام الدكتاتوري بحقهم وبحق عوائلهم ابشع انواع الاساءة والإذلال والاجرام ، وعانوا الامرين في الغربة ، عانوا من الفقر والحرمان والجوع والتشريد وفقدان الهوية.
هل تعلمون يا اصدقائي ان عراقيي الخارج ربوا ابنائهم على حب الوطن ، وهل تعلمون انهم لا زالوا يقاومون الغربة بشراسة ويأبون ان يفقدوا عراقيتهم رغم تقادم السنين .
فالجنسية الأجنبية بالنسبة لهم ليست سوى ورقة تعريفية لا علاقة لها بالولاء ، فالذين سرقوا وأفسدوا وقتلوا ودمروا من قبل كانوا لا يحملون سوى الجنسية العراقية من صدام حسين الى علي كيمياوي الى اصغر قاتل ومجرم. لكن يبقى سؤال عليَّ ان اطرحه بكل وضوح ما المقصود بعراقيي الخارج هل ينطبق على الساكنين في اوربا وامريكا فقط ام يشمل الساكنين في قطر والأردن والامارات وتركيا وغيرها ، وهل المقصود بهم الذين خرجوا ايام النظام السابق أم يلتحق بهم من خرج بعد السقوط ؟
هناك هناك نماذج يفتخر بها من عراقي الخارج يفتخر بهم الوطن ، بل كل وطن على وجه هذه الارض، أمثال؛
- زها حديد المعمارية العالمية و واحدة من اهم الشخصيات على مستوى البشرية.
- الجواهري شاعر العرب الاكبر الذي تغنى ببغداد ودجلة، وهو القائل ؛ حييت سفحت عن بعدٍ فحيني…. يادجلة الخير يا ام البساتين
- الشاعر الكبير مصطفى جمال الدين
- لميعة عباس عمارة شاعرة
- منى حنا عتيشا طبيبة عراقية مقيمة بامريكا . مديرة “برنامج الإقامة للأطفال” في “مركز هيرلي. و هي أستاذ مساعد في طب الأطفال في “جامعة ولاية ميشيغان.
- هدى قطان إمبراطورة التجميل والانستغرام وهي خبيرة التجميل الأشهر في العالم
- زينب سلبي كاتبة وناشطة عراقية عملت في البرامج التليفزيونية الشهيرة في العالم كأوبرا وغيرها
- الشيخ أحمد الوائلي الخطيب الأشهر في العراق.
- سيف الدين ولا ئي الشاعر الغنائي صاحب اغنية غريبة من بعد عينك. يا يمه. وعشرات الأغاني.
- نعيم دنگور رجل الاعمال العراقي وهو الوحيد الذي حصل على لقب سير SIR من ملكة بريطانيا
- كاظم الساهر الفنان العراقي الكبير
- كوكب حمزه ملحن اغنية يا طيور الطائرة وموسيقي له الكثير من الاعمال
- عدنان درجال نجم الرياضة العراقية
- ضياء العزاوي فنان تشكيلي
- صلاح چياد فنان تشكيلي
- جواد الشكرچي الأيقونة العراقية
- · فريدة محمد علي سيدة المقام الاولى
- · محمد حسين گمر الموسيقي والملحن وحارس المقام العراقي
- حسين الأعظمي قارئ المقام الشهير
والقائمة تطول وتطول ولن يسعها مقال او حتى كتاب ، فمن الإجحاف إطلاق الأحكام بجهالة وبعيداً عن الحكمة والموضوعية. عراقيو الخارج جزء من هذا الوطن كانوا وسيبقون، عدا اؤلئك الذين خانوا ترابه وشعبه وتاريخه.