في عالم اليوم، نلاحظ بعض الممارسات غير المجدية، بل غير المفيدة، والتي لا تنم إلا عن ضعف في الشعور النفسي بالتقدير لدى بعض الناس، لعل خير مثال في هذا السياق، هو كل هذا التصوير لتفاصيل الحياة اليومية، والتي تظهر جوانب من الرفاه والثراء في الملبس والمصوغات والمجوهرات والسيارة آخر موديل.
وجاءت مواقع التواصل الاجتماعي لتعطي كل من يشعر بالنقص والدونية مجالاً رحباً للظهور، فهو يقوم بتصوير كل شيء من رحلاته الخارجية في أوروبا، وموقع إقامته في أفخم الفنادق، ويعرض صور فيديو وصوراً ثابتة للطعام الذي يتناوله، وعند عودته لا تنقطع، فهو يصور ويعرض كل شيء باستمرار .. ديكورات منزله، وسياراته، بل حتى العاملين لديه.
ربما نفهم عرض مثل هذه الأمور لنخبة من الأهل أو الأصدقاء المقربين، لكن أن يكون بهذا الشكل الفج، والواضح أنه محمل بالتفاخر والتظاهر، فهذا هو الخطأ، في هذا السياق تجد البعض يتحمل مصاريف غير مبررة، ويثقل كاهله بالتزامات غير مبررة، والسبب فقط هو محاولة الظهور أمام الناس بمظهر الثري أو الذي يملك المال، وهذه الممارسة يتطور فيها الرجل والمرأة على حد السواء، فحب المظاهر لم يعد ظاهرة نتوقع أن تخفت، بل إنها باتت وكما يظهر طريقة وأسلوب حياة.
يقول الفنان التشكيلي والنحات الإسباني الشهير بابلو بيكاسو، والذي ينسب إليه الفضل في تأسيس الحركة التكعيبية في الفن «أحب أن أعيش كرجل فقير ومعي الكثير من المال»، بقي أن يحاول كل من يتفاخر ويستعرض ثراءه أن يسأل: لماذا يختار رجل تُباع لوحاته بالملايين أن يكون فقيراً في عيون الآخرين، لكنه في غنى عن هؤلاءالآخرين لأنه يملك المال.