فائقة رسول سرحان –
أوصى مؤتمر “التحديات التي تواجه المسيحيين العرب”، في ختام جلساتة التي استمرت يومين في العاصمة الاردنية عمان، الى ضرورة تعزيز قيم التعايش الحقيقي، والاحترام، والحوار بين المسلمين والمسيحيين، لبناء مستقبل أفضل للانسان في الشرق الأوسط.
كما دعا المؤتمرون الى “نبذ العنف والتطرف والإكراه”، والى “ضرورة توحيد الجهود لمواجهة التيارات المتطرفة، بشجاعة وصراحة ووضوح، من خلال خطط تربوية صحيحة، تبين الجوانب الإيجابية في الاسلام والمسيحية”. وأجمع المؤتمرون على أن “الظروف التي مرت بها مختلف بلدان المنطقة، كان لها الاثر السلبي على المسيحيين العرب، الأمر الذي زرع الخوف والفزع في نفوسهم ودفعهم إلى الهجرة”.
وقال رئيس أساقفة الكنيسة الكاثوليكية في مدينة الجليل بفلسطين الاب ألياس شكور(الصورة) “ان المرحلة التي
تمر بها الامة العربية خطيرة وحرجة، وتتطلب الحكمة والتروي من المسلمين والمسيحين، لوقف نزيف الدم والعنف والاقتتال، الذي سيترك اثاره السلبية على المجتمعات والتأريخ”.
وشدد شكور على “ضرورة تجنب اتهام الاسلام بالتعصب والتطرف، بسبب خطاب الجماعات المتشددة والتكفيرية، التي أختطفت الاسلام لترتكب الجرائم بأسمه وهو برئ منها”.
الى ذلك اعرب مطران الكنيسة الاسقفية بمصر وشمال افريقيا الاب منير حنا عن امله في ان “تصل رسالة المؤتمر وما تمخض عنه من توصيات الى العالم العربي أجمع، من اجل معالجة التحديات التي تواجه المسيحيين العرب”، مؤكدا اهمية المؤتمر “لانه أعطى مساحة كبيرة للمسيحيين بأن يشاركوا اخوانهم المسلمين همومهم وأوجاعهم، لما يجري حاليا في المنطقة، فضلا عن بناء جسور تفاهم واحترام متبادل وتعاون في ما بينهم ليتجاوزا الازمة التي تعاني منها الامة”.
ودعا راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية في بيروت الاب حبيب بدر المسيحيين والمسلمين كافة الى
“التمسك بالمبادئ الدينية وتعزيز مسيرة الحوار بين الأديان، وضرورة نشر التعليم الديني في المدارس والجامعات، والتكاتف والتعايش السلمي وقبول الآخر، من اجل الوقوف بوجة التيارات المتعصبة، التي ظهرت من كلا الطرفين وصولا الى مجتمعات راقية ومتقدمة”.
واشار المفتي العام للبوسنة والهرسك الشيخ مصطفى أبراهيم(الصورة) الى ان المؤتمرين دعوا الحكام العرب والمجتمع الدولي الى “ضرورة وقف نزيف الدم، الذي يجري في كل من العراق وسوريا ومصر ولبنان”، مشددا على ان “حل الازمات يأتي بالطرق السلمية والحوار، لا بأستخدام القوة والسلاح”.
وشارك في المؤتمر 100 من رجال الدين المسلمين والمسيحيين وبحث هؤلاء على مدى يومين التحديات التي تواجه المسيحيين العرب، فضلا عن مناقشة كل ما يضمن تعزيز دور المسيحيين ووجودهم لأنهم مكون كون أساسي وجزء لا يتجزأ من نسيج الشرق الأوسط وثقافته وتاريخه.