على قاعة مؤسسة الحوار الانساني وضمن البرنامج الاسبوعي وبتقديم من الاستاذ عدنان حسين احمد عرض الفنان العراقي جمال أمين ثلاثة أفلام قصيرة من إخراجه .. ابتدأها بفلم اللقالق وهو الفلم الذي يتحدث عن العنصرية في الدانمارك ومن انتاج شركة دانماركية .. وتدور أحداثه بين فتاة دانماركية وشاب عربي …
ومن ثم انتقل الى فلم (فايروس) والذي يناقش مفهوم الطائفية والأداء السياسي المتعثر في العراق من خلال خمسة شباب ثلاثة منهم ينتمون للمذهب الشيعي وواحد ينتمي الى المذهب السني والأخير كردي … يقررون الذهاب في نزهة ويبدأ الحديث حول الوضع العام في العراق حتى يتصاعد بينهم الحديث ليترك ثلاثة منهم السيارة وهم (الشيعي المنتقد لكل العملية السياسية والمعتدل دينياً .. السني الذي يحاول اثبات ان لا فرق لكنه لا يُخفي انتماءه للعشائر حين قال أحدهم (والدتي من شمّر) فرفع صوته بقوله (والنعم) والكردي الذي يعتبر ان مسعود البرزاني هو قبلة الأكراد .. لكنّ جفاءهم لبعضهم لا يدوم حين يعثرون على صديقيهم وقد تعطّلت السيارة بهما لينزل الاربعة (الشيعي المعتدل والذي يحاول ايصال مفهوم اننا كلنا عراقييون وان العملية السياسية قابلة للتطور ومن حق كل أحد أن ينال حقه … الكردي الذي يقول نحن لا ننتمي لكم وان عاداتنا وتقاليدنا لا تمت لكم بصلة ونحن في اقليم منعزل وهناك شيء اسمه عراق وهناك اقليم كردستان.. والسني الذي يحاول تهدأة الوضع منتقداً التهم التي تُلصق بالبعض على أنهم بعثيين … والشيعي المنتقد لكل ما يدور ) ليدفعوا سيارة صديقهم الشيعي الثالث الذي اعترضوا عليه حين رفع صوت الكاست بــ (لطمية) في اشارة ذكية من الفنان جمال أمين الى أن العراقيين مهما اختلفوا سيتفقون نهاية المطاف …
وأخيراً اختتم الامسية بفلم (العتمة الأبدية) والتي تناولت حياة عراقي يعيش في الدانمارك وقد فقد بصره خلال الحرب لكنّ هذا لا يُفقده بريق الأمل والحب للعراق الذي لم يعطه سوى عتمة أبدية .. ليذهب الى صديقه عازف البيانو (أعمى هو الآخر) وليغنيّا معاً النشيد الوطني العراقي (موطني) دلالة على تمسكهما بما في ذاك الوطن … لكنّ نهاية الفلم التي كانت تمثل واقعاً مؤلماً لبطل الفلم والتي نقلها للمتلقي بسهولة حين يتحول صوت الألعاب النارية من مصدر فرح يلون السماء الدانماركية الى مصدر رعب له حيث يذكره بالحروب وماذا حدث له وكيف تلك الاصوات هي التي منحته عتمته الأبدية فتفقده توازنه حتى في المشي !
وفي نهاية الأمسية فُتح باب النقاش حول الافلام الثلاثة .. والتي أخذ فلم اللقالق وهو (أقصرها) الحيّز الاكبر من النقاش حول مفهوم العنصرية وفيما لو كان هذا الفلم يعكس حقيقة حالة العنصرية في بلد ديموقراطي كالدانمارك .