عادل محمود –
ضرورة ثقافة الطفل
الاهتمام بالثقافة الفنية للاطفال طريقة لتمهيد مواهبهم المستقبلية. الاطفال العراقيون عاشوا ويعيشون حالة من قلة الاهتمام بمواهبهم وتربيتهم الثقافية، فدروس التربية الفنية كانت ولا تزال دروسا ثانوية بالنسبة لسواها، والبرامج التلفزيونية التي تعنى بتشجيع وتطوير القابليات الفنية محدودة جدا. فباستثناء برنامج او اثنين لتعليم الرسم استمرا في العقود الماضية، تكاد تخلو البرامج العراقية من تشجيع للصغار – وللكبار ايضا- في مجالات مثل التثقيف الموسيقي او الفنون الادائية والبصرية او في مجال الادب. البرامج الثقافية الحالية بصورة عامة برامج تستعرض حركة النشاط الثقافي القائم، وهي غير مخصصة للاطفال اصلا. وهذا عنصر ملحوظ في القنوات العربية ايضا. فالبرامج التي تعرض للاطفال هي عموما للهو والتسلية مثل افلام الكارتون او المسابقات بانواعها، اما البرامج التي تعنى بتعزيز الذائقة فشبه مختفية. اهمية تربية الذوق الفني للاطفال لا تكمن فقط في تكوين ادباء او فنانين للمستقبل من الجيل الجديد، بل ان هذا الامر له تاثير حتى على المجتمع نفسه. فالمجتمعات التي تهتم بهذا الجانب تكون انسانا اكثر تهذيبا وانتظاما وجمالا في سلوكه، وهو ما يحتاجه المجتمع العراقي بصورة خاصة، لاسيما بعد ان تعلم على التصرفات العنفية والعشوائية لعقود من هيمنة العنف ومنطق القوة، وغياب مفهوم الجمال ودوره في الحياة الفردية والعائلية والاجتماعية والمؤسساتية بصورة عامة