تأسست هذه المؤسسة الرائدة في بداية عام 2007 بعد ان سيطر العنف الطائفي على كل مفاصل الحياة في العراق ووصل ذروته في عام 2006. اذ ان المؤسسة هي امتداد وتطور لجهود آية الله الفقيه سماحة السيد حسين اسماعيل الصدر (دام ظله) من اجل خدمة القضية العراقية ومساعدة الانسان العراقي بغض النظر عن قوميته او معتقده للتمتع بحقه الاساسي بالمواطنة والعيش الكريم في وطنه العراق.
تعد مؤسسة الحوار الانساني اول مؤسسة عراقية تعنى بالحوار بين الانسان واخيه الانسان، الذي هو سمة العصر الحديث، و ان سماحة آية الله الفقيه السيد حسين السيد اسماعيل الصدر(دام ظله) ومن خلال مشروعه الفكري الكبير في مؤسسة الحوار الإنساني يعد الشخصية العراقية الاولى، في أيامنا، التي التفتت الى هذا الجانب المهم ليؤسس مرتكزات مصالحة وطنية خالصة لتعميق الحوار وترسيخ دعائم المحبة والسلام بين مكونات الشعب العراقي ايمانا منه بتنوع انتماءاته ومكوناته الدينية.
يرتكز عمل مؤسسة الحوار على الفعل المنتج المباشر في التربية والتدريب والإعانة، وسائر أنواع الدعم، وانطلاقاً من الثقافة كممارسة يومية واستراتيجية، وبعيدا عن التحزب والتسييس والولاءات الضيقة، لتكون مبادرة رحبةً تتسع الجميع. و بدعم وإشراف مباشر من سماحة السيد الصدر، فإن المؤسسة تعمل في كل ارجاء العراق من اجل كل ابنائه و الطموح تعدى ذلك الى فتح مركزاً ثقافياً للحوار الانساني في العاصمة البريطانية لندن كونها اللبنة الاولى لتأسيس مؤسساته في عواصم اخرى متخذا من القواسم المشتركة بين الاديان نقطة الشروع لكتابة الرسالة الإنسانية الحقيقية الجامعة، وهذا مايؤكد ايمانه المطلق بأن العراق لا يبنى بيد واحدة.. بل أن بناء العراق هو جزء اساسي من واجبنا الانساني المطلق.
يركز سماحة السيد الصدر على اشراك جميع المكونات عملا ومسؤليةً على اختلاف الاديان والقوميات والمذاهب من اجل تحقيق السلام والمحبة والتفاهم، ونستشهد بجانب من كلمته في مؤتمر اديان وطوائف اهل العراق في اذار (مارس) عام 2007 حين قال: (يجب ان نتحاور على اساس الانتماء الى العراق، الأعداء يريدون إبعادنا عن هويتنا العراقية بزرع الفتنة تحت مسميات دينية ومذهبية وطائفية، وقد تكون بأسماء قومية وحزبية، فيا سادتي ومشايخي، اتمنى ان نكون جميعا مع العراق دائما ونجعله محور اهتماماتنا وفكرنا وقلوبنا ومشاعرنا وأقوالنا وأعمالنا حتى نبعد عنه دعاة الفتن ونحافظ على وحدته).