النقاط الساخنة: الأزمة المتصاعدة في أوروبا
الحواس تقية
مقدمة
يُعد تَوَجُّه البريطانيين إلى الاستفتاء على استمرارهم في “وضع رِجْلٍ داخل الاتحاد الأوروبي ورِجْل خارجه” مؤشرًا على أن عوامل الشك في جدوى العلاقة اتسعت عند قطاعات واسعة لم يعد السياسيون يستطيعون تجاهلها. ومهما كانت النتيجة فإن الحال لن تعود إلى سابق عهدها؛ لأن هذه القوى التي فقدت الإيمان بالاتحاد الأوروبي ستظل مؤثِّرة، وليس من المستبعد أن تعيد التصويت مجددًا إن فشلت هذه المرة، أو أن يضعها السياسيون مستقبلًا في اعتبارهم، سواء من خلال تقديم ترضيات لهم في برامجهم أو بفتح الأبواب لقيادات سياسية تجتذب قطاعات منهم.
أمَّا أوروبيًّا، فإن التصويت البريطاني مهما كانت نتيجته سيعمِّق شكوك باقي الأوروبيين في البقاء معًا، ويُقدِّم ذخيرة إضافية لدعاة التخلي عن الاتحاد الأوروبي؛ لأنه في نظرهم لم يَفِ بوعود الأمن والرخاء التي وعد بها.
هل يُعد تصويت البريطانيين حالة استثنائية لن يتسع إلى باقي الأوروبيين أم أنه مؤشر مُبكِّر عن القادم؟
وهل ستكون صدمة تعمِّق شروخ الاتحاد الأوروبي أم ستكون موقِظًا يشحذ هِمَمَ القيادات الأوروبية فتتعالى على أنانيتها الوطنية والسياسية وتسارع إلى استكمال النواقص التي جعلت البناء الأوروبي يترنَّح ويَهُمُّ بالسقوط؟
نقاط ساخنة
يساعد كتاب جورج فريدمان الأخير، “نقاط ساخنة: الأزمة المتصاعدة في أوروبا”، في مناقشة هذه الأسئلة التي تتعلق بمستقبل الاتحاد الأوروبي، لفهم العوامل والديناميات التي قد تحدد مساراته. والكاتب يُعدُّ من خبراء الجيوبوليتيك والاستشراف في الوقت الراهن، فهو مؤلِّف كتاب “مئة عام القادمة”، وكتاب “العشرية القادمة”، ومُؤَسِّس موقع ستراتفور للاستراتيجية والتوقع، وموقع مستقبلات الجيوبوليتيك.
يذكر فريدمان أنه توقَّع انهيار المشروع الأوروبي في كتابه “مئة عام القادمة”، وأن كتابه الجديد هو بشكلٍ ما شرح مفصل لذلك التوقع، أمْلته أزمات الاتحاد الأوروبي الراهنة. ويمكن من زاوية أخرى اعتبار توقعات الكاتب بخصوص أوروبا هي تأكيد لتوقعات والده استنتجها من تجربته الخاصة لمّا كان يعيش في موطنه الأصلي، المجر، ويكافح أثناء الحرب العالمية الثانية ليحافظ على بقائه وبقاء عائلته اليهودية.
يستفيض فريدمان في الربط بين مصيره ومصير عائلته بمصير أوروبا، فيرى أن الاقتتال بين الأوروبيين الذي بلغ أَوْجَهُ في محاولة هتلر توحيد أوروبا تحت نجمة النازية اضطرَّه وعائلته إلى الهجرة إلى أميركا، ثم بعد نهاية هذه الحرب، وتعافي أوروبا، طلب من والده مصاحبته لزيارة أوروبا، فَزَهِد أبوه في الدعوة؛ لأنه فقد الإيمان بها نهائيًّا، ولما ادَّعى جورج أن الأوضاع تغيرت، أجابه والده بأن الأوروبيين لن يتغيروا لكنهم يدَّعون ذلك فقط.
الكتاب هو تقديم أدلة جيوبوليتيكية وتاريخية وسياسية واقتصادية واجتماعية على صدق هذا الإحساس.
توسع خارجي واقتتال داخلي
أوروبا، حسب الكاتب، ظلت تعاني في تاريخها من الاقتتال الداخلي الذي استنزف قوتها، ويرجع مصدره إلى استقلال مكوناتها، التي فشلت كل محاولات توحيدها بالقوة في الماضي، فعوامل الجغرافيا مثلًا أفشلت حملات نابليون بونابرت وهتلر في السيطرة على روسيا، وعوامل اللغة كانت المحرك الرئيسي الذي أنشأ الدول القومية الأوروبية وجعلها تتباهي باستقلالها عن بعضها.
يركِّز الكاتب على القرنين التاسع عشر والعشرين؛ لأنهما يصوِّران بوضوح مفارقات أوروبا. يُعد القرن التاسع عشر تتويجًا لمحاولات أوروبا السيطرة على العالم، وقد نجحت بشكل غير مسبوق، فلقد تمكَّنت لأول مرة في تاريخ الإمبراطوريات من بسط سيطرتها على كل بقاع العالم، بل تعد مخترع العالم الحديث؛ لأنها ربطت بين زواياه، بينما كان في الماضي مناطق معزولة لا تعي وجود غيرها، وذلك بفضل اكتشافاتها التقنية مثل القطار الذي جعل التنقل أسهل وأسرع.
مقابل هذا التوسع غير المسبوق، كانت أوروبا تعاني من الاقتتال الداخلي، فلقد اندلعت مع بداية القرن العشرين حرب الثلاثين سنة، من 1914 إلى 1945 إضافة إلى حروب صغيرة مثل الحرب الأهلية الروسية والإسبانية، فقضت على نحو 100 مليون أوروبي من 500 مليون هم إجمالي عدد الأوروبيين، ما جعل بعض المؤرِّخين يقولون: إن التاريخ لم يعرف قبل أوروبا هلاك إمبراطورية بتناحرها الداخلي دون أي تدخل خارجي.
لم تنته الحرب العالمية الثانية في 1945، إلا وأوروبا التي كانت تحكم العالم صارت تحت حُكم القطبين، الاتحاد السوفيتي يسيطر على شرقها، والولايات المتحدة على غربها، ففقدت أهم صفة تُميِّز أية قوة سياسية ذات شأن في التاريخ، وهي السيادة في اتخاذ قرار الحرب والسلم، فلم تعد أوروبا تقرر أيًّا منهما بل بات القرار بشأنهما يُتخذ في موسكو وواشنطن.
انتشر في الجزء الغربي خاصة من أوروبا قناعة بأن تلك المأساة لن تتكرر، فبادروا إلى تجنُّب خطأ إقصاء ألمانيا وإهانتها التي ارتكبوها بعد الحرب العالمية الأولى، فأدَّى بهم إلى الحرب العالمية الثانية، فعملوا هذه المرة على دمجها ضمن بناء أوروبي موحَّد يربط رخاءها وأمنها برخاء وأمن باقي أوروبا، وقد ساعد على نجاح هذا المسعى عاملان رئيسيان:
اعتقاد أميركا أن مساعدة أوروبا الغربية على أن تكون واحدة وتنعم بالرخاء سيسدُّ المنافذ أمام محاولات الاتحاد السوفيتي توسيع سيطرته إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الأميركية؛ فخصصت أميركا مشروع مارشال من أجل هذا الغرض، لتضرب عصفورين بحجر واحد، إعادة بناء أوروبا حتى تصمد في وجه الضغوط السوفيتية، وجعلها سوقًا للأموال والبضائع الأميركية تسهم في تنمية الاقتصاد الأميركي. وقد نجح المشروع، حيث حقَّق بشكل عام الأمن فلم يتقاتل الأوروبيون مجددًا، والرخاء فباتت أوروبا الاقتصاد الثاني عالميًّا.
بلغ هذا النجاح مداه مع سقوط الاتحاد السوفيتي، فزال أكبر خطر على أمن أوروبا بل وبقائها؛ لأنه كان يهدِّد بمحوها من الوجود بالأسلحة النووية، لكنه وضعها في مأزق لا تزال تعاني من تناقضاته: هل تتوسع لتضم دول أوروبا الشرقية التي كانت خاضعة للاتحاد السوفيتي، أم تعطي الأولوية لتعميق العلاقات بين أعضائه السابقين؟
رجح خيار التوسع لعدد من الأسباب: موجة التفاؤل بالمستقبل التي عمَّت أوروبا مع زوال الاتحاد السوفيتي، وشوق قطاعات من أوروبا الشرقية إلى الالتحاق بأشقائهم في الجهة الغربية، ورغبة الولايات المتحدة في انتهاز الفرصة للتمدد إلى جوار روسيا حتى تقضي على أية عودة للإمبراطورية السوفيتية، ورغبة مقابِلة من دول أوروبا الشرقية بالالتحاق سريعًا بالمنظومة الغربية لمنع أية عودة للدب الروسي. وقد كانت اتفاقية ماستريخت على الوحدة النقدية الأوروبية تعبيرًا عن هذه التركيبة من مشاعر التفاؤل وضرورات الجيوبوليتيك، اعتقد مهندسوها أنها ستسرِّع عملية الاتحاد بينهم من خلال القضاء على حرب العملات التي جعلت بعض البلدان الأوروبية المهمة تخفض عملاتها حتى تكون سلعها أكثر تنافسية من جيرانها، فيزايد عليها جيرانها، فيصاب الجميع في نهاية الشوط بالخسارة؛ لأن علاقاتهم كانت صفرية، يعتقد كل منهم أنه لا يستطيع أن يربح إلا إذا خسر جاره، وأنهما لا يمكن أن يربحا معًا.
زوال الأوهام
بدت وعود الاتحاد الأوروبي بتوفير السعادة ملموسة لأعداد متزايدة من الأوروبيين، إلى أن استفاقوا في 2008 على غزو روسيا لجورجيا وضمِّها الفعلي إن لم يكن القانوي لإقليمي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، فأحسَّ الأوروبيون بأن التاريخ بمآسيه انطلق مجددًا، فلم يتمكنوا من نجدة جورجيا التي سعت إلى أن تحتمي بهم من الدب الروسي، ولم يتحرك الأميركيون إلى حماية بلد كان ينشد الالتحاق بالحلف الأطلسي، فنجحت روسيا في تحقيق هدفين: إقناع المترشحين للالتحاق بالمعسكر الغربي بأن ضماناته ليست موثوقة ولا يُعوَّل عليها، ونشر الخوف بين الأوروبيين بأن اعتمادهم على بعضهم لا يضمن أمنهم وأن الحرب التي ظنوا أنهم ودَّعوها إلى الأبد تدق أبوابهم. مهَّدت الحرب الجورجية للحرب الهجينة التي شنَّتها بعد ذلك روسيا على أوكرنيا حتى تمنعها من الالتحاق بالاتحاد الأوروبي أو الترشح للانضمام للحلف الأطلسي، فضمَّت إقليم القرم ودعمت عسكريًّا بشكل يكاد يكون علنيًّا الميليشيات المسلحة الانفصالية بشرق أوكرانيا. الحربان جعلا الأوروبيين يقتنعون أن المشروع الأوروبي ليس ضمانة كافية لتحقيق الأمن.
في سنة 2008 أيضًا، انهار بنك ليمان براذرز نتيجة أزمة القروض عالية المخاطر التي انطلقت من أميركا، وانتشرت في النظام البنكي العالمي، فحاولت دول الاتحاد الأوروبي إنقاذ البنوك بشراء ديونها، فلم تتمكن دول مثل اليونان من تحمُّل أعباء الديون الجديدة مع أعبادء الديون القديمة التي أخفتْها عن شركائها، فباتت عاجزة عن الوفاء بديونها، وباتت معرَّضة للعجز عن السداد، فالتمست من شركائها الأوروبيين مساعدتها وإقراضها، فاشترطت دول أوروبا الكبرى، مثل ألمانيا، إجراءت تقشفية تجعل الدول العاجزة عن سداد الديون تقلِّل نفقاتها حتى تدَّخر لدفع ديونها، لكن الإجراءات التقشفية رفضتها قطاعات واسعة من اليونانيين لأنها تدفع بأعداد هائلة منهم إلى البطالة، وتحرمهم من خدمات ضرورية كانت الدولة تضمنها لهم مثل الصحة والتعليم، فانتخبوا أحزابًا ترى في الاتحاد الأوروبي عبئًا أخلف وعود الرفاه، ولم يعد إلا مشروعًا للحرمان والبطالة والفقر. وليست اليونان وحدها في هذا الخصوص، بل تشاركها دول أخرى ولكن بدرجات أقل مثل إسبانيا وإيطاليا.
مسَّت الأزمة السورية ركيزة أخرى من ركائز الاتحاد الأوروبي، وهي حرية التنقل لمواطنيه بعد الاتفاق على حدود مشتركة في اتفاقية شنغن؛ حيث إن أعداد اللاجئين السوريين الغفيرة التي رحلت إلى أوروبا، أحدثت خصومات بين الدول الأوروبية وداخل الدول الأوروبية نفسها، فدول أوروبا الشرقية التي التحقت مؤخرًا بالاتحاد الأوروبي كانت الأعنف والأكثر تطرفًا في رفض استقبال اللاجئين، من دول أوروبا الغربية، خاصة ألمانيا، التي أسهمت عدَّة عوامل في ترحيب حكوماتها بهم، منها خوف الألمان من من تجدد اتهامهم بكُره الأجانب كما كانوا أثناء الفترة النازية، ورغبتهم الراهنة في الاستعانة بالمهاجرين لتعويض نقص قواهم البشرية التي أُصيب أكثرها بالشيخوخة. إلا أن الضغوط من داخل ألمانيا ومن جيرانها الأوروبيين اضطر المستشارة، أنجيلا ميركل، إلى التراجع عن ترحيبها بالمهاجرين والوعد بإعادتهم إلى بلادهم.
اختلاف الدول الأوروبية في كيفية التعامل مع المهاجرين واستغلال الأحزاب الشعبوية لهم في زيادة شعبيتها، وضع اتفاقية الحدود الأوروبية المشتركة محل تساؤل، وجعل النقاش حول التراجع عنها يحظى باهتمام متزايد في مختلف دوائر صناعة القرار.
يمكن لذلك اعتبار سنة 2008 مفصلية في تاريخ المشروع الأوروبي؛ لأن هدفيه الرئيسيين: الأمن والرفاه، أصيبا إصابات بليغة، ثم شكَّكت أزمة اللاجئين في فائدة الحدود المشتركة؛ وبذلك أُصيب المشروع الأوروبي في أُسُسِه الرئيسية، ويوشك على الانهيار.
هل تتمكن ألمانيا، أكبر الدول الأوروبية، من إنقاذ الاتحاد؟
المعضلة الألمانية
يجزم فريدمان بأنها لن تستطيع، فاقتصادها يقوم بالأساس على التصدير إلى أوروبا؛ لذا شجَّعت بلا شك الدول الأوروبية مثل اليونان على الاستدانة لشراء بضائعها، وأقامت في نفس الوقت نظامًا ضريبيًّا تحت غطاء الاتحاد الأوروبي يعاقِب كل استثمار منافِس لها في باقي الدول الأوروبية، فحكمت على الدول الأوروبية الصغيرة بدوام الاستدانة، وبالتالي الوقوع في أزمة العجز عن سداد الديون. ولما تلتمس هذ الدول من ألمانيا المساعدة من أزمة أسهمت في حدوثها تواجهها بالرفض. ومن المستحيل، حسب فريدمان، استمرار هذه العلاقة لأنها مجحفة بحق الدول الأوروبية الأخرى، وستدفعها إلى تفضيل الطلاق.
بدائل أخرى
هذه عمومًا الأفكار التي بنى عليها جورج فريدمان توقع انهيار الاتحاد الأوروبي، إلا أن الانتقادات لا تُوجَّه بشكل رئيسي للوقائع التي يذكرها وإنما للمدلولات التي يستنبطها من هذا الوقائع والتقديرات التي يبنيها على أساسها.
لما وقعت أزمة اليونان، توالت التوقعات بخروجها من منطقة اليورو، لكن قيادات الطرفين، اليوناني والأوروبي، تمكنت من تطوير أدواتها وإجراءاتها من أجل الحفاظ على العلاقة بينهما، فلم تخرج اليونان من الاتحاد لما كانت الأزمة في أشدها ومن المستبعد أن تخرج بعد أن طوَّر الاتحاد الأوروبي إجراءاته لمساعدتها. وإذا اعتبرنا اليونان أضعف البلدان الأوروبية، فحظوظ باقي الدول الأخرى بالبقاء أكبر.
هناك عامل مهم يمنع الأوروبيين من العودة إلى الأنانيات الوطنية التي قضت على الملايين منهم في الحربين العالميتين الأولى والثانية، وهو وجود الجيل الذي عايش تلك الحروب في صناعة القرار، فيقارن بين الأمن الذي نعمت به أوروبا بفضل مشروعها الوحدوي والحروب التي أهلكتها نتيجة أنانياتها الوطنية، ولن يترددوا في اختيار الوحدة رغم مشاكلها ومساوئها.
يعاني السيناريو الذي يعتمده فريدمان من ثنائية لا تسمح بوجود تصميمات وسيطة، فهو يقارن بين الوحدة التامة أو الانهيار، بينما هناك من يصمِّم سيناريوهات أخرى، مثل إقامة اتحاد أوروبي بطوابق، تختلف العلاقات بينها لكنها تدفع كلها إلى الوحدة ولو على مراحل، وهناك من يعتقد أن بريطانيا التي تبدو الآن رصاصة الرحمة في البناء الأوروبي ستكون علاقاتها مع أوروبا النموذج الذي يُحتذى لباقي الدول الأوروبية، وهي علاقة تجمع بين مطلبي المحافظة على السيادة لكن مع إنشاء روابط تمنع التنافس القاتل مع باقي الأعضاء.
وأخيرًا، لا يعطي فريدمان دورًا كبيرًا لأميركا في الحفاظ على البناء الأوروبي، مع أن أميركا معنية بشكل مباشر؛ لأن أوروبا ركيزة أساسية في الحلف الأطلسي، وجدار يمنع الدب الروسي من التمدد غربًا في المستقبل، وحليف مهم في التصدي للصين، وليس من المستبعد أن أميركا ستلعب دورًا فاعلًا مثلما لعبت في الماضي للحفاظ على الاتحاد الأوروبي لأن الحرب داخل أوروبا إن تجددت لن تبقى داخل حدودها فقط بل ستمتد ألسنة لهيبها إلى الضفة الأخرى من الأطلسي كما بيَّنت الحربان العالميتان.
معلومات عن الكتاب
عنوان الكتاب:النقاط الساخنة: الأزمة المتصاعدة في أوروبا
المؤلف:جورج فريدمان
عرض:الحواس تقية – باحث بمركز الجزيرة للدراسات
دار النشر:راندوم هاوس
سنة النشر: 2015
الصفحات: 209