يسرّ مؤسسة الحوار الإنساني بلندن أن تدعوكم لحضور أمسية الفنان الفوتوغرافي حسين السكافي يوم الاربعاء 10/8/2016 الذي سيتحدث فيها عن موضوع ” اللون .. المعنى والرمز “. وسوف يركّز السكافي على ان اللون يحمل طاقة تعبيرية ورمزية عالية ،
استعملها الإنسان للإفصاح عن مشاعره وأفكاره. الاستاذ حسين السكافي مصور فوتوغرافي محترف عمل في العديد من الشركات العالمية وهو حائز على بكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وشهادة تخصص في التصوير الفوتوغرافي من جامعة ويستمنستر. أقام عدداً من المعارض الشخصية والمشتركة، مهتم بالثقافة البصرية و الشفهية.
اللون .. المعنى والرمز
ضيفت مؤسسة الحوار الإنساني بلندن الفنان الفوتوغرافي حسين السكافي يوم الاربعاء 10/8/2016 في امسية ثقافية تحدث فيها عن موضوع ( اللون .. المعنى والرمز ). وقد تناول السكافي اللون والطاقة التي يحملها،تلك الطاقة التعبيرية ورمزيتها العالية التي استعملها الإنسان للإفصاح عن مشاعره وأفكاره. الاستاذ حسين السكافي مصور فوتوغرافي محترف عمل في العديد من الشركات العالمية وهو حائز على بكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وشهادة تخصص في التصوير الفوتوغرافي من جامعة ويستمنستر. أقام عدداً من المعارض الشخصية والمشتركة، وهو مهتم بالثقافة البصرية و الشفهية.
المقدمة
وقد ابتدأ الاستاذ حسين السكافي محاضرته بالقول ؛ يرى دريدا ان الكلمات ليست مستقرة أو ثابتة في الزمن ومثلها الالوان لنفكر في أضواء المرور ، فإننا نعرف دلالة اللون ( الاحمر ) من خلال حضور اللونين الاصفر والأخضر في اللون الأحمر ، فالالوان الثلاثة يشكلون بنية اختلافية تعطي اللون الاحمر ( معناه ) ، لان للون الاحمر في ظروف أخرى معنى مغايرا تماما . فالورد الاحمر أستعمل خلال قرون للدلالة على ( الحب ).
العرب واللون
اذا ابتدأنا بالتعريف اللغوي للون كمدخل لفهم علاقة العرب باللون حيث جاء في لسان العرب : اللون : هيئة كالسواد والحمرة ، ولونته فتلون ، ولون كل شئ ما فصل بينه و بين غيره ، والالوان : الضروب . واللون : النوع ، وفلان متلون إذا كان لا يثبت على خُلق واحد . اما الالوان عند العرب ،فقد اشار السكافي الى ان العرب عرفوا الألوان الأساسية والألوان الثانوية ،فنحن نجد في اللغة العربية معجم الألوان وإشكالية النظرية في كتاب (المخصص لابن سيدة ) حيث نلاحظ هذا بالنسبة للترادفات التي وضعوها، إذ نجد أن لهذه الترادفات علاقة إما بالأبيض أو بالأسود، كما نلاحظ هذا في التركيبات اللونية التي وضعوها، وهو ما تبينه المعطيات التالية:
ظاهرة الترادف:
أولا، الأسود
- الدحسم: الأسود
- السخام: السواد بعينه
- الحلك: السواد في كل شيء
- أدعج: أسود
- الدلام: السواد
- البهيم: الأسود
ثانياً، الأبيض
- المسجهر: الأبيض
- الأحقب: الأبيض
- المضرحي: الأبيض
- الفقع: شدة البياض
- الأفضح: الأبيض
اما فيما يخص ظاهرة التركيبات اللونية فذكر الاستاذ حسين السكافي ان العرب عرفوا ظاهرة التركيبات اللونية ودليلنا على ذلك معجم الالوان الذي يرد فيه :
- المشج: ما اختلط من حمرة وبياض
- الدكنة: لون بين الحمرة والسواد
- الأصدأ: الشديد الحمرة التي تقارب السواد
- الصحمة: سواد إلى صفرة
- السفعة: سواد مشرب حمرة
- السمرة: منزلة بين البياض والسواد
تقودنا المعطيات السايقة إلى النتيجة التالية: لقد كان لدى اللغويين العرب القدماء إحساس بوجود ألوان أصول وألوان فروع ،ويحتوي ” قاموس الألوان عند العرب” لمصنفه د. عبدالحميد إبراهيم، على أربعمائة وتسع وثمانين مادة مضبوطة ومشروحة تدور حول اللون، كلها مستقاة من لغتنا العربية، ومن تراثنا العربي، ومن معارف الجزيرة العربية.
الالوان في الحضارات الانسانية
نرى اللون الازرق لونا مركزيا في الحضارة الرافدينية في العراق ،حيث كانوا يجلبون الحجارة اللابيس الزرقاء من افغانستان ، لكن تجدر الاشارة الى ان اللون الأزرق لم يكن محبوبًا عند الإنسان القديم، والدليل أنه نادر الوجود في رسومات الكهوف الأولى، تحديدًا في أوربا. وحدهم الفراعنة كانوا يحبونه وهم أوّل من تفاءل به، وقد وجدت الأحجار الزرقاء والفيروزية بكثرة بين مقتنياتهم.اما في الغرب فقد بقي الأزرق منبوذًا وقتًا طويلاً، واعتبره الرومان لون البرابرة، غير المتحضرين، حتى أن الأوربيين لم يعتبروه لونًا كالأبيض والأحمر والأسود. لكن بعد انقضاء العصور الوسطى تغيّر كل شيء!حيث شهد القرنان الثاني عشر والثالث عشر تكريس اللون الأزرق، بسبب التغيير الذي لحق بالأفكار الدينية والعقائدية التي صارت ترى أن النور هو… “الأزرق”! ولأول مرة لوّن الرسامون السماء في لوحاتهم بالأزرق، بعدما كانوا يلوّنونها بالأسود والأحمر والذهبي والأبيض. وقد صارت نوافذ الكنائس تطلى بالأزرق، كما كثر استخدامه في الرسوم الدينية، تحديدًا لثوب “مريم العذراء“.
وفي عام 1850 ظهر لباس أعطى الأزرق ذروة مجده وهو «الجينز» وهو لباس رعاة البقر في أمريكا الشمالية، وكان يتميز بقوته وتحمله لمشاق حياة الرعاة. لكن يبدو أن معظم الأمريكيين أحبّوا الجينز وتبنّوه، فصار عام 1930 لباس أوقات الفراغ بعدما كان قد اخترع لأوقات العمل تحديدًا. كما صار لباس التمرّد في الستينيات.
بعد الحرب العالمية الأولى صار الأزرق رمزًا للحماية الدولية، ثم اللون الرسمي للأمم المتحدة، واليوم صار أيضًا لون الاتحاد الأوربي والأونيسكو، فقد رأت المؤسسات الدولية فيه رمزًا للسلام والوقار والالتزام بالقضايا الإنسانية.
اللون في تفاصيل حياتنا
واشار الاستاذ السكافي الى ان اللون موجود في كل تفصيلة من تفاصيل حياتنا ،حتى في النوم فاننا نرى الالوان في احلامنا ،وربما أوضح دليل على ذلك التحية العراقية (اشلونك؟) ، وبين السكافي ، الكلمة الأولى ليست عامية كما يعتقد البعض وعرفت منذ القدم في الحجاز بمعنى “ماذا”، ويعود أصلها إلى “أي شيء” .. وقد استعملتها قريش وبقية القبائل في ذلك الوقت، كما وردت في كثير من الكتب والمصنفات القديمة (مثل كتاب روضة العقلاء لابن حبان وقصص ابن ذي يزن وألف ليلة وليلة) ومن كلمة “ايش” هذه اشتقت كلمة ليش وشوو (بمعنى ماذا؟) وايشبك (بمعنى ماذا بك؟) وعليش (على أي شيء؟)
لون الانسان يعني الكثير
واشار السكافي الى ان اللون يحيلنا الى الحالة النفسية للانسان وكذلك الحالة الصحية واحيانا الاجتماعية وبالعودة الى سؤال “ايش لونك؟” يذكر حسين السكافي ،لقد ذكرني بتقسيم لوني وضعه قبل أربعين عاما عالم النفس كارل جوستاف لمساعدة الأهل على فهم شخصيات أطفالهم، دون الحاجة للدخول في التفاصيل النفسية المتخصصة.. وبفضله نفهم ببساطة أن هناك طفلا أزرق، وطفلا أصفر، وطفلا أخضر، وطفلا برتقالي؛ ولكل منهم شخصية خاصة وطريقة مختلفة في التربية والتعامل ، فالطفل الأصفر مثلا انسان متوتر ومعاند ويحتاج أن تحدد له في كل مرة وقبل فترة مناسبة ماذا تريد منه في البيت والمدرسة.. فهو ببساطة يلجأ للعناد والمكابرة حين يتلقى أوامر مفاجئة تكسر روتينه المعتاد.. فهو مثلا يرفض النوم مبكرا حين تطلب منه ذلك فجأة ولكنه قد يتقبل الأمر إن أخبرته بأن مواعيد النوم ستكون أبدر من المعتاد حين يحل موعد الامتحانات في الأسبوع القادم .أما الطفل الأزرق بحسب كارل جوستاف فهو طفل اجتماعي ثرثار يحتاج إلى الحديث بكثرة ، وهو ذكي ولماح وسريع النكتة ويصاب بالإحباط حين تطالبه بالصمت ويشعر بالمنافسة حين يتواجد ضمن مجموعة تضم من هو أكثر انفتاحا منه.. وهو طفل تسهل تربيته لأنه يخبرك دائما عما يحدث في حياته اليومية ، ويسمع كلامك طالما صمت أنت واستمعت لكلامه.
أما الطفل الأخضر فيفضل البقاء مع نفسه وفي غرفته لوقت طويل .. وهو يتضايق حين يجبر على حضور المناسبات الاجتماعية أو التواصل مع أشخاص أكبر منه سنا.. ومحاولة إخراجه من قوقعته قد تخلق نتائج سلبية له وبالتالي يستحسن من الأهل منحه الخصوصية التي يريدها مع متابعته وتوجيهه بطريقة غير مباشرة…أما الطفل البرتقالي فهو الشاب الذي يرغب لاحقا بالتسجيل بنادي الهلال أو النصر .. فهو يعشق العمل ضمن “الفريق” وممارسة الرياضة والهوايات الخارجية، كالصيد والتخييم والمنافسات العنيفة.. والمفارقة هنا أنه على استعداد لاتباع قواعد المدرب أو رئيس الفريق ولكن ليس قواعد البيت أو كلام الوالدين.. وهذا ليس سيئا بحد ذاته في حال تأكد الأهل من مؤهلات وأخلاقيات القدوة التي يتبعها !!!ثم اضاف السكافي ..على أي حال ؛أنا شخصيا لا أرى مايمنع انسحاب هذه التصنيفات اللونية على البالغين من البشر.. وأعتقد أننا حين نعيها ونتفق عليها نستطيع تقديم إجابة واضحة لهذا السؤال الغريب (أيش لونك؟) ، وقد حضرني قول شعبي في من يخالف النسق الإجتماعي أخلاقياً ، يقال عنه (طايح صبغه) أي ذهب لونه ، وطاح تعني (الهبوط ) أي تردى لونه وبالتالي هو الذي إنحدر ، وقول آخر يشار به على من يتمسك بفكرة او معتقد ما ، يخالف فيه جماعته ، يقال عنه : (هذا مصبوغة وشيعتة) ، لونه مخطوف . انخطف لونه، وهنا تذكر حسين السكافي ابياتا من الشعر الشعبي لها علاقة ودلالة لونية وهي :
بهدمي لطب الماي وادعي عله هادي
عيدت كل الناس واني بسوادي
———————————-
داير طبع بهواي من اكعد يكوم
أسود كلب ثاريه وابيض بالهدوم
——————————–
أرد اسأل العِراف و اهل القوافي
ليش السواد يلوك للوجهه صافي
مراحل تطور الوعي اللوني
بين الاستاذ حسين السكافي ان تطور الوعي اللوني لدى الشعوب يقدم مؤشرا واضحا على الترقي او الصعود في سلم الثقافة او التحضر ،اذ كلما كان قاموس شعب ما يزخر بتدرجات لونية كثر كان ذلك دليلا على ازدياد الوعي وبالتالي ازدياد التحضر ،فحسب تصنيف العالمين ( بريت برلين ) و( بول كيه ) اللذان بينا ما يلي:
- في جميع لغات العالم : توجد اشارة واضحة او إسم الابيض والاسود
- وفي لغة من هم اكثر تطورا : ثلاثة اسماء الثالث هو الاحمر
- وفي اللغة التي بعدها الرابع : هو الاخضر او الاصفر
- وبعدها الخامس الاخضر والاصفر
- وبعدها السادس : الازرق
- وبعدها السابع : البني
- وبعدها تبدا الاشتقاقات : البرتقالي والرصاصي … الخ.
ويرى هذان الباحثان ان كل لغة من لغات العالم تنتمي الى إحدى المراحل ( السبع ) السابقة . وكل لغة تطورت لابد انها مرت بالمراحل السابقة .
الهيموغلوبين والكلوروفيل
كما بين الاستاذ حسين ان صراع او مسيرة الحياة يمكن ان نوجزها بالتنافس الذي حصل خلال مسيرة التطور بين الهيموجلوبين والكلوروفيل ،ومن المدهش ان نرى صورة التركيب الكيميائي لجزئ كل مركب حيث يتطابق البناء الكيمياوي بين الاثنين والاختلاف الوحيد هو باستبدال ذرة المغنيسيوم في الكلوروفيل بذرة حديد في الهيموغلوبين ،وبذلك فنحن ازاء صراع او تنافس بين الاخضر والاحمر .
اللون والسياسة
وللالوان دلالات سياسية واضحة ورمزية باتت معروفة او متداولة ، وبين الاستاذ حسين السكافي ؛لما اسند الخليفة العباسي المأمون ولاية العهد لعلي بن موسى الرضا ،وهو الامام السابع لدى الشيعة الامامية احدث انقلابا لونيا حيث وأمر جنده بطرح السواد وهو لون ورمز بني العباس ولبس الخضرة التي ارتبطت بالعلويين ، وألزمهم ذلك. وكان المأمون وقتها في خراسان ، مما احدث انقلابا مضادا في لبيت العباسي قاده عم المأمون إبراهيم بن المهدي ،الذي سعى لخلع المأمون وطرح نفسه خليفة بديل وتلقب بالمبارك الذي امر بالرجوع الى السواد ،لكن انقلابه فشل ، وبعد وفاة علي الرضا عاد العباسيون الى لبس السواد ايضا .
كما نتعرف على التمييز اللوني تاريخيا ؛ في قول النحوي أبو الحسن الحصري :
إذا كانَ البياضُ لباسَ حزن … بأندلسٍ فذاك من الصَّواب
ألم تَرنِي لبستُ بياضَ شَيبي … لأني قد حَزِنت على الشَّبَابِ
وكان لبس البياض يشكل موقفا سياسيا اتخذه الامويون في الاندلس رافضا لبني العباس،لذلك اتخذ من البياض رمزا مضادا للون العباسيين الاسود ،وقد اصبح لبس البياض عادة أهل الأندلس في الحزن على موتاهم، استنوا ذلك من عهد بني أمية قصداً لمخالفة بني العباس في لباسهم السواد.
واضاف ان رمزية اللون السياسية مستمرة في تاريخنا الحديث والمعاصر ،فقد اصبح اللون الاحمر يشير للحزب الشيوعي منذ ان اصبح علم الاتحاد السوفيتي احمرا فيه منجل ومطرقة ،والعراقيون يتذكرون الهتاف الذي انتشر مع المد اليساري في نهاية الخمسينات ( احمر علمنه بي منجل وجاكوك احمر علمنه ).كما تجدر الاشارة الى نقطة مهمة وهي ان اللون الاحمر لم يكن رمزا للثورة تاريخيا ولكنه اصبح كذلك خلال الثورة الفرنسية ومابعدها , كان الاخضر لون الثورات في اوربا ومنهم ثوار الحرب الاهلية الانكليزية فكانت قوات كرومويل ترتدي ملابس باشرطة خضراء ويضاف ايضا …عندما قال بوش : كنا مؤخرا شهودا على احداثا هامة في تاريخ الحرية, ثورة وردية في جورجيا والثورة البرتقالية في اوكرانيا والان ثورة بنفسجية في العراق في اشارة الى الانتخابات البرلمانية في العراق ودلالتها في التحول الديمقراطي.
اللون زمنا
بين الاستاذ حسين السكافي ان للون دلالة زمنية واضحة يمكن ان ندركها من خلال تعبير الفلاح الذي يمكن ان يخبرك بالشهر واليوم من خلال مراقبته لنمو مزروعاته وتغير لونها ، وتذكر قول الاصمعي حين قال: كيف تركتم النخل ؟ فيقال: حين لَوَّنَ، وذلك من حين أخذ شيئاً من لونه الذي يصير إليه، فشبه ألوان الظلام بعد المغرب يكون أولاً أصفر ثم يحمرُّ ثم يسودُّ ولَوَّن البُسرُ تلويناً إذا بدا فيه أثر النضج. فاللون هنا إشارة زمنية بليغة تحدد حياة ونمو الثمر، فيتعامل الانسان مع ذلك الثمر من خلال ساعته اللونية والتي حددت له مراحل نضجه حتى قطافه.
تاثير الالوان في حياة فان كوخ
ثم عرض الاستاذ حسين السكافي مقطعا من فيلم “شوق للحياة”الذي انتج عام 1956 و يتناول قصة حياة الرسام العالمي فان كوخ ، حيث بين السكافي رأي الفيلسوف دولوز الذي يرى أن اللون الأصفر كان عند فان جوخ أثناء ما كان يقترب من ابتكاره للون، رونق إبداعه، هو الذي استغرق كيانه وعقله. وحددت الألوان الأصفر والبرتقالي والأحمر والأسود الأسلوب البصري، ولم تكن أكثر من لقطات منعزلة تتتالى بأسلوب يهدف إلى إثارة حالة درامية، ويستثنى من ذلك الجزء الأخير من الفيلم فقط، حيث تعددت الألوان ونجحت في التأكيد على الخط الدرامي العام. فكان اللون يتبدل بين لقطة وأخرى عندما بدأ عقل فان جوخ بالاضطراب، متحولاً إلى الجنون التدريجي، وبدأت الألوان الحمراء والبنية تختفي تدريجياً، إلى أن بقي لون حقول القمح الأصفر الشاحب، مولداً شعوراً غامضاً بالقوة، ومنذراً باقتراب الموت. وحين يموت الفنان في النهاية، وتمزق أسراب الغربان اللون الأصفر ليحل محله لون أسود. وقد كان تأثير هذا التبديل المفاجئ ما بين الأصفر والأسود قوياً ومعبراً من الناحيتين الدرامية والنفسية. لأن تصميم الألوان والتكوين جاءا من لوحة رسمها الفنان لحقل القمح الذي تطير فوقه الغربان، في الفترة التي اقترب فيها من الموت.
الخاتمة
واختتم الاستاذ حسين السكافي محاضرته بالتأكيد على اهمية اللون وفهمنا له في تفاصيل حياتنا ، وان المجتمعات الانسانية التي ترتقي نلحظ فيها ارتقاءا في تعامل الانسان مع اللون ورمزيته واكتناه الطاقة الكامنة في كل لون من الالوان.