عادل محمود
تتناول هذه الحلقة من برنامج (المجلة الثقافية) حال الثقافة العراقية ومتغيراتها بعد مرور عشرة اعوام على التغيّر الكبير الذي شهده العراق في عام 2003، كما تستضيف الكاتبة العراقية ابتسام يوسف الظاهر لتتحدث عن روايتها (صمت الشوارع وضجيج الذكريات) وجوانب اخرى من نشاطها الكتابي.
أخبار ثقافية
** اكد المتحدث باسم مهرجان بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 نوفل ابو رغيف استعداد بغداد لاحتضان المهرجان الثقافي الذي سينطلق فيها الشهر الحالي وبجاهزية عالية، مشيراً الى ان الفعاليات ستنطلق في 23 اذار الحالي وسيكون الافتتاح على مدى ثلاثة، وسيفتتح المهرجان في حديقة الزوراء حيث بوشر بنصب خيمة كبيرة في المتنزه تتسع لـ (1200) متفرج قرب ما يعرف ب “المطعم الياباني” وجهزت بكالفة التقنيات لانجاح العروض.
** صدرت عن دار المدى الطبعة الثانية من كتاب (الصابئة المندائيون) لمؤلفته المستشرقة البريطانية (الليدي دراوور) وترجمة نعيم بدوي وغضبان الرومي. ونقلت صحيفة (المدى) فقرة لمؤلفة الكتاب تقول فيها: “في اصقاع ضفتي المناطق السفلى للرافدين، وفي بطائح عربستان، عاشت ولا تزال تعيش بقايا طائفة الصابئة، او الصابئة المندائيين، او (الصابئين)، كما ورد اسمهم في القرآن الكريم. فمن هم الصابئة؟ ولماذا اطلق عليهم اسم الصابئة؟ وما هي معتقداتهم؟ وهل هناك علاقة بينهم وبين صابئة حران؟”.
وتجيب المؤلفة عن اسئلتها هذه وغيرها في قسمين من كتابها، الاول يركز اساسا على تاريخ الصابئة، والثاني يركز على الاساطير والقصص الدينية التي يتداولونها او التي تدور حولهم.
** اقامت جمعية التشكيليين العراقيين في بريطانيا معرض (التصوير المفاهيمي) الاول، واشارت جريدة (العالم) التي اوردت الخبر الى ان هذا النوع من التصوير ظهر في السنوات العشر الاخيرة ويهدف فيه المصور لصور تعبر عن فكرة او هدف معين وتختلف عن الصور التوثيقية. المعرض يعتبر اول فعاليات الجمعية لهذا العام، وشارك فيه مصورون عراقيون وعرب.
رواية عن معاناة المغتربين العراقيين
تضيّف حلقة هذا الاسبوع من برنامج (المجلة الثقافية) الكاتبة العراقية ابتسام يوسف الظاهر لتتحدث عن روايتها (صمت الشوارع وضجيج الذكريات) وجوانب اخرى من نشاطها في مجال الكتابة والادب.
تقول الظاهر انها لاحظت بعد عودتها للعراق بعد سقوط النظام السابق ان هناك نوعاً من التعتيم على معاناة المغتربين العراقيين واسباب تغربهم، وهم باغلبيتهم اناس تغربوا جراء الضغوط ولاسباب سياسية وشعور بالغربة داخل الوطن، وهذا ولد لديها الاحساس بعدم الاكتفاء بكتابة القصة والمقالة، فاطلعت على تجارب اناس تغربوا سواء ممن هجروا الى ايران او هاجروا الى منافي العالم المختلفة، وتولدت جراء ذلك روايتها (صمت الشوارع وضجيج الذكريات) التي اعتبرها البعض وثيقة تاريخية لهذه المرحلة.
بداياتها في الكتابة كانت في المرحلة الدراسية المتوسطة حين فازت لها قصة شجعتها على الاستمرار والمواصلة في كتابة القصص والمقالات، واخذت تنشر في الصحف العربية الموجودة في لندن بعد ذلك، وبعد سقوط النظام السابق باشرت بمراسلة الصحف العراقية المختلفة، وهذا ما حفز بقوة دافع الكتابة لديها، إذ صارت بالنسبة لها رفيقا وملتجأ تستظل فيه.
الثقافة العراقية بعد التغيير
تمر في هذه الايام الذكرى العاشرة للتغيير الكبير الذي حدث في العراق، وكانت للثقافة العراقية حصتها من تاثيرات هذا التغيير. فمن جانب حرية التعبير بوجه عام شهدت العملية الثقافية نهاية رقابة الدولة البوليسية على النشاطات الثقافية المختلفة، ما اتاح حرية اكبر في التعبير، تعززت مع الانفجار الاعلامي الكبير الذي اطلق العشرات من القنوات الفضائية والصحف في الحياة العراقية. غير ان بعض القيود اخذت شكلا اخر، تمثلت في الموقف السلبي لبعض الاتجاهات الدينية المتشددة التي تتبناها بعض الاحزاب والحركات السياسية المعادية او الفاترة تجاه الثقافة ودورها. ولكن وطأة هذه القيود خفت بشكل ملحوظ مع ضعف سطوة الاحزاب المتطرفة وتحسن الوضع الامني العام.
دور السينما والمسارح بصورة عامة وهي دور كانت تدهورت اصلا فنيا وعمرانيا خلال الحكم السابق، توقفت في معظهما عن العمل بعد الاحداث، ولم تفتح بعضها ابوابها الا كمسارح لعروض شعبية مؤخرا.
اما وزارة الثقافة العراقية فمرت خلال الاعوام العشرة الماضية بجملة من التغيرات وعدم الاستقرار نتيجة تناوب مسؤولين مختلفين عليها بعضهم غير كفوء وغير مختص، وايضا لتعرضها
لتقسيمات المحاصصة السياسية والطائفية التي سادت المشهد العراقي.
اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية لعام 2013 نشط حركة الثقافة ووزارة الثقافة بوجه عام. لكن الرعاية التي يحصل عليها المثقفون والكتاب والفنانون بصورة عامة ما تزال رعاية محدودة، والمنحة الشهرية المخصصة لهم والتي يستلمونها كدفعة سنوية، لا تتجاوز (100 الف) دينار شهريا.
حرية استيراد الكتب وتداولها حرية اخرى تطورت بشكل كبير وملموس، بعد ان كان القارىء والكاتب العراقي يتداول لاعوام الكتب المستنسخة الممنوعة في حالات كثيرة.اما شارع المتنبي، وهو قلب الثقافة العراقية النابض في العاصمة بغداد فتعرض الى عمل ارهابي خلال الاعوام الماضية اودى بحياة الكثير من الناس، ولكنه عاد بعد اعادة اصلاحه وترميمه الى لعب دور بارز في النشاط الثقافي العراقي عموما.