احتفالية الدكتور عبد الله الموسوي في مؤسسة الحوار الانساني بلندن
أقامت مؤسسة الحوار الأنساني بلندن يوم الاربعاء 12 نيسان 2017 أمسية ثقافية للاحتفاء بالمنجز العلمي والفكري للدكتور عبد الله الموسوي، وقد تحدث فيها عدد من المثقفين العراقيين متناولين السيرة العلمية والتربوية للدكتور الموسوي .
ولد الدكتورعبدالله الموسوي في بغداد وأنهى فيها مراحل دراسته الأولية والجامعية حتى نال درجة الماجستير، حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة ويلز سنة 1990، شغل منصب رئيس قسم العلوم التربوية والنفسية / كلية التربية جامعة بغداد، كما ترأس الجمعية العراقية للعلوم التربوية والنفسية، ثم عمل كأول مستشار ثقافي في لندن سنة 2006 بعد انقطاع دام اكثر من ربع قرن ،وقد باشر عمله في ظروف قاسية وشمل برعاية 350 طالب دراسات عليا بين دكتوراة وماجستير في مختلف الجامعات البريطانية ،لكنه تعرض لضغوط من شخصيات نافذة وحركات واحزاب سياسية حاولت دفعه بأتجاه استغلال سلطاته لتنفيذ اجندات تصب في مصلحة الشخصيات الفاسدة، مما دفعه للاستقالة من منصبه عام 2008 ،كما تعرض لتهديدات الفاسدين مما اجبره على البقاء بعيدا عن وطنه. صدرت له حتى الآن اربعة كتب هي “التربية الصناعية”، “العولمة”، “التربية المقارنة والتربية الدولية” و “في التطبيقات التدريسية والتربية العملية”. أشرفَ على العديد من رسائل الماجستير الدكتوراه، كما نشر أكثر من (50 ) بحثاً. ومُنح جائزة المعهد الدولي للبحوث التربوية / واشنطن 2009.
البروفيسور غازي درويش اول المتحدثين
وقد كان البروفيسور غازي درويش اول المتحدثين ممن تناولوا سيرة الدكتور الموسوي بالعرض والتحليل ، والبروفيسور درويش يرتبط بعلاقة صداقة مع الدكتور الموسوي تمتد لسنوات طويلة ، وابتدأ الدكتور درويش حديثه بالقول ، ان الدكتور عبدالله حسن نعمة الموسوي من مواليد بغداد 1941،ختم القرآن قبل التحاقه بالمدرسة جريا على ما كان شائعا من تعليم في الكتاتيب يسبق التعليم الرسمي ،حيث يبعث الاهالي اولادهم لحفظ القرآن وتعلم اللغة العربية وبعض علومها ،واذا علمنا ان والد الدكتور الموسوي كان رجل علم وفقه علمنا سبب اصراره على تعليم كل اولاده (ستة اولاد وبنتين) حتى مراحله العليا .
التحق عام 1948 بمدرسة البتاويين الابتدائية للبنين ،والتي كان مديرها الاستاذ محمد صادق الفتال،الذي اجرى اختبارا للطفل عبد الله عندما اراد اهله تسجيله في المدرسة ،فأكتشف الاستاذ الفتال مدى نباهة الولد ومستواه المتقدم على اقرانه مما جعله يسجله في الصف الثاني الابتدائي مباشرة دون المرور في الصف الاول . ثم دخل الى مدرسة الرشيد الثانوية في الحيدر خانة ليتم فيها دراسته للمرحلة المتوسطة ،وعلى طريقة الطرفة العراقية التي تصف وزارة الدفاع العراقية بأنها مقابل لبن اربيل ،فان ثانوية الرشيد الشهيرة في الحيدرخانة كانت مقابل كعك السيد ،ولا اظن ان هنالك بغداديا وربما عراقيا لا يعرف او لم يسمع بكعك السيد.
ومع اهتمام حكومات العهد الملكي بالتعليم فقد تم انشاء 14 دار معلمين ابتدائية في كل الالوية (المحافظات ) حينها ،اما بغداد فكان فيها ثلاث دور للمعلمين لتخريج معلمي المرحلة الابتدائية ،بينما تخرج دار المعلمين العليا مدرسي المرحلة الثانوية ،وقد التحق عبد الله الموسوي عام 1956 بدار المعلمين الابتدائية في ابي غريب واتم دراسته فيها ليتخرج منها عام 1958 ويعين معلما للغة الانكليزية في محافظة السليمانية في شمال العراق وفي هذه المرحلة ونتيجة لعمله خمس سنوات في السليمانية تعلم الموسوي اللغة الكردية وتكلمها بطلاقة.
سافر الموسوي للعمل مدرسا في لجزائر عام 1963 ضمن حملات مساعدة الجزائر للنهوض بمؤسساتها التعليمة بعيد الاستقلال ،وامضى هنالك اربع سنوات ،ليعود للعراق عام 1967 ويلتحق بالجامعة المستنصرية – قسم الدراسة المسائية في كلية التربية – العلوم النفسية والتربوية ،ليتخرج عام 1971 حاصلا على شهادة البكالوريوس في العلوم التربوية والنفسية ،ليعود للعمل في الجزائر في المعاهد العليا من العام 1971 حتى العام 1974،وبعد عودته للعراق عملا استذا في المعهد المركزي لاعداد المعلمين حتى العام 1985حيث التحق بالبعثة العلمية في المملكة المتحدة للدراسة في جامعة ويلز للحصول على درجة الدكتوراة التي حصل عليها عام 1990 عن رسالته الموسومة (النظم التعليمية والمناهج الدراسية – دراسة مقارنة بين العراق وبريطانيا).
وعند عودته للعراق عام 1991عمل استاذا في كلية التربية – ابن رشد حتة عام 2006 ،كما كان رئيسا لقسم العلوم التربوية والنفسية، وكذلك عمل باحثا في بيت الحكمة والمجمع العلمي العراقي في مجال البحوث التربوية والنفسية ،ومن ثم انتقل للعمل ما بين 2006 – 2008 مستشارا ثقافيا في المملكة المتحدة ،وحاز عام 2009 على جائزة المعهد الدولي للبحوث التربوية في واشنطن.
درع مؤسسة الحوار الانساني
قدم بعد ذلك الاستاذ غانم جواد مدير مؤسسة الحوار الانساني بلندن درع مؤسسة الحوار الانساني الذي يمثل مسلة حمورابي وامامها يقف الملك البابلي وهو يتسلم لفائف الحكمة من الالهة في دلالة على اهمية الفكر والابداع ،وذكر الاستاذ غانم انه وبأسم سماحة اية الله العظمى الفقيه السيد حسين السيد اسماعيل الصدر يقدم هذا الدرع كرمز لتكريم المبدعين والمفكرين والاكاديميين العراقيين ومنهم الاستاذ الدكتور عبد الله الموسوي على كل ما قدمه في مسيرته العلمية والاكاديمية ،وان هذا الامر اصبح نهجا اختطته مؤسسة الحوار الانساني لنفسها في تكريم العلماء والمفكرين والمبدعين.
تكريم الاكاديمية العلمية للبحث والتدريب
ثم تقدم الاستاذ الدكتور وسام الشيخلي لقراءة شهادته والاحتفاء بالاستاذ الدكتور الموسوي وذلك عبر تقديمه درع الاكاديمية العلمية للبحث والتدريب ،والقى كلمة اشاد فيها بجهود الاستاذ الموسوي وذكر بأنه قد تتلمذ على يده عندما عاد من خارج العراق وحضر دورة اعداد اساتذة الجامعات التي يعدها ويحاضر فيها الاستاذ الموسوي، وفي جو مفعم بالحب والامتنان قدم الدكتور الشيخلي هديته للدكتور الموسوي الذي احتضن تلميذه شاكرا كرم التلميذ عندما يتذكر استاذه.
ثم تقدم عدد من الاساتذة بصفتهم الشخصية او نيابة عما يمثلونه من جهات بتقديم التبريكات للدكتور الموسوي.