أطلق الأكاديمي سعد سلوم مسؤول مؤسسة مسارات ومؤسس معهد دراسات التنوع والعضو المؤسس للمجلس العراقي لحوار الاديان دعوة لتأسيس بيت/مجمع الثقافات والأديان العراقية، من مدينة اور التاريخية ، موضحا انه كفيل بخلق العراق عاصمة للتنوع الديني في الشرق الأوسط، وقِبلة للحج العالمي إلى أرض الحضارات الأولى.
وأوضح سلوم خلال بيان صحفي، تلقاه “المركز الخبري الوطني”أنه، ” لا يمثل التنوع الرافديني الغني تراثًا مشتركًا بين جميع العراقيين/ات فحسب، بل تراثًا مشتركًا للبشرية. لذا، فإن دعوته ليست جديدة، بل تمثل فكرة قديمة قدَّمها مرارًا في السنوات الماضية، وكانت بذرتها مبادرته السابقة “، لاعادة بناء مسجد النبي يونس في الموصل، بعد تدميره من قبل تنظيم داعش، بوصفه بيتًا/مَجْمَعًا للثقافات العراقية. ومن ذلك المكان، يعاد رمزيًّا بناء “نينوى” جديدة كلُّيًّا.
وتابع” إطلاق المبادرة على نحو أوسع لبناء مجْمع للأديان في “أور” النبي إبراهيم، يُعاد -انطلاقًا منه- تَخيُّل عراق آخر بعيد عن الحصرية، ومنفتح على جميع الثقافات العراقية ، مشددا على ان هذا المَعْلم سيكون مكانًا للتعلم والحوار والعبادة، ومفتوحًا للجميع بدون أي مركزية دينية، وسيكون مَركزًا تعليميًّا لتعلُّم التنوع/والتعلم من التنوع”.
واكد سلوم على ان “المبادرة قد سارت عليها مؤسَّسة مسارات التي يترأسها من خلال خطوات عديدة منها تأسيس معهد دراسات التنوع الديني سنة 2019، فضلا عن توفر التقاليد التي سِارت عليها مسارات مع شركائها وزملائها من ممثلي الأديان المختلفة، في تجربة المجلس العراقي لحوار الأديان سنة 2013″.
وبين سلوم ” انه كان قد سبق له في خاتمة كتابه “الأقليات في العراق 2013″ اطلاق تحذير من ملامح الكارثة، التي يصفها بالقول ” انها الكارثة التي تُحيق بنا بوصفنا عراقيين، وهي بداية النهاية بالنسبة إلى العراق. وفي نظري، ما هذه النهاية سوى نهايةِ فكرة العراق في حد ذاته، بوصفه ميراثًا حضاريًّا ودينيًّا وثقافيًّا تعدديًّا غيَّر وجه العالم القديم، ونهايةِ العراق الحديث الذي انطلق في عشرينيات القرن الماضي، في ظل تعايش الجماعات الدينية المختلفة وتآخيها.
وشدد على أن زيارة البابا فرنسيس للبلاد تُمثِّل فرصة أخيرة، محفِّزة لنا جميعًا، إلى عكس دينامية نهاية التنوع، واستعادة هذا الميراث، وبناء وطنية عراقية جديدة.
واعرب سلوم عن تكريس البيت/المجْمع للتفاهم المتبادل، والهوية الإنسانية المشتركة. ولكن، من دون استعادة إنسانيتنا، لن يكون سهلًا أن نستعيد عراقيتنا.
وكشف” ليكُن واضحًا أنَّ المضيَّ بهذا الخيار لا يعني وضع دائرة حصرية، تلعب فيها الأديان الثلاثة (اليهودية والمسيحية والإسلام) دور المهيمِن الثقافي، بل ستكون دائرة أوسع تضم تعلُّم التنوع: الإيزيدي، والمندائي، والبهائي، والزرادشتي، والكاكائي… إلخ.
في غصون ذلك اشار سلوم إلى ان “مؤسسة مسارات خاضت هذا التحدي من خلال إطلاق معهد دراسات التنوع، في سبيل توفير المصادر والمناهج الدراسية والتدريب للأكاديميِّين ورجال الدين والطلبة، لغرض تنمية وعي المجتمع بالتنوع الديني، في إطار “الوحدة في التنوع”، وإدراك “أهمية التنوع” بوصفه مَصدر غنى للبلاد. ولم يقتصر الاهتمام على توظيف التاريخ الغنيِّ للدِّيانتَين الإسلامية والمسيحية، بل شمل أيضًا الديانة اليهودية والمندائية والزرادشتية والبهائية”.
سعد سلوم باحث واكاديمي من جامعة المستنصرية مرتبط بالخارج ممول من منظمات دولية