د. حسين فلامرز
تعتبر الدولة كيان مبني على عنصرين رئيسين هما الشعب والارض، حيث يمكن من خلالهما وضع دستور مدني يؤسس لمنظومة اجتماعية تحكمها قوانين تتغير تبعا للمعطيات والمتغيرات على الارض ذاتها، بل احيانا تتأثر حتى بالاراضي المجاورة.
ولكل دولة تشريعاتها وثوابتها التي تلهم تلك الامة فتصبح محرك اجتماعي مشترك و موروث مهم يتم الدفاع عنه في أحيان كثيرة. والان وإذا ما أردنا أن نعيش في دولية عصرية متمدنة ينعم فيها الانسان بحياة كريمة تمكنه من أتخاذ قرار طبيعة عيشه كما يرتأيها وتفسح له المجال باتخاذ مايلزم لخلق حدوده وبالتالي ينأى بنفسه عن أي تجاذبات تحكمها المصالح والاهداف والميول!
إن رفع شعار “فرصة عمل لكل عراقي” و وضعه على جدران البرلمان لتذكير أعضاء مجلس النواب ان وجودهم من عدمه له علاقة بالنسبة المتحققة من هذا الشعار والتي بالتأكيد ستوضح وتبين ايجابية نتائج المنظومة او سلبياتها.
لذا أن عمل الدولة على المضي قدما في نشاطاتها ومشاريعها وبرامجها تؤدي الى فرص عمل لائقة تفي باحتياجات السوق وتتعاطى مع المتغيرات الحاصلة في الصناعة والزراعة والانتاج وإجراء البحوث والدراسات الاستباقية التي تحدد طبيعة الاحتياجات المهارية والكفاءات ذات العلاقة وخصوصا في نشاطات تدريبية ريادية و تعليمية ومهنية مما يخلق من الفرد عنصر فاعل يتوفر لديه الاساس الكافي لبناء مهاري مستقبلي اضافي يوفي احتياجات السوق وبشكل مستمر.
ومن اطلاع بسيط على طبيعة الحرف والمهن والاشغال الموجودة في حياتنا اليومية الان، يتضح بأن خمسون بالمائة من المهن والحرف التي كانت موجودة قبل عشرة سنوات قد اختفت الان! و أن خمسون بالمائة من مهن اليوم ستزول بعد عشرة سنوات!
إذن العالم في حالة تغير وعلينا مواكبة هذا التغيير والا سنصبح ادوات غير قابلة للاستثمار وهذا يخص عقولنا ايضا!
كون واحد من اهم الادوات المستخدمة في صناعة الحياة هو العقل ولابد أن يوظف بشكل صحيح من أجل خلق فرصة عمل لكل عراقي وبالتالي نكون أمة منتجة تعيش وتستمر بانتاج عملها وليس بغيره.